أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد منصور - المدعي العام الفلسطيني .. ومعركة الفئران














المزيد.....

المدعي العام الفلسطيني .. ومعركة الفئران


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 11:26
المحور: كتابات ساخرة
    


كانت جدتي تردد على مسامعي دوما مقولة شعبية، تحمل في طياتها سخرية عظيمة من حال الفقر، الذي كان وما زال معظم شعبنا يعيشه.. حيث كانت تقول:( يا ستّي الفار ما بعيش في بيت واحد فقير )..( والفيران لو دخلت في بيت أسرة فقيرة ما راح يطيبلها العيش فيه..وراح تخرج بسرعة منه لأنها ما راح تلاقي هناك اشي توكله ).
كنت في عقلي اصدّق تلك المقولة، لأنني كنت وعن قرب اعرف وارى أن بيوت الفقراء تخلو من كل المغريات، التي تجعل الفئران تستوطن فيها.. ولكنني وعلى ارض الواقع أيضا كنت أرى جماعات الفئران تدخل وتخرج من بيتنا الصغير الكائن في المخيم.. وكانت تتسبب لنا بخسائر فادحة لأنها كانت تقرض ملابسنا القليلة، أو فراشنا البسيط الذي كنا نحشوه بالعادة بالقطن الناتج عن طحن الملابس القديمة..
مسكينة جدتي ماتت قبل أن ترى كيف تغوّلت وتوحّشت الفئران البشرية في بلادنا، حتى أصبحت جرذان عملاقة.. لم تنهش فقط قوت أطفالنا ونساءنا وشيوخنا ومرضانا وعمالنا ومزارعينا وطلابنا واسر أسرانا وشهداءنا.. بل وقرضت حتى لحومنا... ومسكين هذا الوطن وهذا الشعب كم تألم من نهش فئرانه الملعونة لجسده النحيل الذي يشبه إلى حد كبير بيت الفقير.
كنا نظن أن حياتنا تحت الاحتلال، وانخراطنا في النضال ضده، سيجعل الفئران تخجل من نفسها وتتركنا لبلاوينا.. وكنا نعتقد أن فقر سلطتنا سيجعلها بمنأى عن الجرذان العملاقة وغير مغرية لها للتوطّن فيها.. لكننا اكتشفنا أن فئران صغار --- بعضها جاءنا من الخارج كالمفجوع يلتهم بشراهة كل ما يجده.. وبعضها كان يعيش فينا ويقتات على بعض ما يتيسر له أو يستغفلنا ويأخذه --- اكتشفنا أن هذه الفئران الصغيرة قد نمت وترعرعت في ربوع بلادنا الحزينة.. حتى وصلت بها الجرأة لتتبختر علنا ودون خوف، بل إن قططنا الهزيلة المقلمة الأظافر، صارت تتمنى لو تقبل تلك الجرذان صداقتها، وتحن عليها فتعطيها ما يسد جوعها ويرويها، أو في أحسن الأحوال صارت تتجنبها وتتحاشى لقاءها، كي لا يصيبها منها ما يؤذيها.
والفئران في بلادنا اليوم أشكال وأنواع.. فمنها الأبيض المتأنق ومنها الرمادي المتحذلق.. ومنها الصغير الذي يسرق ويختبئ في الجحور حتى لا تراه الأعين.. ومنها الجرذان الكبيرة المتوحشة التي تستوطن في المجاري ( تأكل اللحم وتشرب الدم )... وما فعله نائبنا العام المبجّل ليس أكثر من إعلان عن شيء كنا جميعا نعرف انه موجود، ولطالما قلنا انه موجود، وطالبنا باجتثاثه من جذوره.. ونائبنا العام هو اليوم مطالب بان يواصل معركة اجتثاث الجرذان، التي تسببت بأخطر من وباء الطاعون لشعبنا... مطالب بأن يواصل حملته على الجرذان التي عاثت في السلطة فسادا ونهبت أو أهدرت مئات ملايين الدولارات من أموال الشعب واستنزفت حجما كبيرا من مقدرات الشعب.. كما وانه أيضا مطالب بأن يوسع حملته ليصل سريعا إلى الفئران المتأنقة، التي تستوطن أجساد بعض الأحزاب والتنظيمات، ومؤسسات العمل الأهلي والاتحادات الشعبية، وتستحوذ على جزء كبيرا من أموال الشعب، وتلتهمه بهدوء وسكينة ظنا منها أنها بمأمن بعيدا عن أعين القانون.



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكوى واعتراض على قائمة فتح
- حول مرض شارون
- المجلس التشريعي الفلسطيني.. له القليل وعليه الكثير
- موقف الكونغرس الامريكي يتسم بالوقاحة- ويعتبر تدخلا سافرا بال ...
- كلمة في حفل تابين المناضل الشيوعي الفلسطيني سامي الغضبان - ا ...
- امرأة من سالم
- **زمن أوّل حوّل**
- انتخابات.. وانتفاضة داخل التنظيمات
- الوضع الفلسطيني الراهن وملامح المرحلة المقبلة
- أخطا الرئيس بعدم حضوره جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة
- المخيمات والانتخابات
- منح اللاجئين الفلسطينيين جنسية الدول المضيفة..اسهام في دمجهم ...
- في جوف ثلاجة
- الضرب في الميت حرام
- من ذاكرة المخيم الفلسطيني - معركة المقثاة
- كلمات في ذكرى النكبة الفلسطينية
- شعارات لمسيرة في ذكرى النكبة الفلسطينية 2005
- ذكريات لاجئ من جيل النكبة
- في الذكرى السابعة والخمسين للنكبة الفلسطينية - سلام عليك يا ...
- الاغاثة الزراعية الفلسطينية تسهم في تعزيز الديمقراطية


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد منصور - المدعي العام الفلسطيني .. ومعركة الفئران