كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8571 - 2025 / 12 / 29 - 00:26
المحور:
كتابات ساخرة
عرضت قناة (الحدث) لقاءً متلفزا للدكتور سامي نادر مدير مركز المشرق للدراسات الإستراتيجية، تناول فيه الحلول العبقرية اللازمة لمنع الاعتداءات الصهيونية على جنوب لبنان. قال: (لابد من تجريد المقاومة من أسلحتها الثقيلة والمتوسطة حتى لا نمنح الجيش الاسرائيل أي عذر). .
يطرح النادر نظريته التجريدية بهذه السذاجة وهو يرى الاعتداءات اليومية المتواصلة ضد الجنوب السوري. ويعلم ان الجيش السوري لا حول له الآن ولا قوة، ولا يحمل السلاح، بل لا وجود للجيش بصورته النظامية المعروفة، ويعلم النادر ايضاً ان الجولاني تنازل لهم عن الجولان، ولم يعترض على توغل دباباتهم في ريف دمشق. وذهب بنفسه إلى البيت الأبيض ليؤدي طقوس الولاء والانتماء والطاعة، ثم تنازل لهم عن هضبة الجولان وحذفها من الخارطة. ومع ذلك ظلت طائراتهم تواصل غاراتها وتقصف العمق السوري على الرغم من علمهم المسبق ان الشام كلها صارت منزوعة السلاح. .
يترأس النادر الآن المركز العربي الأكبر في المشرق لكنه غير قادر على حصر تفكيره لإدراك القوى الشريرة المتربصة بنا، والتي ماانفكت تهددنا وتقصفنا وتسعى لتمديد رقعتها من النيل إلى الفرات. فكان الله في عون الأمة التي يحسب فيها هذا المتخلف من فئة المفكرين الاستراتيجيين. وكل ما تمخضت عنه دراساته الآن هو تجريد شعوب المنطقة من أسلحتهم الدفاعية، وتقطيع اذرعهم وتكسير أجنحتهم وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية للعيش بسلام في مواجهة كيان عدواني مستهتر. .
السؤال الذي ينبغي ان يوجهه النادر لنفسه: هل الصهاينة يريدون السلام ؟. وهل يريدون الخير للمنطقة ؟. ثم ينبغي ان يلتفت إلى صاحبهم الذي تنازل لهم عن كل ما يريدون وفتح لهم سوريا. ثم ان اسرائيل نفسها تبدي عدوانيتها بلا هوادة، ولا تحترم شعوب المنطقة، ولا تخشى الأنظمة العربية، بل انها تتحداها وتحتقرها، فكيف غابت هذه الحقائق عن المحلل (النادر) ؟. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟