أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناديه كاظم شبيل - ونسيت حجم مصيبتي لمّا رايت مصيبتك














المزيد.....

ونسيت حجم مصيبتي لمّا رايت مصيبتك


ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 08:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كنت اقاوم ايّة فكرة او اغراء يعرض علي لهجرك وفراقك ،فلقد تمكنت من احتلال روحي وقلبي منذ اول مرّة رأت فيها عيني النور، فاصبحت رئتيّ التي اتنفّس بهما عطرك المنعش،وعيني التي لا ترى الاّ حسنك وجمالك ، وقلبي الذي لا تتراقص دقّاته فرحا الاّلك،ربّما يكون السبب هو انني خلقت من نفس طينتك ،ولذا لم استطع ان اتحرر من هواك رغم يقيني بأنك قد خنت حبّي واسلمت نفسك للقتلة والأشرار،كان لحن حبّي لا يزال يعزف على اوتار قلبك ،ولكن ذلك اللحن الجميل قد تحوّل الى نشازاعندما امندت اليه أيدي المجرمين واخذت تعبث على اوتاره ، كنت اصم اذني عن سماع اي انتقاد أو لوم او اتّهام يوجّه اليك ،وكنت اخلق لك الأعذار فكما يقول الشاعر :وعين الرضا عن كل عيب كليلة . ولكن عندما امعنت في غيّك وامتلأت الأرض بدماء محبّيك،خفت منك وقرّرت الهروب بعيدا جدّا.. الى ابعد نقطة في الكون كي لا اسمع ولا ارى مدى استسلامك للآشرار،واستهتارك بعمق حبّي ، وصدق مشاعري

نصحني الجميع على التريّث والتزام الصّبر علّك تعود لذلك العهد الجميل ،ولكن كيف وانا اراك تسلم قيادك لمجانين يرأسهم الشيطان، ودّعت الأحبّه وكاد صوت ابي ومعلّمي استلذي السيّد جواد شبيل يثنيني عن الرحيل عندما قال لي بصوت يقطر منه اليأس والألم :ستفعلينها انت ايضا ايّتها الجاحده؟ رددت عليه بحزن:ولكنك تعرف ياأبي شدّة الفقر الذي اعاني منه ،سيموت اطفالي جوعا واحدا بعد الآخر ان بقينا نعاني من قسوة الحصار.
ردّ علي محذرا وهو يلّوح بأصبعه كما لو كنت لا ازال طفلة :ولكنني اقولها لك بكلّ صراحه وللمرّة الأخيره ، ستقتلك الغربه، أمسكت عن الكلام ولم اجبه بشئ ،حاولت تغيير الموضوع ولكنه أصرّعلى متابعته، وعندما لاحظ تمسّكي برأيي قال لي بمرارة : نحبّكم ولا نحصد من هذا الحب الاّ الحزن والجحود. لم استطع تحمّل المزيد ركعت على الأرض ،قبّلت قدميه بحرارة وانا امسحهما بدموعي وضعتهما فوق جبهتي وانا اقول له بصوت تخنقه العبرات :يأبي انت تعرف كم احبك ،ولكن لا بدّ من الرحيل ، مسح بيده على رأسي وتمنّى لي التوفيق .علمت انّه الوداع الأخير،وضعت رأسي على باب داره واستسلمت لنوبة من البكاء العنيف.

تركت نار حبّك ورحلت الى جنّة عدن ،ولكنني لم ار محاسنها ،ولم تعجبني ثمارها ،فتمرّد ت الروح ، وطارت اليك وبقي الجسد عندي يذيقني مر العذاب ، فكان فجركل يوم جديد يعني بالنسبة لي معاناة جديده ، فما ان افتح عينيّ في الصباح حتّى تصاب دقّات قلبي بالجنون،فتتسارع بشدّة تجعلني غير قادرة على عدّها، امسح على قلبي وأسئله الرحمة بي ،اكلّمه وأحاول اقناعه بأنه قد نال كل ما تمنّاه فماذا يريد اكثر من هذا ، ولكنه لا يقتنع فهو يصرّ على العوده ،ويشدّني اليك شدا عنيفا، حذرتني الطبيبة بأنني على وشك التعرض لنوبة قلبية حاده قد تؤدي بي الى الموت ،فارتفاع الضغط ،وسرعة دقّات القلب ، علاوة على الحزن و داء الحنين للوطن ،ان كل ذلك يعلن عن احتمال تعرضي لخطر النوبه . ولكن كيف الوصول اليك وقصرك محاط بالذئلب والوحوش الكاسره
.
أخيرا وعد سنوات طويلة من الصبر والعذاب ،حانت الفرصة الذهبيه ،وهزم الشرّير واعوانه ، لقد سقط المارد المجنون، فقرّرت العوده بسرعة و بلا تردّد، كانت عيوني تقبّل كل شبر من ارضك المعطاء ،ارضك التي تناحرت ملايين الرقاب للفوز بخيراتها والتمتع بجنانها الوارفه، ولكن فرحتي انقلبت حزنا ،وابتسامتي تحوّلت بكاءا عندما شاهدت عمق الجراح التي مزقت وجهك الوسيم ، فلقد شوّه الطغاة جسدك وحاول ابناؤك تمزيقه وتقطيعه حسب رغباتهم واطماعهم ، كنت كلما وضعت يدي عليك محاولة احتضانك اسمع صوت انينك وارى سيل دماءك النازفة ،فاجفل مرتدّة خوفا عليك حتّى من لمسة حناني ، لقد خيّبت ظنّي يا حبيبي ، فلقد اردت ان ألقي برأسي المتعب على كتفيك الحانيتين ، اردت ان تلثم جراحي وتمسح على قلبي الذي هدّه الشوق اليك واضناه الفراق الى مرابعك الخضراء ،ولم يكن يخطر على بالي بأنّك متعب اكثر منّي وان حجم همومك قد فاقت حجم همومي.

عندما عدت الى السويد ، البلد الذي قدّم لي كل الحب الذي انا في امس الحاجة اليه ،عرفت معنى قول الأمام علي ع عندما قال : الفقر في الوطن غربه والغنى في الغربة وطن . طبعا ان موضوع الغني لا يعني الحاله الماديه فقط بل يشمل الأمان والحريه والديمقراطيه والعدل والمساواة وحقوق الآنسان والحيوان والبيئه وامور كثيرة لايمكن حصرها في مقال واحد،لقد شفيت من ذلك الحنين القاتل بعد ان لمست مدى التغيّر والخراب الذي عمّ النفوس لدرجة جعلتني اتسائل : ماالسر في حالة التدهور التي عمّت تلك النفوس الأبيّة الكريمه وحوّلتها ذلك التحول الدخيل عليها ؟ثم يواجهني سؤال آخر :هل طهّرتنا دموع الغربه لدرجة جعلتنا نرى حقيقتنا التي كنّا غافين عنها داخل الوطن؟



#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي كان يحصل لو اسقط رأس صدام بدل تمثاله
- كيف ينظر المتحضّرون الى ماضيهم وحاضرهم
- لا للتطرّف
- عندما اصلب في اليوم الف مرّة ومرّه
- ما السرّ في انتفاخ وجه الخاله سعديّه؟
- اقتراح عادل وعاجل
- من يبصق نحو السماء
- ربنا حوّل نفطنا مطرا
- العظيم
- غربة أم
- الفرق بين مسلسل القلعه ومسلسل قهوة الحشّاشين كالفرق بين سياس ...
- لتكن مشيئتنا معا
- الغفران
- على مهلك ياوطن على جيبي انا جيبي ترى واللهي فضي
- عواشه
- هو وحده من يعرف مكنون جمالي
- الحلقه الاخيره من مذكرات جنين عراقي عاش في فترة احتلال الطاغ ...
- الحلقه الرابعه والعشرون من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة اح ...
- الحلقه الثالثه والعشرون من مذكرات طفل عراقي تكون في فترة احت ...
- الحلقه الثانيه والعشرون من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة اح ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناديه كاظم شبيل - ونسيت حجم مصيبتي لمّا رايت مصيبتك