أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - -فاتِكْ-* يفتكُ بالمتنبي مرة أخرى!؟














المزيد.....

-فاتِكْ-* يفتكُ بالمتنبي مرة أخرى!؟


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1850 - 2007 / 3 / 10 - 05:26
المحور: الادب والفن
    


إلى شهداء شارع المتنبي..شهداء البحث عن المعرفة.. وعشاق الكلمة!

استيقظ "فاتك" ذات ظلام من قبر مدروس في أكناف تخوم الأمة..
يبحث عن سيف مازالت تسري فيه دماء المتنبي..
لم يبقى السيف حديداً في قلب الصحراء ..
........................بل صار وجيبا يخفق في أكفان المتنبي..
ينبش "فاتك" كل قبور السلف الطالح ..
يبحث عن موت يعصف في أرجاء "المتنبي"..
يأتيه المَدَدُ فِخاخاً من آبار البترول العربية...
................خلفَ صريرِ الدبابات المحتلة..
******
"فاتك" يفتك بالكتب العُزَّل..
و"أمير الذبّاحين" يُقَصِّلُ أعناقَ حروف العلة..
في ألْسِنَةِ الأطفال المعلولة..
فوق رصيف "المتنبي"..
حشدُ كلام مُلتَبِسٍ يتنافر من بين صفوف الكتب المحروقة..
هولاكو يجلس منتفخا من فرط البهجة ..
يُسعفُهُ العونُ من الأقبية "الفقهية"..
- خذ غيثك من فرضِ زكاة القتل الجَمْعي لأبناءِ النهرين..
......................................يأتيك "الولدان" سرايا ..
......................................جُثثاً ملغومة..
.....................................إزرعها في صدر "المتنبي"..
يتساءل حرف مذبوح فوق رصيف "المتنبي":
- ما سر الحقد المتوارث للكلماتِ الضوئية؟
*****
قاسم طفل في العقد الاول ..
يعرض إرث أبيه الـ....كان رفيقا للكتب الممنوعة..
فوق رصيف المتنبي..
مازال الإبن كسيراً تهطل عيناه هموما..
يَنحبُ مخذولاً..
يتوشحُ بالليل على فقدان أبيه..
............
توصيه الأم المكلومة ..
أن يَحذَر "أبناءَ السوءِ"..
تُقَبِِّلُ جبهتَه..
تمسحُ هامتَه..
وتوشوشُ..
تَخنقُها العبراتُ..
- أختك تحتاج قميصاً للمدرسة "المهجومة"!
- لا تبكي يا ولدي..لضياع الكتب المحروزة في عمر أبيك..
- أعرفُ فيها سِرَّ أبيكَ... شواظاً َلهبُ روحي..
- لكن يا قاسم هذي حكمة ربُّ السفّاحين..وربُّ المُحتلين..
- وأنت حبيبي...غَدُنا الـ يُنْسينا ضَيمَ قرونٍ!
.....
وضعت أجساد الكتب الموشومة باسم الله..
على هامات الكتب المرصوفة تحت ظلال المسجد..
.............................................كي تحرس قاسم..
تتمتم بعض دعاء المحرومين..
وترحل..
قاسم يحلم أن تأتي "العطلة" مُبْكِرَة كي "يشبع نوم"..
وأخيه الأصغر يومئ لكتاب..
يسأله أن يحرز كل "نصوص" الفتح العربي لسيقان النسوة..
........................................كي يقرأه في يوم الجيش ..
جارتهم سلاّمة ابتاعت صفحاتٍ من تفسير الأحلام....
........................................... وأخبار الجن الأزرق..
تبحثُ عن غوث يُنجيها من كابوس لِثام الليل المارق بـ "درابين الحرية"!
******
تتشظى من "فاتك" أوهام العدم الـ يطفئ لإلاء الحرف الغاضب..
يتسلل وسط زحام المفتونين بِنَصٍ مرفوع الهامة..
يتدافع ..
يبحث عن حشد يغويه حَطيباً للنار الأزلية في صدر المُفتَرسين ..
يتقدم ..
يصطف بعنف جنب الطفل المشغول بأمه..
يتناثر"قاسم" لحمً ..أوراقاً..ودماءً..
تَثغبُ جدرانُ "المُتنبي"..
تَتَطايرُ اشلاءُ الكتب المغدورة.
تتساقطُ فيض دماءٍ ساخن..
وعويل..
................
نكتب عن طفل كان عظيما مثل أبيه..
قتيلا مثل أبيه..
نبيلا مثل أبيه..
شجاعا مثل شمائل أمه!
فوداعا يا قاسم ..حيث تُزارُ بقبرٍ في أطرافِ "الكوت"..
قتيلا بقنابل "فاتك"..
وتحت ظلال سيوف المحتلين!؟

*فاتك:فتك بالمتنبي .. ومازال يفتك فينا !



#محمود_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق -مؤيد نعمة-...أقوى من نبوءة الحكام
- لماذا يطالب الفنان(والمثقف)بما لا يطالب به السياسي؟!
- تَرانيمُ الحُزنِ
- إقصاء المثقف عن البناء الوطني يخلق فراغا يملأه التخلف والإره ...
- لماذا اغفل الدستور العراقي احتياجات الثقافة والفن؟
- الفنان العراقي بين مرحلتين-الفنان والحرية-2/21
- في ذكرى رحيل الصديق الفنان فائق حسين-رحيل الفنان السومري الح ...
- 1/21 :/الفنان والاستبداد/الفنان العراقي بين مرحلتين/
- التاسع من شباط1963
- الازمنةُ العراقيةُ!
- صِبيانٌ غابوا في مُنتَصفِ الدَربِ إلى-اللُقْمَةِ-!
- بيتٌ -عليٍ- والفانتوم!
- إمّا البيضةُ أوْ بَيتُ الطاعةِ؟!
- و-إذا الايامُ أغسَقَتْ-(1) فَلا تَنسوا -حياة شرارة-!
- لوحةٌ على جُدرانِ غُرفَةِ التَعذيبِ!
- طِفلٌ قُرويٌّ يقرأُ ألواحَ الطينِ
- لا يَصلِحُ لبلادِ النَهرينِ إلاّ السُلطانُ الجائِرُ؟!
- -عمالُ المَسْطَرِ- (1) بضيافةِ -عُقْبَة - (2)
- عبد الرحمنٌ ..كوَةُ ضَوءٍ في الظُلمةِ!
- -شهدي-(1)واحدٌ مِنّا!


المزيد.....




- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى
- صدر حديثا ؛ أبو الحروف والمدينة الهادئة للأديبة منال مصطف ...
- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - -فاتِكْ-* يفتكُ بالمتنبي مرة أخرى!؟