أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - فتح وحماس.. دمع على الحكومة ولعاب على المنظمة















المزيد.....

فتح وحماس.. دمع على الحكومة ولعاب على المنظمة


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1590 - 2006 / 6 / 23 - 11:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


المغفل فقط.. هو من يظن أن حرمة الدم الفلسطيني قد انتهكت بالأيدي الفلسطينية.. دفاعا عن البرامج والأهداف الوطنية أو عن المصالح العليا للشعب الصابر المسكين..
والغبي فقط.. هو من يعتقد بان هناك لاعبين فلسطينيين مؤثرين في نتائج الحوار الدائر.. غير فتح وحماس.
والأهبل فقط.. هو من يصدق بان جلسات الحوار العلنية والمصممة لإشغال وسائل الإعلام.. هي الساحة التي تجري بها المساومات الجدية لتحقيق الأهداف الغير معلنة.
فمنذ البدء كان الصراع يدور بين فتح وحماس على السلطة.. هكذا كان عندما كانت مقاليد الحكم بيد فتح.. وهكذا كان واستفحل عندما تولت حماس زمام الملك..
عين حماس لم تحد يوما عن السلطة منذ تأسست السلطة.. بل وظلت تتطلع إليها حتى وهي في ذروة أنشطتها العسكرية ( التي وظفتها هي أيضا في خدمة أهداف سياسية تنافسية مع فتح ) .. لقد وضعت حماس الوصول الى السلطة ومنذ وقت مبكر هدفا رئيسيا لها-- هذا رغم كل ما كانت تكيله لها من اتهامات وتصفها بأشنع الأوصاف-- وسعت إليها مستخدمة كل ما في جعبتها من أسلحة.. حتى ظفرت بها.. ساعدتها بذلك فتح نفسها-- بدون وعي وإدراك-- بأخطائها وفوضويتها وتعدد قبائلها وبصراع مراكز كبيرة فيها على الامتيازات..
وعندما خسرت فتح الحكومة.. وحان وقت تسليم المقاليد لحماس.. شعرت فتح بفداحة الخسارة.. وعزّ عليها أن ترى مشروعها الذي رعته سنوات طوال ينهار بين يوم وليلة.. فقررت أن تقاوم.. وان لا تترك منافسها اللدود يهنأ بالعرش ومغانمه..
حماس تريد ممارسة الحكم الذي انتزعته بفوز واضح جلي.. وفتح تأبى تسهيل الأمور على حماس.. وتكرّس على الأرض واقع وجود رأسين قياديين-- الرئاسة ومن ورائها فتح والحكومة ومن ورائها حماس-- وبدأت معركة تنازع الصلاحيات.. وغيّب القانون الأساس.. وتعكّرت الأجواء وزاد الاحتقان بين الطرفين.. ولان التماس والاحتكاك يومي وفي كل موقع.. تفاقمت الأوضاع وبدأت الصدامات.. واهرق الدم الفلسطيني.
في العهد السابق وضعت المنظمة في الظلّ وحنّطت.. وسرقت منها الأضواء لصالح السلطة-- وأغلقت فتح آذانها عن كل النداءات لإعادة الاعتبار للمنظمة ولضرورة تفعيلها.. واليوم وبقدرة قادر أصبحت المنظمة هي القائد والعنوان والرمز وصاحب الصلاحية.. وردّت إليها صلاحياتها كاملة.. وأصبح المطلوب أن تخضع الحكومة لمرجعيتها وهي المنظمة.. والمفارقة المدهشة انه مثلما همشت فتح المنظمة لبعض الوقت.. كانت حماس طيلة الوقت ترفضها وتأبى الاعتراف بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.. وها هما الآن كلاهما يتصارعان عليها..
تسارعت الأحداث وتلبدت غيوم الشر.. وسعى طرفي الصراع ( فتح وحماس ) الى إحداث استقطاب ثنائي على الساحة الوطنية.. فعلا ذلك بشكل مكشوف ومستتر.. وغلفا صراعهما الأساسي على السلطة.. بخلاف على البرنامج.. وكانا دائما قريبين من الاتفاق-- ففتح التنظيم المشهور بالتكتيكات والمناورات.. وحماس وهي الامتداد الفلسطيني لحركة الإخوان المسلمين العالمية المعروفة بالبراغماتية.. كلاهما يستخدم السياسة والشعار ويطوعهما كيفما يشاء.. ومستعد لتبرير انقلاب مواقفه حتى يحقق أهدافه الخاصة ..
معادلة الصراع تبدو الآن أكثر وضوح.. فكل المؤشرات تقول أن الخلافات على البرامج السياسية تتلاشى وتنحصر شيئا فشيئا.. ولكن يبدو أن الخلاف على الكعكة هو الأكثر ضراوة.. ففتح تريد أن تقدم لها حماس تنازلا في موضوع الحكومة.. أما حماس فهي تريد ومستعدة أن تقدم تنازلا في موضوع الحكومة.. ولكن بشرط أن تحصل على نصيبها الوافر من كعكة المنظمة.. فتح تريد تجريد حماس من رئاسة الحكومة لصالح شخصية مستقلة .. وحماس تريد تمثيلا محترما يتناسب مع ما أنجزته في انتخابات المجلس التشريعي-- في جميع مؤسسات منظمة التحرير .. بل وتطالب بقوة برئاسة اللجنة التنفيذية-- أو على الأقل أمانة سرها.. فتح تريد أن ترى حماس وقد تراجعت.. وحماس مفتوحة شهيتها على تحقيق إنجاز آخر، تكمل به نصرها-- وهو موجود في المنظمة.
وبين هذا الطرف وذاك.. تحاول القوى الأخرى الأصغر حجما، والمؤسسات الأهلية، والاتحادات الشعبية، والقطاع الخاص-- وكل حسب اجندته-- إيجاد موطئ قدم له واحتلال مساحة مما تبقى من الأرض الحرام، الواقعة بين الفريقين المتخاصمين.. وبعض هؤلاء وخصوصا من ابتعدوا عن حلفائهم الأصليين وارتضوا تقزيم الحوار الوطني الشامل.. ليصبح حوار الخمسة المنعوتين ظلما بالكبار ( في حين أن كبارهم فقط هم الطرفين الغارقين حتى أخمص قدميهم بالصراع ).. والمضحك أن هؤلاء المنتشين بضمهم لنادي الكبار قد صدقوا وصفهم بأنهم جزء من اللعبة التي يلعبها غيرهم.. مع أن كل الشواهد تدل على أن الكبار المهيمنين لم ولن يسمحوا لأي كان، بان يكبر ويكتسي ريشا ليحلق في الفضاء.. وفقط يتم استخدام الآخرين كديكورات.. يمنحوا الطرف الذي يقفون إلى جانبه سمة الأكثر جماهيرية..
ولكن من المؤكد أن الخاسر الأكبر هو جمهور الشعب-- الغير منتمي للأحزاب والفصائل-- والذي تقول معظم الإحصائيات انه يمثل 75% من مجموع الشعب.. فالأوضاع المعيشية للناس تزداد سوء.. والفوضى والفلتان يستفحلان ويقضا مضاجع البسطاء العاديين.. ويتعمق الإحباط والشعور بان من يدعون الحرص الأكثر على الوطن والمواطن.. ويتربعون على كرسي القرار-- لهم اجندتهم الخاصة.. ويخوضون معاركهم الخاصة.. ويزجوا الشعب-- بعد تضليله-- في حروب بعيدة كل البعد عن الطريق الموصل للتحرر والاستقلال.
مساكين أولئك الأسرى القابعين بالزنازين.. الذين اعتقدوا أن بإمكانهم الإسهام بحل المشكلة المستعصية.. ظانين أنها تكمن فقط في البرامج السياسية.. وانكبت قياداتهم لتخوض حوار جدي ومخلص.. بعيدا عن الأهواء والمطامع الشخصية.. حتى توصلوا إلى وثيقة تسمو على الصراعات الأنانية.. ولا يمكن لأي مناضل فلسطيني شريف إلا أن يعتبرها أساسا يمكن البناء عليه للوصول إلى وفاق وطني.
مساكين هؤلاء المناضلين.. عندما يكتشفوا أن زعاماتهم خارج السجن تتصارع على أمور أخرى.. بينما الوثيقة البرنامج يتجاذبها الفرقاء أحيانا ويتقاذفوها أحيانا أخر.. ويستخدمها الرئيس أبو مازن ليحشو بها مدفعه الرشاش-- وهو يقصف الجميع من مؤيدين ومعارضين بإعلان الاستفتاء.. لقد كان الاستفتاء ورقة الجوكر التي أراد بها أبو مازن حسم الصراع.. ومع أن حسم الصراع وتوحيد الخطاب السياسي الفلسطيني ظل أملا وطموحا لكل الفلسطينيين.. إلا أن المصيبة تعاظمت.. عندما تحول الاستفتاء إلى أداة لتحقيق أشياء تتعدى الاتفاق على البرنامج السياسي.. وعندما ادخل المواطن الفلسطيني في الدوامة من جديد.. وطلب منه أن يختار واحدا من القطبين الذين لا ثالث لهما حتى الآن ( فتح وحماس ).. والمحزن المبكي أن القطب الثالث لم يتبلور بعد.. ولا يبدو أن دعاته يعملون بجد من اجل بنائه.. ليكون الملاذ الأمين للشعب.. فيما لو اتفق القطبان الكبيران على تقسيم الكعكة.. وتناسوا صانعها الخباز.
دموع فتح تسيل بحسرة على فقد الحكومة.. ولعاب حماس يسيل شوقا للحظة التربع على عرش المنظمة.. ولا دموع حقيقية تسيل أبدا على الوطن المهدد بأكبر كارثة بعد نكبة عام 1948 .. ولا على مئات وآلاف الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ والمناضلين.. الذين يتساقطون كل يوم بأيدي المحتلين حينا.. وبأيدي إخوانهم حينا آخر.. ولا على آلام وجوع 163 ألف موظف مضى على حرمانهم من رواتبهم أربعة شهور.



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة الاسرى الفلسطينيين.. تحليل وموقف وتوقعات
- الحوار الحقيقي لم يبدأ.. وفتيل الانفجار لم ينزع
- هتافات لمسيرة بمناسبة بدء الحوار الوطني الفلسطيني
- كلمة في مهرجان مخيم الفارعة بالذكرى ال 58 للنكبة
- هنيئا لاولمرت بيوم الأرض
- اللعنة على السياسة
- استحداث وزارة لشئون اللاجئين في فلسطين خطوة بالاتجاه الصحيح
- سعدات والشوبكي ورفاقهما ضحايا التواطؤ الدولي والصمت العربي و ...
- الخلاف مع حماس لا يبرر لأحد الانضمام لركب المنادين بإلزامها ...
- حزب الشعب الفلسطيني - والتحدي الصعب
- من موقع المعارضة يمكن لحزب الشعب الفلسطيني النجاح في ترميم ب ...
- استثناء حماس لحزب الشعب من مشاورات تشكيل الحكومة
- العمل الاهلي ....والحصاد المر
- العمل الاهلي في فلسطين.. والحصاد المر
- قلوبهم معك وسيوفهم مع معاوية
- المدعي العام الفلسطيني .. ومعركة الفئران
- شكوى واعتراض على قائمة فتح
- حول مرض شارون
- المجلس التشريعي الفلسطيني.. له القليل وعليه الكثير
- موقف الكونغرس الامريكي يتسم بالوقاحة- ويعتبر تدخلا سافرا بال ...


المزيد.....




- روسيا تدرج الرئيس الأوكراني في -قائمة المطلوبين-
- -واشنطن بوست- توجز دلالات رسالة روسيا لداعمي كييف بإقامة معر ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- -حتى لو أطبقت السماء على الأرض-.. قيادي حوثي يعرض استضافة صن ...
- مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على يحي ...
- مقترح لهدنة بغزة.. حماس تفاوض وإسرائيل تستعد لاجتياح رفح
- نائب أوكراني يعترف بإمكانية مطالبة كييف بإرسال قوات غربية دع ...
- -أمر سخيف-.. مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعلق على اليوم ا ...
- جمود بمفاوضات انسحاب القوات الأمريكية
- إدانات أوروبية لهجمات استهدفت سياسيين في ألمانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - فتح وحماس.. دمع على الحكومة ولعاب على المنظمة