محمود حمد
الحوار المتمدن-العدد: 1869 - 2007 / 3 / 29 - 04:25
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
1. كيفية الخلاص من الاحتلال؟:
لما كانت قرارات مجلس الأمن قد أقرت إن دخول القوات الأجنبية إلى العراق هو عملية (احتلال) فلا بد من الإقرار ..
أولا :إن" ابغض التحرير عند الشعوب هو التحرير بجيش أجنبي"..
وثانيا:إن مقاومة المحتل واجب وحق وقانون أخلاقي تمارسه الشعوب والأفراد على اختلاف مكوناتها ..
وثالثا:إن الشعوب وحدها صاحبة الحق في اختيار أسلوب مقاومة الاحتلال ووسائل إنهائه:(مسلحة.تفاوضية.تعبئة جماهيرية.عصيان مدني.إضرابات .مقاطعة وطنية لقوات الاحتلال ..وغيرها من الأساليب التي تبتدعها الشعوب)،ولا وصاية لأحد من خارج الحدود عليها.
رابعا:إن مبدأ حماية أرواح جميع أبناء الشعب ومصالحهم على امتداد جغرافية الوطن هو الهدف والمعيار لصواب ونبل أي جهد لإنهاء الاحتلال.
خامسا:لا يجوز تهديد حياة الناس أو إلحاق الضرر بهم وبممتلكاتهم بدعوى محاربة المحتل، فالمقاومة قيمة ثورية أخلاقية، إذا فقدت مضمونها الإنساني الأخلاقي وتعرضت لحياة أبناء الشعب تحولت إلى أعمال إرهابية لمجموعات من القتلة المأجورين( وهذا ما يحصل في العراق).
سادسا:يجب أن لا نصدق ونشيع فرية - إن ذم الاحتلال يعني الدفاع عنى النظام الدكتاتوري الدموي أو الحنين إليه!- بل ينبغي إدراك وتقديس مفاهيم التحرر من كل أشكال الاستعباد والاستبداد ومضامينها الاقتصادية والاجتماعية، ودور مفاهيم وقيم التحرر التنموي في حياة الشعوب والأفراد لبناء أوطان حرة وشعوب خلاقة.
فالاحتلال بغيض حتى بمنطق (بوش)، ولنا في تاريخ البلدان التي تحررت من النازية في أوربا بجيوش أجنبية مثال ينبغي عدم نسيانه أو تجاوزه، رغم ما أنجزته تلك الجيوش "المحتلة" ونظامها الاقتصادي والسياسي من خلفها لتلك الشعوب "المحررة من النازية بجيوش أجنبية" من انجازات كبيرة، وخاصة في إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الحرب.( في وقت دمرت قوات الاحتلال الأمريكية البنية التحتية لكيان الدولة العراقية، وشردت طاقتها البشرية إلى هاوية الجوع والعوز والتطرف) .
لكن جيوش الاحتلال بالمقابل وخاصة في البلدان الشرقية، خلفت أنظمة استبدادية هشة نخرتها الاحتياجات المتفاقمة التي عانت منها شعوب تلك البلدان على امتداد عقود من الزمن، حتى تحولت إلى لغم كبير أطاح بالأنظمة (الاشتراكية!) في ساعات بعد أن استنزفت على مدى عقود من الزمن طاقة، وأموال، وعمر الشعوب كي تطيل بعمرها المسنود بقوات الاحتلال.
مثلما كانت دولة الاحتلال تهدر طاقات وأموال شعبها لإطالة أمد الاحتلال لتلك البلدان دونما جدوى،فتفكك الأخ الأكبر المحتل(الاتحاد السوفييتي) وتلاشت مجموعة الدول (المحتلة) التي واجهت منطق التاريخ الديمقراطي التنموي بقوات التدخل السريع.
وفي البلدان التي احتلتها الولايات المتحدة (رغم ما حققه مشروع مارشال لإعادة اعمار تلك البلدان )كجزء من الصراع ضد النظام البديل(الاشتراكي) ألا إن لوثة الاحتلال لاحقت وتلاحق ضمير تلك الشعوب وتفرز تداعيات ليس اقلها كراهية تلك الشعوب للأمريكان، وعلى امتداد أكثر من نصف قرن تنفجر فضائح قوات الاحتلال وتزكم أفعالها الضمائر قبل الأنوف.وتئن حكوماتها تحت وطأة السياسة الخارجية الأمريكية التي تجرها إلى الأزمات والكوارث التي ترتكبها في مختلف أنحاء العالم.
وفي محنتنا العراقية فان الاحتلال يواجه رفضا شعبيا، وإقليميا، وعربيا، ودوليا، ومن داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.
وعلينا أن ننتبه إلى الميل الخطير الذي تنزلق إليه القضية العراقية والمتمثل بتحولها إلى قضية مواجهة بين القوى المتنافسة في بنية النظام السياسي الأمريكي وقمته الحاكمة بالذات (الكونغرس الأمريكي وداخل الإدارة الأمريكية، وكبرى الشركات الاحتكارية ).
لان ذلك يعني إن هناك طرفا أمريكيا يحتاج لإدامة سفك دماء العراقيين للإطاحة بخصمه، مثلما تحتاج بعض الدول الإقليمية والعربية لتسعير الحريق بجسد العراق كي تبعد اللهب عن عروشها المصنوعة من القش.
ووفق هذه الرؤية فان الخلاص من الاحتلال في الظروف العراقية والإقليمية والدولية الراهنة يمكن أن يتم عبر عدد من الخطوات (الوطنية)..ومنها:
إطلاق خطة وطنية لإنهاء الاحتلال تعلن كل بنودها التفصيلية للشعب لإنهاء الاحتلال، (وليس بالضرورة أن تكون جميع القوى السياسية مشاركة في صياغتها في نصها الأول)على أن تشارك في تنفيذها جميع القوى ذات المصلحة في إقامة دولة ديمقراطية، اتحادية، تداولية، تنموية، دستورية، مستقلة، كاملة السيادة،ووفق جدول زمني يتضمن:
1) تشكيل هيئات محلية شعبية في كل وحدة إدارية تحت إشراف المجلس المحلي لإسناد خطة تطبيق القانون في حدود الوحدة الإدارية وخارجها،بحث تكون كل وحدة إدارية بمثابة قاطع امني مؤمن ذاتيا ،وفي نفس الوقت جزءا من منظومة الأمن الوطني,
2) وضع خطة وطنية (عراقية) لتدريب وتجهيز الجيش الوطني والشرطة المحلية في مناطق تواجدها الإدارية،وتحدد لذلك فترة زمنية.
3) مصارحة الشعب بالموقف الأمريكي من عمليتي (إدارة الملف الأمني) و(خطة تسليح القوات المسلحة).
4) نزع السلاح عن جميع الأشخاص والميلشيات والجماعات غير الرسمية ينما كانوا ولأي جهة انتسبوا وحصره بالقوات المسلحة الحكومية، وجعل العراق بلدا خال من السلاح باستثناء القوات النظامية الحكومية.
5) إخراج القوات المحتلة من مراكز المدن، كخطوة أولى لإنهاء الاحتلال.
6) وضع جدول زمني لنقل الملفات الأمنية من قوات الاحتلال إلى القوات العراقية،تزامنا مع نمو قدرات الجيش والشرطة، على أن يتم ذلك في جميع المحافظات التي تسجل استقرارا امنيا بنسبة مقبولة، والشروع بتنفيذ خطة الاعمار والاستثمار في هذه المحافظات دون تأخير، لاجتثاث الأسباب الاقتصادية الكامنة وراء التطرف.
7) توقيع اتفاقية لتنظيم وجود قوات الاحتلال في البلاد خلال الفترة التي تسبق انسحابها الكامل من العراق،وفق مبادئ السيادة الوطنية الكاملة ،واحترام حقوق الإنسان،وصيانة كرامة الفرد العراقي، وإيقاف أي شكل من أشكال التجاوزات والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق العراقيين.
8) عدم السماح بقيام القواعد العسكرية الأجنبية على الأراضي العراقية.
9) عدم السماح لاستخدام الأراضي العراقية من قبل قوات الاحتلال منطلقا للاعتداء على دول الجوار أو أية دولة أخرى.
الانفتاح على دول الجوار الإقليمي وفق مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية ، وفضح أية تجاوزات على امن وحياة وثروات العراقيين من جانب أية جهة سواء كانت قوات الاحتلال أو دول الجوار أو آية دولة أو جهة غير حكومية أخرى.
الانفتاح الاقتصادي على جميع بلدان العالم التي توفر سبل التنمية المستديمة ونقل التكنولوجيا الحديثة إلى هيكلية الاقتصاد العراقي، وبما يخدم الميل نحو تأمين الرخاء المعاشي والاقتصادي والثقافي والروحي للعراقيين.
تنفيذ الخطط التنموية في كل وحدة إدارية مستقرة نسبيا واستيعاب القوة البشرية العاطلة عن العمل من الذكور والإناث، وتشكيل فريق وطني من الاقتصاديين داخل البرلمان وخارجه لمتابعة تنفيذ تلك الخطط بشفافية تعلن للشعب ،ضمن برامج دورية إعلامية تحليلية نقدية، وتكليف المجالس المحلية بالإشراف الميداني المباشر على متابعة تنفيذ تلك الخطط.
إعطاء أولوية قصوى للخدمات المقدمة للمواطنين ، وإشراك قوى المجتمع المدني في كل وحدة إدارية في التخطيط والتنفيذ لمعالجة تلك الاحتياجات الخدمية اليومية، وجعل الوحدات الإدارية مراكز لورش عمل دائمة لإبداع مختلف أشكال التنمية البشرية والمادية في المجتمعات المحلية.
تأكيد مبدأ وسلوكية السيادة الوطنية من جانب الحكومة والبرلمان، من خلال مكاشفة الشعب بكل إجراء تقوم به قوات الاحتلال أو جهازها السياسي والدبلوماسي لإعاقة عملية انتقال السيادة السلمي إلى العراقيين، أو إعاقة عملية التنمية ،وإعادة بناء الوطن.
#محمود_حمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟