صليبا جبرا طويل
الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 14:16
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
" لا نعيش في لغز عالمي محير بل في غموض وتعامي مقصود يراد منه منع وتحريم وتجريم المكاشفة والمصارحة وإظهار نور الحقيقة والواقع حول كل ما يجري. لهدف عالمي بسيط هو "المصالح". التاريخ علمنا أن "الاقتصاد هو سياسة والسياسة هي اقتصاد" القوة العسكرية بتحالفها وتشابكها مع رأس المال تهبط شعوب وترتقي شعوب، أخذين بعين الإعتبار التفوق العلمي والتقني ودوره في إدارة المنافع في كل بقعة على وجه الأرض. لذلك نتساءل: الى أين نحن ماضون؟
لن اشير الى دولة بالتحديد، فقط اسألك عزيزي القارىء ان تتمعن في ما كتبت وتستوعب مقالتي بذهنية منفتحة كى تفهمها ويهضمها عقلك بعد ان تكون قد حللت بموضوعية - تعرف الموضوعية بالتزام الحقيقة في القول والقواعد العلمية في البحث، والتجرد من الرغبات والآراء الشخصية والميول المذهبية - ما جاء فيها، حاول أن تقارن ما فهمته من طروحات وتساؤلات مع تلك الني تتربع على عرش عقلك حتى لو كانت تتعارض في وصف الحقيقة ومغايرة لما تحمل من افكار. رجاء لا تتغنى ب "كنا سادة العالم" فقط حاول أن تسأل نفسك: " كيف ولماذا أصبحنا هكذا؟ لماذا نحن بعيدين عن التفوق العلمي والتقني والفكري؟ لماذا ماضينا جمد اندفاعنا للمستقبل؟". تدهورعالمنا وبتنا نبحث عن مكان لنا بين شعوب الأرض، هل نستجدي وجودنا أم نصنعه بعقولنا وأيدينا؟. نحتاج الى أفكارجريئة حديثة تلائم روح العصر الذي به نعيش دون ان تذوب في كل تفاصيله الخبيثة. إجتهد بكل ما أُتيت بقدرات فكرية وعلمية وبصدق وأمانة وبعقل منفتح كى تحدد بذاتك الحرة وبمنطق على أي أرض صلبة أو رخوة تقف شعوبنا العربية التواقة الى التغييرلإيجاد حلول تدفعها رغبتها قدماً نحو مستقبل زاهر لأبنائها.
جل ما يرغب به الإنسان في الحياة أن يعيش بكرامة وأمن وأمان وحماية وحرية ومساواة وعدالة واستقرار وجودي، في بيئة إجتماعية تخلوا من التمييز أو تفضيل للأغلبية على الأقلية – حزبية، عرقية، طائفية الخ... - لتهميشها أو تشريدها أو القضاء عليها. التطلع والسعى لتعايش سليم ضمن دستور وقوانين لا تمييز أو تفرق أو تحابي أحداً، حتى بين انثى وذكر، ولا تمنع تشكيل الأحزاب، ولا تسمح بتأخر الانتخابات في كل المجالس. هي الهدف دون تحقيق ذلك تكون مسيرتنا عرجاء لا تمتلك القدرة على الوقوف والصمود والسير الى الأمام، أي مبرر أو تقصير في اتخاد القرارات المهمة أو تأجيلها أو تعطيلها دليل على رغبة في الإستحواذ على الحكم وتجريد المواطنين من حقوقهم وحرياتهم التي كفلتها القوانين.
الى من مزقتهم الكلمات والأعمال والات الموت والدمار، الى من يقتتلون على كراسي السلطة للسيطرة بالقوة على ما يدعونه الأغلى ما يملكون "الإنسان"، الى كل وطن بات فيه مصيبة وحكاية وقمع وإذلال .الى الدول التي تجاوزت حدود طاقاتها الفكرية والعلمية ودفعت نخبها للهروب نحو الغرب سعيا للأمن والأمان والاحترام وتقديراً للذات والكفاءة، اتوسل اليكم ادعوكم بكل مثلكم العليا أن ترحموا بعضكم بعضا لا تهتكوا اعراضكم لا تدنسوها لا تبيحوا دمائكم ولا تهدروها، ولا تسرقوا نجاحات اخواتكم واخوتكم لا تدمروا بيوتهم وممتلكاتهم ولا تشردوهم
شعوب دمرت وأعادت بناء واحياء ذاتها وأصبحت في طليعة النهضة الحضارية. أما نحن فقد كرمنا الله بآبار النفط والغاز وبعض المعادن الثمينة والأراضي الخصبة مكنتنا من الاستثمار ببعض المشاريع المربحة التي وقفنا عند حافتها نسترزق منها ووئدنا كل ما يبعث على تقدمنا. الآلات الضخمة المستعملة في مشاريعنا ومستشفياتنا ومصانعنا ومنازلنا وشوارعنا الخ... ليست من صنيعنا. ان دققنا النظر في ملابسنا والمساحيق والعطور التي نرشها على اجسامنا، والشموع وباقات الورود التي نزين بها موائدنا، والتحف الثمينة ومعلقات جدراننا نلمس ان معظمها إن لم يكن كلها ليس من صنيعنا. السؤال الجوهري: " ماذا انتجنا للعالم المحيط بنا؟ لماذا تأخرت عروبتنا في اعلان ثورتها الفكرية والعلمية والتقنية؟ من المستفيد؟ ولماذا لا نبحر في بحور العقل؟ متى سنعلن ثورتنا على هذا الموروث الهزيل؟"
ندعي أننا أمة واحدة؟ بالحقيقة لسنا كذلك. بماذا وكيف نحن واحد؟ ما هو الإنجاز الذي حققناه على المستوى الفكري والعلمي؟ اغتلتم أحلام الصبايا والشباب والأطفال، هم من هذا العالم ولكن ليسوا فيه، دورهم مستهلكين لا مالكين للمعرفة. شعوب وامم سبقتنا قرون وقرون رغم انها خرجت من دمار لنقتدي باليابان بالهند باندونيسيا بالصين بألمانيا المنكوبة المدمرة بعد الحرب العالمية الثانية التي أعادت بناء ذاتها. نحن ماذا يمنعنا؟ من يمنعنا؟ لماذا يمنعنا؟
التوترات والعنف والاقتتال والصراعات والنزاعات التي تشهدها أغلب الدول العربية نادراً من تكون خفيفة ومتوسطة، تتعدى ذلك لتصبح دموية وقاسية ترى جحيم الموت فيها... لماذا؟ عندما نقول لماذا تنهار مئات الإجابات التي تجردنا وتحلنا وتخلي المسؤولية عنا، فيكون الرد دائماً: “الغرب الكافر، الماسونية الاستعمار الخ.... للأسف دول بعد سقوط بغداد بيد المغول بقيادة هولاكو خان عام 1258م وبعد سقوط الأندلس عام 1492 تراجع النفوذ السياسي والثقافي للحضارة العربية فيها. أليست هذه حقيقة؟ لماذا نخجل من الإعتراف بها؟ من هذه اللحظة علينا كعرب ان نطرح أسئلة، ونقوم بتحليلها ودراسة أسباب تراجعنا طوال هذه القرون التي فيها كنا ننتقل من ركود الى ركود حضاري مستهلكين لا مشاركين في صنعها؟.
لننظر الى خريطة عالمنا العربي ونحصي مقدار استقرار كل منها، ومقدار استقلال القرار في كل منها، ومدى تطورها ونفاضل بين حجم قوة دستور القبيلة ودستور الدولة، سنجد العنف والشراسة والاقتتال تمارس في معظمها وإننا لم نصبح أمة ولا دولة بعد. مع احترامي الشديد لكل القبائل التي تتوسع يوماً بعد يوم والتي ما زالت تعشعش فينا وتقودنا، فكيف سنصبح دولة يوما ما؟ ألا تختلف قوانين الدولة الحديثة عن قوانين واعراف القبيلة؟
نحن شعوب لوامة، نسقط تراجعنا ونكباتنا على غيرنا، قليلي الحيلة نفتقر الى إيجاد حلول لمشاكلنا لذلك نسعى لإيجاد ضحية. للأخرين اجندات وخطط ونوايا يعملون على تطبيقها. ذلك لا يمنع ولا يكبح ويعطل فرصنا لفرض نجاحات في كل الميادين والأصعدة. صراعاتنا الداخلية شكل من اشكال عدم الاتفاق والوفاق لو مورست الحرية بكافة اشكالها لخرجنا من كل المؤثرات الخارجية التي تكبحنا وبنينا دول تتوفر فيها كل الكوادر والفرص، وأقمنا اقتصاد متعافي مستقل، لا تنتظر منة أو مساعدات من الدول التي ترسلها، بالرغم انكم تعترفون وتقولون انها تتأمر علينا.
بقناعة أقول: "ان عروبتنا لن تكون لعنة أو نقمة ما دام هناك رواد فكر ونهضة يرجحون العقل على الجهل بخطى ثورية يسيرون نحو المستقبل".
#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟