أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - قطار سلامٍ سكَّته -التطبيع-!














المزيد.....

قطار سلامٍ سكَّته -التطبيع-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1855 - 2007 / 3 / 15 - 11:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


قطار سلامٍ سكَّته "التطبيع"!

وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبني ليفني اقترحت، ضمنا، أفكارا يمكن تحويلها إلى "مبادرة سلام إسرائيلية" إذ دعت القمة العربية المقبلة في الرياض إلى "تحلية" مياه "مبادرة السلام العربية (السعودية الأصل)"، أو تنقيتها من "الجوانب السلبية"، و"البنود الإضافية"، التي تتعارض، على ما قالت، مع مبدأ قيام دولتين.

وقد خاطبت ليفني قمة الرياض قائلةً: لا تنتظروا سلاما قبل التطبيع.. انتظروه بعده، فاليوم تطبيع، وغدا سلام. وبين هذا "التطبيع القَبْلي" و"السلام البَعْدي" قد تتعاقب أجيال. الصراع (بين إسرائيل والفلسطينيين) يمكن ويجب أن ينتهي؛ ولكن ليس بحسب الخطة التي تضمَّنتها "مبادرة السلام العربية"، فنهاية هذا الصراع تبدأ بتطبيع الدول العربية لعلاقتها، بأوجهها كافة، مع إسرائيل. وفي مناخ "التطبيع القَبْلي" هذا، يبدأ تفاوض سياسي جديد بين إسرائيل والفلسطينيين. وهذا التفاوض ينتهي إلى حل نهائي يتَّفِق مع مبدأ قيام دولتين. وتوصُّلاً إلى تفاوض كهذا، ينتهي بحلٍّ كهذا، لا بدَّ لـ "مبادرة السلام العربية" من أن تعود إلى نقاء "السطر" الذي من رحمه وُلِدَت. و"الشوائب" التي يجب أن تخلو منها "المبادرة" هي "حق العودة"، و"حظر التوطين"، و"خط الرابع من حزيران" في الضفة الغربية.

على الدول العربية، بحسب "الأفكار ـ المبادرة" التي اقترحتها ليفني على قمة الرياض، أن تُكيِّف "الحقوق (القومية) الفلسطينية" مع "الحقائق (الإسرائيلية) الجديدة"، التي كيَّف الرئيس بوش سياسته معها، فسلَّم شارون "رسالة الضمانات"، التي كَسَت بعضا من عِظام "خريطة الطريق" لحما.

وهذا "التكييف العربي" المُقْتَرَح، إسرائيليا، لا يَظْهَر، ولا يتأكَّد، إلا إذا التزمت قمة الرياض حلا نهائيا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يقوم على الاعتراف العربي (والفلسطيني) بـ "يهودية" دولة إسرائيل، فلا يعود لاجئون فلسطينيون إلى ديارهم، أي إلى إقليم تلك الدولة، وتوطَّن غالبية اللاجئين الفلسطينيين في البلدان العربية التي يقيمون فيها؛ وبعضهم في بلدان أخرى. ومع اتِّخاذ "التوطين"، وتوأمه "التعويض المالي"، مبدأً جوهريا للحل النهائي لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يَفْقِد مبدأ "حل مشكلة اللاجئين بالدولة الفلسطينية، وفيها" أهميته العملية.

ليفني تفهم مبدأ قيام دولتين (إسرائيل وفلسطين) على أنَّه مبدأ لا يتعارض، ويجب ألا يتعارض، مع مبدأ "يهودية دولة إسرائيل"، الذي تفهمه على أنَّه قبول دولي وعربي وفلسطيني لإسرائيل بصفتها دولة يؤلِّف اليهود الغالبية العظمى من سكانها، حاضرا ومستقبلا. وقد تتعزَّز يهوديتها بـ "تنقيتها" من جزء كبير من مواطنيها العرب.

وتفهم إقليم دولة فلسطين على أنَّه قطاع غزة كاملا مع جزء من الضفة الغربية، فثمَّة جزء منها، يتجمَّع فيه المستوطنون، وتتجمَّع فيه، أيضا، مصالح إسرائيلية استراتيجية أخرى، ويجب أن يُضمَّ إلى إسرائيل، التي قد تعوِّض الفلسطينيين خسارتهم الإقليمية بشيء من إقليمها.

إذا أعادت قمة الرياض كتابة نص "مبادرة السلام العربية" بما يلبي تلك الشروط والمطالب الإسرائيلية، وإذا أعقبت هذا العمل بتطبيع لعلاقة الدول العربية بإسرائيل، يصبح ممكنا، عندئذٍ، أن تحظى تلك "المبادرة المُطَبَّعَة"، أي التي أُعِيدَت إلى "طبيعتها".. إلى "سطر فريدمان"، بقبول إسرائيل، فيبدأ بينها وبين الفلسطينيين تفاوض سياسي جديد، تتزوَّد عربته وقودا من "التطبيع"، حتى تصل إلى محطَّة الحل النهائي، الذي يقوم على "الأفكار ـ المبادرة" التي شرحتها ليفني!

هل تقبل الدول العربية؟ ليفني شجَّعت العرب (الدول العربية) قائلةً لهم: "إنَّ لديكم القدرة على تغيير الواقع.."، فلا تترددوا، فإنْ قصَّرتم (وأنتم القادرون) وتردَّدتم، فلسوف يطول انتظاركم لقطار السلام، الذي لا سكَّة له سوى "التطبيع القبلي"، الذي يُدشِّنه "تطبيع المبادرة"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظواهري.. لسان يبحث عن آذان!
- تغيير حقيقي أم خديعة؟!
- الانتخابات في مناخ -الفقر الديمقراطي-!
- اليوم -حَبْس- وغداً.. !
- -روح إسرائيلية- لإحياء -المبادرة العربية-!
- فيلم -هيكل سليمان الضائع-!
- -اتفاق مكة-.. و-أهل مكة-!
- صورة الحرب إذا ما نشبت!
- بعضٌ من الثقافة التي رضعنا!
- -الشريك الفلسطيني-.. هل عاد إلى الوجود؟!
- عباس وهنية في خطَّين متوازيين!
- كوريا وإيران.. فَرْق أعظم من الشبه!
- مسطرة -المجلس الأعلى للإعلام-!
- نُذُر حرب جديدة!
- ساعة المخاض لسلطة -فتحماس-!
- في جدل العلاقة بين -الذات- و-الموضوع-
- بند -الاعتراف- في -الحوار المكِّي-!
- شلال دمٍ من أجل -عَظْمَة-!
- الطريق التي افتتحها اجتماع -الرباعية-!
- ثلاث سنوات من الجَزْر الديمقراطي!


المزيد.....




- مصر تقترب من -تحقيق رقم قياسي جديد- في أعداد السائحين بنهاية ...
- أول تعليق لسوريا على رفع اسم أحمد الشرع من قائمة العقوبات ال ...
- تقرير: كازاخستان ستلتحق باتفاقيات أبراهام الليلة
- في خطوة رمزية.. كازاخستان بصدد الانضمام إلى -اتفاقات أبراهام ...
- مجلس الأمن الدولي -يشطب- الشرع من قائمة العقوبات على القاعدة ...
- لبنان يخفّض الكفالة المالية تمهيدا للإفراج عن هانيبال القذاف ...
- كيف تختار حذاء المشي؟ ومتى يجب استبداله؟
- لبنان يخفّض كفالة الإفراج عن هانيبال القذافي
- جدل بشأن شكل القوة الدولية بقطاع غزة ومهامها وشرعيتها
- إسرائيل تواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - قطار سلامٍ سكَّته -التطبيع-!