أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - عندما يُسْتفتى الشعب!














المزيد.....

عندما يُسْتفتى الشعب!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1867 - 2007 / 3 / 27 - 12:06
المحور: المجتمع المدني
    


في "الاستفتاء الشعبي"، نرى معاينةً "سيادة الشعب"، وكيف يمارِس الشعب حقَّه في السيادة التي لا تعلوها سيادة في الدول الديمقراطية، التي لالتزامها قيم ومبادئ الحياة الديمقراطية، بأوجهها كافة، تقيم برزخاً (ديمقراطياً أيضاً) بين الدين والسياسة، ليس على مستوى "الأحزاب" فحسب، وإنَّما على مستوى "الدولة"، و"الحُكم"، و"الدستور"، ولا تسمح، بالتالي، لشيخ بأن يفتي، قُبَيْل "الاستفتاء"، قائلا: "المقاطعة.. كتمان للشهادة"!

"الاستفتاء الشعبي" هو أن تستفتي الشعب (من خلال الناخبين منه، أو من خلال من يملك من المواطنين حق الاقتراع) في أمرٍ ما، أي أن تسأله "رأيه" في أمرٍ ما، فيجيب كل ناخب، في حرِّية تامة، عن "سؤال الاستفتاء" بـ "نعم"، أو "لا". وعملاً بمبدأ "سيادة الشعب"، فـ "الرأي" الذي يدلي به الشعب هو الذي لا رأي، ولا قرار، يعلوه، أي أنه يغدو مقياساً تُقاس به شرعية، ودستورية، كل قرار للسلطات الثلاث.

و"الاستفتاء الشعبي" يشبه بـ "سؤاله"، و"جوابه"، "الخيار الفكري الخالص"، فإذا كانت الانتخابات البرلمانية والرئاسية خياراً تختلط فيه البرامج السياسية ـ الانتخابية بالأحزاب، والأشخاص ـ المرشَّحين، فإنَّ الاستفتاء الشعبي هو "الخيار الفكري" الذي لا يفسده انحياز "المُقْتَرِع" إلى حزب، أو شخص.

"الاستفتاء الشعبي"، في صورته الديمقراطية، يتألَّف من "جسد" و"روح". وفي الحديث عن "الجسد" لا بدَّ من توضيح بعض الأمور التي في منتهى الأهمية، فـ "الجسد" من "الاستفتاء الشعبي" يجب أن يتأكَّد ويكتمل ديمقراطياً. أوَّلاً، لا بدَّ لمن يملكون حق الاقتراع من أن يؤلِّفوا غالبية الأمة. ولا بدَّ للناخبين منهم من أن يؤلِّفوا غالبيتهم العظمى. ولا بدَّ للديمقراطية من أن تُظْهِر وتؤكِّد حيويتها وديناميتها (سياسيا) من خلال اجتذاب الغالبية العظمى من الناخبين إلى حيث يمكنهم وينبغي لهم الإدلاء بآرائهم، أي إلى صناديق الاقتراع، فخللٌ كبير في الحياة الديمقراطية أنْ يفضِّل قسم كبير من الناخبين، أو غالبيتهم، البقاء في المنازل. نريد أن نرى الغالبية العظمى من الناخبين (الذين يؤلِّفون الغالبية العظمى مِمَّن يملكون حق الاقتراع، والذين يؤلِّفون غالبية الأمة) يذهبون إلى صناديق الاقتراع ليجيبوا بـ "نعم"، أو "لا"، عن "سؤال الاستفتاء".

أمَّا "الروح" من "الاستفتاء الشعبي" فإنَّ الحديث فيها ينتهي إلى إقامة الدليل على أنَّ "الاستفتاء الشعبي"، مع غيره من وسائل وأساليب ممارسة الحقوق الديمقراطية في بلداننا العربية، لا يشبه إلا ظِلاًّ فَقَدَ جسمه، وكأننا لا نملك من الديمقراطية إلا ظِلالها.

"الناخِب" قد يذهب إلى صندوق الاقتراع؛ ولكن، ما "القوَّة" التي تجيء به إلى هذا الصندوق، الذي تُفْرَز الأصوات التي تملأه بمنأى عن السلطة الحقيقية للذين أدلوا بأصواتهم حتى يصبح ممكنا تضييق الفجوة بين "النتائج الفعلية" و"النتائج المُسْتَهْدَفة".

أُنْظُروا إلى "الدافِع" الذي يدفع الناخِب إلى الذهاب إلى صندوق الاقتراع، وإلى الإجابة بـ "نعم" عن "سؤال الاستفتاء"، حتى تتأكَّدوا أنَّ "الدكتاتورية" هي التي لها اليد العليا والطولى هنا، فالناخب الذي يتقاضى راتبه أو أجره من "الدولة" لا خيار لديه، في ربع الساعة الأخير، إلا "الاقتناع" بأهمية وجدوى وضرورة أن يذهب إلى صندوق الاقتراع، وأن يجيب هناك بما يرضي ولي النعمة، والذي هو ذاته ولي الأمر والنهي.

في ربع الساعة الأخير، لا شيء يراه هذا الناخِب سوى "العصي" و"الجَزَر". ولا شكَّ في أنَّ ذهابه إلى "الصندوق"، والذي هو جزء من الجهد المبذول لإظهار وتأكيد "الشرعية الشعبية"، أي "كثافة الاقتراع"، هو الغاية العظمى، فإجابته بـ "نعم"، أو "لا"، ليست بأهمية أن يذهب.

أمَّا الناخبون "الأحرار"، أي الذين لا يتقاضون رواتبهم وأجورهم من "الدولة" فدافعهم إلى الذهاب والتصويت ليس بأقلِّ سوءا؛ لأنَّ نتيجته العملية هي أنْ يمارِس الناخِب من هؤلاء حقَّه الديمقراطي (في الاقتراع) بما يؤكِّد انتفاء القيم والمبادئ الديمقراطية من تلك الممارسة. و"الناخِب المرعوب"، أي ملايين الناخبين، يتعذَّر عليكَ إقناعه بأنْ ليس لـ "الدولة الأمنية" من عيون أو آذان.. في داخل غرفة الاقتراع!

لقد ذهبوا إلى صناديق الاقتراع؛ ولكن كم من المُقْتَرِعين عَرَف على خير وجه، قبل التصويت، "معنى" أن يجيب بـ "نعم"، أو "لا"؟!

ولو أجابوا جميعا بـ "لا"، فهل من تغيير يُعْتدُّ به، بعد ذلك، وبسببه؟!

بقي السؤال الآتي: هل تعلمون مَنْ هو "الناخِب الأكبر" في "الاستفتاء الشعبي" في مصر؟ إنَّه "العراق". إنَّه هذا "المثل الديمقراطي الأعلى"، فإذا ما أراد الناخبون أن يكفوا أنفسهم، وبلدهم، شرَّ "المثل الديمقراطي الأعلى" فلْيجيبوا بـ "نعم" عن سؤال "الاستفتاء الشعبي"، فالعراق هو "الفزَّاعة الديمقراطية"، فبفضله أصبحت شعوبنا تُفَضِّل "الدولة الأمنية" على "الإصلاح السياسي والديمقراطي" الذي بشَّرتنا به إدارة الرئيس بوش عندما كان تطبُّعها يغلب طبعها!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -قمة التضامن العربي-.. مع بوش!
- لا تعديل ل -المبادرة- ولكن..!
- -القانون- لا يميت الأحزاب وإنَّما يدفنها!
- حيتان على مائدة عشاء!
- جمهورية -العائلة المقدَّسة-!
- -مبادئ الرباعية- في -البيان الوزاري-
- من أجل هذا النمط من -الجماعية-!
- قطار سلامٍ سكَّته -التطبيع-!
- الظواهري.. لسان يبحث عن آذان!
- تغيير حقيقي أم خديعة؟!
- الانتخابات في مناخ -الفقر الديمقراطي-!
- اليوم -حَبْس- وغداً.. !
- -روح إسرائيلية- لإحياء -المبادرة العربية-!
- فيلم -هيكل سليمان الضائع-!
- -اتفاق مكة-.. و-أهل مكة-!
- صورة الحرب إذا ما نشبت!
- بعضٌ من الثقافة التي رضعنا!
- -الشريك الفلسطيني-.. هل عاد إلى الوجود؟!
- عباس وهنية في خطَّين متوازيين!
- كوريا وإيران.. فَرْق أعظم من الشبه!


المزيد.....




- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - عندما يُسْتفتى الشعب!