أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالوهاب حميد رشيد - مُختَطَف ضحية يجد ملجأه في سوريا















المزيد.....

مُختَطَف ضحية يجد ملجأه في سوريا


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1878 - 2007 / 4 / 7 - 11:38
المحور: حقوق الانسان
    


مأمون جلبي واحد من مئات الآلاف ممن هربوا من الموت بشق النفس في العراق الذي غاب عنه القانون- سواء بيد القوات الأمريكية المحتلة، القوات العراقية، فرق الموت المدعمة حكومياً وأمريكياً، المليشيات، المجموعات المسلحة أو عصابات الجريمة. أغلب من جرى مقابلتهم لديهم قصصاً واقعية مُرعبة مماثلة بخصوص ما وقع لهم، لأعضاء من عائلاتهم أو لأصدقائهم. جلبي ليس استثناءً.
كان نهاراً حاراً في يوليو/ تموز 2004 عندنا اُختُطِفَ جلبي- مساعد طبيب جراح عيون مشهور هو الدكتور Abedin- من قبل الشرطة العراقية حال ترك عيادة الطبيب في بغداد بعد انتهاء عمله.
"كنت في سيارتي عندما أوقفتني سيارة شرطة. سألوني عن إجازة السوق ثم ألقوا عليّ القبض ووضعوني في سيارتهم. كانوا رجال شرطة، بملابس نظامية للشرطة، وسيارة شرطة. كانوا في الواقع شرطة! لكنك تعلم، لا يوجد قانون في العراق. يمكنهم فعل أي شيء." تم تمديد جلبي على أرضية سيارة الشرطة معصوب العينين وانطلقت مسرعة.
"أخذوني وباعوني إلى عصابة، وضعوني في غرفة قرب منزل. أجلسوني وأخبروني أن أتصل بولدي، لكنه كان قد قفل تلفونه. عندئذ أخذوا يضربونني بألواح خشبية بقوة وفظاعة: على رأسي، على يديّ، على رجليّ."
فكّر المختطفون أن الرجل العجوز (68 عام) هو أيضاً طبيب وطلبوا 750 ألف دولار، مبلغ ضخم يستحيل على عائلة توفيره. وعندما خفضوا المبلغ إلى 200 ألف دولار، كان جلبي يعلم أن زوجته لن تكون أبداً قادرة على جمعه ودفعه.
بعد يومين من الضرب الوحشي ولا زال معصوب العينين، قرر الضحية أن لا طريق أمامه للحياة في ظل هذا العذاب. "قلتُ لنفسي، (هذه نهايتي)، وقررت أن أضع نهاية حياتي بيدي وليس بيد العصابة."
عندما خرج المُختَطِفون في تلك الليلة لتناول المشروبات، وجد جلبي نفسه وحيداً. رفع العُصابة عن عينيه. لفّ العُصابة حول يده وكسر أقرب زجاجة شباك. "كُسِرتْ إلى قطع عديدة. أخذت قطعة كانت مثل سكينة. شرطتُ بها شريان يديّ،" قال ذلك وكشف عن أثر الجرح. "عندئذ جلست على الأرض أنتظر موتي. فقدت بحدود 4-5 بابنت Pint من الدم." ومع بداية إغمائي، عاد رجال العصابة فجأة. صدموا بحالتي ومنظر الدم في الأرض...."
أخذ المُختَطِفون جلبي ووضعوه على بعد أمتار من مستشفى الكندي Al Khindy "لأني أصبحت غير نافع، متجه للموت ولا شيء عندي لأدفعه لهم.. فقد تركوني."
وفي ظلمة الليل لم يكن جلبي قادراً على طلب المساعدة لنفسه. " "ليس هناك أحد ليراني ولم استطع الحركة. صدقني، لم استطع التحرك بضعة سنتمرات."
ومع انبلاج النهار، وجد جلبي نفسه لا زال حياً، قادراً على المناداة بشكل ضعيف عندما مرّ أحدهم قريباً منه، لكنه كان خائفاُ، رغم أنه أخبر الشرطة وأخذوه، وهو مشرف على الموت، إلى المستشفى. "هناك وضعوا على الجرح قرفة canella وأعطوني مغذي drips ودم. وهكذا أنقذتُ نفسي."
تطلّب وضع جلبي مكوثه في البيت لمدة شهر لغاية استعادة صحته. لكنه عاد إلى عمله بعد ذلك. استمر المُختَطفون في اقتفاء أثره. كلموه تلفونياً وهم مندهشون من نجاته. "لكنني لم أكن خائفاً لأنهم يعلمون أني لا أملك شيئاً. عندما تركوني قرب المستشفى، أخبروني أن لا أذكر أن الشرطة اختطفوني، بل وأن لا أقول شيئاً. لذلك عندما حقق البوليس معي لم أعطهم أية معلومات."
بقي جلبي في بغداد بعد الحادث، على أمل أن تتحسن الأوضاع، وأيضاً لأنه بحاجة إلى العمل. "لأنني لم أجد لهم سبباً لإعادة خطفي، وأحتاج أن أعمل حتى أعيش."
آخرون ممن تمت مقابلتهم عبّروا عن نفس الشعور، في حين أنهم في حالة أفضل أمنياً، لأنهم يعلمون بمعاناتهم القادمة عند نفاد مدخراتهم. بالنسبة للكثيرين من اللاجئين لم يُغادروا العراق قبل أن يتعرضوا للتهديد أكثر من مرة، قبل أن يتخذوا قرارهم بترك كل شيء ورائهم.
"لكن الأوضاع زادت تعاسة يوماً بعد يوم،" حسب جلبي، ويضيف "صارت أسوأ وأخذت تتغير نحو الأسوأ. حالياً، لا تقتل عصابات الخطف من أجل المال، لأنه لا يوجد أطباء، ولا تجار في العراق. الآن تُمارس الشرطة خطف العديد من المواطنين وقتلهم. في بعض الأحيان يجمعون المئات، كما في حالة الاختطاف الجماعي من وزارة التعليم العالي."
وهنا يُشير جلبي إلى الحادث الذي حصل في نوفمبر/ ت2 عندما تمكنت مجموعات مسلّحة الدخول إلى مبنى حكومي تحت الحراسة وهم بلباس الشرطة. خطفوا 100-150 مواطن من المذهبين الإسلاميين. تم إطلاق سرح 9 منهم (طائفة الأغلبية) حالاً، ثم اُطلق سرح 70 آخرين (طائفة الأغلبية) بعد فترة وجيزة. وحسب الأمم المتحدة اعتبر سبعون آخرون (طائفة الأقلية) في عداد المفقودين.
يلقي هذا الحادث الضوء على التحول الحاصل منذ 2004. ومع أن عصابات الجريمة لا زالت تُمارس الخطف وتطلب الفدية، حسب تقرير بعثة الأمم المتحدة المساعد في العراق فإن غالبية أعمال الخطف حالياً هي لتمويل المجموعات الطائفية وتسليحها. والمسألة مستمرة في التصاعد. "جرائم الخطف تصاعدت بسرعة في السنوات القليلة الماضية وأصبحت آلية للمجموعات المسلّحة تمويل نشاطاتها، إرهاب وتصفية الخصوم ونشر الرعب،" حسب التقرير.
رغم أن المجموعات المسلّحة تستهدف المدنيين، بغض النظر عن الدين، الطائفة، المذهب، العِرق.. جاء أكبر تغيير في هذا المجال خلال السنوات القليلة الماضية بتصاعد أعداد المليشيات وفرق الموت بدعم من القوة المحتلة والأجهزة الحكومية. مليشيات بدر ومليشيات صدر المدعمتان من إيران، معروفتان بالعمل من خلال أجهزة وزارة الداخلية الطائفية. وتمارسان بشكل روتيني: الاختطاف، التعذيب وإعدام المدنيين، ومعظم الضحايا من طائفة (الأقلية).
"يُعتقد أن قوى في وزارة الداخلية مسئولة عن أعمال خطف وقتل كثيرة، تعمل في شكل فرق موت في بغداد ومحافظات أخرى،" حسب تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان في شهر يناير/ ك2. يجب على وزارة الداخلية "أن تُنهي علاقاتها المتداخلة مع المليشيات المسلّحة، بما في جيش المهدي وقوات بدر."
"ليس واضحاً فيما إذا كانت وزارة الداخلية تُسيطر على المليشيات أو أن المليشيات تُسيطر على وزارة الداخلية. ولكن في كل الأحوال، فهم مسئولون عن قدر من أسوأ الانتهاكات في عراق اليوم،" حسب مديرة قسم الشرق الأوسط للمنظمة سارة لي وتسون.
"هذا هو سبب قراري بالهجرة بعد سنتين من حادثة اختطافي. كنت أتوقع أنهم سيلقون القبض عليّ في أي وقت، ليس من أجل المال، بل لقتلي،" حسب جلبي.. "كفى وكفى."
يصعب عليه كثيراً استرجاع ظروف اختطافه حتى بعد هذه الفترة. وبدلاً من ذلك، يُحاول جلبي نسيانها.. "شكراً لله، أنا أحسن حالاً الآن، وسوريا رحبتْ بنا... جميع العراقيين يُعانون من هذه الأوضاع. لقد هربنا ونذهب للأمم المتحدة لنحصل على وضعنا باعتبارنا لاجئين."
"اُصلّي من أجل العودة لدياري. اُصلّي ليعود وطني هادئاً، وأن يتحقق الاستقرار الشامل. أملك منزلي هناك وأستطيع العيش بشكل أفضل. لكن أين منزلي؟؟ إنه هناك!!"
ممممممممممممممممممممممممممـ
Kidnap Victim Finds Refugee in Syria, (Karen Button), uruknet.info-April4,2007.
ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهضوا من تحت أنقاض الخرائب!
- من أجل تخفيف المعاناة: ارفسْ العادة
- نفط العراق ملك الشعب العراقي
- مَنْ يهرب من العراق؟
- قمة عربية.. وقنبلة هوائية!
- أحسبوا ضحاياكم!
- المسلمون ضحايا مؤامرة الإمبريالية الأمريكية
- صناعة القتل: مرتزقة الجيش الأمريكي الخاص وتجارة الحرب
- أمريكا: دولة الحزب الواحد
- الهدوء من ذهب!
- الضحايا الصامتون: أطفال العراق.. إلى أين؟
- مشكلة بناء سفارة تُناسب إمبراطورية: الإمبريالية الأمريكية!
- وأخيراً كُشِفَ النقاب عن الهدف
- دمعة عراقية.. لم يعد بعد الآن.. السكوت من ذهب!
- ثلث سكان العراق يُعانون من سوء التغذية1
- أزمة اللاجئين العراقيين
- انتزاع نفط العراق1
- تهديدات بالموت أو الهجرة: قصة مأساوية
- مجرد معارضة الحرب.. غير كاف بعد الآن
- اضطراب حياة النساء في العراق: خيار سلفادور


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا بقيمة 15 ...
- اليونيسف: مقتل ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالوهاب حميد رشيد - مُختَطَف ضحية يجد ملجأه في سوريا