أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - سبل الخروج من المازق الفلسطيني















المزيد.....

سبل الخروج من المازق الفلسطيني


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1793 - 2007 / 1 / 12 - 12:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


يسيطر الهم والحزن والقلق على العامة من الشعب الفلسطيني.. ولا يكادوا يصدقون ما يحدث على أيدي البعض من أبنائهم-- من أعمال قتل واغتيال وخطف ومساس بمؤسساتهم الوطنية والخاصة.. ويطبق الإحباط عليهم وتتراجع بشكل متسارع ثقتهم بقياداتهم.. لكن هؤلاء العامة من الناس ( الغير منتمين إلى الفصائل )-- وان كانوا يشكلون الآن الأغلبية في المجتمع-- ما زالوا يحجمون عن التحرك-- رغم إدراكهم أن ما يحدث يؤثر بالتأكيد على حياتهم ومصالحهم الخاصة-- بالإضافة إلى الدمار الذي يلحقه بالمشروع الوطني التحرري، الذي قدموا على مذبحه عشرات الألوف من الضحايا والشهداء.. ويأتي إحجام هذه الأغلبية عن التحرك كون الصراع الدائر قد خرج عن الإطار الذي الفته الساحة الوطنية.. وفقد طابعه الديمقراطي.. ليصبح صراعا مسلحا مكشوفا، يمتلك طرفاه جيوشا وميليشيات، ويستخدمون افتك أنواع الأسلحة.. وقد اسقط كلا الطرفان كل ضوابط إطلاق النار واستباحا بشكل فج الدماء والأرواح.. وخلقا أجواء من العنف اللا محدود واللا معقول..
الغالبية تتذمر-- ولكن بصمت.. وهي حتى لم تعد تخرج للمشاركة بالزخم المعهود بالفعاليات الجماهيرية المخصصة للتنديد بالعنف والفوضى والاقتتال الداخلي.. وفي نفس الوقت تجد القوى الأخرى-- الغير منخرطة بالصراع-- تجد نفسها عاجزة عن التأثير الحاسم في مجريات وتطورات الأحداث، وهي تتصرف إما كمطفئي الحرائق ( كما ظلت تفعل لشهور طويلة لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في غزة ) أو كالنعام بدس رأسها في الرمل والقول-- أنا خارج الصراع وبمنأى عنه وأنا ضد الطرفين معا-- لتعفي نفسها من واجب التحرك في الميدان والمبادرة لتحشيد الجماهير وقيادتها ضد هذا الوضع الكارثي.
إن الظرف الخطر الذي تعيشه الساحة الوطنية الفلسطينية يفترض بالقوى والشخصيات اليسارية والديمقراطية، وبمؤسسات المجتمع المدني، التحرك السريع والمكثف لراب الصدع الآخذ بالاتساع في النسيج الوطني والاجتماعي الفلسطيني.. وللتصدي لحالة الاستقطاب الثنائي الحاصل على الساحة الوطنية.. كل ذلك في سبيل الخروج من المأزق الوطني ومنع الانزلاق نحو الحرب الأهلية.. ويمكن لهذه القوى والشخصيات والمؤسسات ( الغير منخرطة بالصراع المسلح ) أن تلعب دورا ايجابيا وفاعلا من خلال أخذها لدورها الوطني المسئول تجاه مصالح شعبها.. واستمرارها في تأكيد حضورها على الساحة بتقديم المبادرات... والى جانب ذلك تكثيف عملها من اجل تفعيل العامل الشعبي واستخدامه بشكل منظم للضغط على كلا طرفي الصراع.. ويمكن لهذه القوى تحقيق ذلك من خلال تبنيها للأهداف والأساليب التالية:
1. تشكيل جبهة وطنية عريضة-- أو ائتلاف وطني-- ذو رؤية سياسية واضحة.. ويحمل برنامجا محددا للخلاص الوطني.. يستند بالأساس إلى برنامج منظمة التحرير الفلسطينية-- كونه البرنامج الواقعي الوحيد-- القادر على إعادة التأييد والتضامن الدوليين مع الشعب الفلسطيني ومع قضيته العادلة.. والذي سارت خلفه وأيدته الجماهير الفلسطينية طوال عشرات السنين.. وحققت من خلاله كمّا كبيرا من الإنجازات.
2. امتلاك الجرأة السياسية الكافية لنقد جوانب برامج واتجاهات عمل كلا الطرفين المتصارعين.. التي تعرض المشروع الوطني التحرري برمته للخطر.. والاستعداد لتوجيه الإدانة الصريحة المحددة-- وتحميل المسئولية لكل من يمارس على الساحة الوطنية سياسة وأنشطة تعرض السلم الأهلي للخطر، وتنسف قواعد الحياة والسلوك الديمقراطي-- التي يعتبرها شعبنا إحدى أهم منجزاته التي حققها عبر نضال طويل وعنيد-- وثبتها ضمن منظومة القوانين الفلسطينية.
3. الدعوة والترتيب لحوار فلسطيني وطني جاد وشامل-- يناقش في المقام الأول الموضوع السياسي وبهدف واضح هو الخروج ببرنامج-- سياسي واقعي-- تلتف حوله الجماهير ويشكل افقا لتحركها ونضالها.. إلى جانب قدرته على جلب التضامن والتأييد الدوليين مع قضيتنا الوطنية.. وفي موضوع الحكومة والتي هي احد أهم عناوين الصراع-- من الضروري إعادة التأكيد على مبادرة نداء من اجل فلسطين والتي تدعو لتشكيل حكومة فلسطينية انتقالية من كفاءات وطنية تتوافق عليها القوى السياسية ويمنحها المجلس التشريعي شبكة أمان لمدة عام تعالج ملفات الشأن الداخلي، وتمهد الطريق لحكومة وحدة وطنية يتم الاتفاق عليها من خلال أسلوب الحوار السياسي لا الحوار بالاقتتال الدامي.
4. تعبئة وتحريض الجماهير لتخليصها من حالة الإحباط.. ودفعها للتحرك في الميدان دفاعا عن مصالحها المهددة بالخطر.. والتغلغل بين الجماهير والوقوف في مقدمة صفوفها، في مواجهة من يعرضون المشروع الوطني للدمار، والعابثين بأمن الوطن والمواطن-- أي كانت انتماءاتهم الفصائلية، وتحت أي عباءة وطنية يحتمون.
5. المناداة بترسيخ قواعد حضارية وديمقراطية لإدارة الصراع بين الأطراف-- التي قد تختلف فيما بينها على البرامج السياسية والمجتمعية-- وبذل أقصى الجهود من اجل وقف الاحتكام إلى العنف والسلاح.. ومنع التحريض الفئوي الهدام-- المؤدي للفتنة والقتل-- وإعادة الاعتبار للقانون والنظام.
6. ومن اجل مواجهة الفلتان الأمني المنفلت من عقاله.. وفي مواجهة مظاهر العسكرة وفوضى السلاح لا بد من المناداة والضغط الجماهيري من اجل توحيد وإعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية-- شرط أن تبنى على أسس مهنية بعيدة عن الفئوية السياسية—وان تكون تحت قيادة مجلس أعلى للأمن القومي.. كي تأخذ دورها الوطني وتمارسه بحيادية عالية-- كحامية لأمن الوطن والمواطن.. وتكون الأداة الناجعة لفرض القانون والنظام وتواجه حالة الفلتان بحزم.. ولا بد من التصدي للمنطق الجديد الداعي لبناء توازن امني وعسكري بين الأطراف المتصارعة.. الذي يؤسس ويشرع حياة الغاب في بلادنا.. هذا وفي نفس الوقت لا بد من الاستمرار برفض المظاهر المسلحة وفوضى السلاح التي تعم شوارعنا والعمل على ضبط السلاح بما يخدم المصلحة العليا لشعبنا.. والعمل على تحقيق مطلب حل الميليشيات وفرق القتل والموت وكل الأجسام المسلحة الغير شرعية.
7. القيام بتعبئة الجماهير للضغط على أطراف الصراع المختلفة-- كي تخرج قضيتنا الوطنية من دائرة صراع المحاور الدولية والإقليمية، التي تعمل من اجل تحويل قضيتنا إلى مجرد ورقة، يتم استخدامها لتحقيق مصالح للآخرين في أماكن أخرى، مستخدمة في سبيل تحقيق ذلك كل وسائل الترغيب والتهديد-- بما فيها الاستخدام الواسع للمال السياسي.. فليس من مصلحة إسرائيل أو من مصلحة حليفتها الولايات المتحدة استقرار الوضع عندنا-- كي لا نتمكن من حشد طاقاتنا الوطنية في معارك النضال ضد الاحتلال وإجراءاته، ولا نعيد فرض حضورنا السياسي من جديد على المسرح الدولي-- كشريك قادر على أن يكون طرفا في أية مفاوضات قد تبدأ-- وكي لا نعمل أيضا على تغيير قواعد اللعبة السياسية التي سادت خلال السنوات الماضية-- والتي كانت تهيمن عليها وتتحكم بها الولايات المتحدة.. وخصوصا بعد أن لاح في الأفق تململ وتحرك أوروبي جديد، بعد بوادر الفشل الأمريكي التي بدأت تظهر في العراق... وكذلك في المقابل لا يوجد مصلحة للجمهورية الإيرانية في أن تستقر الأوضاع في بلادنا-- كي لا يفقدوا ما يعتبروه هم احد أوراق القوة في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة عن طريق تغذيتهم ( أي إيران ) دوامة العنف والدماء في بلادنا.. وخلق القلاقل والتوترات في عموم المنطقة لإشغال خصميها واجبارهما على الدخول بحوار معها.. وتحقيق اعترافهما بمصالحها الاستراتيجية كقوة إقليمية أولى في منطقة الشرق الأوسط الجديد الذي تحاول الولايات المتحدة بناؤه.. وبالتالي تقاسم الهيمنة والمصالح على عالم عربي يغط في سبات عميق ( كما كانت تفعل دولتي الروم والفرس قبل قرون من الزمان )..
هذا هو الطريق الذي على القوى الفلسطينية الحريصة على المشروع الوطني أن تسلكه.. وهو ما يتطلب منها تنظيم صفوفها وتوحيد خطابها التعبوي وتجاوز حساباتها الضيقة التي أدت إلى شرذمتها وإضعاف قدرتها على تشكيل بديل قوي وفاعل لنهجي-- السلطة السابقة والسلطة الحالية--

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
مخيم الفارعة – نابلس – فلسطين
9/1/2007



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة التنمية تتواصل رغم التحديات
- باي حال عدت يا عيد
- بدنا حل
- يا هيك النساء يا بلاش - حانونيات فلسطينيات
- المتمردون
- - شهداء وضحايا
- الانروا تكافح الارهاب الفلسطيني..!!
- من حق المضربين رفض توجيهات الرئيس
- الاضراب ليس كفرا ولا خيانة
- بين حانا ومانا
- لا مقاومة ولا مساومة
- ولى زمن الاوغاد
- إنها شيطانة.. فارجموها
- آن الأوان ليقوم الفلسطينيون مجتمعون بإعلان حل السلطة وتحميل ...
- فتح وحماس.. دمع على الحكومة ولعاب على المنظمة
- وثيقة الاسرى الفلسطينيين.. تحليل وموقف وتوقعات
- الحوار الحقيقي لم يبدأ.. وفتيل الانفجار لم ينزع
- هتافات لمسيرة بمناسبة بدء الحوار الوطني الفلسطيني
- كلمة في مهرجان مخيم الفارعة بالذكرى ال 58 للنكبة
- هنيئا لاولمرت بيوم الأرض


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - سبل الخروج من المازق الفلسطيني