سيدتي المغتربه! قبل ان ترفعي سماعة الهاتف

ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1859 - 2007 / 3 / 19 - 11:22
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

عرضت هيئة الشؤون الاجتماعيه في مدينة يتبوري السويديه فيلما اسبانيا يحمل عنوان (خذ عيني) وذلك في النادي الثقافي العراقي ورابطة المرأة العراقيه. تحدثت فيه المسؤوله عن عرض الفيلم عما تلاقيه المرأة من اضطهاد وعنف داخل المنزل ،بالاخص من قبل الزوج ،كان بطل الفيلم شخصا متهورا لا يملك زمام نفسه عند الغضب رغم الحب المتبادل بينه وبين زوجته .من جملة ماتعرضت له الزوجة انه يمسك بخناقها الى ان تتبول من شدة الخوف عندها يطلب منها تغيير ملابسها، ولقد تركها عريانه في البالكون كي يشاهدها الجيران في تلك الحالة الفاضحه،طبعا هذا اختصار شديد للفيلم الذي استنكرته كل الحاضرات لأنه لا يمت لواقعنا الاجتماعي بحال من الاحوال . قبل عرض الفيلم تحدثت المسؤوله السويديه عن معاناة النساء داخل المنزل ،وطلبت من السيدات ان يرفضن هذا الواقع المرير ،فالحياة في بلد متطور كالسويد بامكانه ان يحمي المرأة ويوفر لها كل احتياجاتها ،ولقد عرضت عليهن المساعدة ومد يد العون بكل طيبة ورحابة صدر ،واعلنت للحاضرات ان بامكان اية واحده تعاني من مثل هذه المشاكل ان تتصل بها تلفونيا عن طريق الكارت الخاص بها .من الجميل جدا ان تشعر المرأة المغتربة بالأمان ، فالغربة والشعور بالوحدة وحدها كارثة الكوارث ،ولقد كانت المنافي عقابا قاسيا للمتمردين على الآستعمار او على الحكام المستبدين ،انه باختصارالموت البطئ ، تناديني احدى العزيزات المنفيات في كندا بشعر حزين يدمي مشاعري (ياريت بيتي كبال بيتج ولو ضاك خلكي تعنيتج) نعم ففي الغربة قلما يحظي الأنسان بصديق صديق، ولذا يبحث عن اصدقائه القدامى ليشكو لهم همومه ومعاناته . اقول لسيدتي المغتربه :ان الحياة الزوجيه تشبه مملكة صغيرة ،ملكها الزوج والملكة الزوجه ،والأبناء وباقي افراد الأسره يمثلون الشعب ،ان الملك الصالح لا يترك مملكته تنهار عنندما تصادفه الأزمات الأقتصاديه والحروب الداخليه والخارجيه ،والملكة الحكيمة تشد ازر زوجها وتسانده عندما تهتز اركان المملكة وقت العواصف الهوجاء والرياح المسمومة العاتيه ،ترفض الأم ان تمسك معولا لتهدم اركان مملكاتها وقت الضعف ،بل تحاول بكل هدوء وتصميم وعزيمه ان تعيد الثقه الى نفس الأبناء بأن مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا.,وما هي الا اياما وتنقشع الغيوم وتشرق الشمس من جديد .
الزوج المخلص يمثل السماء ،وتمثل الزوجة الارض،كن ايها الزوج السماء التي تحمل الشمس والقمر والنجوم ،السماء التي تحمل الضياء والدفئ والخير والمطر ,كوني ايتها الزوجه الارض المعطاء التي تعطي الخير وتمنح ابناؤها الحياة والحب وتلفهم بحنان بعد ان يودعو الحياة .
الحياة الزوجيه تشبه دارا السقف فيها الزوج والارض فيها الام، كن ايها الزوج سقفا يمنح عائلته الدفئ في الشتاء ويمنع عنها حر الصيف ، سقفا يحمي العائله من الامطار والطيور الجارحه والعواصف المدمره ،وكوني ايتها الزوجه ارض الدار التي تحمل الجميع دون ان تشكو التعب من ثقل ما تحمل ،كوني ارضا ناعمة منبسطة يستلقي في حضنها الجميع دون خوف او وجل ارضا لا تخرج من جحورها العقارب والأفاعي السامه بل تخرج منها الرياحين والورود والزيتون. الحياة الزوجيه كالفصول الأربعه مرة ممطره مرعده واخرى حارة ملتهبة ومرة اخرى رقيقة منعشة ثم ينتابها الخرف في الايام الأخيرة عندما يصاب الزوجان بالهرم والامراض ، الزوجان الحكيمان يجعلا من كل فصل من هذه الفصول متعه ،فما احلى الصلح بعد الخصام ،تقول المرأة على لسان شاعرها نزار :كم قلت اني غير عائدة له ورجعت ما احلى الرجوع اليه .في بلد كالسويد يطول ليله ويقصر نهاره ،تتخلله العتمة في معظم فصول السنه،وتهطل فيه الامطار والثلوج ،تدخل عتمته الى داخل النفس البشريه فتسبب لها التعاسة ،على الانسان ان يسد كل منفذ للحزن ،من خلال الزيارات العائليه ،ويستغل التخفيضات الهائله على السفرات في بعض اشهر السنه،ليتمتع باشعة الشمس التي تمنحنه القوة والسعاده،ان اهم ما يتصح به الأطباء للقضاء على الأكتآب هو المشي لمدة ساعة او اقل كل يوم واظن انه علاج ناجع ومجاني ، ..

#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل