أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - الكلمات المبعثرة تغتال الأحلام بالحرية














المزيد.....

الكلمات المبعثرة تغتال الأحلام بالحرية


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 22:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الكلمات المبعثرة كالحب الذي لا يتقن التفكير ولا يملك ذاكرة تجد عزائها في صحراء الأفكار مجردة من كل حواسها وفاقدة لمعنى وجودها على خارطة الكون والحياة مهملة ملقية في مكب النسيان".

هل تحسن اختيار كلماتك أم تلتف حولها؟ صخب الصمت أعيانا والسنتنا تجمدت تتمرس وراء صف من أنياب وأسنان ناصعة البياض متأهبة لنهش وتمزيق كل كلمة تتحرك طالبة بالحرية، ما اصعب ان يصبح الإنسان عدواً لنفسه عدواً لذاته.
مجاعة كلمات، لقد صودرت جميع المفردات التي تنادي بالحرية الشخصية والجمعية من الأسواق الحوانيت باتت فارغة الشعب يتضور جوعاً يئن عقله وفكره وقلبه وجسده لإختفائها ، الدول القوية احتكرتها كما واستهلكتها حكومات وزعماء قبائل واحزاب ورؤساء أديان دول العالم الثالث وحرمت الشعوب منها، جوع يفوق التصور الحرمان يطوي الإنسان في بؤس حرية المعرفة والثقافة والتقنية. المهمة المستعجلة الأكثر الحاحاً للمترزقين وقبل فوات الأوان هي مطاردة الإنسان الناطق بالحقيقة الحر الشريف، ومصادرة الثقافة، إسكات والغاء العقول التي تبحث بين الكلمات عن معنى حياة كي تبنى جسراً حضارياً معرفياً بين الإنسان والمسقبل.
هل وصلت الأحلام بالحرية الى الجلوس في المقعد المواجه للكلمات الغائبة؟ لا إطمئن، الكلمات ليست حاضرة أمامك لتدقق في ملامحك، هل تتسكع كلماتك وراء العواصف الهزيلة؟ أم تظن نفسك في ماخور يتلذذ على اعناق المكبلين لكلماتك الثورية للحرية بأغلال القهر والعبودية؟ إذن انت لست الفجر الموعود انت ضرب من الجنون يهوى السقوط بين الكلمات المبتذلة التي لا يعرف لها جذور وهوية.
الكلمات تجري في كل اتجاه عن ماذا تبحث؟ الى أين تتجه؟ لا ادري... لماذا في كل ناحية تدور الكلمات بهدف أو بلا هدف؟ لا أدري... أحلام مليئة بحبر بألوان قوس قزح ولا تكتب لماذا؟ لا أدري... أهو تردد وممناعة عن الإعتراف وقول الحقيقة أم تجاهلها؟ لا أدري...لكنني أميز بين من فطم على الحرية وشب على السير بدربها ويدري بكل مفاصلها وانحنائات جسدها جيدا يدري ماذا يقول ويكتب ويجاهد من أجلها ليقبض على اسمها المقدس.
يرعبني يريعني كل من بعثر كلمات العيش المشترك وتركها تدور في دوامة مهب الريح، الأقليات من كل صنف ونوع وقومية وطائفة ودين وحزب باتت تئن تحت وطأة كلمات مبعثرة تصدر عن من يريد إن يحتكر الحياة لوحده. وحدة مساواة عدالة حرية...الخ كلمات جميلة إن طبقت وقبيحة إن اهملت تزداد قباحتها أن أغفلت ليحل مكانها موت ودماروهبوط مجتمعي وإندثار.
اعذروني إن قلت مصرحا بأمانة لقد مللنا وزهقنا من كثرة الكلام والمتكلمين، هل الجهل فيما نقول وباء تحصن وراء متاريس يقودها سفيه واحمق وعديم معرفة وخبيث ومحتال... الخ؟ لقد طفح الكيل توقفوا عن الثرثرة الفتاكة القاتلة والصمت البائس المضجر، من عرف واقعه بوضوح يشعل ثورة يضىء بها مصابيح نور تهدي كل أعمى بصيرة الى رؤية الحقيقة.
الكلمات المبعثرة لا تحقق أهدافها خاصة في أجواء الطقس القاسية تتجمد ولا تذوب لكنها تتكسر وتتحطم بمطرقة من قاوم وعاند كبرياؤها لتقذف وتنعف في كل زاوية على رؤوس من حاربها وطمسها ومنعها وحجرها في دواليب المصالح...غزارة الكلمات الجميلة ما لم تحقق اهدافها فلا قيمة لها.
الكلام متعة وخيبة واندهاش جميل ومؤلم، ما بين الصمت والكلام فجوة صغيرة يمكن ردمها متى دعت الحاجة ولكن ما بين القمع والكلام هوة سحيقة لا يمكن اجتيازها متى استدعت الضرورة والحاجة. في بعض الأحيان الصمت بريقه أقوى من الكلام، وفي معظم الأحيان القمع يحمل إما مقاومة أورضوخ أوموت زؤام .
الكلمات تبهرك وتقنعك لحظة ما، لكنها متى تسربلت بالغموض فإنك لا تدري ولا تعرف واجهتها ولا الى أين تقود ولا الدوافع المختبئة المخفية ورائها ، هل تسير في مجاري نقية نحو الحقول لتنتعش وتنمي الأشجار والأزهار والنباتات والإنسان، أم تسير في مجاري قذورات نحو البحر لتبدأ رحلة غامضة محفوفة بالمخاطر لمصير مجهول.
كل شعوب الأرض الحرة وبشكل خاص الغير مكبلة بأصفاد المحرمات تحتاج الى كلمات أنيقة لا لتهز مشاعرها فقط بل لتثير فيها حب التنوع المعرفي والثقافي والتقني والفكري، دونها بليدة تبقى تجتر الحضارة، ما لم تغيير افكارها تبقى في سجن من صنيعها في مخيالها تراه جنة وثراء وعزة لكنه في الحقيقته مهانة وعوز وأفلاس وتصحر نبت ونمى وكبر وتأصل في عقولها.
كلما طال انهمار الكلمات والوعود بعيداً عن الأمال والتوقعات لن يرى الإنسان فجراً مشرقاً بنورالحرية لا الشخصية ولا الجمعية لا محلياً ولا عالمياً ... مثلكم أنا ضججت من كثرة الكلمات والمتكلمين لكنني لن اسمح لذاتي ان تضيع في زحمتها، أدعوكم الى الإنعتاق من جبروتها من كابوسها الجاثم المتربع على عقولكم، بثبات أمسكوا بيداي لننطلق صوب الكلمات الحرة لنبني في الإنسان أحلام جميلة هيا ننطلق سويا بشموخ النسور الباسطة أجنحتها صوب السماء ونحطم كل الكلمات المبعثرة التي تغتال الحرية.



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالح تفتك بالإنسانية
- الحقيقة ليست جلد للذات
- نفتقر لصحوة إنسانية
- حطموا قيوداً تفرقكم
- مدرسة الحياة بعيون ثاقبة
- العرب تواقون للتغير ؟ !
- لا تفرط بعقلك لأحد
- للسلام إجنحي يا شعوب الأرض
- شطحة في فن السياسة
- انطقوا الحقيقة
- المحبة تهدم الكراهية
- التغيير للأفضل
- تعلمت من الحياة
- تردد النخب دول هشة
- أزمة حضارية
- هل ألإيمان رسالة ثورية؟
- مسرح الأمل بالحرية
- أزمات سلوكية
- الزنى بالكلمات
- الهوية والمعرفة


المزيد.....




- حزب الله يدين تدنيس المصحف ويفضح خطاب الكراهية الغربي
- غزة: مسيحيون يستعدون للاحتفال بعيد الميلاد
- 383 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى بحراسة الشرطة الإسرائيلية ...
- احتكار الجنة
- إصابة 10 من أفراد الشرطة واعتقال 4 في مواجهات بالقدس مع اليه ...
- شرطة بريطانيا تحذر من هتافات -عولمة الانتفاضة- وتلوح بالاعتق ...
- محافظة القدس تحذر من تداعيات قانون إسرائيلي جديد يجرم التدخل ...
- صحيفة إسرائيلية: خطبة مكة الأسبوعية تحرض على اليهود.. هل تصع ...
- دراسة أميركية: تصاعد ملحوظ في مظاهر التحيز ضد المسلمين واليه ...
- برونو روتايو.. الطامح لرئاسة فرنسا عبر محاربة تطبيق الشريعة ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - الكلمات المبعثرة تغتال الأحلام بالحرية