أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - عمار علي حسن.. مثقف المسافة الحرجة














المزيد.....

عمار علي حسن.. مثقف المسافة الحرجة


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 22:16
المحور: الادب والفن
    


هل تعرف الأديب والمفكر السياسي عمار علي حسن؟
- نعم أعرف الدكتور عمّار علي حسن معرفةً فكرية دقيقة، لا معرفة بطاقة تعريف. أعرفه باعتباره حالة معرفية مركّبة: كاتبًا، وباحثًا في علم الاجتماع السياسي، ومحللًا عميقًا لبنية السلطة والخيال والوعي الجمعي في مصر والعالم العربي.
ليس “مثقفًا عامًا” بالمعنى الاستهلاكي، بل عقلًا يعمل خارج منطق السوق الثقافي… ويدفع ثمن ذلك بوعي كامل.

ليس كل من كتب عن السلطة اقترب منها..وليس كل من اقترب منها نجا. الدكتور عمّار علي حسن كتب عنها من الداخل، دون أن يوقّع عقد إذعان معها. في المشهد الثقافي المصري، حيث تختلط المعرفة بالضجيج، ويُقاس المثقف بعدد الظهور لا بعمق الرؤية، يظهر اسم الدكتور عمّار علي حسن كاستثناءٍ لا يُسوَّق جيدًا… لكنه يبقى.

ولد عمّار علي حسن في قلب الريف المصري، وهذا ليس تفصيلًا جغرافيًا، بل ميزة تنافسية معرفية. فالريف عنده ليس خلفية رومانسية، بل مختبرًا اجتماعيًا لفهم السلطة، والدين، والخرافة، والحلم، والقهر الصامت.

هو باحث في علم الاجتماع السياسي، لكن أبحاثه لا تعيش في الأدراج الأكاديمية. إنها تنزل إلى الشارع، تختلط بالناس، وتعود مُحمّلة بأسئلة خطرة.

كتب عمّار عن الدولة، لكن دون أن يحوّلها إلى صنم. وكتب عن الدين، لكن دون أن يستثمر في الإثارة. وكتب عن الخيال الشعبي، بوصفه أصلًا غير ملموس… لكن بالغ التأثير. في عالم الأعمال يسمّون هذا:
High-Impact Intellectual Capital رأس مال فكري عالي التأثير… قليل التداول، عميق العائد، ومكلف سياسيًا أيضا.

عمّار علي حسن لم يكن يومًا مثقف السلطة، ولا مثقف المعارضة الجاهزة. كان — ولا يزال — مثقف المسافة الحرجة. يقف بعيدًا بما يكفي ليرى، وقريبًا بما يكفي ليتألم. في كتاباته السردية — القصة والرواية — لا يهرب من البحث، بل يُهرّب البحث إلى الأدب. الشخصيات عنده ليست شخصيات، بل نماذج تفسيرية: الفلاح، الولي، المهمّش، الحاكم الصغير، والخائف الذي يتقن الصمت.

بعد 2011، حين ارتبك كثير من المثقفين، وسقط آخرون في فخ الاصطفاف، اختار عمّار طريقًا أعلى تكلفة: التحليل البارد في زمن الحماسة الساخنة. قال ما لا يُحب سماعه أحد: إن الثورة بلا وعي اجتماعي مشروع طاقة مهدورة. وإن الخيال الشعبي قد يكون أداة تحرر… أو أداة استبداد متنكرة. لم يكن هذا خطابًا شعبويًا، ولم يكن استثمارًا في اللحظة. كان رهانًا طويل الأجل على العقل.


عمّار علي حسن نموذج لمثقف لا يصلح للترند، ولا يطلب تصفيقًا، ولا يدخل مزادات المواقف. مثقف يؤمن أن الكتابة ليست عرضًا، بل مسؤولية تشغيلية تجاه المجتمع. في زمن السرعة، هو بطيء… وفي زمن الصراخ، هو منخفض الصوت… لكن أفكاره تبقى، لأنها كُتبت لا لتُستهلك، بل لتعمل.

الدكتور عمّار علي حسن ليس اسمًا في تاريخ الفكر المصري فقط، بل مؤشرًا تحذيريًا: أن المعرفة التي لا تُهادن قد تُهمَّش… لكنها لا تموت.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -وليد سيف- في كتابه -في طريق النقد.. سكة اللي يروح- يمشي بين ...
- هندسة الخوف: كيف تصنع السلطةُ النفسَ في رواية -للقطط نصيب مع ...
- دين الحمقى وضرورة الوهم.. تحت سقف النقد
- ملحمة المطاريد.. تفكيك البنية العميقة للثأر والسلطة
- كتاب مصريون: الكتاب الأول.. شبح يجيد المطاردة
- د. محمد خير الوزير يكتب كيف تصنع شعبًا جاهلًا.[2]
- مقولات طارق سعيد أحمد
- توحه سوسو سارة
- طارق سعيد أحمد يحاور السيناريست الكبير دكتور وليد سيف
- حوار علجية عيش مع الشاعر والإعلامي المصري طارق سعيد أحمد
- كيف تصنع شعبًا جاهلًا.[1]
- طارق سعيد أحمد يحاور الأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد
- ترتيب منطقي.. أو هكذا يبدو لي
- طارق سعيد أحمد يحاور السيناريت الكبير ناصر عبد الرحمن
- طارق سعيد أحمد يحاور السيناريست الكبير مجدي صابر
- إنْسَانٌ
- -تقيل- قصيدة للشاعر طارق سعيد أحمد
- كلاكيت أول مرة.. -أشرف ضمر- روائيًا في -سيما ألف ليلة-
- -آيس هارت فى العالم الآخر- رواية تراهن على المجاز الشعري
- طارق سعيد أحمد يحاور د.شهرت محمود أمين العالم


المزيد.....




- -الست-.. فيلم يقترب من أم كلثوم ويتردد في فهمها
- 5-نصوص هايكو :بقلم الشاعر محمد عقدة.دمنهور.مصر.
- الشاعر تامر أنور ضيف منصة نادى ادب قصرثقافة دمنهور ومناقشة آ ...
- بعد التوبة.. حاكم ولاية تينيسي يصدر عفوًا عن نجم موسيقى الري ...
- أفغانستان تودع ثالث سينما تاريخية بعد إزالتها من قبل طالبان. ...
- الممثلة الأممية: عدم الثقة بين مجلسي النواب والأعلى للدولة ي ...
- نقطةُ ضوءٍ من التماعات بدر شاكر السيَّاب
- ماذا قال تركي آل الشيخ عن فيلم -الست-؟
- مدينة مالمو تستضيف الفنان السوداني محمد برجاس كـَ ”فنان مُحت ...
- مسابقة -يوروفيجن- تواجه الانهيار بسبب مشاركة إسرائيل


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - عمار علي حسن.. مثقف المسافة الحرجة