أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناديه كاظم شبيل - الحسناء والبعير














المزيد.....

الحسناء والبعير


ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1648 - 2006 / 8 / 20 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من النادر جدا ان تجد بيتا في السويد خاليا من الحيوانات الاليفه كالقطط او الكلاب او الطيور اوحتى الجرذان في اسؤا الحالات،يملك السويدي عطفا خاصا تجاه الحيوانات،فيغدق عليها من عطفه وحنانه الشئ الكثير ويخصص لها وقتا للتنزه مرة او مرتين كل يوم ،ويلقحها ضد الامراض الساريه ،ويوفر لها المكان المناسب والمريح ،ويدربها على ان تقضي حاجتها في صندوق خاص لذلك،لي جارتين احداهما تملك كلباوقطه والاخرى تملك قطة،ينتابني العجب وانا اراهما تغمرانهما بالقبل وتحتظناهما برفق وتمسحان على جسديهما بحنان بالغ كما لو كانا احد اطفالهما،تناغي جارتاي الكلاب والقطط كما تناغي الام الرؤم طفلها الحديث الولاده،وتقلدان صوت الصغار عندما تتحدثان معهما،تصاب جارتي بالحيره وهي تبحث في المحلات الكبرى عن الطعام الذي سيفتح شهية قطتها ،وتفرح عندما تقبل قطتها على طعامها الجديد بشهية متفتحه،وتتحدث بفخر كبير بان قطتها ذكيه ومطيعه وتنفذ كل ما هو مطلوب منها على اتم وجه،ان غابت السويديه عن البيت عدة ايام فلا بد لها ان تسال احدى جاراتها اللواتي تثق بها ثقه عمياء من ان ترعى القطةاو الكلب في غيابها،ولا تنسى ان تتصل بالقطة كل يوم وتتحدث اليهابالتلفون وتخبرها بانها تفتقدها جدا فترد عليها القطة ايضا بمواء رقيق وعندما تعود لا بد لها من ان تقدم لها هدية لتعوضها عن الم الفراق، ان لم تجد السويدية الشخص المناسب الذي يتعهد برعاية حيواناتها تضطر الى ايداعها في فندق خاص للحيوانات مع دفع مبلغ في مخصص في كل ليلة يقضيها هناك ،تنام القطة او الكلب ليلاعلى سرير صاحبه او صاحبته،تمسك جارتي وجه قطتها بكلتا يديها وتغمرها بالقبل ،وقد تبالغ في تدليل كلبها او قطتها فتصحبها الى صالون الحلاقه لتقص لها شعرها او تسرحه تسريحة جميله تدخل بها السرور على قلب القطه او الكلب
ان يتجاهل الزائر فرحة الكلب بلقائه فلا يمسح على راسه،اوان يبدي الزائر اشمئزازا او تخوفا من الكلب او القطه ،فان هذا يجعلك في نظره شخصا بلا قلب ،فيحاول السويدي ان يوضح لك بان كلبه طيب ومؤدب جدا ويريد ان ينال عطفك او حنانك،وان اخبرته بانك مصاب بعقدة من الكلاب بسبب تعرضك لهجمة كلب مريض يجيبك السويدي بان جميع الكلاب في السويد ملقحة وان السويد خالية تماما من امراض داء الكلب او ما شاكل،لاجل ان لا تتعذب القطط من الاهتياحات الجنسيه تجرى لها عملية ازالة الرحم ان كانت صاحبتها ترفض تزويجها لعدم رغبتها في المزيد من القطط،يصرف السويدي الاف الدولارات سنويا لاجل انقاذ حياة قططه او كلابه ويجري له العمليات الجراحيه التي تكلف غاليا جدا والتي تشارك شركة التامين في دفع معظم اجور العمليه،قد يغير السويدي مسكنه او مدينته لاجل ان يحضى بمسكن واسع يريح كلابه او حيواناته،
توجد هنالك جمعية خاصه في السويد لانقاذ الكلاب السائبه في البلدان الناميه،فتاتي بها الى السويد وتقدم لها العنايه وتعوضها عن معاناتها في بلدانها الاصليه،قاطعتني جارتي عندما اردت ان احدثها عن معاناة القطط والكلاب في بلدي بان وضعت اصابعها على اذنيها وقالت لي لااريد ان اسمع شيئا عن معاناة الحيوانات التي تعذب كونها لا تستطيع الكلام ،تغرورق عيناجارتي بالدموع عندمايطلب منها صديقها العربي ان تبعد قطتها عن طريقه،وتركته لاجل هذا السبب ففي ظنها ان من لا يحب الحيوانات الاليفه هو شخص بلا قلب
تخبرني جارتي بان احدى الكاتبات السويديات قررت ان تشارك في سباق ركض الجمال الذي يقام في احدى الدول العربيه، فذهبت الى هناك واشترت بعيرا،اخذت هذه السيده الفاضله تحمم البعير بشامبو الاطفال الذي لا يسبب الحرقة في العيون،وتفرش اسنانه بفرشاة خاصة ،وتحتضنه وتقبله بعطف وحنان،فلاحظت ان الدموع تنساب من عينيه بغزارة كلما قبلته،او احتضنه،كان يشكرها بعينيه ويشكو لها كل ما عاناه في حياته، وكانت تفهم كل ما يقوله لها فيتزايد عطفها وحنانها وفي يوم السباق كان هو الفائز الاول لقد رد لها جميلها بفوزه الساحق
يوجد قانون صارم خاص في السويد لحماية جميع الحيوانات والطيورمن ان تنالها يد البشر بمكروه فيمنع اصطيادها او كسر بيوضها او الحاق الاذى بها وان حدث وان تعرض اي حيوان بري لدهس على السائق اخبار الشرطة حالا او ان يتصل بالاسعاف الفوري لانقاذ حياة الحيوان،يمنع اطعام الحيوانات او الطيور البريه لحمايتها من التلوث الذي قد يسببه لها الطعام،تقوم جمعية الرفق بالحيوان بنجارة بيوت خاصة للطيور على اغصان الاشجار،وتوفر لها اللقاحات لحمايتها من الامراض الساريه
يعصر قلبي الالم وانا اتذكر الجوع الذي تعاني منه قططنا وكلابنا السائبه،ويشتد حزني من معاملة البشر القاسيه لها لدرجة تثير الرعب ،القطط في بلادي تسرق من ربة البيت كي تسد رمقهاوتنال العقاب الصارم بان تقذف باية الة حادة تقع في متناول ربة او رب البيت قد يؤدي بفقدانها البصر، او فقدانها احد اعضاء جسدهاوقد يعبث بعض الاطفال بالقطط بصورة وحشية ،ولا غرابة في ذلك فالطفل يقلد ما يفعله الوالدان،او قد يكون هو نفسه محروما من عطفهما فيعطي القطط نصيبا مما يعانيه.
هنالك سؤال يلقي نفسه :ان كان الانسان يملك كل هذه المشاعر الانسانيه تجاه الحيوانات فكيف سيكون الحال مع بني جنسه من البشر؟



#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من خان يونس يتعالى صوت فادي الهادر ليخرس صوت الانفجارات والق ...
- تعيش العمامه وتحيا السداره وليسقط الوطن
- قم حمورابي وانشر شريعتك من جديد، فلقد تقدمنا قرونا للوراء
- قوات الاحتلال قد امعنت في بلادي الدمار
- غن ام زياد..فلبنان الاباء والصمود ما زال يعزف ويناشدك الغناء
- سيظل لبنان شامخا الى الابد
- حرب ونهب وتشريد=امريكا+ الصهيونيه
- صايه وصرمايه من المفترض ان يتم بلا دعايه
- رسالة ملغومة اعادتني الى قواعدي سالمه
- ويبقى السيد المسيح روح الله وكلمته التي القاها الى مريم
- من اجل انجاح مشروع المصالحه الوطنيه
- الديمقراطيه تطرق ابوابنا! مرحبا بها
- ونسيت حجم مصيبتي لمّا رايت مصيبتك
- ما الذي كان يحصل لو اسقط رأس صدام بدل تمثاله
- كيف ينظر المتحضّرون الى ماضيهم وحاضرهم
- لا للتطرّف
- عندما اصلب في اليوم الف مرّة ومرّه
- ما السرّ في انتفاخ وجه الخاله سعديّه؟
- اقتراح عادل وعاجل
- من يبصق نحو السماء


المزيد.....




- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية
- إسرائيل.. الشمال يهدد بالانفصال
- سوريا.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- إيران.. الجولة 2 من انتخابات مجلس الشورى
- مسؤول يؤكد أن إسرائيل -في ورطة-.. قلق كبير جدا بسبب العجز وإ ...
- الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب طلب وجهه لأبو ظبي بشأن غزة وتقول ...
- حاكم جمهورية لوغانسك يرجح استخدام قوات كييف صواريخ -ATACMS- ...
- البحرين.. الديوان الملكي ينعى الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناديه كاظم شبيل - الحسناء والبعير