أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - بدنا حل














المزيد.....

بدنا حل


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1731 - 2006 / 11 / 11 - 08:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


بيت حانون اسم أضيف إلى قائمة تطول وتطول.. لمجازر ارتكبها قوم لم يعرف التاريخ مثيلا لهم في الإجرام والوحشية والقدرة على قلب الحقائق.. بل وقد فاقوا بأفعالهم الخسيسة السادية ما فعله التتار والنازيون..
بيت حانون قرية عربية فلسطينية.. أراد الصهاينة أن يمحوها من على خارطة الوطن الفلسطيني.. لان وجودها على خاصرة كيانهم يؤرّق عيونهم.. ويذكرهم دوما بان أصحاب الأرض التي اغتصبوها منذ عقود-- ما زالوا أحياء موجودين على حدودهم.. ويتوقون للعودة إلى ديارهم.. ولم ينسوا رغم المحن حقوقهم ولم يغفروا لجلاديهم..
بيت حانون قرية عربية فجر الصهاينة حقدهم وغضبهم فيها.. ثارا لهزيمتهم المرة التي ذاقوها على أيدي المقاومة اللبنانية.. وأرادوا من خلال استعراض عضلاتهم فيها أن يؤكدوا لشعبهم أن جيشهم ما زال الجيش الذي لا يقهر..
بيت حانون مجزرة ارتكبت وقطبي الرحى الفلسطينيان كانا منشغلان بصراعاتهما على سلطة لا تسمن ولا تغني من جوع-- ولا حول ولا قدرة لها-- لا على انجاز التحرير فحسب بل ولا على إثبات أنها فعلا موجودة..
عائلة العثامنة كما عائلة أبو غالي وعشرات العائلات المنكوبة الأخرى.. ضحايا عزيزة لسياسة إرهاب منظم تمارسه دولة الاحتلال.. وهي وان كانت ليست أولى جرائمهم فإنها لن تكون آخرها.. ما دام العدل بلا ركائز ترسيه-- والحق بلا قوة تحميه..
بيت حانون دماء تصبغ الأرض.. وتتجمع في المكان وكأنها برك من ماء الشتاء.. وأشلاء آدمية تتناثر في كل الأنحاء.. لترسم لوحة ما أن نتذكرها حتى تقشعر منا الأبدان.. وتفيض عيوننا دمعا وتحتقن قلوبنا بالغضب.. هنا ساق طفل مبتورة.. وهناك قدم صبية مقطوعة.. هنا رأس شيخ انفصل عن جسده.. وهناك كومة أمعاء وأدمغة غير معروف لأي الأجساد تعود.. ودمى لأطفال مزقتها الشظايا والقذائف- رؤوسها وأطرافها اختلطت برؤوس وأطراف البشر..
زحام وضجيج في المكان.. وكان يوم القيامة قد جاء .. امرأة هائجة متلوعة تصرخ بشكل هستيري.. وطفل يبكي بحرقة باحثا عن أمه وأبيه.. ويتنقل على غير هدى بين أكوام اللحم والجثث.. ما هي إلا لحظات-- بعد أن سكت القصف الوحشي المجنون-- إلا وامتلأ المكان بالأهل والجيران.. ومن أقاصي البلدة جاء الناس ليقوموا بواجب الإسعاف والإنقاذ-- وليقفوا على حجم الجريمة المصاب-- لكن المشهد كان خرافيا ولا يمكن للعقل الآدمي أن يصدقه.. فذهل الجميع من هول الفاجعة والجريمة.. ومن رؤية اللحم البشري وهو ممزق ويحترق.. ورائحته تملئ الأجواء.. وسرعان ما جاء المسعفون بسياراتهم ليبدؤوا التحرك بأقصى طاقاتهم.. بحثوا في البداية عن الجرحى والأحياء.. ومن ثما انداروا إلى الأموات والأشلاء.. كان الدخان ما زال متصاعدا.. وما بقي من الجدران صامدا كان يحمل شواهد الجريمة.. فالدماء غطت الشعارات التي كانت قد كتبتها التنظيمات..
وتتعالى الأصوات والصرخات.. وتتردد على كل الألسن عبارات وين العرب.. وين المسلمين.. وين العالم.. أم محمود العثامنة تهذي من هول الصدمة.. ونسرين العثامنة أيضا تتحدث عن أطفالها الستة.. الذين تحولوا بلمح البرق إلى قطع ونتف من لحم وعظم.. عجوز ( تردح ) وتلطم خديها وتولول على كل أبنائها وأحفادها.. وطفلة تطلق كلمات لا يفهم منها إلا أن إخوتها كلهم قتلوا.. وتم نقلهم إلى مشرحة مشفى كمال عدوان.. شاب يحمل حذاء طفل وبقية من حقيبة مدرسية-- ويقول بأي ذنب يقتل هؤلاء الأطفال..!! ورجل أشيب ينهار ويجلس متكئا على ما تبقى من جدار.. مطأطئا رأسه وقد تحجرت عيناه وفقد القدرة على النطق والحركة..
وفي وسط كل ذلك تقف سيدة أمام كاميرا الجزيرة لتخاطب القيادات الفلسطينية-- والزعامات العربية-- وضمير العالم.. وتقول بصوت أجش وكأنه الرعد--- بدنا حل .. بدنا حل--- لا يمكن لنا الاستمرار بالعيش على هذا الحال..



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا هيك النساء يا بلاش - حانونيات فلسطينيات
- المتمردون
- - شهداء وضحايا
- الانروا تكافح الارهاب الفلسطيني..!!
- من حق المضربين رفض توجيهات الرئيس
- الاضراب ليس كفرا ولا خيانة
- بين حانا ومانا
- لا مقاومة ولا مساومة
- ولى زمن الاوغاد
- إنها شيطانة.. فارجموها
- آن الأوان ليقوم الفلسطينيون مجتمعون بإعلان حل السلطة وتحميل ...
- فتح وحماس.. دمع على الحكومة ولعاب على المنظمة
- وثيقة الاسرى الفلسطينيين.. تحليل وموقف وتوقعات
- الحوار الحقيقي لم يبدأ.. وفتيل الانفجار لم ينزع
- هتافات لمسيرة بمناسبة بدء الحوار الوطني الفلسطيني
- كلمة في مهرجان مخيم الفارعة بالذكرى ال 58 للنكبة
- هنيئا لاولمرت بيوم الأرض
- اللعنة على السياسة
- استحداث وزارة لشئون اللاجئين في فلسطين خطوة بالاتجاه الصحيح
- سعدات والشوبكي ورفاقهما ضحايا التواطؤ الدولي والصمت العربي و ...


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - بدنا حل