أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - مشعل التمو :الشعلة التي لا تنطفئ؟














المزيد.....

مشعل التمو :الشعلة التي لا تنطفئ؟


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8571 - 2025 / 12 / 29 - 02:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في المشهد السياسي السوري المعقّد، حيث تتقاطع الولاءات وتتصارع الأيديولوجيات، يبرزاسم مشعل التمو كرمز للوطنية الحقّة ، والإيمان بمبادئ العدالة والحرية والمساواة . فقد كان التمو مشروعاً فكرياً وثقافياً متكاملاً، وشعلة حاولت أن تُضيء درباً كردياً غامضاً ، جمع بين الانتماء الكردي الأصيل والهوية السورية الجامعة. فقد رفض على طول الخط أن تُختزل قضيته في مطالب يومية ضيقة، وآمن أن حل القضية الكردية في سوريا هي البوابة الحقيقية للديمقراطية .
انطلق مشعل التمو في مسيرته السياسية من حزب الاتحاد الشعبي الكردي، حاملاً رؤية متجدّدة . لكن تأسيسه لـ "تيار المستقبل الكردي" في عام 2005 كان نقطة تحوّل بارزة . حيث لم يكن حزباً تقليدياً بالمعنى الكلاسيكي ، بل حركة ثقافية ، سياسية ليبرالية ترفض التبعية وتُؤمن بالتنوير. لقد قامت فلسفته على ركيزتين أساسيتين: أولاهما، الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الكردي المشروعة وهوّيته المميزة ، وثانيهما ، الإيمان العميق بأن الكرد "جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري"، وأن مستقبلهم لا ينفصل عن مستقبل سوريا دولةً تعددية ديمقراطيةً. فقد رأى أن المعركة الحقيقية مع الاستبداد هي معركة كل السوريين من أجل عقد اجتماعي جديد، يحفظ الحقوق والكرامة في إطار المساواة والمواطنة الكاملة.
دفع التمو ثمناً باهظاً لإيمانه هذا. ففي آب 2008، اعتقلته المخابرات الجوية السورية، وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة "إضعاف الشعور القومي"، في إشارة واضحة إلى رفض النظام لأي حديث عن التنوّع أو الحقوق الجماعية ، وفي سنوات السجن بقي صامداً في مواقفه ، وأُفرج عنه في حزيران 2011، في ذروة الاحتجاجات الشعبية، كجزء من محاولات النظام البائد لامتصاص الغضب في المناطق الكردية. لكن التمو لدى خروجه ، أعلن عن تأييده المطلق للثورة السورية السلمية، ودعا الكرد إلى المشاركة الفاعلة فيها، كشركاء في تقرير المصير .
في 7 تشرين الأول 2011، اقتحم مسلحون منزله في مدينة القامشلي، وأطلقوا النار عليه بدم بارد، ليستشهد على الفور، مُصيبين في الهجوم ابنه مارسيل والرفيقة زاهدة رشكيلو. في محاولة أخيرة "لوأد الثورة في المناطق الكردية"، وإرسال رسالة ترهيبية لمن يجرؤ على الجمع بين المطالب الكردية العادلة والثورة السورية العظيمة . لكن النتائج جاءت عكس ما توقعه النظام فاستشهاده أشعل احتجاجات حاشدة عمت القامشلي وعامودا ومدناً كردية أخرى، وتحوّلت شعاراتها إلى الإصرار والغضب، والمطالبة الصريحة بإسقاط النظام السوري، وتأكيدهم حول وحدة المصير.
لقد جاء البيان الذي أصدره أبناؤه الان لتوضيح ظروف الجريمة – حيث أشاروا - كما يبدو -بناءً على أدلة بحوزتهم إلى أن عملية الاغتيال نفذتها "فرقة اغتيال مختصة قادمة من دمشق ومكلفة من قبل بشار الأسد شخصياً" – والدفاع عن جوهر إرث مشعل التمو الفكري والسياسي، وحمايته من أي أذى أو محاولة التوظيف أو التشويه أو الاختطاف لأجندات ضيقة، داخلية كانت أم خارجية ، وهو ما ظهر في حرصهم على التأكيد على أن فكر والدهم يرفض أي شكل من أشكال التبعية أو الاستغلال، لأنه كان يسعى لتحرير الكرد والسوريين معاً .
سقط مشعل التمو وهو يدافع عن سوريا لكل السوريين ،وتجسّد فيه نموذج القائد الحقيقي الذي يرى في هويته الكردية ثراءً للوطن، وفي نضاله من أجل حقوق شعبه مدخلاً لإطلاق حريات الجميع. حيث آمن بأن حرية الكرد لا تكتمل إلا بحرية العرب والسريان والتركمان وجميع مكونات سوريا، وأن كرامة الإنسان السوري واحدة لا تتجزأ.
اليوم، تبقى شعلة مشعل التمو متقدة، في طريق سوريا الحرية والديمقراطية والسلام ، عبر الاعتراف بالتعددية واللامركزية وبناء دولة القانون والمواطنة المتساوية التي تحفظ الحقوق والهويات في ظل وحدة وطنية حقيقية، قائمة على الاختيار الحر ، وهو الإرث الذي يحاول أن يجسّده تيار مستقبل كردستان سوريا ومناصروه، ويشكّل التحدّي الحقيقي أمام كل من يحلم بسوريا جديدة، لكل ابنائها .؟



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: بين كسرالنمط الكولونيالي اوإعادة إنتاج التبعية؟
- عن الهوية السورية
- من دهوك ..هل يعيد الكرد في سوريا هندسة مشهدهم السياسي؟
- الكرد كأمة -لا تاريخية-: قراءة فلسفية وتاريخية في الإشكاليات ...
- تحدّيات الخطاب الكردي في سوريا ، بين الشعاراتية والواقعية..؟
- الكرد: إشكاليّة الهويّة والاعتراف في المشرق العربي
- النقد العادل والإصلاح الممكن :دفاع عن العمل السياسي الكردي
- الكونفراس الكردي : بين الوفد المشترك ودور ENKS
- ثمانِ سنوات على الاستفتاء: إرادة شعبية وإصرار على المشروع ال ...
- هل افل نجم المجلس الوطني الكردي؟ قراءة في خطاب التجييش
- الكرد في سوريا بين جغرافيا التاريخ وصراع الديموغرافيا
- اعادة تعريف الدور الكردي في سوريا ما بعد الاسد
- هندسة التموضع الكردي في سوريا الجديدة
- المقامة الكردية -في عبودية القطيع ..!
- الكرد ما بعد الأسد :من التهميش الى الشراكة في صناعة المستقبل
- ورقة سياسية : من أجل إحداث تغيير بنيوي في منهجية العمل السيا ...
- الكرد في سوريا :بين الولاء الوطني والانتماء القومي؟
- الأزمة الكردية في سوريا: بين التعقيدات البنيوية ، والحلول ال ...
- سوريا: خارطة عبور نحو الاستقرار والدولة .
- في اعادة التفكير بالدولة السورية ؟


المزيد.....




- ما حقيقة التصريحات المنسوبة للرئيس السوري بشأن أحداث اللاذقي ...
- مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات خلال احتجاجات للعلويين في ال ...
- غارات روسية تودي بحياة شخص وتُصيب خمسة آخرين في أوكرانيا
- ترامب يكشف عن -تقدم كبير- في المحادثات مع زيلينسكي حول خطة س ...
- تنسيق أم تصعيد.. هل تفتح زيارة نتنياهو لأميركا الباب لحرب إق ...
- منع إدخال المساعدات الإنسانية يفاقم الأزمة في قطاع غزة
- مدونون ينتقدون حرية التنقل الممنوحة لبنيامين نتنياهو
- رغم مذكرة التوقيف.. طائرة نتنياهو تعبر أجواء 3 أطراف بالجنائ ...
- -الشعاع الحديدي-.. إسرائيل تعزز ترسانتها الدفاعية بمنظومة لي ...
- عاجل| ترامب: حققنا تقدما كبيرا من أجل إنهاء الحرب بأوكرانيا ...


المزيد.....

- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - مشعل التمو :الشعلة التي لا تنطفئ؟