أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - حتى لا يغدو -التطبيع أوَّلا- مطلبا عربيا!














المزيد.....

حتى لا يغدو -التطبيع أوَّلا- مطلبا عربيا!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1890 - 2007 / 4 / 19 - 12:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


بادرت الدول العربية جميعا، في قمة بيروت، إلى إعلان وتحديد وتوضيح شروطها المبدئية لإنهاء النزاع (التاريخي) مع إسرائيل، متنازِلةً عن كثير ممَّا كان العرب، شعوبا وحكومات، يؤمنون به على أنَّه حقوق عربية (وفلسطينية) قومية وتاريخية في فلسطين، أو في ذاك الجزء الأكبر من أرض فلسطين والذي باتت الدول العربية تَنْظُر إلى الوجود الإسرائيلي (اليهودي) فيه على أنَّه "دولة"، يمكنها، ويحق لها، أن تعيش في أمن وسلام مع جيرانها، أي مع كل الدول العربية، إذا ما لبَّت شرطا عربيا واحدا هو أن تَكُفَّ عن كونها "قوة (أو سلطة) احتلال" في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي مرتفعات الجولان السورية.

وقد أطْلِق على هذا التبدُّل النوعي (الاستراتيجي والتاريخي) في الموقف العربي من إسرائيل، ومن النزاع، أو الصراع، معها اسم "مبادرة السلام العربية"، التي لجعلها مُغْرِية وجذَّابة أكثر بالنسبة إلى إسرائيل، التي استرضاؤها (عربيا وفلسطينيا) من الاستعصاء بمكان، ضُمِّنَت وَعْدا عربيا جماعيا بتطبيع العلاقة معها بأوجهها كافة، لا يَعْدِل لجهة سخائه، إنْ لم يَفُقْ، "الوعد الربَّاني لأبرام العبراني".

على أنَّ هذا الذي أجمعت الدول العربية على قوله لإسرائيل، وعلى القول به، لم يَقَع على أسماع إسرائيلية تشبه أسماع قائليه، وظلَّ أقرب إلى "الدعاء"، و"صلاة الاستسقاء"، منه إلى "المبادرة السياسية"، منطقاً ومفهوماً، فعُقِدَت قمة الرياض لإقرار ما أُقِرَّ من قَبْل في قمة بيروت، وكأنَّ "الحِكْمَة"، في تعريفها العربي، هي أن تُجَرِّب ما جَرَّبْتَ من قَبْل توصُّلاً إلى نتيجة مختلفة!

الدول العربية في قمة الرياض لم تتهرَّب من الاعتراف بإخفاق مبادرتها؛ ولكنَّها اختارت أن تُفسِّر الإخفاق، ولو جزئيا، على أنَّه ثمرة تقصير عربي عن "تفعيل" المبادرة، و"ترويجها (وشرحها وتوضيحها)".

ومع تأكيد الدول العربية التزامها جميعا رفض تحويل "المبادرة" إلى ما قد يؤدِّي إلى جَعْل "التطبيع أوَّلا" هو نتيجتها العملية الوحيدة أو الكبرى، جاء تلميح عربي، شرع يتحوَّل إلى تصريح، مؤدَّاه أنَّ "المبادرة" تَصْلُح "مَدْخلا" إلى تفاوض سياسي بين العرب وإسرائيل؛ أمَّا "مَخْرَجه" فقد يكون "اتفاق"، أخْرَجه هذا التفاوض من رحم "المبادرة"؛ ولكن بعد تعديلها وتغييرها بما يلبي بعضا من أهم الشروط والمطالب الإسرائيلية.

"المبادرة" لن "تُفَعَّل" بما يبقيها متَّفِقَةً مع ذاتها، نصا وروحا؛ لأنَّها جاءت التزاماً عربياً لا يخالطه التزام عربي مضاد؛ ولأنَّ بعضا من ملتزميها لا يلتزم تغيير موقفه من إسرائيل بما يتَّفِق مع "إذا الشرطية" التي فيها تكمن الأهمية السياسية الكبرى لـ "المبادرة".

"المبادرة" لن "تُفَعَّل"، ولن نرى فيها ما تحتاج إليه من الدينامية السياسية؛ لأنَّ الدول العربية لم تَقُلْ فيها لا تصريحا ولا حتى تلميحا ما الذي يمكنها وينبغي لها قوله فعله إذا لم تتجاوب معها إسرائيل قبل يوم القيامة، وكأنَّها "مبادرة" عابرة للأزمان حتى يوم يبعثون!

أمَّا المعاهدات والاتفاقيات التي توصَّلْنا إليها مع إسرائيل فلا يمكن فهمها، إذا ما بقيت على "الحال الواقعية" التي هي عليها الآن، إلا على أنَّها إضعاف عربي للقوَّة التي تنطوي عليها، افتراضاً، تلك الـ "إذا الشرطية". لقد حان لتلك المعاهدات والاتفاقيات أن "تُخْتَصَر"، واقعاً، من خلال حَذْفِنا منها التطبيع الدبلوماسي والاقتصادي والثقافي.. مع إسرائيل.

ويكفي أن تظل "المبادرة العربية" مفتقرةً إلى "القوَّة العربية"، التي ذَكَرْنا بعضا من أوجهها، حتى يتغيَّر الواقع الاستراتيجي للنزاع مع إسرائيل بما يحوِّل "التطبيع أوَّلاً" من "شرط إسرائيلي" إلى "مَطْلب عربي"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محادثات لتجديد الفشل كل أسبوعين!
- -الناخِب الجيِّد-.. هذا هو!
- متى يصبح العرب أهلاً للسلام؟!
- -ثقافة الموت- التي يجب تغييرها!
- -استضافة- في كردستان أم -استيعاب- في غزة؟!
- جرائد يومية أم أوراق يانصيب؟!
- -مبادرة- البرزاني!
- -زلزال- فجر الجمعة المقبل؟!
- -عمرو خالد-.. إلى متى؟!
- لماذا -تطرَّف- العرب في قمة الرياض؟!
- لِتُعْلِن إسرائيل -مبادرتها-!
- عندما يُسْتفتى الشعب!
- -قمة التضامن العربي-.. مع بوش!
- لا تعديل ل -المبادرة- ولكن..!
- -القانون- لا يميت الأحزاب وإنَّما يدفنها!
- حيتان على مائدة عشاء!
- جمهورية -العائلة المقدَّسة-!
- -مبادئ الرباعية- في -البيان الوزاري-
- من أجل هذا النمط من -الجماعية-!
- قطار سلامٍ سكَّته -التطبيع-!


المزيد.....




- الجيش الأردني يصدر بيانا عن مسيرة محملة بالمتفجرات سقطت في م ...
- دبلوماسيون: محادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة وسط ت ...
- ترامب يلوّح بالقوة ونتنياهو يتحدث عن مفاجآت وشيكة... هل تقتر ...
- تخفيف الرقابة على تأشيرة الدراسة للأجانب في الولايات المتحدة ...
- حين تصطدم إيران بإسرائيل، العالم يختار كلماته بعناية
- رضائي: نقلنا اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة
- بيسكوف: بوتين يحافظ على اتصالات مع إيران وإسرائيل
- الإسعاف الإسرائيلي يكشف حصيلة القتلى والجرحى جراء الهجمات ال ...
- إيران تصدر تحذيرا لإخلاء مقر القناة -14- العبرية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا حول اليوم السابع من المواجهة مع ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - حتى لا يغدو -التطبيع أوَّلا- مطلبا عربيا!