أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناديه كاظم شبيل - على مهلك ياوطن على جيبي انا جيبي ترى واللهي فضي














المزيد.....

على مهلك ياوطن على جيبي انا جيبي ترى واللهي فضي


ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1531 - 2006 / 4 / 25 - 10:59
المحور: الادب والفن
    


من اللحظة الاولى التي دخلت فيه ارض ا السويد قررت وزوجي ان ندخر كل ما بوسعنا لمساعدة الاهل والاصدقاء في عراقنا الذبيح فاخذنا نتسابق على من منا سيكون الاوفر حظا في ذلك ونسينا في قمة الحماس اطفالنا الذين عانوا ما عانوا من الحرمان الذي جعل منهم مضربا لامثال المقربين داخل الوطن وفي السويد بدل ان نكافئهم بتوفير كل ما يلزمهم اجبرناهم على ارتداء الالبسه المستعمله كي نوفر بنقديتهم ملابسا جديدة لاطفال الاخوة والاخوات في الوطن وتم زواج ولدي وابنتاي بهدوء تام فلا حفلات ولا هم يفرحون واكتفينا بتجهيزهم بالاثاب البسيط او المستعمل فحرام ان نتمتع نحن في الوقت الذي يعاني فيه اهلنا من ضنك العيش . كانت رسائلهم تاتي محملة بالدعاء الحار بعد كل امداد وكان هذا يثلج صدورنا فالمسافة بين الارض والسماء هي دعوة مستجابة كما يقول الامام علي عليه السلام ورغم هذا كنا نشعر بوخزالضمير الذي لا نعرف كيف نرضيه . اصبنا بداء الحنين الى الوطن وهذا المرض يؤثر على كل اعضاء الجسد من القلب الى ارتفاع ضغط الدم الى ارتفاع الكولسترول وكل هذا لا شئ بالنسبة الى الكابة المدمرة التي قد تنتهي بالانتحار لا سمح الله وهذا ما حدث فعلا للعديد من الشباب الذين يعانون من الوحده . قررت طبيبتنا انه لا بد من زيارة الوطن باي شكل من الاشكال فطال انتظارنا لمدة عشر سنوات وبعد سنة من سقوط الطاغيه تمكنا من زيارة الاهل . كان مكان الوالد شاغرا وموحشا وكانت مكتبته فارغة من كتبه الحبيبه الا من مفكراته الغاليات التي هي عندي اغلى من جميع ما تحويه مكتبته. وكانت والدتي التي تركتها في اتم النشاط قعيدة الفراش وكانها مومياء مصريه وهذا ما حدث للعديد من النساء الكبيرات في السن ولم تكن هذه الحالة معروفة سابقا بل العكس هو الصحيح اذ تصاب القعيدات بالسمنه التي تجعل الطبيب يحذر الاهل منها . رغم الوجوم الذي كانت تعاني منه والدتي الا انها شهقت فرحة حين وقع بصرها علي وعرفتني حالا احتضنتها كما احتضن احفادي واجلستها في حضني فاسترخى راسها الحبيب على صدري وبكينا معا دقائق عدة وكانت تسالني بين لحظة واخرى ان كنت قد شعرت بالتعب فارد عليها بانني لا يمكن ان اشعر بذلك وهي التي حملتني تسعة شهور في احشائها فكانت تبتسم في حياء وكانها طفله صغيره . كنت قد حملت معي هدايا كثيرة استاثرت بها احداهن مما اضطرني الى التسوق من جديد وكان ذلك فوق احتمال قدرتي الماليه علما بانني اتصلت بهم قبل السفر واخبرتهم بانني اود زيارتهم ولكنني لا املك لا اجور السفر الباهضة وكل ما اطلبه منهم هو الاكتفاء بما ساحمله لهم من هدايا فكان ردهم ردا فيه الكثير من عزة النفس لدرجة اخجلتني وتمنيت لو انني لم انطق بهذا الكلام الجارح. التف علي الاهل بالعتاب الرقيق اولا ثم اللوم الجارح ثانيا ثم النصيحة بالرجوع حالا الى السويد من شدة خوفهم علي وعلى ولدي الذي لم يتذكر اي منهم. لبيت طلبهم ورجعت الى سوريا وانتظرت هناك الى اليوم المقرر للحجز. الشئ الذي اذهلني والمني ان الجميع قد انكر بجحود بانني ساعدته علما بان رسائل الشكر التي بحوزتي تشهد على ذلك لم اهتم لذلك كثيرا ولكن ان يتبرع زوجي لهم بالبطاقة التموينية التي دفع الرشاوى العديدة ليستفادوا هم منها تاتيني مكالمة هذا الصباح بان الموظفه التي انجزت البطاقة لشهر واحد واستلمت ثلاث قناني غاز ثمنا لذلك ترفض تجديد البطاقة الان ان لم ندفع لها مبلغا محترما لذلك علما بانها من الاقرباء



#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عواشه
- هو وحده من يعرف مكنون جمالي
- الحلقه الاخيره من مذكرات جنين عراقي عاش في فترة احتلال الطاغ ...
- الحلقه الرابعه والعشرون من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة اح ...
- الحلقه الثالثه والعشرون من مذكرات طفل عراقي تكون في فترة احت ...
- الحلقه الثانيه والعشرون من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة اح ...
- الحلقه الحاديه والعشرون من مذكرات جنين تكون في فترة احتلال ا ...
- الحلقه العشرون من مذكرات جنين تكون في فترة احتلال الطاغيه لل ...
- الحلقه التاسعة عشر من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال ...
- الحلقه الثامنة عشر من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال ...
- الحلقه السابعه عشر من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال ...
- الحلقه السادسة عشر من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال ...
- الحلقه الخامسةعشر من مذكرات جنين عراقي تكون في فترةاحتلال ال ...
- الحلقه الثالثة عشر من مذكرات جنين عراقي في فترة احتلال الطاغ ...
- الحلقه الثالثه عشر من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال ...
- الحلقه الثانيه عشر من مذكرات حنين عراقي تكون وقت احتلال الطا ...
- الحلقه الحاديه عشره من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال ...
- الحلقه العاشره من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا ...
- الحلقه التاسعه من مذكرات جنين تكون في فترة احتلال الطاغيه لل ...
- الحلقه الثامنه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناديه كاظم شبيل - على مهلك ياوطن على جيبي انا جيبي ترى واللهي فضي