أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناديه كاظم شبيل - الحلقه العاشره من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه الكويت















المزيد.....

الحلقه العاشره من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه الكويت


ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1509 - 2006 / 4 / 3 - 11:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لقد ندمت اشد الندم لانني تشبثت برحم امي عندما حاولت قلعي من احشائها لشدة ما كنت اسمع بالاهوال التي سوف تحل بالعراق من وسائل الاعلام المسموعه والمرئيه وكذلك ما كانت تبثه المنظمات الحزبيه علىان العراق سوف يتعرض لحرب ابادة شاملة ستحرق الاخضر واليابس بسبب القنابل الكيمياويه والجرثوميه التي ستكون من حصة العراقيين جميعا. اضطرب الناس وكنت انا في المقدمه فحاولت ان انهي حياتي عن طريق لف الحبل السري عدة لفات حول عنقي ولكنني لم افلح في المحاولة لسوء الحظ. فلقد كانت التعليمات التي يتلقاها الناس من اجهزة النظام هي البدا بخياطة الاكمام الواقيه لاستعمالها عند تساقط الطيور المغرده علىالارض بسبب موتها الفجائي او عند مشاهدة الغيوم البيضاء التي تحمل رائحة كيمياويه غريبه او عند ذبول الازهار فجاة. ان القصاب عندما يريد ان يذبح الطير عليه بحد السكين جيدا واخفاء السكين عن عين الذبيحة كي لا تنهار من الخوف اما نحن البشر فكانت متعة صدام وزمرته هي ان يموت الشعب في كل يوم الف مره
مرت اعياد الميلاد ورقص الغرب والشرق بهذه المناسبة العظيمه ولكن هل يعرف الغرب معنى السلام الذي جاء به سيدنا المسيح ويعمل به ? انا على يقين بان ادانة السيد المسيح لهم ستكون عظيمه جدا لاستهتارهم بحياة البشر. لقد جرت العادة ان يحتفل الشعب العراقي بمختلف قومياته واديانه بهذه المناسبة السعيده ولكن في عام الحزن هذا خيم الوجوم على وجوه الناس رغم وجودالقليل من الامل والرجاءفي ان لا ينفذ بوش تهديده بقصف العراق لانه يوجد العديد من المسيحيين في العراق فلربما لاجلهم ولاجل المسيح سوف يعيد بوش النظر في هذا الموضوع. لقد ابتهل نخيل العراق وطيوره وازهاره واطفاله وشيوخه ونسائه الى الله ان ينجيهم من هذه الغمه فهل يا ترى سيستجيب الله لدعائهم. ارادت والدتي السفر الى حيث يسكن اهلها فلربما ستجد الحنان الذي تبحث عنه فهي تشعر احيانا كما لو انها لا تزال طفلة محتاجة الى حنان وعطف الابوين ولكن والدها قال لها بصوت يقطر الما عندما اخبرته بنيتها تلك بانه لا يمكن لعاقل ان يتصور بانهم سيقصفون العراق ويقتلون الابرياء وهم يحتفلون باعياد الميلاد فانه يستعد ذلك جدا وعليها البقاء في دارها كي لا تحرم اطفالها من الدراسه . احست والدتي بان الحق في ما يقوله جدي لانه محل ثقتها مذ كانت طفلة صغيره فلقد فصل واعتقل وطرد من مهنة التعليم بسبب افكاره التقدميه التي كان وما زال يؤمن بهاولكن ما لهؤلاء الحزبيين لا يزالون ينشرون الرعب في قلوب الناس ولذا قررت والدتي ان تفاتح المدير بان يمنحها اجازة لمدة اسبوع ولكنه امسك بشاربه الكث بين اصابعه قائلا بانه سيحلقه بحذائه ان تجاسرت امريكا على ضرب العراق فهي تعلم بان رئيسنا البطل سوف يقصف اسرائيل بالصواريخ الكيمياويه التي يمتلكها ان نفذت ذلك. تاكد لوالدتي بانها على خطا ولذا الغت فكرة الاجازه ولكن خطابات ونصائح الحكام العرب لصدام باللجوء الى بلدانهم تثير مخاوفها بحتمية وقوع الحرب المجنونه .لم ينفذ بوش وعده بالهجوم في الليلة الموعوده فذهب والدي الى السوق واشترى كمية من التمر اليابس كانت تعطى للحيوانات كعلف في زمن ما قبل صدام العرب واشترى ايضا كمية من البطاطس واحضر الحصة التموينية ايضا ثم اوصد الشبابيك والابواب جيدا واضاء المصباح النفطي واستسلم الجميع للنوم . احتضنت والدتي اخي الصغير اما بقية الاخوه والاخوات فكالعاده ما ان نام الوالدان حتى تسللوا الى سريرهم المزدوج واحدا تلو الاخر .بعد منتصف الليل بقليل استيقظ اخي الصغير طالبا الماء والعنب وكان يسمي التمر عنبا ناولته امي ما اراد ولما تناوله عاد للنوم ثانية . بعد قليل سمعت والدتي صوت كريه صوت اشبه ما يكون بصوت دوران رحى كثيره ثم تبعه صوت انفجارات سريعه ومتتاليه. بدات دقات قلبها تتسارع بشده حتى خيل اليها بان حمامة مرفرفة الجناحين قد حلت محله احتبس صوتها فلكزت والدي تريد ايقاظه وبجهد جهيد قالت له اتسمع لقد حلت الكارثه قال لها بصوت حاول ان يكون هادئا بانه لا شئ هناك وان ما تسمعينه هو صوت الرعد والرياح العاتيه . ازاحت والدتي الستائر المخمليه السميكه فهالها ما رات فشهقت شهقة قصيرة فنظر والدي الى حيث تنظر وصعق هو ايضا لقد خيل اليهما ان الشمس والقمر والنجوم وملايين الكواكب قد احترقت وتهاوت على رؤوس العراقيين جميعا. اسدل والدي الستاره بسرعة فائقه وحمل اخوتي واحدا تلو الاخرالى الصاله الداخليه تحت السلم لانه تردد ان هذا المكان هو الاقوى في المنزل وعلى الناس ان يختباوا هنالك وقت الغارات ابتدات اصوات الانذار المزعجه تنطلق لتزيد مشاعر الهلع عند المواطنين تبعها صوت سيارات الاسعاف ليزيد الطين بله ثم استيقظ جميع اخوتي صارخين بصوت واحدا سوف نموت يامي وتدافع الجميع الى دورة المياه القريبه واصيب الكل بحالة من الاسهال والقئ المستمر ثم اخذت الصحون تتساقط وتتكسر والتهب ضوء المصباح وانطفا من شدة القصف فعم البيت الظلام الدامس ولكن بين لحظة واخرى يبرق ضوء عظيم بسبب القنابل المضيئة وراجمات الطائرات وخيل للجميع ان نوافذ البيت قد تحطمت جميعا بسبب اصوات تكسر الزجاج ثم بدا البيت الحديث البناء يهتز بعنف بعد كل انفجار يقع قرب دارنا .ابتدا جسد والدتي ينتفض بشده حاولت تهدئة نفسها فامسكت بالقران الكريم ولكنه سقط الى الارض من شدة الانفجارات ومن شدةالانتفاضة التي تعتريها قبلته وحاولت الامساك به بشده ولكنه سقط من يدها ثانيه وضعته جانباثم اخذت تصرخ بصوت مدوي عنيف ودموعها تنهمر بشده: يالله¨.. يارب السماوات والارض.. ايها الجبار العظيم.. يا قاصم الجبارين.. اين انت يالله يا من خلقت البشر من نفس واحده.. يامن رحمتك وسعت كل شئ.. وبدا وجهها يحمر وكانها تريد ان تنفجر فاخذ والدي يهدا من روعها ولكن صوت القنابل والانفجارات كان قد طغى على صوتها ولم يسمعه رب العالمين... لقد جلست القرفصاء بالقرب من قلب امي الرحيم وبدات استمع الى دقاته المتسارعةالمضطربه فاحست بخوفي وفزعي وبالرغم من حالة الفزع والانهيار التي تمر بها وضعت يدها المنتفضة تحت قلبها وبدات تمسح عليها بعطف وتقول لاتخف يا طفلي الحبيب ثم اخذتها نوبة من البكاء العنيف



#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقه التاسعه من مذكرات جنين تكون في فترة احتلال الطاغيه لل ...
- الحلقه الثامنه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا ...
- الحلقه السابعه من مذكرات جنين تكون في فترة احتلال الطاغيه لل ...
- الحلقه السادسه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا ...
- الحلقه الخامسه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا ...
- الحلقه الرابعه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا ...
- الحلقه الثالثه من مذكرات جنبين عراقي تكون في فترة احتلال الط ...
- الحلقه الثانيه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا ...
- مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه ...
- القلق
- النصيب
- من هو المسلم حقا


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناديه كاظم شبيل - الحلقه العاشره من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه الكويت