هو وحده من يعرف مكنون جمالي

ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1528 - 2006 / 4 / 22 - 09:22
المحور: الادب والفن
    

الغرفة الصغيرة المعتمه مكتظة بالنساء والاطفال . رائحة العطورالزيتيه والحناء والبخور تكتم الانفاس . تعليقات ماجنة تتبعها ضحكات رنانة ثم شجار بين الصغار وتشابك بالايدي وصراخ . الامهات يتهامسن باحاديث تبدو خاصة جدا تلتفت احداهن فجاة الى الفتيات الصغيرات فتقطب جبينها وتنظر اليهن شزرا وتامرهن بترك الغرفة حالا تقوم الماشطة بتلوين وجهها بعد ان ازالت منه الشعر الكثيف واخذت تثني وتبالغ في الثناء على العروس الغنيه التي تعدت سن الزواج طلت الوجه .
باللون الابيض الناصع ثم اضافت الاحمر على الوجنتين الشديدتي البروز وبالغت في تلوين الشفتين المزمومتين بالاحمر الغامق وتركت الحاجبين الموشمين على حالهما ثم حلت الضفائر الطويله وتثرت الشعر ثم قامت بتسريحه على مهل شديد احست العروسة بنعاس وخدر لذيذ واخيرا جمعته ماشطتها على شكل ضفيرة واحدة واسدلتها وراء ظهرها فبدت العروس وكانها احدى العرائس الخزفية الصينيه . ما ان انتهت الماشطة من عملها حتى تعالت الزغاريد من جميع الحاضرات امسكتها شقيقتها من يدها وسارت بها امام المراة حملقت ا لعروس في المراة واخذت تقترب منها اكثر واكثر ولكنها لم تر الا خيال امراة معتمة الملامح تنهدت وسرت موجة من الحزن على ملامح وجهها الذي يؤكد بانها من احفاد هولاكو وقالت في سرها اللعنة على التراخوما ذلك المرض اللعين الذي لازمها مذ كانت طفلة رضيعة حيث يجتمع الذباب على وجهها البرئ ويعبث هنا وهناك ابتداء من العينين وانتهاء بالانف والفم انحدرت دمعتان ساخنتان من العيون المعتمه سرعان ما جففتهما والدتها بيدها وهي تثني على جمالها وحسنها ما هي الا لحظات حتى اقبل العريس وسط حشد من الاقارب والاصدقاء فتزاحم الجمع خلفه الى باب حجرة العروسة ثم ودعه الاصدقاء واحدا بعد الاخر وهم يهمسون باذنه الكلمات المحفزه وكانه داخل الى معركة لا بد له من الانتصار فيها . ما ان دخل العريس الى الغرفة حتى تعالت الزغاريد ثم تبعتها ضحكات خافتة اخرستها ام العروسة بنظرة زاجره من عينيها . كان العريس شابا شديد الوسامه يبدو وكانه جنرال فرنسي يلقبه اصدقائه بالملك لشدة كرمه كان طويلا ممشوق القامه يهوى تربية الخيول العربيه ومشهورا بولعه بسباق الخيل . تعشقه العديد من النساء ولكنه يتجاهل نظرات الاعجاب والهيام ويسد اذنيه عن سماع همساتهن لكونهن اما جاراته او اقاربه او معارفه وهو لا يخون العشره اطلاقاوهذا لا يعني ان لا يكون له العديد من الصديقات في العاصمة بغداد فهو معرفا لدي الجميع بلياليه الصاخبة الحمراء لاحت ننظرة خجولة من عينيه الزرقاوتين على وجه العروس وطبع قبلة خاطفة على جبينها فاطرقت المسكينة حياء امسك بيدها برفق فوقفت بجانبه كانت طويلة وبدينة وبدانتها لم تتوزع على انحاء جسدها بالتساوي فبدت مكتنزة الكتفين والصدر بصورة تجعلها تبدو وكانها احد المصارعين الصينيين اشتد غيض ابنة عمه الاصغر التي التي لم ترشحها والدته له رغم علمها بحبها له نكاية لامها فما كان منها الا وان تقترب من العروس وتحتضنها وتنظر الى العريس بغيض وشماته لتغني اغنية تقول كلماتها يابا يابا اشلون عيون عندك يابا كلبي بغرامك مجنون والله يابا يابايابا اشلون عيون عندك ييابا وتشدد على مخارج الحروف من شده الغيض وتشير بيدها الى عيون العروس لم تستطع احدى السفيهات تحمل المنظر فاطلقت ضحكة صاخبة فسرت العدوى الى جميع الحاضرات امسك العريس بيد عروسه وصعد بها الى الطابق الاعلى حيث تقع غرفتهما ليحميها من كيدهن اشتد صخب وضحك السيدات لدرجة ان احداهن اخذت ترفس بيديها وقدميها وتقسم بان سروالها قد اصابه البلل من شدة الضحك ردت عليها والدة العروس ردا عنيفا جعلها تذرف الدموع وتسرع خارجة بعد دقائق معدودات عاد العريس مبتسا وهمس في اذن والدته بضع كلمات اطلقت والدته بعدها الزغاريد ثم اسرعت الى العروسة تبارك لها زواجها الميمون مرت الايام والسنوات سريعا كان العريس يصول ويجول ويمارس كل المحرمات باموال زوجته المخدوعه اما هي فتقسم باغلظ الايمان بانه يراها اجمل امراة في الوجود وترد عليهن مزهوة عندما تسمع انتقاداتهن وتعليقاتهن الساخره بان عينيه فقط يعرفان اين يكمن سر جمالها

#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات