أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - العقل سلطان المعرفة















المزيد.....

العقل سلطان المعرفة


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 7903 - 2024 / 3 / 1 - 20:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تضمحل الشعوب وتفنى حضاري عندما تفقد القدرة على التكيف ومخاطبة زمانها.




سمعتهم يتشدقون بالمعرفة كأنهم اربابها.
قلت: احسنتم, ومليون نعم, هل معرفتكم خاضعة لحكم العقل وحرية الفكر؟
اجابوا: لعم - لا و نعم -.
قلت : لا خير في معرفة لا تستقر على رأي, لها سلاطين وعقول تخضع لهم. لم تأخذوا العبرة من تجربتنا مع الفيلسوف إبن رشد ( 1126م - 1198م) الذي أجله الغرب وفلاسفته العظام وترجموا كتبه بينما انكره قومه ونبذوه واحرقوا كتبه القائل: "لا سلطان على العقل إلا العقل نفسه".
حاضرا, كثيرا ما نتمى أن نسمع كلاماً من قرارة القلب كي نشعر بالارتياح والهناء ونقتنع بأن الرياح التي تهب وتعصف بمراكبنا تسير بها عقولنا الى شواطىء الأمان حيث الحرية والكرامة وعزة النفس. المعرفة وفلسفة المجتمع يرتبطان بزمان ومكان محددين عند كل شعوب الارض, انتقالها عبر الأجيال تخضع للتغير حسب بيئة العصر وتقدمه التقني والمعرفي, تخضع لقانون الثبات أو الزوال بناء على ملائمتها لروح العصر.
في عالمنا العربي نبحث عن الذات فلا نجدها إلا في القبيلة والطائفة وليس الدولة. لست ادري ان كانت الدولة مغيبة من وجدان المواطن الذي يقيم فيها شعوره بوجوده بانه نزيل او مواطن؟. الدولة التي تقوم على القبيلة والطائفة لا ترعى جميع مواطنيها بانصاف بل تنحاز لفئة دون أخرى تركنها في زاوية تسمى ألأقلية.
ما يلائم الماضي قد لا يلائم الحاضر لذلك تنفر الشعوب منه وتسعى جاهدة للتغير، الثورات عبر التاريخ نماذج اصيلة تبرهن صحة ما نقول. في المجتماعات المتحررة يولد الحكماء وفي المجتماعات المقيدة يعتقل المفكرون. في الشرق نبحث عن ثورة لا نعلم لونها وشكلها واسمها سوى اننا نريدها، سئمنا الجمود نريد التغير. علمتنا الثورة الفرنسية ثلاث مصطلاحات "حرية إخاء مساواة – لغاية الأن لم نجد تعريف وتطبيق لها. العالم الثالث الذي تجتاحه النكبات من داخله وخارجه يبقى حلم الإنسان بالحرية مفقود والمساواة حلم جميل والإخاء كذبة لطيفة.
الدول والمجتماعات المنغلقة التي تطارد العقول والأفكار تتبع منهج مدروس محكم التطبيق, الغاية الأساسية من ذلك هي استمراريتها وديمومتها حتى لو تطلب الامر استخدام العنف والقوة والاغتيال والاعتقال. الأفكار تولد الأعداء لا الأصدقاء, هذه المجتمعات تسير نحو التجهيل, التخلف شر أسواره عالية منيعة والتقدم الثقافي الحضاري والمعرفي مفقود. تستهلك شعوبها ارقى منتجات العالم وتقنياته, للأسف هم ليسوا صانعيها , فهل هذا يمكن أن ندعوه نهضة علمية فكرية حضارية؟ إن كان نعم, اذن ما هو تعريفكم للنهضة العلمية الفكرية الحضارية؟.
كثيرا ما نسمع "كنا أصحاب حضارة", اعزائي كفانا رقادا في الماضي انبذوا اعتكافكم هذا تخلصوا تحرروا منه, إعترفوا بعجزكم واجهوا الواقع والمصير المجهول بصراحة وجراءة, "الدنيا دواره - يوم الك ويوم عليك - والله يرحم كل من ساهم من علماء وفلاسفة في نهضتها، وسامح الله من كان السبب في زوالها". لنصغي الى ما يقول الواقع العربي؟ - يقول: "نحتاج الى ترويض", الجموح الكامن فينا نابع من عدم قدرتنا على مواجهة الواقع ورفضنا لقبول الحقيقة بأننا نعيش في زمن غير زماننا المعاصر فكريا وتقنياً, اكرر قناعتنا الوحيدة مرتبطة في استهلاكنا للتقنيات الحديثه التي ليس لنا دور في بنائها, احرصوا على ان لا تبقوا اسرى قناعتكم هذه.
عوضاً عن البدء بتعزيز ثقافة معاصرة لإستنهاض مجتمعنا نطرح سؤال يبخس من قيمة الثقافة , ما هي هذه الثقافة المعاصرة المنحلة ؟...سؤالي لماذا تعيبون وتسخرون من الثقافة المعاصرة؟ الجواب الجاهز في معظم الاحيان "لا تلائم مجتمعنا لانها تحارب عاداتنا وتقاليدنا" استنتاج قبيح لأن المعرفة لا تحصر وترتبط في زمن معين لأنها ابنة الزمان والمكان الذي يعيش فيه الانسان, القبيح من الأفكار في كل العصور يفرز ويطرح جانبا والأخلاقي يحتضن لجماله.
قبل بناء المجتمع, فرض وواجب يقع على عاتق كل من يمتلك المعرفة ولديه حس وطني عميق صادق ويتطلع لبناء مستقبل مضيء وواعد لأبناءه يحتم الواقع عليهم بناء الإنسان على اسسس علمية تناسب روح العصر وانجازاته العلمية. نحتاج الى حاضنة جديدة الى بيئة جديدة فيها يتمكن الانسان العربي من الإنطلاق الحر بعيداً عن الكوابح والعوائق والعواطف والأفكار التي تكبل عقله ومسيرته الحضارية. بناء الإنسان يتطلب إعادة قراءة التاريخ على ضوء عالم اليوم ومن خلال سلطة الشعب التي هي مصدر كل سلطة بعد بعث واستنهاض روح المعاصرة فيهم , دون ذلك سيبقى التخلف ملازما لنا ولن نتمكن من إرساء قواعد التطور العلمي وتقنياته في عالم اليوم الذي بتنا فيه خارج المنظومة الحضارية، تابعين للأمم المتطورة عسكريا واقتصاديا...الخ.
التجديد لا مفر منه سوى في عقول التقليديين الذين يصرون على الإبقاء على التقليد. كلمة تقليد اصطلاحا تعني العمل بقول الغير من غير حجة -غوغل-. ( مفهوم الحجة يدل على الحوار القائم على تبادل "الحجج" بخصوص قضية أو مسألة أو دعوى يراد اثباتها أو إبطالها في إطار المناقشة مع المخاطب أو المحاور-غوغل-). فإن كان التقليد على وفاق مع الإنجازات العلمية المعاصرة فهذا يعنى ملائمة الماضي للعصر الحاضر. كما ان كل فكرة لا تناقض الماضي ولا تتلائم مع الحاضر ترفض التجديد. بين الملائمة والتجديد نقف حيارى مندهشين صامتين تأبى عزة نفسنا وجهلنا وخوفنا من التغيير على مجادلة الواقع وتغييره لذلك تترسخ فينا وتتمكن منا فكرة مقاومة التجديد بكل الوسائل والسبل المتاحة.
الدول التي تسعى لبناء ذاتها أولى واجباتها تطوير حقول المعرفة والعلم وتسمح بالحريات وإقامة جهاز قضائي مستقل ومحاسبة الفاسدين هذه كلها تبقى أمال لكن القمع واستعمال القوة تبدد الأمال وترتفع اسوار الظلم ليصبح الوطن سجن كبير للسجين والسجان المنتفع, المأساة اذا وقعت المنفعة بين العاطفة والعقل، الترجيح في المجتمعات الفاسدة تكون للعاطفة ويسقط العقل من المعادلة بالتالي يؤدي هذا الاحتقان الى دمار الشعوب.
الفكر ابن الواقع المعاش ابن الحاضر قوته تكمن في مقدار تنقيته من ادران الماضي, تحليل وتفسير الماضي لا يعني الغاؤه أو نبذه أو محاربته لكن الخروج برؤيا نقية لأفكار جديدة للواقع المتأرجح بين نعيم المتحضر ونار المتخلف ليقود المجتمع نحو التطور المعرفي. المعرفة مصادرها متنوعة التقيد بواحدة منها واخص بالذكر التراث أوالتقاليد فقط يعنى الجمود ...مصادر المعرفة يجب ان تجدد وتفسر علميا لتعطي دلالات ونتائج ملموسةعلى حجم ومقدار تقدم المجتمع.
المعرفة في كل عصر وزمان ترتبط بجميع جوانب الحياة ثقافية اقتصادية اجتماعية تاريخية ....الخ, المفكرون المثقفون والعلماء هم قادة التغير في مجتمعاتهم ,لا تبطشوا بهم, إقتدوا وترفقوا بهم وتعلموا منهم عسى أن نعود لنصبح في طليعة الشعوب ونموذج يحتذى به.



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأميم العقل
- إنهزام الفكر مصيبة حضارية
- الضمير يبحث عن الإنسان
- فكرة معرفة ورأي
- أفكار معلبة
- لوحة نفاق
- خيبات أمل
- الحقيقة ثورة الحرية
- مهم وقيادي ؟!
- ألإنسانية بريئة منكم
- طاعة خوف أم طاعة قناعة ؟
- أٌمية ثقافية
- الانسانية محبة
- الثورة سيدة الديمقراطية والحريات
- الكرامة حياة
- الانسانية طريق حياة
- مواطن أم فرد في وطن
- مستقبلنا وليد وعينا
- عروبتنا تغرق بالأحلام
- العلمانية حرية تقدم ومستقبل


المزيد.....




- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 
- تونس تحصل على 1.2 مليار دولار قرضاً من المؤسسة الدولية الإسل ...
- مين مستعد للضحك واللعب.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 20 ...
- «استقبلها وفرح ولادك»…تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ك ...
- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - العقل سلطان المعرفة