الحلقه الخامسه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه الكويت

ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1504 - 2006 / 3 / 29 - 05:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

يحرس منطقتنا حارسان اولهما طاعن في السن له العديد من النساء والاولاد والاحفاد . اولاده يعملون في البناء نهارا اما ليلا فسراق ولصوص وقتله ويتهامس الناس بانهم من ازلام الطاغيه اما نساؤه فترعى الغنم وتحلبها وتحلب ايضا الحماره الحديثة الولاده ايضا وتعمل لبنا خاثرا من حليبها الطاهر وفي احد الايام ورغم بخلهم الشديد قاموا باهدائنا من هذا الحليب والسبب لان والدتي قامت بتدريس احد اطفالهم وكان يتمتع بغباء ما بعده غباء فنجح في الامتحان وكانت فرحة امه لا توصف ولذا اهدتنا هذا الحليب فشكرتها والدتي كثيرا ولكن ما ان اختفت هذه المراة الكريمه حتى كان هذا الحليب وجبة سخيه للكلب الصغير الذي كان اخي الاكبر شغوفا به فيقوم على العنايه به وتدريبه على امور كثيرة ومحببه. كان هؤلاء الحراس اللصوص يسلبون الناس ثم يقتلونهم وقد قاموا بقتل سيدتين من اقربائهم بحجة غسل العار كانت احداهن في عمر الورود اما الثانيه فكانت والدتها. انتشرت الجثث في المنطقه وعم الناس الخوف والهلع وبدات الشكاوي الحذره تهمس في اذان بعض المسؤولين الثقه ولكن كانت المساعده التي يتلقاها الناس هو نصيحه مخلصه بعدم الخروج الى الشارع ليلا مهما كانت الاسباب.ولقد شكت نساء هذا الحارس لوالدتي شدة بخله واخبرنها بانه يملك العديد من القصور المؤثثه بارقى الاثاث ولكنه يصر على العيش في هذه المنطقه الغير اهله بالسكان والسبب هو عشقه لهذه الحياة.لقد اهتم والدي بحديقة المنزل كثيرا وكان اكثر ما يحبه في هذه الحديقه هو فسيله نخل البرحي التي اهداها له ابن عمه فكان يدثرها ليحميها من برد الشتاء القارس ويتخيلها وقد تدلت عثوق التمر الشهي منها فيفرح جدا وينسى ما تمربه العائله من الضيق والحرمان.قام والداي بزرع حبات من الباقلاء امام دارنا وزراعة الخضروات المنزليه وكانوا يترقبون نموها بفرح ولهفه فالشعور الجميل ا لذي يشعر به الزارع هو نفس شعور الانسان عندما يرزق بطفل ربما لكون العمليتان لهما هدف واحد لم تتم فرحتهما للاسف الشديد لان الغنم اتت على جميع الزرع لقد كانت جائعه جدا وكان طعامها يتكون من النفايات التي يلقيها الناس في الشوارع ولهذا عندما شاهدت النبات الاخضر لم تقاوم وقضت عليه في لحظات سمع والدي صوت الخراف فخرج مسرعا وصعق عندما شاهد المنظر المرعب فادخل الخراف الى حديقة الدار وانهال عليها رفسا وضربا ولم يتركها الا حينما انهالت الراعيه على يديه تقبيلا طالبة منه تركها ولكن الحارس عاقبنا عقوبة لن ننساها ابدا فبعد هذه الحادثه بفتره وبينما كان والدي يغط بنوم عميق على سطح الدار صحت والدتي على اصوات وحشية مرعبه في الصاله التي تطل عليها غرفة امي كان اخوتي جميعا يشاركونها السرير فصحوا ايضا على هذه الاصوات المرعبه فقام الجميع بسحب الاسره ووضعوها خلف الباب ثم اخذوا يصرخون جميعا وينادون ابي وكان صوت امي المرتعش قد احتبس تماما ولكنها جاهدت كي يصل اليه ولكنه لم يسمع صراخنا لانه كان نائما في السطح العالي اي ما يعادل الطابق الرابع ثم اختفى الصوت المرعب فجاة .ان امي لاتزال تتسائل عن مصدر ذلك الصوت.اما الحارس الثاني فلقد كان على عكس الاول تماما فهو لايزال شابا وكذلك زوجته كان شهما وكريماوكانت زوجته تخبز وتبيع ما تخبزه في السوق وكانت تقدم رغيفا من الخبز الطازج للمارة ومن ضمنهم امي فكانت امي تفرح كثيرا بهذا الرغيف لانه ربما كان وجبتنا الوحيده .كانت الكلاب تزداد وحشية وعندما كان يقتل احد الكلاب تنقض الكلاب الباقيه على جثته وتاكلها عن بكرة ابيها مما اثار ذلك استغراب والداي فليس من شيمة الكلاب اكل الفطائس ولكنه الجوع تتسائل والدتي بذعر ان سرت العدوى للبشر فسيكون الموت ارحم بكثير.بدا بعض الناس ببيع كلياتهم واخرون ببيع اطفالهم واخذت العوائل المعدمه والعفيفه تصاببالياس الشديد فتنتحر عن طريق تناول سم الجرذان او الصعقه الكهربائيه اما البعض الاخر فاخذ يتسول في الشوارع .
اشتغل خريجي الجامعات بالبناء او ببيع الشاي او الجرزات او كل ما يستطيعون بيعه في بسطات صغيره في الاسواق اما صغار السن فكانوا يتسربون من المدارس ليعيلون اهاليهم وذلك عن طريق بيع العلكه او البارد للمرفهين من اصحاب السيارات رغم شدة الحر او قسوة البرد.الحليب اصبح حلم الطفل العراقي فكانت الام تضيف له السكر والماء كي تسكت صراخ طفلهاولهذا فقد كنت مصره على البقاء في رحم امي الحنون اطول فترة ممكنه.رجعت امي من المدرسه في احد الايام وصمت رهيب مطبق عليها اخذ والدي يلح عليها فاجابته بصوت مرتعش بان احدى المعلمات وكانت زوجة ضاط في قوات صدام الخاصه قد ولدت طفلا مشوها كان راسه اكبر كثيرا من جسده فاضطر الطبيب الى اجراء عمليه قيصرية لانقاذ الام وكانت امه المسكينه خائفة من ان ياتي بقية اطفالها على هذه الشاكله ولكن الطبيب طمانها قائلا انه كما يسقط احيانارغيف الخبز من يد الخبازه الماهره في التنور وتحترق يحدث الشئ نفسه للام فيتشوه جنيها .ذهبت والدتي الى الطبيبه وطلبت ان تفحص بطنها لتطمان على صحتي وانني على ما يرام فطمانتها الدكتوره واخذت تهدا من روعهاولكن ما ان هدات مخاوف والدتي قليلا حتى حصل الشئ نفسه لمعلمه فخيم الخوف والوجوم على جميع افراد الاسره

#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات