أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - محمود حمد - ديمقراطية -السقيفة وخصومها-















المزيد.....

ديمقراطية -السقيفة وخصومها-


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1864 - 2007 / 3 / 24 - 12:57
المحور: ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
    


هل بالإمكان أحسن مما كان؟!(3-2)
ديمقراطية "السقيفة وخصومها"
بعد أن جَوَّفَ نظام صدام العراق من مضمونه التنموي تطحلبت مخلوقات وظواهر طفيلية، بديلا لعناصر الحياة الطبيعية التراكمية الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والحزبية، والعسكرية، والسلوكية...الخ، على جسد الدولة وفي أحشائها،وصارت تفرخ أصنافا غير مألولة من الديدان، والفطريات، والقروح، والأورام السرطانية في كل مفاصل، وأجهزة وعصب، وعقل، وقلب الدولة والمجتمع.
ومن بين تلك الأوبئة المعدية التي نشأت على جسد النظام المتفسخ مسرحية الانتخابات القسرية للمفاضلة بين"القائد صدام"و"صدام القائد"..
فعشعشت في ذاكرة الإنسان العراقي نفرة مريرة من تلك الهزليات التي تساق بها الملايين لبيعة "القائد" امتدادا لبيعة "السقيفة" فالمسلمين لا ينتخبون بل يبايعون خليفة الله على الأرض ، أما من يختار هذا الخليفة على الأرض؟ ..فهنا تكمن علة الصراع دائما بين من يحتمي بـ"السقيفة" وبين من يُنبَذ خارجها أو يختار النأي عنها..وفي كل مرحلة من التاريخ يختطف مجموعة من الأقوياء دفئ السقيفة والتصويت باسم عامة المسلمين ونيابة عنهم ليختاروا لهم خليفتهم،بتخويل من الله.. وليس أمامهم إلا البيعة له أو الانزلاق في صف الكفار المعترضين على أرادة الله..فتلاحقهم اللعنة وسيوف الذبّاين "حتى قيام الساعة" ، ولم تتغير نتائج البيعة سواء شارك فيها عدد لا يتجاوز أصابع اليد أو سيق ملايين الناس قطعانا تحيطهم ذئاب السلطة للقول "نبايع" عبد الله المؤمن..ولم تتغير النتائج بتغير ذلك الـ"عبد الله المؤمن" وزمانه فهو "يزيد" قاتل الحسين وأهل بيته ،وهو "الحجاج" قاتل الأمة ومفكريها، وهو "المقتدر" صالب الحلاج وساحق المنطق العقلي ،وهو "الوليد" ممزق القرآن بالسهام وسط مرح الجواري العاريات في بركة النبيذ، وهو "صدام" الذي قبر العراق المعاصر بمباركة ودعم دولي وعربي وإسلامي.
ومن فيض تخمتها صارت ذاكرة العرب والمسلمين والعراقيين تتقئ اشمئزازاً من سماع شعارات تزييف الرأي باسم الانتخابات "البيعة"..
ومن (سوء وحسن) حظ العراقيين إن آخر غزو لبلادهم جاء تحت شعار "الديمقراطية"، وهم المكتوون بسموم "البيعة"من "سقيفة بني ساعدة" إلى "سقيفة عزت الدوري" وهو يعلن البيعة 100% لـ"لقائد الضرورة".
لكن نفر منهم.. من المتشائلين اعتقد إن "الديمقراطية"القادمة على أكتاف الدبابات المحتلة والتي هي نتاج تطور علاقات الإنتاج الرأسمالية لابد أنها ستكون مختلفة عن "البيعة" التي أفرزتها ظروف تاريخية تعود إلى ما قبل 1400 سنة..وسيكون بإمكان المواطن العراقي الفرد آن يَتُلَّ الحاكم من لحيته ويطيح به إلى الحضيض إذا خالف الدستور أو نكث بوعوده الانتخابية.
لكن هذا النفر المتشائل وجد نفسه مخذولا من "ديمقراطية الدبابات"..فما أن بدأت سرفات الدبابات تخوض بأحشاء العراق حتى فقدت ذاكرتها ومفاهيمها و"آليات اختيار الإدارة الحكومية" السائدة في امريكا،ونسيت مقومات"ديمقراطية التنمية الفائقة التطور" التي اوصلت أمريكا إلى عرش القوة العظمى التي "يبايعها "أهل الأرض مطأطئ الرؤوس تحت "سقيفة مجلس الأمن" وتحت سقف السماء، وبدلا من ذلك تدافعت عقول "المحتلين الاستراتيجيين" مع قوافل الأمم الرُحَّلِ والقبائل المتناهبة في أقبية التاريخ..وراحت تنبش معهم قبور الطائفية المندرسة لتجيء بالرِمَم وأسلاب الموتى غطاءا لوجه العراق المتمدن..
ورغم أزيز دبات المحتل التي تمزق أحشاء وطننا ،وتحت صليل رصاص "تورابورا"، وسليل سيوف "ذباحو بنو أمية" ، ومفخخات "الأخوة الأعداء"، وصراخ رؤوس الأطفال العراقيين المقطوعة في الطرقات العامة والمخابئ الخاصة ، وعويل الأسواق على الفقراء الممزقين بعبوات الموت الناسفة التي يسوقها الجيران لأجسادنا..خرج العراقيون للخلاص من محنة الفتنة التي أعقبت عقودا من نكبات الحروب والتجويع والخوف ،والتي يلوح بها المحتل والأنظمة المذعورة.. رافعين إرادتهم "البنفسجية" بحثا عن "إدارة نزيهة وعاقلة" للوطن ،تنجيهم من الفاقة في أغنى بلدان العالم، ومن الحروب والعنف في موطن ومؤول أول الشرائع الداعية للبناء والسلام والتسامح على الأرض..ووقفوا من جديد أمام ذات السقيفة يبايعون خلفاء الله على الأرض"نواب غامضون" يختبؤون تحت جنح الطوائف والأعراق في قوائم انتخابية "مقدسة ومدججة بالسلاح" تتحدث باسم الله عن يوم الحساب، وحساب القبر، ورجم الزانيات، وتوزيع الغنائم بين المظلومين والظالمين..وخلت نواياهم وخطبهم من مفهوم"التنمية" التي تشغل عقول وقلوب جميع أمم الأرض وشعوبها وأفرادها..و"بايعهم" أكثر من 65% من المشاركين في "البيعة".. وحمل "النواب المنتصرون" ضغائنهم المتوارثة منذ "سقيفة بني ساعدة" إلى "سقيفة البرلمان"..وتميزت تلك الفترة الدموية والعسيرة التي فتحت أبواب الجحيم والعدم أمام العراقيين بالخراب، والموت ،والفوضى، والفساد ،وسجلت هجرة جديدة لمئات آلاف العراقيين وخاصة الكفاءات العلمية والأكاديمية التي لا يمكن تعويضها أو الاستغناء عنها في أي بلد يريد الاستمرار بالحياة ، ناهيك عن وطن يريد النهوض بالتنمية لتعويض ما فاته خلال قرون التخلف والعزلة عن العالم التي فرضها عليهم نظام صدام.وانظم هؤلاء الاختصاصيون الهاربون من طغيان القتل العشوائي إلى أجيال من أخوتهم الاختصاصيين الذين شردهم نظام صدام منذ أكثر من أربعة عقود (ومن جميع فروع المعرفة التطبيقية، والنظرية، والإدارية التي تشكل البنية الأساسية البشرية لأي تنمية في أي بلد في العالم.. وتلاقفتهم أنياب الغربة، ومبتزوا أهل الحاجة، وتجار الفتن، ومسوقوا الضغائن،وكمائن الأنظمة المذعورة من التغيير، لتعبث بمصائرهم ومصائر أولادهم وعوائلهم).
وتتفاقم كارثة تشرد العقول العراقية،حتى صرنا نخشى أن تمسي "دار الحكمة" في بغداد خالية من أي حكيم يبكي على اطلالها..فيما يتناحر أمراء الطوائف والأعراق تحت "سقيفة البرلمان" ، وترتعد الشوارع خوفا من المفخخات، وينتهش الفساد المسلح جسد الدولة ومؤسساتها،ويفتح "الأخوة"المتباغضون أبواب العراق للقريب والبعيد من الملطخة تواريخهم وأيديهم بدم العراق والعراقيين، لإسناد ظهورهم في معاركهم الفاصلة والدموية ضد شركائهم في "السقيفة" و الوطن.
وتتمرغ قوات الاحتلال والساسة الذين يقفون وراءها بدماء العراقيين ووحول الهزائم ..ويفشلون في اختلاق ذرائع لأفعالهم المشينة، ورؤيتهم المُضَلِلَة أو المُضَلَلَة لواقع العراق ..وتتوالى الإخفاقات والتراجعات المتغطرسة- دون أن نرى مراجعة واقعية مسؤولة للمحنة التي يعيشها العراق نتيجة الاستبداد الطويل والاحتلال البغيض-..بعدما اجتذبوا كل قوى الشر الإرهابية من كهوف العالم المتخلف إلى مدن الحضارة التي شهدت عصر ارتقاء هذا الكائن الذي أصبح اسمه"الإنسان"..
وبعد إن كانت دولة الاحتلال صانعة لقوى هذا الإرهاب المتوحش الذي تكتوي بناره اليوم، وتوظفه في صراعها مع خصومها في ذات الوقت،نراها اليوم تتوسل القريب والبعيد للخوض معها في بركة دم العراقيين، دون أن تغير نواياها، وأهدافها، وتحالفاتها، وأساليبها، المسؤولة عن هذه الكارثة.
فماذا حصدنا بعد أربعة أعوام من الاحتلال؟
 وطن ممزق السيادة.
 مواطن يجتاحه الرعب داخل جلده.
 اقتصاد معطل.
 حياة عامة يعصف بها الخوف من الآتي.
 جيوش جديدة من العقول العراقية الهاربة من الموت المتعدد السيوف .
 صعود الماضي على أكتاف الحاضر لإعدام المستقبل برمم التاريخ.
 توظيف الدولة ومؤسساتها لخنادق ومصالح أمراء الطوائف والأعراق المتناحرة، بعيدا عن مصالح الشعب والوطن.
 اندحار دور الثقافة التنموية (بمفهومها الشامل) والمهمشة خارج وداخل "السقيفة" بمواجهة "السلاح الطائفي والعرقي المقدس" المستقوي بكنوز العراق والعرب.
إن ما أوصلتنا إليه الدكتاتورية البغيضة التي مهدت للاحتلال بسياساتها الحمقاء المتواترة والمتراكمة المصائب والكوارث،والاحتلال المقيت الذي رعى تلك الدكتاتورية ودعمها في طغيانها خلال مراحل عديدة من تاريخها ،ونظام المحاصصة الطائفية والعرقية المتخلف الذي أعاد العراق المتمدن إلى زمن (داحس والغبراء)لا يمكن أن يشوهوا :
الطبيعة التقدمية لحركة التاريخ، والطاقة الإبداعية لدى القوى الواسعة من الشعب، وخاصة الفقراء الذين اتقدت عقولهم بوعي مصالحهم ومصالح وطنهم..
 ونعود إلى"السقيفة"التاريخية، و"السقائف المحلية"التي دقت مداميكها في المحافظات والمدن والاقضية والنواحي باسم "المجالس المحلية" وهذه "السقائف المحلية" تضم قوى وأفراد يكتوون يوميا بالاحتياجات الضرورية اليومية لحياة العوائل، ومتطلبات المجتمع والفرد رغم أنهم جاءوا ضمن طوفان القوائم الانتخابية "المحجبة" التي تخشى أن تنكشف عورتها للناخب، لكنهم تحت قسوة الحاجة في بيوتهم، وأزقتهم، وقراهم، ومدنهم مضطرين إلى إدراك أهمية الصراخ لمطالبة المسؤولين التنفيذيين والمحتلين بحق العراقيين أينما يكونون في:
o مواصلة التعليم.
o والعلاج الطبي.
o وتوفير الماء والكهرباء.
o والغذاء الصحي.
o والطرق المعبدة.
o والسكن الآدمي.
o وعودة المهجرين والمهاجرين إلى وطنهم بكرامة.
وتتأجج هذه المطالب كل ساعة في البيوت، والأسواق، والمدارس، والشوارع، بل والمساجد والحسينيات..ويمتد أوارها إلى "السقائف المحلية" وما ينفع من تكبير وتسبيح لإخمادها أو تهميشها في "سقيفة المشهداني"المعزولة و المحصنة بالمنطقة الخضراء، لا ينفع في إطفاء لهيبها في "السقائف المحلية" المتشابكة الوشائج مع الناس المحرومين من ابسط مقومات الحياة الإنسانية الطبيعية في المدن والقرى.
 مما اوجد ثقافة مطلبيه اجتماعية اقتصادية متنامية تفرض ميلها ورؤيتها أكثر فأكثر على بريق الشعارات الطائفية التحريضية، وعلى المواعظ الواعدة بالجنة بعد حياة الحرمان، ونيل الرخاء في الآخرة بعد نهب ثروات الوطن في الدنيا ..
 والى جانب تطور واتساع الثقافة المطلبية ونتيجة لها وللظروف الاقتصادية التي توحد المكونات الاجتماعية، وخاصة القوى المنتجة من الفقراء الذين يستبعدون من مصادر القرارات التي تحدد مصائرهم وعوائلهم، ولا يتذكرونهم إلا عند الحاجة أليهم لبيان"البيعة" لهذا الـ"عبد الله المؤمن" أو ذاك.. فان طبيعة التحالفات والإصطفافات السياسية تميل بالضرورة وبشكل متزايد ومتسارع نحو التحالفات الطبقية وراء برامج تعالج احتياجاتهم وتنتقي ممثلين ذوو كفاءة قادرين على تحقيق تلك البرامج ، أكثر منها استمرار بيعة الرعية المكفوفة بالمواعظ لـ "الخلفاء" غير الراشدين.
 كما إن المصالح الحياتية لسكان المدن والقرى ستضع هؤلاء المندوبين في "السقائف المحلية" تحت ضغط المساءلة، والنقد، والإدانة، بل والاتهام أحيانا بالفساد والتواطؤ ضد مصالح الناخبين..وهذا أهم دروس الديمقراطية التي يتعلم منها الناس كيفية اختيار، واستبدال، ومحاسبة المسؤولين، ويغرس في نفوسهم الثقة بقدراتهم وبأنفسهم كأفراد ومنظمات وقوى اجتماعية، ويبدد من عقولهم صورة المسؤول الحكومي القادر على الاستمرار بظلم الناس وهضم حقوق الآخرين دونما حساب .
 كما إن تنامي الثقافة المطلبية ذات المضامين الاجتماعية والاقتصادية البعيدة عن التفتيت والتناحر الطائفي والعرقي ، والتغييرات التي ترافقها في بنية القوى الاجتماعية وتعبيراتها السياسية ، سيخلق قوة ضغط واسعة على النخب القابعة في "سقيفة البرلمان"التي لم تتمكن من تجاوز ثقافة "سقيفة بني ساعدة وخصومها" وستجبرهم على التزحزح إلى جانب المصالح الوطنية العليا، كي لا تهتز مقاعدهم تحت السقيفة أو يخرجون بعيدا عنها، مما سيجبر العقلاء منهم إلى إعادة حساباتهم العقائدية المتطرفة تحت قوة ضغط المطالب التنموية للإنسان والدولة والوطن.
 وسيفضي ذلك إلى إعادة هيكلة النخب السياسية وتحالفاتها، وصراعاتها، وتفاهماتها لصالح الاصطفاف الاجتماعي، وبعيدا عن الخنادق الطائفية والعرقية المريبة والموبوءة.
 ومثل هذا التطور في الصراع سيفرض الحاجة إلى قيادات كفوءة ومهنية ومحترفة قادرة على إدارة عجلة التنمية الحديثة وفق مبادئ الجودة في الإنتاج، والعدالة في التوزيع، وينحسر تأثير ودور القوى الطفيلية التي تعشعش اليوم في خلايا الإدارات الحكومية وهيئات المجتمع المدني بأغطية دينية، أو عرقية، أو قبلية، أو حزبية ضيقة.
 إن الصراع المحتدم اليوم في المجتمع العراقي سيفرض هذه التغييرات، وفق الميل التاريخي التقدمي لحركة المجتمع والحياة ، وتعود قوة التأثير على مجرى الأحداث للجماهير الواسعة في المدن والقرى إذا تمكنت قوى الشعب من التمسك بآلية تداول السلطة عبر صناديق الاقتراع، وهذا أمر ممكن في ظل الاحتلال أو الهيمنة الأمريكية على إستراتيجية حركة العملية السياسية كجزء من مشروعهم الشرق أوسطي ،أو بزوالهما.
 إن قوة المجالس المحلية وتطور أدائها الرقابي على السلطات التنفيذية المحلية يعد ضمانا أساسيا للدولة الديمقراطية الاتحادية التداولية، ويقطع الطريق أمام ظهور ديكتاتورية مركزية جديدة تتحكم بمصائر الناس وثرواتهم ووطنهم باسم القيادة التاريخية أو القيادات "التاريخية المقدسة"التي لا يطالها القانون.
 ويعد نضج ونمو القواعد الشعبية ومنظماتها السياسية والمهنية المحلية بما فيها المجالس المحلية، فرصة تاريخية لخلق ظروف ذاتية لتأسيس مقومات مجتمع ديمقراطي قادر على صياغة ملامح دولة ديمقراطية تنبع من خصوصياته ومصالحه التنموية.
 إن ارتقاء عمل ومضامين نشاط الهيئات المحلية على اختلافها سيؤمن تغييرا في قمة الهرم السياسي في المركز وسيضمن عدم استحواذ أي طرف من أطراف العملية السياسية على قرار المركز ، وسيمنع اتخاذ القرارات التي تهدد مصالح الوطن العليا، مثلما يحجم بيئة ولادة نظام الفرد أو الحزب الواحد أو هيمنة فئة على مصير الوطن.
 كما إن طبيعة مهام وواجبات المجالس المحلية المرتكزة إلى مطالب المجتمع التنموية ، تشترط وجود كفاءات مهنية واختصاصات قادرة على تنفيذ بنود الخطط التنموية، سواء داخل تلك المجالس أو في اللجان المساندة لها وفي الإدارات الحكومية المنفذة لتلك الخطط، وهذا سيفرض بشكل متزايد تنحية العناصر غير النافعة لعملية التنمية ودخول قوى متخصصة ومشاركة في بناء الوطن أكثر منها ظواهر صوتية تربك الحياة العامة.
لهذا فان المرحلة الحالية تتطلب :دعم عمل "المجالس المحلية" ،ومؤسسات المجتمع المدني ، والإدارات الإقليمية، وادارت المحافظات والمدن والاقضية والنواحي والقرى،وتكريس "ثقافة إدارة الدولة من قبل السكان" في جميع الحلقات والمواقع الجغرافية والإدارية، وإسناد الميل نحو التخطيط التنموي لجميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، ولكل وحدة إدارية في البلاد،وتحريض وتشجيع الناس على أعلاء أصواتهم لفضح المخالفات والمفاسد ، وتعلم ثقافة المساءلة والرقابة على النشاط الحكومي بأسلوب حضاري تنموي بناء، والابتعاد عن المتوارث من الخطب المجوفة .
ورغم الصورة القاتمة للمشهد العراقي في ظل الإرهاب، والاحتلال، وحكومة المحاصصة ، ألا أن الحراك الاقتصادي الاجتماعي السياسي الواسع والشامل الذي يشهده وطننا يؤشر لملامح مرحلة مشرقة تتبلور مكوناتها وخصائصها في لجة هذا الصراع ،وتتجلى سماته في تزايد قوة وحسن أداء قوى المجتمع على امتداد الوطن وتقاربها من مصالحها الاجتماعية المشتركة في البناء والتنمية ونبذ الطائفية والعنصرية والحزبية الضيقة، ونشوء تيارات ورؤى وقوى جديدة ذات أهداف وبرامج اجتماعية ومطلبية واضحة،مما سيضعف من دور القوى المهيمنة على سلطة القرار باسم الدين، أو العرق، أو المذهب .






#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يَتعقبُني المُكَفَنونَ
- احتلال العراق..بين-التهليل- و-الاجتراع المرير-
- كَفّي سارِحَةٌ فَوقَ جَبينِ الفَجرِ
- المرأة والحرمان من السلطة؟!
- -فاتِكْ-* يفتكُ بالمتنبي مرة أخرى!؟
- أوراق -مؤيد نعمة-...أقوى من نبوءة الحكام
- لماذا يطالب الفنان(والمثقف)بما لا يطالب به السياسي؟!
- تَرانيمُ الحُزنِ
- إقصاء المثقف عن البناء الوطني يخلق فراغا يملأه التخلف والإره ...
- لماذا اغفل الدستور العراقي احتياجات الثقافة والفن؟
- الفنان العراقي بين مرحلتين-الفنان والحرية-2/21
- في ذكرى رحيل الصديق الفنان فائق حسين-رحيل الفنان السومري الح ...
- 1/21 :/الفنان والاستبداد/الفنان العراقي بين مرحلتين/
- التاسع من شباط1963
- الازمنةُ العراقيةُ!
- صِبيانٌ غابوا في مُنتَصفِ الدَربِ إلى-اللُقْمَةِ-!
- بيتٌ -عليٍ- والفانتوم!
- إمّا البيضةُ أوْ بَيتُ الطاعةِ؟!
- و-إذا الايامُ أغسَقَتْ-(1) فَلا تَنسوا -حياة شرارة-!
- لوحةٌ على جُدرانِ غُرفَةِ التَعذيبِ!


المزيد.....




- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل
- جهود عربية لوقف حرب إسرائيل على غزة
- -عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم- مر ...
- شاهد.. سيارة طائرة تنفذ أول رحلة ركاب لها
- -حماس-: لم نصدر أي تصريح لا باسمنا ولا منسوبٍ لمصادر في الحر ...
- متحف -مرآب المهام الخاصة- يعرض سيارات قادة روسيا في مختلف مر ...
- البيت الأبيض: رصيف غزة العائم سيكون جاهزا خلال 3 أسابيع
- مباحثات قطرية أميركية بشأن إنهاء حرب غزة وتعزيز استقرار أفغا ...
- قصف إسرائيلي يدمر منزلا شرقي رفح ويحيله إلى كومة ركام
- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - محمود حمد - ديمقراطية -السقيفة وخصومها-