أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - لا صوت يعلو فوق صوت المحاصصة














المزيد.....

لا صوت يعلو فوق صوت المحاصصة


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1847 - 2007 / 3 / 7 - 12:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


أسابيع مرت على اتفاق مكة.. حمى شديدة أصابت كل أطراف الحركة الوطنية والإسلامية.. مراثون كبير يدور للفوز بالحقائب الوزارية.. بازار انفتح ومساومات تجري على كل شيء.. موقعو الاتفاق من قطبي الرحى-- التي لطالما طحنت شعبنا-- يلاعبان بعضهما البعض.. يبتسمان في الوجه-- ويديران معاركهما الثنائية في الخفاء.. حماس تحاصص فتح-- لان فتح هي المستحوذة أصلا على كل شيء.. تحاصصها علنا وعلى المكشوف-- وهذا وفقا للاتفاق.. تريد سفراء ومحافظين ووكلاء وزارات ومدراء عامين وتوظيفات في شتى الأجهزة الأمنية والمدنية.. هي الأخرى تمارس الفساد الإداري.. وتقول لفتح كما فعلت سابقا جاء اليوم دوري لأفعل نفس الشيء ( فلا احد أحسن من احد ).. لأهبر واهبش من المغانم ما يكفي حاجة قواعدي.. وفتح التي مارست الفساد الإداري أصلا.. ودفعت ثمنا غاليا جراء سوء أدائها.. ترد بان ذلك لا يجوز وهو خروج على القوانين.. فتح ترفع شعار القوانين بوجه حماس.. ليس لأنها محبة للقوانين-- ولكن لتحتفظ لنفسها بالنصيب الأكبر من الكعكة.. حماس أدارت ظهرها لشعار الإصلاح .. واكتفت بالجزء الأول منه وهو التغيير.. وها هي تجري التغيير على طريقتها-- الذي يعني بالنسبة لها تغيير الواقع الذي تستحوذ فيه فتح لوحدها على المغانم-- لتدخل هي شريكة فيه...
نسي الجميع بما فيهم قوى اليسار شعاراتهم عن الفساد الإداري.. ونضالاتهم ضده.. ونسوا ما كانوا يتناولونه في خطبهم وأدبياتهم صبحا ومساء عن أهمية الشراكة السياسية.. واندفعوا هم أيضا للبحث عن بعض من الفتات المتطاير من ( تناتش ) الكبار للغنيمة.. اليسار الذي ظل على الدوام يحلل الأمور بطريقة صحيحة.. مارس وكالعادة خلاف تحليلاته.. لينطبق المثل القائل ( يعطي غماز على اليسار ويسير باتجاه اليمين ).. اليسار الذي انشطرت كتله ليلهث كل مكونا منها ليضمن لنفسه حصة ( محرزة ) من الغنيمة.. هذا يريد وزارة وذاك اثنتين.. وثالث يريد المحاصصة.. حتى وان كان خارج البرلمان.. وجميعهم يساومون في الخفاء ويخرجوا للرأي العام بإعلان عن شروط أو أسس.. يريدون أن تأخذ بها الحكومة في برنامجها.. ونسي هذا اليسار-- أو نسي كل واحد من مكوناته-- انه لا يملك قوة الضغط على فتح أو حماس.. وهما أي فتح وحماس كانا في مكة قد ضربا بعرض الحائط بكل مكونات الحركة الوطنية والإسلامية الأخرى.. وتفاوضا لوحدهما.. وتحاورا منفردين.. وصاغا اتفاقا يؤسس لنظام سياسي مسخ-- يقوم على أساس التقاسم الوظيفي ونهج المحاصصة.. فأي من القوى الصغيرة-- حتى وان دخلت الحكومة-- لن تكون أكثر من ديكور تجميلي للحكومة.. حتى يبقى اسم الدلع لها ( حكومة وحدة وطنية ).. وبسبب تفتت اليسار وما يضمره كل مكون منه للآخر.. فان أي قوة ترفض المشاركة لأسبابها الذاتية.. فان العديد من المكونات اليسارية الأخرى ستنقض وتتسابق لتاخذ مكانه.. وبذلك يكون هذا اليسار التقليدي قد أضاع فرصته الذهبية ليعلن عن نفسه تيارا ثالثا على الساحة.. في مواجهة كلا من فتح وحماس.. ويكون قد أضاع فرصته أيضا ليكون عنوانا تتجه نحوه الجماهير.. التي ستجد-- ولو بعد حين لن يطول-- أنها لم تخرج من أزمتها ودوامتها.. بل وتفاقمت أوضاعها سوء.. وعندها لن تجد العنوان الذي تلجا إليه ليدافع عن مصالحها.. ويحميها من تغول طرفي السلطة الرئيسيين.. وعندها أيضا سيحمل الشركاء الصغار وزر أخطاء وخطايا الكبار.. وستعاقبهم الجماهير بأشد مما تعاقب الكبار..
المحاصصة سمة ستظل تلازم الحكومة طوال عمرها-- الذي يقدر البعض من المتفائلين بأنه لن يزيد عن ستة أشهر إلى عام على الأكثر-- وذلك لان حكومة تقوم على المحاصصة والتقاسم الوظيفي ستكون حكومة جمود.. عاجزة عن فتح الملفات الأساسية المتوجب فتحها.. فيما لو أرادت الحكومة النجاح في ترتيب البيت الفلسطيني.. فمن سيفتح ملفات الفساد.. ومن سيوقف الفوضى والفلتان.. ومن سيفرض القانون ويطبقه على آلاف المجرمين القتلة المدعومين من هذا الطرف أو ذاك.. من هذا الزعيم أو ذاك..
والمحاصصة لن تقف عند حد المحاصصة على الوظائف العامة.. فمثلما تحاصص حماس فتح.. ويطالب الساعين للمشاركة بالحكومة حركة حماس بحصة مناسبة... فان المحاصصة وصلت إلى داخل أجسام التنظيمات--- فالهيئات العليا تحاصص قائدها.. والهيئات الوسطى تحاصص العليا.. والقواعد تحاصص القيادات كلها.. محاصصة بالوظائف .. ومحاصصة بالمناصب والمواقع.. ليجد الجميع أنفسهم وقد غرقوا في دوامة المحاصصة-- التي ستفسدهم وتشل قدراتهم.. وتجعلهم ينشغلون بها لشهور وسنين.. بل وستشلهم وتفتتهم وترسخ في الأحقاد في صفوفهم..



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليسمح لنا الاستاذ حافظ البرغوثي
- لا بد من إسماع رايس كلمة لا كبيرة
- الرفاق حائرون
- الشعب يتهم
- أشكال الاحتجاج الحالية ضد الاقتتال الداخلي لم تعد كافية
- سبل الخروج من المازق الفلسطيني
- مسيرة التنمية تتواصل رغم التحديات
- باي حال عدت يا عيد
- بدنا حل
- يا هيك النساء يا بلاش - حانونيات فلسطينيات
- المتمردون
- - شهداء وضحايا
- الانروا تكافح الارهاب الفلسطيني..!!
- من حق المضربين رفض توجيهات الرئيس
- الاضراب ليس كفرا ولا خيانة
- بين حانا ومانا
- لا مقاومة ولا مساومة
- ولى زمن الاوغاد
- إنها شيطانة.. فارجموها
- آن الأوان ليقوم الفلسطينيون مجتمعون بإعلان حل السلطة وتحميل ...


المزيد.....




- كوريا الشمالية تُعلّق على ضربات أمريكا لمنشآت نووية إيرانية ...
- شاهد.. طاقم CNN يضطر للإخلاء أثناء البث المباشر تزامنًا مع إ ...
- رحلة اللقالق تحت المجهر: رومانيا تطلق مشروعًا علميًا فريدًا ...
- أهداف الناتو الجديدة أعباء وتحديات جديدة للجيش الألماني
- خبراء يحذرون من -سلبيات- العمل قبل السابعة صباحاً!
- 7 بدائل طبيعية للسكر تقلل استهلاكك دون التخلي عن حلاوة المذا ...
- قائد الجيش الإيراني: نقاتل اليوم من أجل النصر
- شمخاني يؤكد: اليورانيوم الإيراني المخصب لا يزال موجودا
- عراقجي يجري في موسكو محادثات -جادة ومهمة- مع بوتين
- واشنطن تحذر رعاياها بالداخل والخارج وتقلص بعثتيها في لبنان و ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - لا صوت يعلو فوق صوت المحاصصة