أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -زلزال- فجر الجمعة المقبل؟!














المزيد.....

-زلزال- فجر الجمعة المقبل؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1876 - 2007 / 4 / 5 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


موسكو تحرص، أو هكذا تبدو، على أن تُظْهِر نفسها على أنَّها تملك "الخبر اليقين"، فـ "الزلزال"، زلزال بوش، سيضرب إيران فجر الجمعة المقبل (6 نيسان) وسيستمر 12 ساعة؛ أمَّا الاسم، الذي حبَّذت إدارة الرئيس بوش إطلاقه عليه، فهو "عملية اللدغة"، مع أنَّ النتائج والعواقب ستنطوي على مزيد من الأدلَّة على أنَّ الرئيس بوش لا يملك من الإيمان "المفيد" إلا ما يجعله يُلْدَغ من الجحر ذاته غير مرَّة، فثمة مصالح تجعل صاحبها تلميذا غبيا لا يتعلَّم، مهما أوتي من ذكاء، لا من تجاربه، ولا من تجارب غيره.

الرئيس بوش يقود سيارته الآن مسرعا؛ أمَّا إشارة المرور التي أمامه فليست ضوءا أخضر، أو أحمر. إنَّها الضوء الأصفر أو البرتقالي الذي يدعوه إلى المجازفة إذا ما أراد العبور. وسيارته تشبه، على ما أرى، "قطار نجاد النووي" الذي انطلق سريعا من محطة انطلاقه؛ ولكن بلا مكابح. الرئيس بوش يمسك الآن بـ "كأس المغامرة"؛ ولا ريب في أنَّه يرى نصفيه، الملآن والفارغ، فإنْ هو نجح إيرانيا فلسوف تشرع الرياح تجري بما تشتهي سفينته، إيرانيا، وعراقيا، ولبنانيا، وفلسطينيا، وفي عقر داره، فترجح كفة الجمهوريين على كفة الديمقراطيين. وإنْ هو فشل، معمِّقا وموسِّعا، بالتالي، أزمته، وأزمة إدارته وحزبه، والأزمة الاستراتيجية للولايات المتحدة في العراق، وفي محيطه الإقليمي، فسَيَتْرُك لخليفته الديمقراطي خيار "رفع الراية البيضاء"، وكأنَّه مصمِّم على أن يورِّث خليفته الديمقراطي الأزمة وقد عنفت واشتدت، فيقضي عليها، بـ "الراية البيضاء"، أو تقضي عليه.

الرئيس بوش يفهم "الفشل" الآن على أنَّه الأخذ بخيار أن يغادر البيت الأبيض من غير أن يُسدِّد إلى البرنامج النووي الإيراني ضربة قوية، تنجح، على الأقل، في إعادته سنوات عدة إلى الوراء، فإيران بإصرارها على المضي قدما في برنامجها النووي "المستقل"، و"المدني" على ما تؤكِّد، إنَّما تُرْغم الرئيس بوش على أن يحاوِل نجاحا، استعصى واستحال حيث كان ينبغي له أن ينجح.

وقد حاول من قبل أن ينجح في مكان آخر، أي في لبنان؛ ولكنَّ اولمرت عجز عن أن يهديه نصرا، يُفْتَتَح بمفتاحه "الشرق الأوسط الجديد"، ففشل الاثنان، الآمر والمأمور. واليوم، تبدو بعض قوى الرابع عشر من آذار، في بعضٍ من مواقفها السياسية الداخلية، مؤمنةً بأنَّ ضرب، أو "لدغ"، إيران وشيك، وبأنَّ نصرها الداخلي سيأتي، لا محالة، بعد ذلك، وبفضله.

هل ينجح الرئيس بوش في "لدغته" إذا ما أقْدَم عليها؟ النجاح إنَّما يتألَّف من جزأين: نجاح الضربة ذاتها في أن تُوْقِع بالبرنامج النووي الإيراني دمارا يتسبَّب، على الأقل، بإعادته سنوات عدة إلى الوراء، وفي أن تُفَجِّر في "إيران العسكرية والاقتصادية" ما يتسبَّب بتفجير في "إيران السياسية الداخلية"؛ وهذا الجزء من النجاح (في التدمير عن بُعْد) ليس بالأمر المتعذَّر، وإنْ تعذَّر تحقُّقه على النحو، وبالمقدار، الذي تريده إدارة الرئيس بوش. أمَّا الجزء الآخر، والذي أكَّدت تجربة غزو واحتلال العراق أنَّه أكثر أهمية من الجزء الأول، فهو أن ينجح "الضارب" في أن يقي نفسه شرَّ "المضروب"، أي أن يهزمه في قدرته العسكرية والسياسية على الردِّ والانتقام.

بقي أن نقول شيئا في "النجاح الأعظم" والذي لن يكون حيث وقعت الضربة، فسُحُب الحرب التي تجمَّعت واحتشدت هناك يجب أن تجود بغيثها هنا، أي في النزاع بين العرب وإسرائيل، فلا معنى لحرب جديدة إنْ لم تُتَرْجَم بـ "نصر سياسي كبير"، قوامه ابتناء "الشرق الأوسط الجديد" من الحجارة التي يأتي بها هَدْم صرح العداء بين العرب وإسرائيل.

قبل، أو قبيل، الحرب التي لم تنشب بعد، كان أمرا ليس من الصعوبة بمكان أن تُعْقَد قمة الرياض، وأن تقرِّر تفعيل "المبادرة"، التي جُدِّد التزامها "حرفيا"، مع "تلميح" أهم من هذا "التصريح"، وهو التلميح إلى أنَّها يمكن أن تكون مَدْخلا إلى تفاوض سياسي مع إسرائيل، قد ينتهي إلى تحويلها من مَدْخل إليه إلى موضع له. أمَّا لو حَدَث هذا الذي حَدَث بعد، أو بعيد، تلك الحرب لشقَّ "التصريح"، ولشقَّ أكثر "التلميح".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -عمرو خالد-.. إلى متى؟!
- لماذا -تطرَّف- العرب في قمة الرياض؟!
- لِتُعْلِن إسرائيل -مبادرتها-!
- عندما يُسْتفتى الشعب!
- -قمة التضامن العربي-.. مع بوش!
- لا تعديل ل -المبادرة- ولكن..!
- -القانون- لا يميت الأحزاب وإنَّما يدفنها!
- حيتان على مائدة عشاء!
- جمهورية -العائلة المقدَّسة-!
- -مبادئ الرباعية- في -البيان الوزاري-
- من أجل هذا النمط من -الجماعية-!
- قطار سلامٍ سكَّته -التطبيع-!
- الظواهري.. لسان يبحث عن آذان!
- تغيير حقيقي أم خديعة؟!
- الانتخابات في مناخ -الفقر الديمقراطي-!
- اليوم -حَبْس- وغداً.. !
- -روح إسرائيلية- لإحياء -المبادرة العربية-!
- فيلم -هيكل سليمان الضائع-!
- -اتفاق مكة-.. و-أهل مكة-!
- صورة الحرب إذا ما نشبت!


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -زلزال- فجر الجمعة المقبل؟!