أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - الشعب يتهم














المزيد.....

الشعب يتهم


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1817 - 2007 / 2 / 5 - 12:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


تتوالى اتفاقات التهدئة.. ويتوالى خرقها حتى قبل أن يجف حبرها.. وتنتقل الاجتماعات من محطة إلى أخرى.. تستعصي أحيانا وتتجمد أحيانا أخر.. دمشق تخطفها من غزة.. لتجذبها منها مكة.. الأمر الذي يكشف عن عمق التأثير الإقليمي والدولي على القضية.. ويتكاثر الوسطاء.. وكل له حساباته.. أما على الأرض فتستمر الدماء بالنّزف.. وينجرف مجتمعنا بخطى متسارعة نحو حافة الهاوية.. الشعب يناشد طرفي الصراع بالتوقف عن هذه الحرب المجنونة.. والأمر نفسه يفعله أشقاؤنا وأصدقاؤنا.. لكن لا حياة لمن تنادي.. فما من اتفاق يصمد طويلا أمام تعطش أمراء الحرب للمزيد من القتل والدم.. فهم يطيلون عمر الحرب خدمة لمصالحهم.. وهي بنظرهم معركة تكسير الرؤوس.. الطرفان يتوقان للحسم السريع.. لكن عجزهما عن تحقيق ذلك هو فقط ما يؤخر فتح كل أبواب الموت والدمار.. حوارهما متواصل.. تارة يكون باردا وتارة أخرى تسيل منه الدماء.. كلاهما يستمر في تعزيز مواقعه.. ويجد في السعي للحصول على الدعم من المال والسلاح.. غير آبه بالثمن الذي قد يدفعه مقابل ذلك.. والهدف واضح ومكشوف وهو الاستعداد للمعركة الفاصلة.. لكن الأمر المحزن والذي باتت غالبية واسعة من الناس تدركه.. هو انه سواء انتصر هذا الطرف أو ذاك فان الخاسر هو الشعب.. فمن يحقق بالقوة الغاشمة نصرا.. لن يقيم جنة الحرية والديمقراطية.. وهو حتما يؤسس لنظام قاس متشدد-- علماني كباقي النظم الديكتاتورية أو أصولي ديني كما هو الحال في أفغانستان-- وستكون أحلام الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات أولى الضحايا.. ولن نتمكن بعدها من رؤية تبادل آخر للسلطة..
وأمام كل ما يحدث فانه لا يمكن للشعب المثقل بالهموم ( وأنا العبد الفلسطيني الفقير لله واحد من أبنائه ).. إلا أن يتهم كل القادة-- الكبار والصغار-- في كلا معسكري الصراع-- سياسيون كانوا أم عسكريون-- بأنهم شركاء في جريمة ذبح الشعب وقضيته.. وبأنهم يفعلون تماما ما خطط له الاحتلال وعجز عن إنجازه.. رغم كل ما يملكه من أدوات للقتل والدمار.. ويتهم القادة بالكذب الفاضح.. خصوصا وهو يسمعهم يوجهون النداءات عبر وسائل الإعلام مطالبين بوقف فوري للقتال وبسحب سريع للمسلحين من الشوارع.. وفي نفس الوقت واللحظة وكأنها كلمة سر يوجهها ذلك القائد لأتباعه يقوم أولئك الأتباع بالانقضاض على جامعة للعلم أو قافلة للتموين أو مؤسسة أو دكان أو منزل.. فيقتلون بدم بارد ويحرقون بهمجية ويخطفون كالعصابات.. إن النعت الوحيد والمنطقي لهؤلاء القادة هو أنهم كذابون وممثلون مسرحيون.. يتقنون فن الخطابة والتضليل.. ومن وراء الظهور وفي المقرات الخاصة يمارسون أدوارهم الحقيقية كقادة يصدرون أوامر القتل والاعتداء.. وإن لم يكونوا كذلك فمن المؤكد حينها أنهم عاجزون عن السيطرة على جماعاتهم.. وعندها عليهم أن يتحلوا بالشجاعة وينسحبوا من المسرح.. ويتوقفوا عن تشكيل غطاء لأفعال غيرهم.. وهناك تفسير ثالث على درجة كبيرة من الرجاحة.. وهو أن هناك مراكز أخرى تقبع خلف ستار كثيف-- داخل الوطن وخارجه-- هي وحدها صاحبة الكلمة الفصل والأوامر المطاعة.. لأنها من جهة تملك مفاتيح خزائن بيوت المال.. ومن جهة أخرى هي التي توفر السلاح وتدفع مخصصات ومكافئات وقود الحرب من الرجال.. محولة الوطن والقضية إلى ورقة تستخدمها أطراف إقليمية ودولية.. تتصارع في المنطقة على النفوذ والمصالح.
واتهام القيادة يحمل في طياته تحولا كبيرا وخطيرا ضدها.. فقد بدا يتسلل بين الجماهير رأي يقول-- إن لم تتمكن القيادة من حل خلافاتها على السلطة بتشكيل حكومة للوحدة الوطنية.. وان لم تتوافق على الانتخابات المبكرة.. فان بديل الحرب الأهلية يكمن في حل هذه السلطة.. وطلب وصاية دولية على كامل الأرض العربية المحتلة عام 1967... وقد يكون العصيان الذي تلوح به بعض القوى والأوساط الديمقراطية.. مرحلة وسيطة تسحب البساط من تحت أقدام المتصارعين.. وتفرغ السلطة مما يتصارع عليه قطبي الرحى.



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشكال الاحتجاج الحالية ضد الاقتتال الداخلي لم تعد كافية
- سبل الخروج من المازق الفلسطيني
- مسيرة التنمية تتواصل رغم التحديات
- باي حال عدت يا عيد
- بدنا حل
- يا هيك النساء يا بلاش - حانونيات فلسطينيات
- المتمردون
- - شهداء وضحايا
- الانروا تكافح الارهاب الفلسطيني..!!
- من حق المضربين رفض توجيهات الرئيس
- الاضراب ليس كفرا ولا خيانة
- بين حانا ومانا
- لا مقاومة ولا مساومة
- ولى زمن الاوغاد
- إنها شيطانة.. فارجموها
- آن الأوان ليقوم الفلسطينيون مجتمعون بإعلان حل السلطة وتحميل ...
- فتح وحماس.. دمع على الحكومة ولعاب على المنظمة
- وثيقة الاسرى الفلسطينيين.. تحليل وموقف وتوقعات
- الحوار الحقيقي لم يبدأ.. وفتيل الانفجار لم ينزع
- هتافات لمسيرة بمناسبة بدء الحوار الوطني الفلسطيني


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - الشعب يتهم