أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الشريك الفلسطيني-.. هل عاد إلى الوجود؟!














المزيد.....

-الشريك الفلسطيني-.. هل عاد إلى الوجود؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1831 - 2007 / 2 / 19 - 11:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


بحسب "التوقُّع"، تُقاس "النتائج"، فيَصْدُر "الحُكم"، فنَصِف "اللقاء الثلاثي" بأنه ناجح أو فاشل. على أنَّ "التوقُّع" الذي وِفقه تقاس النتائج ليس توقُّع الصحافي الذي لا يملك من المعلومات إلا ما يُقلِّل منسوب الموضوعية في توقُّعه، فكثير من المعلومات (إنْ لم يكن معظمها) في شأن ما سيُبحَث في اللقاء بين رايس وعباس واولمرت، لم يتسرب إلى الصحافة ووسائل الإعلام. وعليه، لا بد من وزن "النتائج" بميزان توقُّع المشاركين في هذا اللقاء.

إنَّ المنطق ليس إلا يَحْملني على الاعتقاد بأنَّ اللقاء الثلاثي ما كان ليُعْقَد لو لم يُحَضَّر له جيدا على "المستوى الفكري"، فثمة أفكار ومقترحات جديدة (لم تتسرب إلى الصحافة ووسائل الإعلام) قد بُحِثَت من قبل، وسوف ينتهي هذا اللقاء إلى نقلها إلى اجتماعات جديدة تُعْقَد بين إسرائيل والفلسطينيين، أي بين حكومة اولمرت والرئاسة الفلسطينية، التي اتُّفِق في "اتفاق مكة"، ضمنا، على أن تتولى هي حصرا أمر التفاوض السياسي مع إسرائيل، فهذا اللقاء إنَّما تكمن أهميته السياسية العملية في تدشينه هذا التفاوض.

وأرى خير توضيح لأهداف اللقاء الثلاثي في التصريح الصحافي الذي أدلى به رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات والذي قال فيه إنَّ هدف اللقاء هو "فتح قناة هادئة (كان قد دعا إلى فتحها غير مرة الرئيس عباس) لاستكشاف كيفية الوصول إلى هدف قيام دولة فلسطينية".

إذا انتهى اللقاء الثلاثي إلى افتتاح تلك القناة التفاوضية الجديدة التي لا يُسلَّط عليها من الضوء الإعلامي إلا بما يفي بغرض المتفاوضين فإنَّ الفلسطينيين يستطيعون عندئذٍ تسجيل نجاحهم في دفع إسرائيل إلى التخلي عن فكرة ـ ذريعة أن لا وجود لشريك فلسطيني لها في مفاوضات السلام.

لقد دعا الرئيس عباس غير مرة إلى فتح قناة تفاوضية كتلك، فهل من معنى سياسي عملي لدعوته؟ إنَّ القناة التفاوضية في حدِّ ذاتها ليست بعصا موسى التي تشق البحر، فأزمة التفاوض السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين لا يمكن تفسيرها على أنها أزمة غُرَف أو طاولات للتفاوض، فهي، في المقام الأول، أزمة منشؤها أنَّ حاجة الدولة اليهودية إلى سلام مع الفلسطينيين يلبي شروطهم ومطالبهم التي تحظى بقدر كبير من الشرعية الدولية هي من الضآلة بمكان، فالمفاوض الإسرائيلي لا يملك من حجم ونوعية "التنازل" إلا ما يجعل الفلسطينيين أشد ميلا إلى اليأس من حل تفاوضي لمشكلتهم القومية. ما أعتقده هو أنَّ الرئيس عباس يعتقد أنَّ لديه من المرونة التفاوضية الآن ما قد يجعل لـ "القناة التفاوضية الهادئة" أهمية عصا موسى.

رايس "تسامحت" مع الفلسطينيين (لأسباب عراقية في المقام الأول) فقالت إنها ستقفز عن "الأوَّلي" من "خريطة الطريق"، لتُركِّز البحث في "الجوهري" منها، وهو التأسيس لدولة فلسطينية؛ لكنها لم تقل إنها ستلبي مطلب عباس "نبذ فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة"، فهل هذا يدعونا إلى تعليل النفس بوهم أنَّ التفاوض عبر تلك القناة سينتهي إلى اتفاق على قيام دولة فلسطينية ذات حدود دائمة؟ كلا، لا يدعونا إلى ذلك، فالدولة الفلسطينية التي يمكن أن تقوم لن تختلف في محتواها الجغرافي والديمغرافي والسيادي عن "الدولة ذات الحدود المؤقتة"؛ ولكنها ستختلف لجهة كونها بلا حدود دائمة أو مؤقتة من الوجهة الرسمية، أي أنَّ "الاتفاق" سيُمَهِّد لـ "تفاوض أخير" في شأن تعيين الحدود النهائية والدائمة لتلك الدولة، ولإسرائيل، بالتالي، في ناحيتها الشرقية.

اولمرت، وبدعم من حزب العمل، له مصلحة في التوصُّل إلى اتفاق كهذا، فبفضله يمكنه تحويل ضعفه إلى قوة. والرئيس عباس يتوقَّع اتفاقا من النمط الذي يسمح بتغيير عميق في ميزان القوى الانتخابي والسياسي الداخلي. وإلى أن يتحقق ذلك يمكن أن يُعَدَّل "الحصار الدولي" بما يجعله أقل ضررا بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني، فبقاء الحكومة الفلسطينية الائتلافية الجديدة غير مستوفية لشروط "اللجنة الرباعية" لرفع الحصار يمكن أن يشجِّع على تحويل بعضٍ من المساعدات المالية الخارجية إلى الرئاسة الفلسطينية، فتتلقى "الحكومة" من "الرئاسة" مباشرة ما يلبي حاجات عملها من تلك المساعدات، فحلٌّ كهذا هو ما يمكن أن يفضي إليه التزام "الحكومة الجديدة" أن "تحترم من غير أن تلتزم" اتفاقات السلام المؤقتة بين إسرائيل والفلسطينيين، و"القرارات العربية والدولية".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عباس وهنية في خطَّين متوازيين!
- كوريا وإيران.. فَرْق أعظم من الشبه!
- مسطرة -المجلس الأعلى للإعلام-!
- نُذُر حرب جديدة!
- ساعة المخاض لسلطة -فتحماس-!
- في جدل العلاقة بين -الذات- و-الموضوع-
- بند -الاعتراف- في -الحوار المكِّي-!
- شلال دمٍ من أجل -عَظْمَة-!
- الطريق التي افتتحها اجتماع -الرباعية-!
- ثلاث سنوات من الجَزْر الديمقراطي!
- والمفتي إذ أفتى!
- لن يُغْفَر للشعب الفلسطيني سكوته!
- -التقارب- بين الرياض وطهران!
- جدل قانون الأحزاب الجديد!
- التقريب بين المذاهب.. في الدوحة!
- الخلوة الدمشقية!
- كفَّرْنا بعضنا بعضا فعُدنا غساسنة ومناذرة!
- رايس وصلت إلى رام الله في زيارة للعراق!
- بوش.. من -العجز- إلى ارتقاب -معجزة-!
- الوعي


المزيد.....




- ما قد لا تعلمه عن زهران ممداني أول مسلم يفوز بانتخابات عمدة ...
- أسوان كما لم ترها من قبل..مصري يرصد تجربة تراثية فريدة في سو ...
- من هو زهران ممداني، المسلم الذي انتخب عمدة لمدينة نيويورك؟
- زيارة بن سلمان لواشنطن .. هل تنجح السعودية في نيل ما تريد؟
- نيويورك تختار زهران ممداني في فوز يظهر الطريق -لهزيمة- ترامب ...
- زهران ممداني يفوز بمنصب رئيس بلدية نيويورك
- 5 أسباب وراء فوز ممداني عمدة لنيويورك
- أمريكا.. ارتفاع عدد ضحايا تحطم طائرة UPS في كنتاكي
- بخطاب النصر.. ممداني يرد على ترامب ومهاجمته لأنه مسلم بعد تو ...
- أول مسلمة تصل المنصب.. غزالة هاشمي تفوز بسباق نائب حاكم فرجي ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الشريك الفلسطيني-.. هل عاد إلى الوجود؟!