أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - ( ذاك زرعكم وهذا حصادكم... فهل ستتعضون؟ )















المزيد.....

( ذاك زرعكم وهذا حصادكم... فهل ستتعضون؟ )


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1854 - 2007 / 3 / 14 - 05:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ البداية كان هذا حرثك وهذا زرعك يا بعث، فلنتذكر معا من أين ابتدأت وكيف زرعت وأي أرض حرثت، لنتذكر ساعاتك الأول حينما كنت تصفق للزعيم بينما تغرز أنصالك المسمومة في جسد نظامه وعراقه الجديد.
يتذكر العراقيون جيدا كيف دخلتم بمظاهراتكم ومسيراتكم المؤيدة للزعيم حول وزارة الدفاع وانقظيتم عليه في أول درس من دروس الخيانة والغدر حينما سرقتم السلطة وانتهكتم عذرية الثورة وأطحتم برجلٍ ونظام ٍ وأسقطتم جمهورية كان بالامكان أن تكون ذا شأن عظيم خلا ل سنوات قليلة.
منذ اللحظة الأولى زرعتم مفاهيم الكراهية والحقد الأسود والعداوة الغرائزية مع كل من يختلف معكم في العرق أو التفكير أو الرأي أو السلوك، بل أصدرتم سلفا أحكامكم بإعدامه وضرورة إنهائه وبأنه أقل شأنا منكم ومن كل البشر.
في حكمكم الأول؛ منذ فجر الثامن من شباط عام 1963 استيقظ العراقيون على طبول الحرب والموت وأنغام الشعارات التي سحقت تحت صيحاتها الآلاف من الشباب نساءً ورجالا في بغداد والموصل وكركوك والسليمانية، وانطلقت مجاميع من مهووسيكم في ميليشيا الحرس القومي في أول دروس الانتهاك لحرمات البيوت ليلا وفجرا واختطاف واعتقال المئات والآلاف ممن يعتقد بأنهم يختلفون معكم في الرأي أو التفكير أو الانتماء.
ولكم شرف ابتداع ( حكم الشعب الفوري ) وتنفيذه المباشر ميدانيا وأحيانا كثيرة أثناء التحقيق ومن جرائه دونما الرجوع إلى مسميات ( سخيفة ) كالقاضي وهيئة الدفاع والادعاء العام باسم الجماهير المناضلة للأمة العربية المجيدة !

لقد كان هذا الحرث وذاك الزرع وانتم في أيامكم الأولى وتجلياتكم في مملكة العروبة والجماهير والوحدة الكبرى للوطن الأكبر على أنغام ( لملوم ) أفكار من دكاكين الأيدلوجيات وبقاليها عبر التاريخين الغابر منه والحاضر، ممن أدمنوا إنتاج فلسفات الأعراق المتفوقة والرسالات التاريخية وحقن الرعاع من الشعوب المتخلفة والجائعة في بطونها وعقولها وغرائزها بجرعات من الشعارات الفارغة والمثيرة ذات الإيقاع البدائي والغرائزي وتهييجها باستخدام مثيرات العواطف الدينية تارة والقبلية تارة أخرى، المفعمة بالبداوة وثقافة القرية، حتى تحول واحد من أعرق شعوب الأرض وأقدمها حضارة إلى مجاميع من القبائل والأفخاذ والعشائر والمذاهب، بل تدنى في مستوى تكوينه وسلوكه إلى ثقافة القرية وسلوكياتها. وعقلية البداوة وأنماط تحليلاتها ومفاهيمها الأحادية ونظرتها الغرائزية لكل النشاطات الإنسانية والحيوية القائمة على مبدأ( يا قاتل يا مقتول )!
لقد أشيعَ هذا النمط من الثقافة والكراهية بين طبقات الشعب وفئاته ومذاهبه وقومياته واستخدمت أكثر الأساليب عنفا وخرقا لقوانين الألفة الإنسانية في تعاملاتكم وسلوكياتكم اليومية وانتم تتحكمون في رقاب الناس ومصائرهم، حتى ضن الجميع بأنهم قطعان في دولة لا قانون فيها ولا دستور إلا توجيهات القائد الأوحد أو الحزب القائد.
ورغم كل المآسي التي تولدت نتيجة تهميش المكونات الأساسية للدولة العراقية الحديثة خلال النصف الأول من القرن الماضي، إلا انه لم تصل حدة الصراعات القومية أو المذهبية أو العشائرية إلى الشكل الذي أنتجته دوائر النظام السياسي الذي حكم العراق منذ مطلع ستينات القرن المنصرم.
فلم تكن هناك عمليات ترحيل قسرية للسكان بغية التغيير الديموغرافي للمنطقة الكوردية كما حصل في كركوك والموصل وديالى وشريط الحدود الدولية مع كل من إيران وتركيا وسوريا، ولم تمنع كليات معينة قبول الطلبة على أسس قومية أو مذهبية أو مناطقية إلا في هذه الفترة المظلمة من تاريخ العراق.
لقد كانت بحق البذور الأولى لإشاعة الكراهية والبغضاء والأحقاد بين مكونات المجتمع القومية والدينية والمذهبية حتى وصلت إلى ذروتها في الابادة الجماعية للسكان كما حصل في مناطق حلبجة وكرميان وبهدينان من كوردستان العراق والاهوار والفرات الأوسط من جنوبي العراق، إضافة إلى حمامات الدماء التي كان يقيمها النظام على تركيبات من داخل مؤسسة حزبه أو نظامه لمجرد الاختلاف في الرأي أو معارضة فكرة أو أسلوب للرئيس وحاشيته، كما حصل للعشرات من قيادات الحزب في أواخر السبعينات من القرن الماضي والمئات من كوادره وقياداته العسكرية في الجيش والمؤسسات الأخرى ذات الطابع العسكري تحت ذرائع ( المؤامرة على الحزب والثورة ).
ولم تنجو دول الجوار أيضا من هذه الثقافة البائسة، فحينما أنهى النظام صراعاته الداخلية بسحق المعارضة الوطنية العراقية من الأحزاب في الساحة الداخلية قام بسحق المجموعات المعتدلة في تنظيمات حزب البعث في مؤامرته المعروفة عام 1979، ونجاحه بالتآمر مع بعض الإطراف الدولية في إفشال المشروع المتحضر لعراق الكورد والعرب على خلفية اتفاقية آذار 1970، شن حربه التي عُرفت ( بقادسية صدام ) التي التهمت الأخضر واليابس في كلتا الدولتين، وأشاعت الكراهية والبغضاء وبحور من الدماء والدموع والخراب بين شعوب الدولتين.
وفي أكثر الشعارات التي كان يتشدق بها النظام وهي القومية العنصرية وما أنتجه من مجاميع للأفكار المتخلفة للعرق والمذهبية، كان كاذبا حينما اكتسح دولة الكويت بأسلوب همجي متخلف لا يقل عن ما فعله هولاكو والهكسوس والطورانيون وغيرهم من همجيات التاريخ، بشعب يفترض أن يكون من عرقه ومذهبه كما يدعي.
حقا كان ذلك هو الزرع الأول للكراهية والبغضاء والتناحر ومن ثم القسوة والانحراف عن أساسيات الروح الإنسانية الخالصة، إن ما يحصل اليوم هو نتاج ثقافة وسلوك مارسه الذين تشبثوا بحكم العراق منذ مطلع الستينات وقادوا هذا البلد إلى كل هذه الكوارث:
فهل سيتعض أولئك الذين ما زالوا يتغنون بتلك الثقافة البائسة، ويصرون على القتل والتقتيل أسلوبا للحياة؟
وهل سيدركون بأنهم هم ولا غيرهم من أتى بالأمريكان وعرض العراق للاحتلال، وأباح لكل قتلة ومجرمي دول الجوار وغيرها باحتلال العراق وإبادة سكانه وإباحة كل المحرمات على أرضه؟
وإن كل ما يحصل اليوم من قتل وابادة واغتصاب وترحيل، بما فيه الأسلوب البائس في إخراج عملية إعدام رئيسهم كان واحدا من ابرز تطبيقات ثقافتهم وسلوكياتهم طيلة أربعة عقود من الكراهية والحقد الأسود.
فهل سيقتنعون بأن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، لتحمل ثانية ثقافتهم البائسة للتحكم بالزمن والمكان، وإن أغرقوا العراق ببحور من دماءٍ ودموع؟



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين الأزدواجية والنفاق - القسم الرابع
- العراق بين الازدواجية والنفاق - القسم الثالث
- ( العراق بين الأزدواجية والنفاق ) القسم الثاني: من تجارة الر ...
- العراق بين الازدواجية والنفاق
- ( المرأة بين الخطيئة والفضيلة )
- ( لا تقتلوا الرئيس... هذه المرة !؟ )
- التافهون ... وراية الرذيلة والخطايا
- ( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الح ...
- ( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الح ...
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! - ا ...
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! ( ا ...
- ثلاثية الأنتقام ... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !!
- العراق ... ونافورة الحزن والدماء
- العراق ومدرسة المزايدات
- الاعراب والعلاقة مع اسرائيل من الباب الى المحراب
- تأسيس العراق بين الطهارة والتدنيس
- هيئة الأعراب والدفاع عن شريعة الغاب ؟
- جامعة الأعراب ومؤتمرات الأزلام والأنصاب
- !إذا أردتم( الحريم ) حرائراً ... فحرروا الرجال
- كوردستان بين علي كيمياوي وحسن نصرالله !


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - ( ذاك زرعكم وهذا حصادكم... فهل ستتعضون؟ )