صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8573 - 2025 / 12 / 31 - 20:53
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
وهكذا رٌفعت الرقية او التعويذة وكسرت الحواجز، والدستور الديني اٌلقي جانبا، هو ذا حدث وحديث الجماهير في إيران، انهم يدقون المسمار تلو الاخر في نعش نظام الجمهورية الإسلامية، فلا طوطم مقدس بقي واقفا، صامدا امام الزخم الجماهيري الثائر، ولا تابوهات الإسلاميين صمدت، فقد هشمتها مطرقة هتافات المحتجين وحماسهم.
بؤس الواقع المعيشي، والحياة البوليسية، والقمع والفساد والرشوة والافق المظلم، وتقييد الحريات المدنية، هذه هي أبرز معالم الحياة في إيران، وامام واقع كهذا فأن المشاكل تتراكم كلما طال عمر النظام وبقي مصمما على سياساته، هذا التراكم حتما سيصل-في لحظة ما- الى مرحلة الانفجار، وها نحن نرى بوادر انفجار بركان، ستتطاير حممه الى دول عديدة، أنظمتها مشابهة الى حد ما للنظام في إيران.
الحركة الاحتجاجية في إيران اليوم هي ليست الأولى، صحيح انها تخمد في بعض الأحيان، لكن جذوتها تتقد بين الحين والآخر، بسبب ان الأوضاع هي هي، فالنظام يعيش ازمة اقتصادية خانقة، انعكست بشكل كبير على الأوضاع المعيشية للناس.
الحركة الاحتجاجية العارمة في إيران اليوم هي نتيجة تراكمات أربعة عقود مريرة، فجماهير إيران عاشت مع هذا النظام اسوا فتراتها التاريخية؛ حروب وحصارات وتصدير ثورة وقمع؛ نظام بوليسي تام، نموذج حكم ديني مقيت، وقد انتشر هذا النموذج في بلدان عديدة في المنطقة، قد يكون النظام في العراق الذي شكله الامريكان هو "التوأم السيامي" للنظام الإيراني.
قد لا تحقق الحركة الاحتجاجية أهدافها، فالنظام قمعي وقاس جدا، لكنها بالتأكيد ستحدث هزة عنيفة بأركان هذا النظام، وبالفعل فقد اهتزت صورته وتخلخل وضعه، هو الان في حالة تراجع، فعندما يطلب الرئيس ذاته "التحاور" مع المحتجين، فهذا يعني ان أوضاعه ليست بتلك القوة.
هل سيفعلونها شبيبة وكادحي وعمال إيران ويحفرون قبر الإسلام السياسي؟ هل ستنتهي تلك الحقبة المريرة التي عاشتها إيران منذ 1979؟ هل سيكون العام 2026 عاما خاليا من قوى الإسلام السياسي والقومي في إيران والعراق والمنطقة؟ لا أحد يعلم ذلك، لكن كل الاماني بالخلاص من هذه القوى العفنة؛ والأمنية الاعمق هي الخلاص من النظام الرأسمالي المتعفن، الذي يصنع تلك الأنظمة ويعتاش على خراب البلدان.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟