وزير يطلب مقابلة جواد سليم

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 08:37
المحور: كتابات ساخرة
    

حتى ابسط الناس في بغداد وفي عموم مدن العراق يعرفون من هو (جواد سليم)، ويعلمون انه الفنان الذي صاغ جدارية نصب الحرية، ذلك النصب الذي اكتمل عام 1961 بطول 50 متراً وارتفاع 15 متراً، ويعلمون انه انتقل إلى رحمة الله في العام نفسه على اثر إصابته بنوبة قلبية مباغتة. لكن وزير الثقافة في العراق كتب هامشا استدعى فيه الفنان جواد سليم للمثول بين يديه لمناقشة الأضرار التي تعرض لها هذا النصب التذكاري. من دون ان يعلم الوزير ان الفنان (جواد) من مواليد 1919 ولو كان على قيد الحياة لكان عمره اكثر من 106 أعوام. .
وبالتالي فان معالي الوزير المعني بالثقافة لا يعرف شيئا عن رموز العلوم والفنون والآداب في بلاده، وليست لديه ادنى فكرة عن نصب الحرية، فلا تلومونه على استدعاء جواد سليم ومقابلته في ديوان الوزارة لمناقشة الأضرار والتصدعات. .
وفي العالم العربي الكثير من الشواهد التي تعكس ظاهرة فقدان الإحساس بالزمن، ففي الأعوام الماضية طالب احد اعضاء مجلس الامة الكويتي بمنع الشيخ جلال الدين الرومي من دخول الكويت، وطالب بسحب تأشيرة الدخول وعدم السماح له بإلقاء محاضراته في عموم العواصم الخليجية، وذلك بذريعة انتماء جلال الدين الرومي إلى حركة الإخوان المسلمين التي تأسست في مدينة الإسماعيلية بمصر عام 1918، من دون ان يعلم هذا الكويتي ان الرومي انتقل إلى رحمة الله قبل تأسيس الكويت بنحو سبعة قرون (كانت وفاته في قونية بتركيا عام 1273). .
لا تندهشوا أبدا من تصرفات هؤلاء، فعدم الإحساس بالزمن حالة مرضية تُعرف بالعمى الزمني (Time Blindness)، التي تتمثل بصعوبة إدراك الوقت، وتزداد سوءا بسبب الاكتئاب و اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
ولله في خلقه شؤون

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل