أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناديه كاظم شبيل - رذاذ المطر














المزيد.....

رذاذ المطر


ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1789 - 2007 / 1 / 8 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا، المطر في الخارج يتساقط بغزارة ، والعتمة تغطي جميع ارجاء المنزل ، اضاءت كافة المصابيح ، شعرت بنوع من الارتياح ، منذ ثلاثة اشهر والمطر لا ينفكّ يهطل ،لم تشرق الشمس خلالها الاّ ثلاث مرات ، اي بمعدّل مرة واحدة في الشهر .الشمس في بلادها كريمة ،مزاجها رائق على الدوام لا تغيب الاّ دقائق لتندم وكأنها أم حانية تعود لصغارها باشتياق واشراق جديد
كانت وصديقاتهايعشقن المطر، ويتراقصن على نغمات تساقطه وهن يهزجن ببراءة ومرح الطفوله
مطر مطر حيل حيل عبّر بنات الكحيل
مطر مطر عاصي طوّل شعر راسي
مطرت الدنيه كباب ومات عبد الله شباب

تذكرت بان اليوم هو السبت وهو موعد زيارة اولادها ، قررت ان يكون البرياني هو الطبق الرئيسي ، وضعت الدجاجة على النار ،واستعدت لتناول الفطور مع زوجها.
تبادلا بعض الأحاديث العائليه ، ثم انهمكت لأنجاز بقية الأعمال المنزليه، اخرجت الدجاجة من القدر وقبل ان تقوم بتقطيعها قفزت باتجاه الحاسوب وكأنها تذكرت شيئا مهّما،لقد قررت سماع اغنية حبيبتي والمطر للفنان كاظم الساهر ، المطر في بلادها يحمل رائحة التراب ،رائحة امنّا الأرض ،وفي فصل الربيع ،عندما يهطل المطر تعبق رائحة القدّاح ،كم تعشق هذه الرائحه ، حتّى أن عطرها المفضل يحمل هذه الرائحه ، كم تبدو سعيدة عندما تسألها احدى النساء على استحياء :رجاء مااسم عطرك ؟ فتجيب وهي تقلد فتيات الأعلان : كريستيان ديور ،ثم تردف بدلع طفولي ديوريسيمو . في السويد لا تحمل الأرض مثل تلك الرائحة المحببه ،لم يحصل ذلك ولو لمرة واحده ،والسبب واضح
،فالأرض هنا مكسوة بالأسفلت او بالثّيل الاصطناعي ، قالت في سرها متذمره كل شئ اصطناعي هنا حتى العلاقات الانسانيه التي من لمفترض ان تكون في غاية الشفافية والصدق اصبحت صناعة تباع في الاسواق فها هي جارتها السويدية المطّلقه ،تفتخر بانها ليست بحاجة الى رجل يقضّ مضجعها ليلا والاجهزة البديلة متوفرة في الاسواق ، لقد انتقدتها صراحة وقالت لها بأن اامشاعر الانسانية لا يحركها الجماد ،ولكن الاخرى قالت ان جسدي ملكي انا وحدي ، اتصرف به كما اشاء انا لا كما يشاء الرجل ، اكتشفت فيما بعد بأن الجارة تعاني من وحده قاتله بعد ان تركها الازواج وهرب منها الاصدقاء.
قالت لزوجها بان هذه الأغنية هي من اجمل ما غنى كاظم الساهر. بدا لها ان زوجها كان مشغولا بالضغط على الكونترول لالتقاط عناوين الأخبار من مختلف الفضائيات ،فلم يرد عليها ، بدأت الموسيقى وكأنها قطرات مطر تتراقص على زجاج النوافذ ،ثم جاء صوت كاظم الساهر وكأنه ممزوجا بمشاعر شاعرها المفضل نزار قباني ، كان الصوت حزينا مليئا بالخوف من تحسّب الفراق
:اخاف ان تمطر الدنيا ولست معي
ثم يشكو وكأنه طفل كبير : فمنذ رحت وعندي عقدة المطر
ثم يسترجع الصوت قوته عندما يصف الشتاء بقربها
كان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا افكر في برد ولا مطر
يرفع زوجها صوت التلفاز
كانت حصيلة الضحايا لشهر اب 1100 جته
ترفع صوت الحاسوب ليغطي على الخبر المؤلم
يزداد صوت كاظم حزنا وخوفا وهو يشدو
كانت الريح تعوي خلف نافذتي
يرق الصوت اكثر وكأنه يتذكر همس الحبيبه
فتهمسين تمسك ههنا شعري
يرتفع صوت التلفاز اعلى
العثور على 20 جثة معصوبة الاعين في مدينة يغداد
يتكسر صوت كاظم وكأنه يهم بالبكاء
والان اجلس والامطار تجلدني ويتأوه ويكرر ثم يردف وكأنه طفل يعدد لأمه مواضع الالم
على ذراعي على وجهي على ظهري فمن يدافع عني
يرتفع صوت التلفاز مقتل سبعه واصابة 12 في تفجير سيارة مفخخة
يرتفع صوت كاظم
يامسافرة مثل اليمامة بين العين والبصر
ثم تزداد المرارة في الصوت القوي
كيف امحوك من اوراق ذاكرتي وانت في القلب مثل النقش عالحجر
يرتفع صوت التلفاز ويطغي على الصوت الساهر
عثرت شرطة مدينة الصويره على عشرين جثة مقطوعة الرأس ملقاة في نهر دجله وعليها اثار تعذيب وطلقات ناريه
يزداد وجد المطرب العاشق ويعترف برقة ورومانسية
انا احبك انا انا انا احبك
يامن تسكنين دمي ان كنت في الصين او ان كنت في القمر
يالا وياللي يالاويلللي
اه اه انا احبك
تم العثور على مقابر جماعية في مقربة من شيخ معروف
يالا ويالاللي
تغمض عينيها بنشوة عارمه ،تشعر ان الصوت يدخل في شرايينها وروحها ،يمتزج صوتها بصوت كاظم
اانا انا انا احبك
تعيد المقطع مرات ومرات
والزوج يتسائل بالحاح :متى تتتهين من سماغ هذه الأغنيه
نظرت اليه ولسان حالها يقول: المرأة الشرقيه وللاسف الشديد لا تكاد تسمع هذه الكلمه الاّمن الشعراء او المطربين ،فدعني اسمعها فما يضيرك من ذلك



#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحدي
- لولا القدرلكان عدوي انا ،ولكنت عدوي
- مسلمو اوربا : تتخبط النساء في الجحيم ،ليرتع الرجال في النعيم
- فكرنا اله متفرد وشيطان متمرد
- انها وصمة عار في ضمير الانسانيه
- لأنك انت العنفوان
- نحن من يعشق خلق الالهه
- الحكام والرؤساء والملوك العرب :نحن لا نرى ،لا نسمع ،لا نتكلم ...
- جدتنا ذات النطاقين
- سأل سائل
- امي تحصل على قبر!
- عندما تنقلب الموازين عند بعض المفكرين
- الى الملوك والحكام العرب مع ارق التحيه
- الى الملوك والحكام العرب مع ارق التحيه ..تتمه
- الشيطان داخل القفص
- الحسناء والبعير
- من خان يونس يتعالى صوت فادي الهادر ليخرس صوت الانفجارات والق ...
- تعيش العمامه وتحيا السداره وليسقط الوطن
- قم حمورابي وانشر شريعتك من جديد، فلقد تقدمنا قرونا للوراء
- قوات الاحتلال قد امعنت في بلادي الدمار


المزيد.....




- حركة من ماكرون مع رئيسة وزراء إيطاليا تلتقطها الكاميرا ورد ف ...
- -حماقة-.. أسلوب رد إيران على تهديد ترامب بـ-قتل- خامنئي يشعل ...
- روسيا.. اكتشاف فريد من نوعه لآثار أسنان ثدييات قديمة على عظا ...
- القهوة والسكر.. كيف تؤثر إضافاتك على فوائد مشروبك المفضل؟
- تأثير كبت البكاء على صحة الرجال
- نتنياهو حصل على موافقة ترامب الضمنية قبل الهجوم على إيران
- علماء: انبعاثات البلازما من أقوى توهجين شمسيين في يونيو لن ت ...
- مقتل شخص وإصابة 17 آخرين في هجوم روسي على مدينة أوديسا جنوب ...
- وزير مصري سابق يكشف عن خطوات استباقية اتخذتها مصر لتفادي تدا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم مواقع عسكرية -حساسة- تابعة للحرس الثو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناديه كاظم شبيل - رذاذ المطر