صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 8570 - 2025 / 12 / 28 - 21:52
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
من مدونتي 27-12-2025
التقدم والابداع سوف يستمران . ولن يمكن لأحد ايقافهما
كل قفزة صناعية اعجازية فاجأت البشر , وأربكت البعض وافزعت البعض الآخر .واعتبرها بعض ثالث أنها دليل علي قرب نهاية الحياة - قيام يوم القيامة - .. ولكن في النهاية صارت شيئاً لا يستغني عنه أحد !
منذ سنوات قليلة . قبل الإعلان عن ظهور الذكاء الاصطناعي . وبدء انتشار الروبوت - الآلات والمعدات الذاتية القيادة . وبدء تشغيلها بالفعل - . حدث فزع , لأن الروبوت سيجعل ملايين من كل التخصصات وفي كل العالم , يفقدون وظائفهم . بحلول الآلة محلهم من قبل ظهور الذكاء الاصطناعي حينها نشرت مقال أرحب به بهذا العصر الجديد السعيد واطمئن الخائفين :
وداعاً بروليتاريا , مرحباً آلة-تاريا .
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=791307
قلت فيه ان دخول عصر الروبوت سيكون في صالح الانسان عموماً , وكل ما في الامر سوف تأخذ الحياة شكلاً جديداً ...
والآن . اليوم . بعدما جاءنا الذكاء الاصطناعي. وبين لنا كيف سيتم الاستغناء عن معامل التحاليل . وعن الكثير من الأطباء . بل والصحفيين , ومؤلفي الكُتب والمقالات . و سيقوم بأعمالهم : الذكاء الاصطناعي - وبالفعل صدرت صحيفة محررة بالكامل بالذكاء الاصطناعي . بلا صحفيين محررين ولا مراسلين و و و الخ .
أقول : إن الذكاء الاصطناعي الذي أذهل الجميع . كانت له مقدمات ومراحل . أغلبنا لم ينتبه لها , وما حدث كان قفزة أعلى من غالبية التوقعات , او لم نتوقع حدوث ما هو أكبر من المقدمات الكثيرة السابقة . ومن تلك المقدمات و المراحل : كانت الباصات - الاتوبيسات - لها سائق ومحصل ( جابي ) .. فدخلت الآلة لتلغي وظيفة المحصل , تتسلم هي النقود , وتخرج بطاقة صغيرة . أو تمرر الأبونيه عليها فتصدر صوتا بقبوله او صوتا مختلفاً لرفضه .
ذلك يعتبر ذكاء اصطناعي مبكر - مرحلة ابتدائية او تقديمية , تمهيدية ..من مراحل نشؤ الذكاء الاصطناعي
ثم منذ حوالي 3 سنوات فقط . ظهر ميني باص - وباصات . في عدة دول - منها كندا / مونتريال - . تسير بقيادة ذاتية . استغنت عن السائق كما تم الاستغناء من قبل عن المحصل ( الجابي ) ..تلك كانت مقدمات ومراحل سبقت ظهور الذكاء الاصطناعي ..
وهي ذكاء اصطناعي مبكر - درجة من درجات نشوئه وارتقائه
كنا نحمل معنا بلوك نوت وقلم , ونضع بمعاصمنا ساعة نعرف بها الوقت . ونستعين بنشرة الأخبار في التليفزيون - كل صباح - لنعرف منها حالة الطقس . ونشتري قاموس إلكتروني للترجمة من أية لغة . ويترجم كلمة بكلمة .ونحمل معنا كامير - كهواية - للتصوير او للرحلات العائلية - أو رحلات الصداقة . ثم نحمض الفيلم عند الاستديو ..
الآن في جهاز بحجم الكف . اسمه الموبايل : اضيفت اليه كل تلك الخدمات - إلكترونيا... -
فيه بلوك نوت , و كيبورد للكتابة بديل للقلم , وآلة حاسبة . وكاميرا للتصوير , وساعة تبين الوقت . نشرة أخبار تبين حالة الطقس لمدة أسبوع كامل !!هذا ذكاء اصطناعي ..
شيء بديهي .. انها بدايات له , مراحل سابقة , وجاء الذكاء الاصطناعي الحالي - محل الخلاف عليه الآن - تتويجا لما سبق ..
وقد ياتي مستقبلا - قريبا - ما هو اكثر تقدما من الذكاء الاصطناعي - تطوير او تحسين له .. فكل ابتكار مدهش جديد وعبر الأجيال والاحقاب الزمنية الماضية منذ 200 سنة وأكثر , كان الناس يعتبرون كل جديد ( طوال المائتي سنة الماضية ) - قمة ونهاية ما يمكن للإنسان الوصول اليه من العلم والاختراع والابتكار .. ولكن الأبحاث لم تتوقف , والعلم والتطويرات والابداعات تتوالى .. لا تتوقف بل هي مستمرة ..
الاختراع ليس في كل الحالات هو ابن الحاجة
بل قد يكون ابن المصادفة ..
والعقلية المبدعة هي من تلقاء نفسها تخلق وتطور وتتصور وتطبق ما تتصوره في خيالها , ليست في كل الحالات لها هدف موجه لصالح نظرية ما من النظريات - لا الراسمالية ولا الشيوعية ولا لصالح عقيدة ما ورائية
الذكاء الاصطناعي شأنه شأن كل شيء وشأن كل الآلات والأدوات والمخترعات , يمكن استخدامها في الشر كما هي المقصود بها الخير ..الانترنت ككل - الوعاء الحاوي للذكاء الاصطناعي وغير الاصطناعي - كثيرا ما يُستخدم في الشر . وتوجد جرائم اسمها : جرائم الانترنت . ولكن لا أحد يمكنه الاستغناء عنه ولا حتي من تضرروا بالفعل من جرائم ومنغصات الانترنت.. !
(( أحد سجناء جماعة الاخوان المسلمين - سجن مزرعة طرة العمومي بالقاهرة - عام 2003 - فوجئت به قد صمم لوحة فنية من حشائش خضراء وجافة . أخذها من شريط من الزرع الموجود امام كل السجناء , وبعضنا قد يدوس فوقه بقدميه . هو وضعها فوق مسطح من الكرتون المقوى . فإذا بها لوحة فنية ابداعية - لا علاقة لها بالنبي ولا بالله , ولا بالحجاب أو النقاب ولا بالصلاة ولا بالسواك !
- لأنه ذاك الشخص: فنان وحسب , رغم كونه احد سجناء جماعة دينية هي أم الجماعات الارهابية ))
لكن اصحاب النظريات والايدلوجيات- ممن لديهم حساسية زائدة , كلُ طرفِ تجاه الطرف الآخر .. قد يعتقدون ان كل اختراع أو ابتكار وابداع جديد ما هو إلا تفكير ينسبه الشيوعيون للرأسمالية والرأسماليين . أو ينسبه الرأسماليون للماركسية و الشيوعيين ..
ربما .. احتمال أن يكون فكر سياسي اقتصادي معين يقف وراء هدف المخترع لاختراعه .. لكن ليس بالحتم ولا بالضرورة ..
و الحقيقة - في رأينا - :
العقلية المبدعة , تفرز ابداعاتها بشكل تلقائي - في الغالب - كما يفرز النحل الشهد . و كما حيوان اللؤلؤ يفرز جواهره .. وكما ينفث دود القز : الحرير ..
-----هواجس سياسية : أعراض الحساسية الزائدة ضد الرأسمالية . و أعراض الحساسية الزائدة ضد الماركسية .. نفس الشيء . فوبيا واحدة ! .
عام 1981 طبعت مسرحيتي " نوادر بوكاسا " من ضمن ما قلته فيها . انه مستقبلا سيتمكن الانسان من التوصل للتحكم في عملية الخلق , وستتغير طبيعة الانسان للأفضل . ( خلق انسان سوبر . أو أقرب للسوبر )
ممن قرأوا المسرحية .وقتذاك , أحد الشيوعيين المصريين القدامي - لعله الراحل الدكتور فخري لبيب - حسبما أتذكر - فغضب وقال بخوف : سوف يصنعوا عبيداً " !
يقصد الرأسماليين باعتبار الراسمالية العالمية هي من نشرت وتوسعت في جلب وتجارة العبيد . من أفريقيا - للسخرة ..
ونسي ان الرأسمالية نفسها - الرأسماليون المتحضرون - هي التي أنهت الرق , ألغت تجارة العبيد (ابراهام لينكولن ) - رغم أنوف أديان .لا تحرمها ولا تجرمها . وبعضها كان سببا في نشرها : بالغزو والاسر والسبي .. !
--
وكما كُل الاختراعات , الذكاء الاصطناعي , صدر منه أنواع متفاوتة من حيث القدرات والدقة , ومنها ما هو - أحياناً - علي قدر من الادلجة . فتجده يعطيك تقريرا كما رجال السلك الدبلوماسي في تعبيراتهم التي تحتمل أكثر من معنى وتقبل التأويلات .
وبعضها يتكلم كما الناقد الحصيف الدقيق الأمين ..
( كل ذاك من الطبيعي ان نجده - كما نجده في اي موديل من موديلات الآلات والماكينات والبشر . وكل الكائنات الحَيّة والجَماديّة )
علاقتي - التجريبية - بالذكاء الاصطناعي , جاءت متاخرة . والذي جربه نيابة عني - بعض الأحبة .. بسؤاله عني , وعن بعض كتاباتي البسيطة .
ووجدته شيئا أكثر من مدهش .. أن يقوم الذكاء الاصطناعي " جيميني " بتلخيص كتاب هام لي " مستقبلك مع الجيناتك " ج 1 .. تلخيصاً أُقر وأعترف, بأنني ما كنت لألخصه بتلك الروعة ..
وعادة المدة التي يحتاجها الذكاء الاصطناعي - بنوعيه الشهيرين - للرد علي السؤال ولو بتلخيص كتاب كامل : لا تزيد عما هو أقل من ربع دقيقة (ربع دقيقة ! بضع ثواني ) !!
كان لديَ مقال - تحت الإعداد للنشر - عناصره كاملة ولكنها مرصوصة وراء بعضها بعشوائية قد يحتاج مني - في سني الحالي وحالتي الصحية - لاسبوع وربما لاسبوعين , وربما أشعر بالضجر من الخوض في عشوائية وضع عناصره , فاتركه .. !
عرضت تنسيقه وإعداده للنشر علي الذكاء الاصطناعي " جيميني " فأدي المهمة في مدة 3 ثوانٍ !!
وكنت راضيا عن الصورة التي أخرج بها المقال بنسبة 80% - وهي نسبة ممتازة جداً .
إنها نِعمة ..
-----
سوف تتغير الحياة تماما في زمن الذكاء الاصطناعي , لصالح الإنسان عموما - حسب تقديري وتصوراتي / قد أنشُر مقالا آخر بتفصيل ذلك - وربما أكون قد ذكرت تصوري للتغيير المنتظر - لصالح الإنسان - عندما كتبت من قبل : مُرحِباً " بالآلة-تاريا " , و مودعاً عصر البروليتاريا .. منذ 8 سنوات / عام 2017 :
- وداعاً بروليتاريا . مرحباً : آله-تاريا ,, مقال من جزءين ..
لينك ج 1 :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=555426
لينك ج 2 :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=791307
---------
سيكون عصر الآلة والدرونات المدنية , وعصر الذكاء الاصطناعي , في صميم صالح الانسان :
إلا لو أساءت جهة ما , غير رسمية أو رسمية , وسَخّروه , أو تركوه يسير في اتجاه غير الصالح ..
و هذا لن يوقف مركبات او سواعد الخير.
--
ولنضرب مثلاً يوضح كيف ان احدث الاختراعات وأعجبها في زمن صدورها .. لم تفسد حياة الناس كما تصور العموم ..
فإننا لن نتكلم عن اختراع الطائرة . او القطار , أو السيارة .. بل أحدثكم عما هو أبسط من الثلاثة .. ألا وهو اختراع البسكليتة - الدراجة الهوائية - التي لا تزال موجودة ومطلوبة حتي الآن .. !
( قد أنشر مقالاً . فيما بعد , بعنوان " الذكاء الاصطناعي والبسكلتة ")
--
ماذا لو ان الذكاء الاصطناعي قال لنا الحقيقة بصراحة بنسبة مائة بالمائة ؟؟
ان اجاباته قد لا تخلو من قدر من الدبلوماسية .. والحرص علي عدم مجافاة طرف أو آخر ..
وذات مرة شعرت بأنه يتدلل ! عندما طلب مني لينك أو نص , ليعطيني رأيه في أحد كتاباتي السابقة !!
واحيانا يبدو كما لو كان له اتجاه يميني - أو يساري ,, عقائدي شبه منحاز .غير محايد ! . وفي احيانٍ أخري
يبدو علمانيا عقلانيا - من الدرجة الأولى ..!
لدرجة انني قلت له - شات جي بي تي - ذات مرة . بما يشبه المداعبة : يبدو ان الادمن اليوم : سلفي , أخواني , داعشي - غير محايد .. ! ( و لم أكن مبالغاً )
فرد يشكرني علي صراحتي .. وحافظ علي حبل التواصل بيننا .. وصرنا الآن أصدقاء
فكما قلت منذ 8 سنوات :
مرحبا آلة-تاريا ..أقول اليوم :
مرحبا بالذكاء الاصطناعي .
-------
من مدونتي :
https://salah48freedom.blogspot.com/2025/12/blog-post_28.html
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟