أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد منصور - المتمردون














المزيد.....

المتمردون


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1719 - 2006 / 10 / 30 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملاك الموت لم يبارح سماء المخيم منذ عدة شهور.. وكثيرا ما كان يدنو ويتدلى ويصير قاب قوسين أو أدنى من تحقيق غايته.. لكن المشيئة الإلهية كانت تتدخل دوما لترجئ وقوع الحدث.. حتى كان ليل الجمعة 27/10/2006 .. في تلك الليلة المشهودة.. وكما تعود أن يفعل كل ليلة.. ودع فادي صبح أمه-- وهو الجريح السابق لأكثر من مرة-- طالبا منها المسامحة.. أما مصطفى جبر ابن السابعة عشر ربيعا.. فقد احتال على أمه في تلك الليلة.. ووضع المخدة في سريره ليوهمها بأنه موجود في المنزل.. التقى الاثنان في احد أزقة المخيم.. لينضم إليهما بعد حين قصير شبان آخرين-- مثلهم-- تواعدوا واقسموا الإيمان أن لا تفوتهم ليلة واحدة دون أن يسببوا الصداع لجيش المحتلين.. ويربكوه ويفشلوا تدابيره الأمنية.. كانوا خليطا عجيبا من الشباب.. متفاوتي الأعمار والانتماءات الوطنية-- من طلاب مدارس الى عاطلين عن العمل.. والذي كان يجمعهم ويجعلهم عصبة واحدة-- هو اتصافهم جميعا بالجرأة اللا محدودة.. والإقدام المنقطع المثيل.. تمرسوا في المواجهات.. وتلاشى الخوف من قلوبهم.. حتى صارت متعتهم الرئيسية تكمن في تحدي وحدات جيش المحتلين وقواتهم الخاصة.. كانت البداية لالتئام شمل أولئك الشباب والفتية في التشارك بقذف دوريات الجيش بالحجارة عند مدخل المخيم-- أثناء مرورها على الشارع الرئيسي .. الأمر الذي اجبر الجيش على الحد من اقترابه من حدود المخيم تحاشيا للصدام معهم.. لكن هؤلاء الفتية الشباب صعدوا من تحديهم.. وصاروا أكثر من ذلك يلاحقون قوات المحتلين إلى مسافات تصل إلى عدة كيلومترات.. وكان الجيش يطاردهم في الجبال.. وكثيرا ما ألقى القبض على بعضهم.. وكان يشبعه ضربا ثم يقوم بإطلاق سراحه ليس لسبب إلا لصغر سنهم.. ومع الأيام صار تعامل الجيش مع رماة الحجارة أكثر قسوة وشدة وأكثر دموية.. وبدا بإطلاق النيران الحية-- بعد أن اكتفى لمدة طويلة بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز السام.. وأصيب عدد كبير من هؤلاء الشباب بالرصاص الحي والمطاطي.. ونزفت دماؤهم وروت حقول المزارعين-- الذين تكبدوا مرارا خسائر كبيرة-- جراء قيام آليات الجيش ( عمدا ) بتخريب مزارعهم-- انتقاما من رماة الحجارة-- حتى صار مألوفا أن ترى في شوارع المخيم وأزقته أعدادا كبيرة منهم يسيرون على عكازات-- بسبب كسر عظام سيقانهم نتيجة الإصابات ..
لم تفلح القسوة التي تعاملت بها قوات الاحتلال مع رماة الحجارة في ثنيهم عن نشاطهم المحبوب ( الذي يسمونه هم أحيانا بالعمل الوطني-- ويعتبروه أحيانا أخرى ملئا للفراغ ) في الحد من تزايد نشاطهم.. بل وانضم إليهم أعداد أخرى-- لان هؤلاء الرماة أصبحوا مع الأيام المثل الذي يسعى لتقليده كل أقرانهم.. وبالأساس لان الغضب والتمرد الكامنين في قلوب أبناء عموم الشعب الفلسطيني-- واللاجئين على وجه الخصوص-- وبالذات الجيل الصاعد منهم-- هو غضب وتمرد تراكم عبر سنوات طوال من القهر والظلم والفقر والتهميش.. كما ويلعب تنامي الشعور بالإحباط واليأس لدى جمهور واسع من السكان.. دورا كبيرا في تحول ظاهرة التمرد إلى حالة طبيعية.. أخذت تطغى على الغالبية العظمى من شباب وفتية المخيمات.. والخطورة تكمن في أن هذا التمرد لم يعد موجها فقط ضد الاحتلال.. بل وامتد ليطال أيضا القوانين والأسرة والمجتمع.. ومن المرجح أن السبب في معظم ذلك التمرد راجع لغياب أي أفق سياسي لأي حل-- قد يخلص الشعب والشباب من الاحتلال ومن قسوة وبطش جيشه-- الذي يستهدف منذ وقت طويل-- وبشكل منظم هذه الفئة العمرية-- لإذلالها وكسر عنفوانها.. إن غياب الأفق الذي يطمئن الجماهير على مستقبلها ويحرك الأمور باتجاه واضح .. يجعل من المستحيل إحداث تغيير كبير في حياة ونمط سلوك مجموعات الشباب.



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - شهداء وضحايا
- الانروا تكافح الارهاب الفلسطيني..!!
- من حق المضربين رفض توجيهات الرئيس
- الاضراب ليس كفرا ولا خيانة
- بين حانا ومانا
- لا مقاومة ولا مساومة
- ولى زمن الاوغاد
- إنها شيطانة.. فارجموها
- آن الأوان ليقوم الفلسطينيون مجتمعون بإعلان حل السلطة وتحميل ...
- فتح وحماس.. دمع على الحكومة ولعاب على المنظمة
- وثيقة الاسرى الفلسطينيين.. تحليل وموقف وتوقعات
- الحوار الحقيقي لم يبدأ.. وفتيل الانفجار لم ينزع
- هتافات لمسيرة بمناسبة بدء الحوار الوطني الفلسطيني
- كلمة في مهرجان مخيم الفارعة بالذكرى ال 58 للنكبة
- هنيئا لاولمرت بيوم الأرض
- اللعنة على السياسة
- استحداث وزارة لشئون اللاجئين في فلسطين خطوة بالاتجاه الصحيح
- سعدات والشوبكي ورفاقهما ضحايا التواطؤ الدولي والصمت العربي و ...
- الخلاف مع حماس لا يبرر لأحد الانضمام لركب المنادين بإلزامها ...
- حزب الشعب الفلسطيني - والتحدي الصعب


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد منصور - المتمردون