أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - - شهداء وضحايا














المزيد.....

- شهداء وضحايا


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1715 - 2006 / 10 / 26 - 11:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


الصورة في بلادنا أكثر تعقيدا مما يظنه حتى أكثر المتشائمين.. وقد ذهبت كلمات الرئيس أبو مازن وهو يحاول التقليل من خطورة ما يجري-- أدراج الرياح.. فلم يصدقه احد ولم يقتنع بما قاله احد.. لان ما قاله يتناقض كليا مع الوقائع القائمة على الأرض.. فالموت يطارد الناس في كل مكان.. والجوع ينهش بطون فئات جديدة من الشعب-- تنضم قسرا وباضطراد الى قائمة الفقراء.. والثقة انتزعت حتى ممن عرفوا باستقامتهم طوال السنوات السابقة-- ليس بسبب انحرافهم-- وإنما لعجزهم عن فعل شيء ملموس يوقف مسيرة الانحدار الى الهاوية.. التي تتسارع يوما بعد يوم.. فقد كنا لوقت قريب نتحدث تندرا عما يحدث في الصومال من اقتتال بين الإخوة وسفك عشوائي للدماء.. وكنا كذلك نستغرب كيف يتجرا البعض في العراق الشقيق على ارتكاب الجرائم ضد الأبرياء والناس العاديين بوضع القنابل بالأسواق والجوامع.. لكن ها نحن أصبحنا-- وفي نظر حتى أصدقاءنا في جميع أرجاء العالم-- نصنف مثل آكلي لحوم البشر.. لأننا استمرأنا قتل بعضنا.. وأسقطنا احد أهم القواعد التي كنا نتفاخر بها بين الأمم وهي ( حرمة الدم الفلسطيني ).
وهل هناك أكثر تعقيدا ومأساوية من صورة يوم العيد والأيام القليلة التي سبقته.. حيث الشهداء سقطوا في طمون، ومخيم بلاطة، ومخيم عين بيت الما، وبيت حانون، وبيت لاهيا، وخانيونس، على أيدي جنود الاحتلال ووحداته الخاصة.. ونقول باعتزاز أنهم سقطوا شهداء.. لأنهم فعلا كانوا مناضلين.. ولان الاحتلال لم يتخذ قرارا بتصفيتهم إلا لشعوره بأنهم يشكلون خطرا عليه.. ولان بوصلتهم كانت تشير دوما الى الاحتلال باعتباره العدو الأول الذي يجب محاربته.. وتوجيه كل فوهات البنادق إليه وحده ولا احد سواه إلا العملاء والمتساقطين.. وفي نفس الوقت سقط العديد من الشباب ضحايا لثارات عائلية وجراء تصفية حسابات شخصية أو في معمعان الخلافات التنظيمية.. سقط هؤلاء الفلسطينيون في السيلة الحارثية وجنين وطولكرم وأريحا والبريج وخانيونس وكفر ثلث.. بأيد فلسطينية في حرب مجنونة.. وعبث استفحل حتى جعل أرواح البشر بلا قيمة.. وصرنا جميعا لا ننام يوما إلا وخبر تعيس مؤلم يداهمنا.. فنتساءل من الفاعل..؟؟ هل هو الاحتلال..؟؟ لنستعد للسير في جنازة الفقيد-- كشهيد نعتبره دائما الأكرم منا جميعا-- أم سقط كضحية على أيدي أشخاص تعودنا أن نسميهم بالمجهولين واعتادت أجهزتنا الأمنية-- العاجزة تماما-- على تسجيلها ضد مجهول.. لتريح نفسها من عناء المتابعة.. حتى امتلأت شوارع بلادنا بمرتكبي حوادث القتل والسلب.. الذين بات ظهورهم أمام البسطاء من الناس مصدرا للخوف وللقلق.. وصاروا يتحاشون الاحتكاك بهم كي لا يفقدوا أرواحهم ويكون مصيرهم مثل مصير المئات من الضحايا الأبرياء.. والمحزن المبكي أننا صرنا نرى هؤلاء مرتكبي الجرائم والمخالفات وهم يتبخترون بلا خوف ولا وجل ( وعلى عينك يا تاجر ).. وهو ما من شانه أن يجر ذوي ضحاياهم للرد عليهم بالمثل واخذ القانون باليد.. ما دام القانون الرسمي وحماته في سبات عميق.. وهل هناك ابلغ مما حدث في بلدة بيت لاهيا قبل العيد ببضعة أيام.. حين اقتحمت قوة خاصة إسرائيلية البلدة.. ونفذت فيها عملية اغتيال ضد ثلاثة من المناضلين.. سقطوا شهداء أبرار.. لكن لم تكد القوة الإسرائيلية أن تنسحب من المكان.. إلا واندلع قتال بين الإخوة-- الأعداء-- سقط خلاله 20 جريحا..!! أو ليس من حقنا أن نتساءل: كيف تنجح وحدة خاصة إسرائيلية باختراق مناطقنا في بيت حانون.. وتداهم بيت عزاء.. وتغتال ستة مناضلين.. وتتمكن بعدها من الخروج من المكان بسلام.. فأين كانت مجموعات المسلحين التي نراها صبحا ومساء وهي تستعرض عضلاتها في شوارع القطاع.. حتى صرنا نتخيل مخدوعين بان لدينا جيوشا جرارة-- تجعل القطاع عصيا على الأعداء..؟؟!!
وبعد كل حادثة نترحم على الشهداء ونتألم على وقوع الضحايا.. ونعود الى بيوتنا والعجز يقتلنا .. ونسال أنفسنا كيف ومتى نوقف هذا الاستنزاف..؟؟ ويحتار دليلنا فيمن نطالبه بإيقاف مسلسل القتل والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة.. هل هي السلطة العاجزة-- الغائبة المغيبة-- بمؤسستيها ( الرئاسة والحكومة )..؟؟ أم هي التنظيمات التي وعلى خلفية صراعاتها نمت مظاهر فوضى السلاح حتى أصبحت طوفانا من الفلتان..؟؟
لقد وصل السيل الزبى وفاض الكيل وطفح.. والخوف كل الخوف من تغلغل اليأس والإحباط الى نفوس الجماهير.. فيطغى الهم الآني المباشر ( رغيف الخبز والأمن الشخصي ).. على الأهداف الوطنية النبيلة بالتحرر والاستقلال.. والخوف أيضا أن يسود التفكير في البحث عن أي حل ( مهما كان ) للخلاص من الواقع الأليم-- حتى ولو كان متناقضا مع ما كنا نؤمن به لوقت قريب.. وهو الاستقلال التام وبناء الدولة الفلسطينية وتحقيق حلم اللاجئين بالعودة-- فلا أبو مازن مقنع للناس بخطاباته وتطميناته.. ولا مشعل وهنية أيضا قادران بمواعظهما على الإجابة على تساؤلات الجمهور.. وتقديم خطة واقعية تخرج الشعب من مآزقه السياسية والأمنية والاقتصادية.. ولا الاثنان معا ( أبو مازن وهنية ) قادران على رسم أفق سياسي واضح وواقعي.. مقنع للجماهير وقادر على شدها من جديد للالتفاف حول قياداتها.. والسير خلفها للوصول الى ذلك الأفق.. وقد غدا التمسك بمطلب حكومة الوحدة الوطنية على أولويته -- تمسكا بالغير ممكن-- في ظل استمرار التباين في البرامج السياسية.. كما وغدا أيضا رفض حكومة الكفاءات-- التي تجمع فئات واسعة من جماهير شعبنا على أنها الحل الأمثل والأسهل-- دفاعا عن حقوق يرى الرافضون لها ( أي لحكومة الكفاءات ) أنها حقوق ومغانم انتزعوها من غيرهم.. ولا يمكن التفريط بها أو السماح باستلابها.



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانروا تكافح الارهاب الفلسطيني..!!
- من حق المضربين رفض توجيهات الرئيس
- الاضراب ليس كفرا ولا خيانة
- بين حانا ومانا
- لا مقاومة ولا مساومة
- ولى زمن الاوغاد
- إنها شيطانة.. فارجموها
- آن الأوان ليقوم الفلسطينيون مجتمعون بإعلان حل السلطة وتحميل ...
- فتح وحماس.. دمع على الحكومة ولعاب على المنظمة
- وثيقة الاسرى الفلسطينيين.. تحليل وموقف وتوقعات
- الحوار الحقيقي لم يبدأ.. وفتيل الانفجار لم ينزع
- هتافات لمسيرة بمناسبة بدء الحوار الوطني الفلسطيني
- كلمة في مهرجان مخيم الفارعة بالذكرى ال 58 للنكبة
- هنيئا لاولمرت بيوم الأرض
- اللعنة على السياسة
- استحداث وزارة لشئون اللاجئين في فلسطين خطوة بالاتجاه الصحيح
- سعدات والشوبكي ورفاقهما ضحايا التواطؤ الدولي والصمت العربي و ...
- الخلاف مع حماس لا يبرر لأحد الانضمام لركب المنادين بإلزامها ...
- حزب الشعب الفلسطيني - والتحدي الصعب
- من موقع المعارضة يمكن لحزب الشعب الفلسطيني النجاح في ترميم ب ...


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - - شهداء وضحايا