أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - ألإنسانية بريئة منكم















المزيد.....

ألإنسانية بريئة منكم


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 7353 - 2022 / 8 / 27 - 14:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ا
"ايها الانسان ان لم تبحث عن الانسانية في اعماق قلبك وتعانقها وتذوب فيها لن تدرك معناها الحقيقي".


ما الحروب الا شكل من اشكال صراع البقاء. مساحة الوجود وحجمها تقررها القوة، والقوة تكون أما ذاتية المصدر او تابعة لأقوياء. في عالم الامس واليوم والغد من يمتلك القوة هو من يحدد المسار العالمي ومن يسير في ركبه له الحماية وللحماية ثمن يضبطها ويقدرها الغرباء الاقوياء. فمن يمتلك المعرفة والفكر والقوة والتكنولوجيا والصناعة هو سيد الموقف لا يجاريه الا من كان يساويه بالقوة عندها ينقسم العالم بين قوتين وتحدد القوتان توابعها من الدول حسب حاجتها تؤطرها بمفاهيم مثل الحرية وحقوق الانسان والقضاء العادل والترشيح للانتخابات والديمقراطية والقوانين فتصوغ للدول التابعة قوانين وعادات. أين الحرة والاستقلال؟ أين الانسانية؟

البشر بغض النظر عن جنسهم ودينهم وعقيدتهم ولونهم... الخ يكونون الاسرة البشرية. الانسانية عناصرها محبة وسلام وعدالة وإباء، بشائر خير هي، درب معطر بالأمل والرجاء. الانسانية فعل بشري عالمي تذوب فيها كل التناقضات والمصالح في جميع مناحي الحياة لرفعة الانسان وسموه، هي ساحة يتسابق فيها البشر للدفاع بمحبة صادقة عن كل مظلوم في العالم لرفع الظلم والجور عنه وتحقيق العدالة والمساواة .

إلي كل من يجمل ويزيف مواقفه، ومن يعبث بمقدرات الناس وحقوقها. الى كل مؤمن مخادع يلبس ثوب الوداعة والبراءة والطهارة. والى كل مسؤول لا يحطم اصنام الفساد ويطبق القانون أقول.. عجبي! عجبي! عجبي! منكم... كيف تجرؤون على التشدق باسم الانسانية المقدس وفي اعماق اعماقكم وحوش ضارية توجهكم. أعذروني ان قلت لكم انتم حقوق الشعوب وحرياتها وتطلعاتها واحلامها تريدونها كسيحة عاجزة راكعة لا تقوى على الوقوف امام عتبة مصالحكم.

والى كل مؤمن وملحد لا يتلاقيا أقول:" الانسانية ترجوك أن لا تغضب صديقك وتعاديه بل اجعل سلوكك نموذجا يقتديه، ولا تبخل عليه بضمير صافي لا غش فيه أعطه حاجته، وان كان جاهلا تذكر لا يجاري عاقل جاهل لكن في حدود معرفته يلتقيه. كبريائك تجسيدا لانحرافك العقلي، اعرف ذاتك تستقيم حياتك الناس في كلامهم لن يلكوك ابحث عن الانسانية في اعماق قلبك ان وجدتها فذلك دليل نقاوة وان لم تجدها فانت بحاجة لمن يرشدك لعلاج لدواء، واسعى كي تنقشع الضبابية وينبلج فيك فجر حب الحياة.

الدول العظمى قوتها وإن كانت بترسانتها حجم انسانيتها هو ما يجب أن يشعرها بتفوقها ،سيطرتها على العالم لا تكون بجرد مقدار المكاسب ليصبح كل من في العالم لتحقيق مصالحه متكالب فيها تسقط دول وترتفع أخرى من كل جانب، أقول لمن سلح إنسانيته بأنياب ومخالب، ظاهريا جميلة هي إنسانيتكم لكن باطنها وحش قبيح، وبين جمالها وقبحها عروش ستسقط ومعها احزاب جمالها سراب ألوانه تخدع الألباب وحش يسيم البشر بأبشع العذاب ، مصالحكم ومن يدور في فلككم في عرفكم له ثواب وكل من لا يسير بركبكم تسيمونه اقسى عذاب تطفئون كل صوت يدعوا للسلام للتحاب وتسدون امام العدالة كل باب، العالم يحتاج الى اعادة هندسة أفكاره وكل ما يتعلق بشؤون دنياه ودينه، عدالته الاجتماعية باتت تعبير فضفاض ممزوج بكذب ونفاق، تتغنون بنظام عالمي جديد نموذج انيق هو للاستعمار القديم الجديد.

أسفي...الانسانية باتت رهينة الدول القوية العظمية ومن يدور في فلكها، تتحكم في مقدرات الدول الضعيفة واراضيها وخيراتها وتصنع من بعض حكامها دمى تحركها كيف ومتى واين تشاء ارادتها ان تبقى متفوقة مزدهرة تحكم سيطرتها وتدوم ولو غيرها من الشعوب بخيرات بلاده يحرم، مصالحها فوق كل ارادة. على مسرح مصالحكم الناس قتلتم احلام البشر بغد مشرق عليها أجهزتم وقتلتم كل صوت يصرخ طالبا الامن والامان ونسفتم كل امل في مستقبل يعيد الكرامة للإنسان فكيف لمظلوم يستسلم لهذه الافعال. الأمل فيه سيبعث سيحي نابضا في الابناء والاحفاد سيبعث يوما بقوة من رحم الحياة صرخات المظلومين ستبقى عالية مدوية لا تظنوها صرخات في واد تضيع لن تضيع ما دام هناك ارادة وعشق للحرية وللحياة.

شئنا ام ابينا فالعالم مقسم لمن بالقوة يحمي مصالحه ويدور في فلكه. كم من شعوب على مسرح الحياة سحقت بيدت اندثرت امام تحقيق المصالح. الحروب كانت وما زالت وسيلة للإخضاع وللدفاع عن الذات. التبعية لأي طرف شكل من اشكال الاستسلام، فذلك في اسوء الظروف يعني انك ما زلت على قيد الحياة تعيش مقيدا بما يملى عليك... نعم نعم نعم اقول تبا لإنسانيتكم ظاهرها جميل باطنها سم قاتل ، جمالها سراب ألوانه تخدع الالباب، وحش هي يسيم البشر ابشع عذاب، تدعون الدفاع عن الحريات وتقرعون الحروب على الابواب، كممتم كل فم يصرخ وينادي بالعدالة الانسانية ، وقاتل النفس حر طليق بالعلقم يروى ضحاياه. مساعداتكم الانسانية هدفها لا يتجاوز مصالحكم، اصبحت وسيلة تركيع واخضاع، ضحية باتت تقدم على مذبح مصالحكم، امرأة جميلة زينتموها بالقبح والكراهية.

تدعون لتحقيق الانسانية من فوق المنابر ومن خلفها تدفنون البشر في المقابر الانسانية في عرفكم لها وجهان وجه يمثل الموت والاخر الاستسلام في اعرفانا الانسانية وجهاها عدل وسلام. الاثار العنصرية الضارة وما نتج عنها من تمييز وكراهية وعذاب من سيعالجها؟ من سيعيد لأصحاب الحق حقوقهم؟ من سيعيدهم الى بيوتهم التي هجروا منها؟ من سيحقق للأطفال العدالة؟ عالجوا ايها البشر قضاياكم بعدل وحكمة حقنا للدماء قبل ان تصبح صرختكم الانسانية في قفص الاتهام.

اخوتي في الإنسانية ، الظلم التاريخي من يعترف به؟ أليست جرائم الماضي والحاضر سلسلة من جرائم لم تعالج وتم السكوت عنها؟ أين التزاماتكم العتيقة بتحرر الشعوب؟ باتت همالة ووقاحة، تعلمنا لا تكره الأخر للونه لدينه...الخ لكن في ركام البشرية الممزقة لم نلمسه، ما زالت على مسرح مصالحكم تقرع طبول الحرب وتتكدس جثث الموتى ويهجر البشر من ديارهم وتذرف الدموع من عيونهم ويموت الاحبة وترمل النساء ويرتجف الاطفال رعبا من هول المشاهد، من ابتغى الانسانية طريق حياة عليه أن يجهز على كل ما يتسبب من مآسينا ويزرع الشوك والموت والدموع في مآقينا اليس اللاجئون الهائمون الباحثون عن حماية ضحايا ظلم وغياب عدالة جلبها صراع ونزاع ومصالح، الانسانة شعار مهلهل صيرتموه على ابواب مآسي البشر تقف قوافل من كتل بشرية تبحث عن ملجا يقينيها من ويلات الظلم فعندما تصبح انسانية شعار نتغنى به ووسيلة لموت الانسان وقيودا للحريات فقل ربي على البشرية السلام.

لن اخجل.. وبمليء فمي أقول تبا لكم ولكل مبادئكم انسانيتكم المقنعة عاجلا أو أجلا أخاف أن تصبح كفن لكم.



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طاعة خوف أم طاعة قناعة ؟
- أٌمية ثقافية
- الانسانية محبة
- الثورة سيدة الديمقراطية والحريات
- الكرامة حياة
- الانسانية طريق حياة
- مواطن أم فرد في وطن
- مستقبلنا وليد وعينا
- عروبتنا تغرق بالأحلام
- العلمانية حرية تقدم ومستقبل
- الثالوث الانتهازي
- الشرق يشهد انحسار المسيحية
- في الشرق الكلام يفوق الافعال
- الله يتجلى في انسانيتكم
- ثورة اخلاقية
- غربة وضياع
- هذا ما تعلمنا
- المعرفة حتمية ضرورية للاستمرار الحضاري
- بتحرر المرأة يتحرر العقل
- لا لوأد حرية الرأي والتعبير


المزيد.....




- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - ألإنسانية بريئة منكم