أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -مبادرة- البرزاني!














المزيد.....

-مبادرة- البرزاني!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1879 - 2007 / 4 / 8 - 11:09
المحور: القضية الفلسطينية
    



قرأْتُ التصريحات التي أدلى بها رئيس إقليم كردستان العراق، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البرزاني، في شأن اللاجئين الفلسطينيين في العراق، والتي فيها من المعاني والمشاعر الإنسانية (والأخوية بحسب معيارها الديني الإسلامي) ما يَحُول بيني وبين إظهار فهم سياسي لها، يقوم على الشكِّ والريبة وسوء الظن وكأنَّها الأكمة التي وراءها ما وراءها، فالمعاناة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في العراق، أي حيث يشتد الصراع ويعنف بين الشيعة والسنة من عربه، تسمح لتصريحات البرزاني بجعل العقل أسيرا للقلب لدى كل متعاطِف مع هؤلاء، ويحاول، في الوقت نفسه، أن يزنها بميزان سياسي موضوعي.

إقليم كردستان فيه من الاستقلالية القومية، نزعةً وواقعاً وممارسةً، ما يجعله "دولة غير مُعْلَنة"، وفيه من الأمن والاستقرار النسبيين ما يجعله واحة لهما في العراق. رئيس الإقليم، وبعدما أكَّد أنَّ اللاجئين الفلسطينيين في العراق "أهل بيت"، وليسوا ضيوفا، أبدى استعدادا لاستضافتهم في "ملاذ آمن" لهم في الإقليم. أمَّا إذا لم تتحقَّق "فكرة الاستضافة" لهذا السبب، أو ذاك، فرئيس الإقليم لديه استعداد آخر، وهو أنْ يُرْسِل مزيدا من القوات الكردية لحماية اللاجئين الفلسطينيين حيث يعيشون، أو يعانون، أو يتعرَّضون لاعتداءات، في بغداد، وغيرها؛ ولكنه أوضح أنَّه إذا ما جُمِّع الفلسطينيون في العراق في منطقة واحدة (أي في إقليم كردستان) فإنَّ القوات الكردية ستقوم، عندئذٍ بحمايتهم. وفي ما يَنُمُّ عن ذكاء سياسي، قال: "إذا كانت أبواب 22 دولة عربية مغلقة في وجوه الأخوة الفلسطينيين في العراق فسَنَفْتَح لهم أبواب كردستان!".

رئيس الإقليم بدا إيجابيا في موقفه من الرغبة الرسمية الفلسطينية في ألا يتحوَّل "الملاذ (الكردي) الآمن" للاجئين الفلسطينيين في العراق، إذا ما أُنْشِئ، إلى "توطين"، مع أنَّ تحوُّله إلى "توطين" لم يستوفِ شرطا من أهم شروطه، وهو قيام دولة كردية في شمال العراق، تستطيع تجنيس هؤلاء اللاجئين بجنسيتها، فليس من "توطين كامل مكتمل" من غير "تجنيس". ومحبُّو إساءة الظن يمْكنهم أن يروا، في "مبادرة البرزاني"، "اقتراح مقايضة"، يقول فيه لكل من له مصلحة في "التوطين"، حلا، أو جزءا مهما من الحل، لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في العراق وفي غيره على وجه الاحتمال: أعطوني دولة كردية (آمنةً، من تركيا على وجه الخصوص) فأعطيكم هذا الحل.

وفي لبنان، مثلا، أو على وجه الخصوص، يمكن أن نرى (بمعونة المثال العراقي) علاقة سببية واضحة جلية بين "التقسيم" و"التوطين"، فدويلة من دويلاته، إذا ما دُوِّلَت أزمته بما يؤدي إلى جعله دويلات، يمكن أن تَقْتَرِح، في مناخ تَعَرُّض اللاجئين الفلسطينيين فيه إلى اعتداءات كتلك التي تعرَّض، ويتعرَّض، لها اللاجئون الفلسطينيون في "الشطر العربي من العراق" والمنشطر إلى شطرين شيعي وسني، إقامة ملاذ آمن لهم عندها، يتحوَّل إلى "توطين" عندما تُسْتَوفى شروط قيامها.

"مبادرة البرزاني" قد تفيد في إظهار وتأكيد أنَّ ثمة قوى في داخل العراق، بعضها، وليس كلها، عراقي، تعمل، عن وعي، في اتِّجاه جعل اللاجئين الفلسطينيين، في بغداد، وغيرها، في وضع يضطَّرهم اضطِّرارا إلى الذهاب شمالا، بحثاً عن "ملاذ آمن" لهم، ولو تحوَّل، بعد حين، إلى "توطين"، وإلا ما معنى أنْ يُغْلَق 22 بابا عربيا (في وجوه محاصَرين بالموت بأنواعه) ليُفْتَح الباب الكردي؟!

على أن قولي هذا لا يعني، ويجب ألا يعني، تبرئة أولئك العراقيين، الذين أعمتهم العصبية المذهبية، من تهمة الاعتداء على اللاجئين الفلسطينيين، فتلك العصبية التي أعمتهم جعلتهم ينظرون إلى هؤلاء اللاجئين، ويعاملونهم، على أنَّهم من بقايا نظام حكم صدام حسين، أو جزء من وجود "الخصم المذهبي" في مكانٍ غير مكانه "الطبيعي" و"الشرعي"!

في سبيل جَعْل "التوطين" حقيقة واقعة، "حارب" العرب "التوطين". لقد حاربوه في طريقة ثَبُتَ، ويَثْبُت، نجاحها في تذليل العقبات من طريقه، فالتطاول على كل حق إنساني للاجئ الفلسطيني، صار في الخطاب العربي الرسمي السياسي والإعلامي جزءا من الجهد العربي القومي المبذول لدرء مخاطر التوطين عن الفلسطينيين، وقضيتهم وحقوقهم القومية!

كتبوا على اللاجئ الفلسطيني أن يعيش في وضع يُشَدِّد لديه المَيْل، على ما يعتقدون ويتوقَّعون، إلى أنْ يرى في "التوطين"، مع "التعويض المالي"، خير حلٍّ ممكن واقعيا للأزمة، أو الأزمات، التي يعاني.

إنَّ الرسالة التي أبلغها العرب إلى اللاجئين الفلسطينيين في العراق من خلال إغلاقهم الـ "22 بابا عربية" في وجوههم هي: موتوا حيث أنتم أو اذهبوا إلى ذاك "الملاذ الآمن"!




#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -زلزال- فجر الجمعة المقبل؟!
- -عمرو خالد-.. إلى متى؟!
- لماذا -تطرَّف- العرب في قمة الرياض؟!
- لِتُعْلِن إسرائيل -مبادرتها-!
- عندما يُسْتفتى الشعب!
- -قمة التضامن العربي-.. مع بوش!
- لا تعديل ل -المبادرة- ولكن..!
- -القانون- لا يميت الأحزاب وإنَّما يدفنها!
- حيتان على مائدة عشاء!
- جمهورية -العائلة المقدَّسة-!
- -مبادئ الرباعية- في -البيان الوزاري-
- من أجل هذا النمط من -الجماعية-!
- قطار سلامٍ سكَّته -التطبيع-!
- الظواهري.. لسان يبحث عن آذان!
- تغيير حقيقي أم خديعة؟!
- الانتخابات في مناخ -الفقر الديمقراطي-!
- اليوم -حَبْس- وغداً.. !
- -روح إسرائيلية- لإحياء -المبادرة العربية-!
- فيلم -هيكل سليمان الضائع-!
- -اتفاق مكة-.. و-أهل مكة-!


المزيد.....




- شاهد اللحظات الأولى بعد هجوم روسي ضخم بطائرات مسيرة على أوكر ...
- طهران تعلق على الغارات الإسرائيلية في عدة مناطق بسوريا
- -الهجوم على سفينة مساعدات غزة قرب مالطا إشارة تحذير- - يديعو ...
- السودان.. مقتل مدنيين بعد سيطرة الدعم السريع على النهود
- زاخاروفا تعلق بقول مأثور على دعوة القوات الأوكرانية للمشاركة ...
- مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية ...
- بيان مصري بعد قصف إسرائيل منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل -تعزيرا- في مواطنين اثنين من أسرة ...
- رئيس وزراء اليمن أحمد عوض بن مبارك يعلن استقالته
- زاخاروفا تعلق على تهديد زيلينسكي لضيوف عرض عيد النصر في موسك ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -مبادرة- البرزاني!