أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - لا تعديل ل -المبادرة- ولكن..!














المزيد.....

لا تعديل ل -المبادرة- ولكن..!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 08:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا تعديل لـ "المبادرة" ولكن..!

لا تعديل لـ "مبادرة السلام العربية"، السعودية المنشأ والأصل، في القمة العربية المقبلة في الرياض؛ ولكن..

في "الإعلان"، و"القرارات"، يمكن "التوضيح"، و"التفسير".. و"التأويل"، فـ "النص الأصلي" كان سطراً واحداً، ثمَّ أصبح، في قمة بيروت، سطورا عدة، ثمَّ اقْتُرِح "اختصار" المبادرة، عملاً بمبدأ "خير الكلام أقله". وثمَّة من أراد اختصارا تعود به "المبادرة" إلى سطرها الأول.. "سطر فريدمان"، الذي يَظْهَر فيه خيار السلام العربي في نقاوته.

رايس، في طريقها إلى أسوان والشرق الأوسط، أوضحت أنَّ الولايات المتحدة لم تطلب (رسميا) تعديل "المبادرة"؛ ولكنَّها لوَّحت، هذه المرَّة، وبعد طول نسيان أو تناسي، بفزَّاعة "الإصلاح الديمقراطي"، لعلَّ هيئة أركان "الاعتدال العربي"، التي ما عادت تُفْزِعها تلك الفزَّاعة، تُوفَّق في تضمين "الإعلان" و"القرارات" ما يشبه جسورا تُمد بين "المبادرة" وبين "رسالة الضمانات" و"مبادئ الرباعية الدولية".

الاعتراف العربي بإسرائيل يحتاج، بحسب الرأي المشترَك بين رايس وليفني، إلى قليلٍ من التوضيح العربي في بُعْدِه "الجغرافي"، وإلى كثير منه في بُعْدِه "الديمغرافي"، فلا أهمية للاعتراف العربي بـ "إسرائيل الرابع من حزيران 1967" إذا ما كانت عاقبته عودة واسعة للاجئين الفلسطينيين إلى حيث كانوا قبل تهجيرهم وتشريدهم، فـ "الديمغرافيا" لا تقل أهمية، إنْ لم تَزِدْ، عن "الجغرافيا"، في قضية "الاعتراف".

وهذا إنَّما يعني أن "تنجح" قمة الرياض في أن تقول، في خارج "نص المبادرة" المقدَّس غير القابل للتعديل، ما يُظْهِر الدول العربية على أنَّها تقبل، أو يمكن أن تقبل، حلا نهائيا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين لا يتعارض مع مبدأ "يهودية دولة إسرائيل" من الوجهة الديمغرافية، أي أنَّ دولة إسرائيل المجاورة لدولة فلسطين يجب أن تظل يهودية في الغالبية العظمى من سكانها.

وبعد إبداء الدول العربية "مرونة كافية" في موقفها من هذا المبدأ، يصبح ممكنا أن تبدي إسرائيل ما يكفي من المرونة في موقفها من مبدأ "الحل العادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفق قرار الأمم المتحدة الرقم 194، وعلى نحو متَّفَق عليه (مع الفلسطينيين والعرب)". أمَّا النتيجة النهائية التي تريدها إسرائيل ومعها الولايات المتحدة فهي جَعْل خيار اللاجئ الفلسطيني أكثر اتِّساعا وتنوُّعا، فـ "التوطين" يجب أن يصبح العنصر الثالث في خياره بعد عنصري "العودة" و"التعويض (المالي)"، فإذا هو رفض "التوطين" حيث يقيم الآن في خارج فلسطين، فلا بأس في أن يمارس، عندئذٍ، حقه في العودة، فيعود، عندما تصبح عودته ممكنة عمليا وواقعيا، إلى إقليم الدولة الفلسطينية المقبلة. ولا شكَّ في أنَّ مفاضلة اللاجئ بين "التوطين" و"العودة (تلك)" لن تبدأ إلا بعد جعله في واقع يشدِّد لديه الميل إلى تغليب "التوطين" على "العودة (تلك)"، خياراً.

بقي من الاعتراف العربي بإسرائيل بُعْدَه "الإقليمي (الجغرافي)"، فإقليم الدولة الفلسطينية يمكن أن يأتي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بالجزء الأكبر منه، على أنْ تُظْهِر قمة الرياض، وفي خارج "نص المبادرة"، أيضا، من "المرونة" ما يكفي لاستكمال هذا الإقليم عَبْر "التبادل الإقليمي" غير المتكافئ، نوعاً وكمَّاً؛ ولكن، متى "التطبيع"؟ بَعْد أم قبل الحل النهائي (الذي جوهره إنهاء الاحتلال الإسرائيلي)؟ الجواب قد يأتي من قمة الرياض بما يَجْعَل إسرائيل والولايات المتحدة تفهمان السَيْر في طريق السلام على أنَّه سَيْرٌ بـ "قدمين": "قدم التطبيع" و"قدم الحل"، فخطوة تخطوها "قدم التطبيع"، ثمَّ خطوة تخطوها "قدم الحل"، ويستمر السَيْر على هذا المنوال.

لقد أظهرت الدول العربية جميعا، أو في غالبيتها، توافقاً على ضرورة رفض تعديل "المبادرة"؛ ولكنَّها لم تَقُلْ ما يؤكِّد عزمها على رفض تعديل المواقف العربية بما يسمح لإسرائيل والولايات المتحدة بأنْ تقفا من "المبادرة" موقفاً أكثر إيجابية من ذي قبل، فـ "المبادرة" لن تُعدَّل؛ ولكنَّها ستؤوَّل بما يرضي "طلاب التعديل"، وبما يَنْشُر وهم أنَّ السلام أصبح، مرَّة أخرى، في متناول الأيدي، فالحقيقة العراقية المرَّة، مضافاً إليها تطوُّر النزاع (النووي) مع إيران، تشدِّدان الحاجة إلى نشر وهم كهذا!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -القانون- لا يميت الأحزاب وإنَّما يدفنها!
- حيتان على مائدة عشاء!
- جمهورية -العائلة المقدَّسة-!
- -مبادئ الرباعية- في -البيان الوزاري-
- من أجل هذا النمط من -الجماعية-!
- قطار سلامٍ سكَّته -التطبيع-!
- الظواهري.. لسان يبحث عن آذان!
- تغيير حقيقي أم خديعة؟!
- الانتخابات في مناخ -الفقر الديمقراطي-!
- اليوم -حَبْس- وغداً.. !
- -روح إسرائيلية- لإحياء -المبادرة العربية-!
- فيلم -هيكل سليمان الضائع-!
- -اتفاق مكة-.. و-أهل مكة-!
- صورة الحرب إذا ما نشبت!
- بعضٌ من الثقافة التي رضعنا!
- -الشريك الفلسطيني-.. هل عاد إلى الوجود؟!
- عباس وهنية في خطَّين متوازيين!
- كوريا وإيران.. فَرْق أعظم من الشبه!
- مسطرة -المجلس الأعلى للإعلام-!
- نُذُر حرب جديدة!


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - لا تعديل ل -المبادرة- ولكن..!