أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - ليسمح لنا الاستاذ حافظ البرغوثي














المزيد.....

ليسمح لنا الاستاذ حافظ البرغوثي


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1839 - 2007 / 2 / 27 - 12:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


المؤسسات الأهلية-- أو جزءا مهما منها على اقل تقدير-- حفرت لنفسها مكانا راسخا في قلوب ووجدان الجماهير.. عبر خدمات جليلة قدمتها، وعبر برامج حيوية لامست الاحتياجات الهائلة لهذه الجماهير.. والإغاثة الزراعية تحتل مكانا مرموقا بين تلك المؤسسات.. وهي مؤسسة أهلية عريقة، يشهد لها الجميع بأنها صاحبة سجل شرف-- ناصع البياض، وبصماتها موجودة في كل مكان ، ولا يمكن لأحد أن يتجاهلها ، ويتطاول على دورها الحيوي في خدمة الجماهير .. وهي ليست بحاجة لإعادة تعريف نفسها ، للذين لا يعلمون شيئا عن رسالتها وأهدافها الاستراتيجية وبرامجها وأنشطتها التنموية.. وبالإضافة إلى أنها مؤسسة مهنية تقدم الخدمات لمستحقيها.. هي أيضا مؤسسة تهتم بتنمية وبناء الإنسان الريفي نفسه، وسجلها المالي والإداري طوال أكثر من أربع وعشرين عاما سجل ناصع البياض كما تشهد بذلك تقارير هيئات الرقابة الوطنية والدولية.. لأنها تعتمد الشفافية منهجا ثابتا في عملها … في الوقت الذي يتغلغل الفساد، وتعم حالة الفوضى والتسيب عشرات بل ومئات المؤسسات الأخرى -- الحكومية وغير الحكومية.
ولكن البعض ممن لا يعرفون فلسفة وأسلوب عمل الإغاثة الزراعية تختلط عليهم الأمور.. ويندفعوا لإصدار أحكام غير عادلة بناء على قضايا لم يتحققوا منها.. فالإغاثة الزراعية توقفت ومنذ زمن عن تقديم الخدمات عبر علاقات فردية.. وإنما تتبع أسلوب عمل يخدم مواقع محددة.. ولخدمة مجموعة من المستفيدين.. وذلك عبر لجان زراعية أو جمعيات لفئات الشباب أو النساء أو المزارعين.. وهي تختار المستفيدين وفق معايير واضحة يتم وضعها بالتعاون ما بين المجتمعات المحلية والمؤسسة.. كما أنها لا تقدم أموالا لتغطية تكاليف أنشطة لم يجري تنفيذها ضمن مشاريع الإغاثة المخططة سلفا والمرصود لها الموازنات..
إن الأمر الغريب هو قيام أستاذ صحفي كبير-- كالأستاذ حافظ البرغوثي-- بتوجيه هذا النقد الجارح لمؤسسة مثل الإغاثة الزراعية.. وخصوصا وهو يتحدث عن موقع نضالي مرموق كموقع بلعين.. عملت الإغاثة الزراعية على تقديم ما يمكنها من خدمات له.. كونه مثلا رائعا في الصمود والتحدي للمحتلين.. ومدرسة في النضال في مواجهة جدار الفصل العنصري.. إن أستاذا بحجم وكفاءة حافظ البرغوثي من المؤكد انه يدرك جيدا إسهامات الإغاثة في الجهد الوطني المقاوم ضد الاحتلال.. وبكل بساطة يمكن تلمس تلك الجهود في عدد كبير من قرى الجدار في مناطق جنين وطولكرم وقلقيلية ورام الله وبيت لحم والخليل.. حيث تميز عمل الإغاثة الزراعية بملامسة الاحتياجات الحقيقية للسكان.. وعزز صمودهم بالأفعال لا بالأقوال.. كما ويدرك الأستاذ حافظ من خلال موقعه الصحفي وعلاقاته بكبار القيادات الوطنية الفلسطينية.. أن الإغاثة الزراعية مساهم كبير في عملية التنمية الريفية المستدامة.. عبر برامج توفير الأمن الغذائي التي ترصد لها الإغاثة الزراعية سنويا العديد من ملايين الدولارات.. والتي تستخدم في زيادة مساحة الأراضي الصالحة للزراعة وشق الطرق الزراعية والرابطة ( التي شكلت الرد على حواجز المحتلين ومحاولاتهم لخنق بلادنا ).. وفي حفر مئات آبار مياه الجمع سنويا في مئات التجمعات السكانية وفي إنشاء برك المياه الإسمنتية والمعدنية لخدمة المزارعين.. هذا إلى جانب إسهامها في مكافحة غول الفقر وآفة البطالة بتوفير فرص العمل لآلاف مؤلفة من العمال العاطلين عن العمل.
إننا نعتب جدا على الأستاذ حافظ البرغوثي-- وهو الكاتب الذي كتب الكثير من المقالات التي تميزت بجرأتها في نقد كل ما هو غير صحيح في بلادنا.. ولكنه هذه المرة أخطا وعلينا أن نقول له.. أن مقالك يمس بمؤسسة لها رصيد كبير عند مزارعي بلادنا.. وعند كل العاملين في حقل العمل الأهلي وكل المخلصين الشرفاء.. بل إننا نقول أن الدور الطبيعي لأستاذ كحافظ البرغوثي هو أن يكون سندا لجهود هذه المؤسسة الرائدة.. التي تعلن جهارا وليل نهار أن لها رسالة مجتمعية تسعى جاهدة لتحقيقها .. وهي الرسالة التي، يلتف حولها كل الشرفاء وكل المتنورين الديمقراطيين في المجتمع-- فالإغاثة الزراعية تعمل بجد واجتهاد وبشكل منظم لبناء مجتمع مدني ديمقراطي ،مجتمع الحريات والمساواة والعدالة الاجتماعية .. لتحارب الفساد والمحسوبية ، والعشائرية البغيضة والاستبداد والتخلف ، وقوى الظلام المعرقلة لتطور مجتمعنا.. وإن رسالتها ذات بعد وطني واجتماعي ، ولا يمكن لأحد أن ينسى الجهود المضنية والملموسة ، التي قدمتها الإغاثة الزراعية ، عبر تجمعات مزارعيها ونسائها وشبابها ، في مواجهة الاستيطان ومصادرة الأراضي والطرق الالتفافية ، وحاليا في مواجهة بناء سور العزل الاستيطاني العنصري .. وأنها قد حققت نجاحات كبيرة في تحريك الجماهير وتنظيمها، وتفعيل دورها في هذه القضايا، عبر لجان مقاومة الاستيطان ولجان مقاومة الجدار، وبالتعاون مع كل الحريصين على المصلحة الوطنية -- من مؤسسات حكومية وأهلية وقوى سياسية وفعاليات شعبية..
فلمصلحة من الهجوم على الإغاثة الزراعية وكيل الاتهامات لها ؟؟؟ إن الجماهير التي تتلمس كل يوم، وفي كل زمان ومكان، إسهامات الإغاثة الزراعية وجهدها في تنمية مواردها المادية، باستصلاح الأراضي وحفر الآبار، وشق الطرق الزراعية وبناء الجدران الاستنادية، وجهدها في مواجهة البطالة والفقر …. تستغرب أن يأتي الهجوم من أشخاص وأساتذة كحافظ البرغوثي.. فالإغاثة الزراعية التي تتهم بإهمال احتياجات الجماهير والتعالي عليها والتنكر لمطالبها.. هي نفسها التي تلاحق من قبل كل المجالس القروية والتجمعات والفعاليات، لتطالبها باستهدافها بالخدمات التنموية، وبشملها ضمن خططها السنوية.. لماذا يحصل هذا..؟؟ في الوقت الذي حصلت الإغاثة الزراعية على مصداقية كبيرة من قبل الجماهير، إلى جانب أن عملها منظم بما لا يقارن بأحد من العاملين في نفس الحقل.. وتعتبر أساليبها في العمل أيضا متقدمة على أساليب الكثيرين..



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بد من إسماع رايس كلمة لا كبيرة
- الرفاق حائرون
- الشعب يتهم
- أشكال الاحتجاج الحالية ضد الاقتتال الداخلي لم تعد كافية
- سبل الخروج من المازق الفلسطيني
- مسيرة التنمية تتواصل رغم التحديات
- باي حال عدت يا عيد
- بدنا حل
- يا هيك النساء يا بلاش - حانونيات فلسطينيات
- المتمردون
- - شهداء وضحايا
- الانروا تكافح الارهاب الفلسطيني..!!
- من حق المضربين رفض توجيهات الرئيس
- الاضراب ليس كفرا ولا خيانة
- بين حانا ومانا
- لا مقاومة ولا مساومة
- ولى زمن الاوغاد
- إنها شيطانة.. فارجموها
- آن الأوان ليقوم الفلسطينيون مجتمعون بإعلان حل السلطة وتحميل ...
- فتح وحماس.. دمع على الحكومة ولعاب على المنظمة


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - ليسمح لنا الاستاذ حافظ البرغوثي