الحلقه الثانيه والعشرون من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه الكويت

ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 09:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

خيل لجدي انه سمع صوت مزلاج الباب الخارجي يفتح بحذر ارهف التصنت وتاكد ان السماءقد بعثت اليه ملاكا بعد ان كان موقنا قبيل لحظات بان الله وملائكته قد غضبوا غضبا شديدا على اهل الارض فتركوهم تحت سطوة الشياطين ولعنتهم لقد ظن في بادئ الامر بان جدتي قد عادت اخيرا فحمد الله كثيرا واثنى عليه لانها لا تزال على قيد الحياة ولكن الطرق الخفيف المتوالي على باب الصالة الخارجي جعله يوقن بان الطارق لايمكن ان يكون جدتي باي حال من الاحوال حاول جدي ان يرد على الطارق ولكن صوته الضعيف لم يمكنه من ذلك فزحف الى الباب وبصعوبة شديده وبعد محاولات عديده نجح جدي في فتح الباب كانت جارتهم الشابه قد عادت الى بيتها برفقة عائلتها فاحضرت له طبقا من الحساء ولما لاحظت انه خائر القوى اخذت تطعمه بيديها وكانه احد اطفالها كانت دموعهما تنساب بصمت لقد انقذت هذه المراة الكريمة جدي من موت محقق لقد بدا دوي الانفجارات يبتعد شيئا فشيئا الى ان اختفى تماما اخذت العوائل المهاجرة تعود الى اعشاشها ثانية كانت شظايا القنابل والصواريخ تغطي سطوح وحدائق المنازل وكان زجاج النوافذ مهشما و بيوت كثيرة احتلت من قبل ازلام السلطه فعبثوا فيها وسرقوا كل ما كان تحت ايديهم عادت جدتي مع العائدين وكان يبدوا عليها الهزال والشحوب والنحول بوضوح وكانها قد غابت سنين طويله كان القلق يعتصر قلبها الذي هده الخوف من ان يكون جدي قد لقى مصرعه تحت وابل القنابل وقسوة الجوع ولكن فجاة يبرق بارق الامل في اعماقها بانه لا يزال حيا يرزق فيزداد ابتهالها الى الله من ان يحقق ظنونها هذه ولكنها سرعان ما تعود لحالة الياس ثانية فتلوم نفسها بشده وتبالغ في اللوم اما الان وهي تحاول فتح الباب فلقد اصيبت برعشة قوية حيث خيل اليها بانها ستشم رائحة الموت تملؤ ارجاء البيت اشفقت جدتي من هذه التصورات وتمنت من اعماق قلبها ان تموت في الحال فالموت ارحم بكثير من ان ترى جدي وقد اصبح جثة هامده فاي عذر ستعتذر به الى الله وقد تركت شريك حياتها ووالد اطفالها الاحبه وحيدا تحت رحمة من لا يعرف الرحمه وكيف ستواجه تقريع الاولاد والبنات والناس الذين لا يرحمونو ن لكنها ما ان فتحت الباب ورات وجه جدي الشاحب ويديه المرتعشتين حتى انهالت على قدميه لثما وتقبيلا تحسس جدي راسها المتعب بيديه بشوق وهو يناديها باسمها ويحمد الله على سلامتها ولكن شعورها بالذنب قد تضاعف فاجذت تتوسل اليه ان ينتقم منها باي صورة يشاء ان يشتمها ان يضربها ان يصفها بالخائنه الغادره الجبانه ولكنه قال لها انت بريئة ومخلصه وطاهره وان الطغاة هم وحدهم من سيحمل خطيئة العالم

#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل