أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - الثورة سيدة الديمقراطية والحريات















المزيد.....

الثورة سيدة الديمقراطية والحريات


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 6841 - 2021 / 3 / 15 - 14:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الثورة لا تعني فقط تحطيم القيود التي تكبل الجسد، بل العقل والروح ايضا. ما لم تحرروا ذاتكم ستبقون عبيد مضطربين تملؤكم الاوهام في الحياة، للموت صيرورتكم اقرب.



أبدأ مقالي بطرح السؤال الآتي: "هل المعرفة خطيئة؟ أم الجهل خطيئة؟ ". اعداء المعرفة حتما سيناصرون الجهل ويثورون، لان فضاء عملهم يكون اكثر اتساعا ورحابة، يحتاج الى جهد اقل لبسط سيطرتهم على اتباعهم، فتتم غاياتهم المشبوهة برتابة مملة بليدة. مناصري المعرفة حتما هم ايضا سيثورون، يحاربون الجهل بقوة، فضاء عملهم يحتاج لجهود جبارة، واصرار، ومثابرة على تغيير المجتمع ثقافيا، وفكريا، واجتماعيا، وسياسيا... الخ من اجل استنهاضه. العنف قد يبرز بين الطرفين المتناقضين ، اغلب الاحيان يكون العنف ردا غير مبرر، بسبب تغيب الحكمة والمنطق. أُم الخطايا تجهيل المعرفة، تفريغها من مضمونها أُم الموبقات. لذلك يحتاج البشر الى سلسلة من الثورات دائمة الحركة والتجدد، مستمرة لا تتوقف، تنتقل من جيل لأخر، الثورة التي لا تدفع الى التغير هزيمة للجميع، وثوارها اشبه بفزعات منسية في الحقول، عوضا عن ابطال يقاتلون في ميادين الحياة.

الانسان يعيش حياته من خلال سلوكه النابع من تفكيره، تفكير يتأرجح بين بدائية الحياة وعصريتها، المعاصرة لا يمكن استيعابها بشكل دقيق، ما لم ندرك بأنها لا تلزمنا بالتطور العلمي ومنتجاته الاستهلاكية فقط، بل بثقافة منفتحة على كل الثقافات المختلفة المنتشرة في كل زاوية من زوايا الارض، الخوف من الانفتاح معناه هشاشة ثقافتنا وضحالتها، الانكماش الثقافي دليل عجز فكري يخلوا من ابداع، البعض يرى المستقبل صورة قاتمة ضبابية قادمة من الماضي، أؤكد بان ليس كل ما وصلنا من الماضي رديء. معظمنا يعلم أن الحدود بين الدول مجرد خطوط، لا وجود لها في الواقع الا على صفحات كتب الجغرافيا، العالم منفتح على ذاته لا يمكن الهروب من هذه الحقيقة، ولا يمكن تجاهلها. فالتطور المطلوب يأتي كمحصلة ثورية تهدف الى تغير اسلوب الفكر والحياة، والا انهزم الانسان داخليا. الاستهتار بالتغييرات الثورية لا مكان له الا في عقول البسطاء ومتحجري الفكر، الذين لا يعترفون بقدرة الوسائل الاعلامية، والشبكات الاجتماعية الالكترونية المتسارعة على مناقشة الوقائع واظهار الحقائق، بالرغم انها سلاح ذو حدين يحمل نقائض تحتاج الى تمحيص وتفسير.

اينما كنت تعيش، في دولة متحضرة أو في دولة تحتضر، فانت تحتاج الى ثورة دائمة، ثورة تعيش في ذاتها المتحررة من عبث الفكر المهيمن للسلطات الحاكمة، واسلوب المعيشة المستخف بفلسفة الحياة . فالنزاعات البشرية، لن تنتهي ما دام هناك طبقات، واقتصاديات، ومناصب، ومسميات، واختلافات...الخ، لذلك سيبقى الرد دائما " ثورة " . القوى المهيمنة (الدول العظمى) هي المدبرة لمعظم الامور في العالم، ان لم يكن كلها، في اوطانكم احذروا هذه القوى المارقة، والسلطات التابعة لها، فما اكثر اكاذيبها ومنوراتها وحججها وتفسيراتها، كل ما يعنيها ذاتها، مصالحها فوق كل الاخلاقيات، مفرداتها، وافعالها تعمل على حفر قبورنا بنعومة.

دائما هناك مشهد، صور، اشخاص، مكان وزمان. كلها تصنع الحدث المهم، الاقوياء يقررون من هو مذنب ومن هو بريء، في مجتمعات الفكر القبلي، والديني، والايديولوجيات القمعية التي تسيطر عليها تخلق الحوافز للانحدار وعدم انسجام المجتمع، يعني اطلاق المارد من قمقمه، وبدا عملية الانفجار، ليتدحرج بعدها المجتمع وينزلق بالتالي الوطن كله، النتيجة هي سقوط الجميع في هوة سحيقة، بها ومعها يصبح الموت والخراب والدمار سادت الموقف، فتموت الانسانية في الانسان، لينموا بعدها نظام اكثر سطوة، ودموية يبني ذاته على آلام المواطنين. العنف يعيد خلق نظام اشد قهرا وسطوة. هذه الدول الوليدة الناتجة من تدخل الغرباء لا تبنى على سواعد وفكر مواطنيها، لكنها تبنى مسنودة على اكتاف من قام بدعمها، للأسف عالم اليوم لا يبنى من داخله بل تبنيه مصالح السياسات الخارجية للدول القوية.

الصدمة، هي وقوع مصيبة لم نكن مستعدين لها، تأتي فجأة ، وتترك فينا جروح لا تندمل، أسوئها التي تأتي من مراكز الامن والنظام والقانون في الدولة . جاهزية الدولة تكمن في منع كل ما من شأنه ان يوصل المواطنين الى هكذا مأزق. الكراهية المتنامية بين الحاكم والمحكوم، وبين الاختلافات المتنوعة في المجتمع، تستنزف طاقات الانسان اكثر مما يفعل الاحترام والود والحب. لذلك يسقط المجتمع في دائرة العنف. انها ثورة اصحاب حقوق منقوصة مغيبة، امام من لا يقدر الواجبات المقدمة بالكامل، ثورة ضد الانظمة التي لا تساند كرامة الانسان وحرياته. عندما يقع المحظور، تتدخل دول خارجية تشارك النظام في استئصاله، تدخلها يناسب مصالحها. الاخطاء لا تصحح بالموت، فلو أمكن الانسان ان يعود من الموت لغير رائيه، وقال الصواب، افتراض كهذا يعني فشل بعض البشر فهمهم لقيمة الحياة ومعناها الازلي في ان يحيوها بحرية وبكرامة.

الديمقراطية شُوه تعريفها وممارستها، الثورات لم تنتهي، العناصر الملهمة المثيرة لها لم تتغير عبر الزمن، المستضعفون كثر. ثورات ناضجة تخلق التغيير هو ما يحتاجه البشر،. ثورات لا تعيد انتاج أو استنساخ أنظمة قديمة، ثورات على كل الايديولوجيات التي تعسكر في العقول وفي النفوس، اهمها تلك الدول التي تخنق شعوبها باسم الدين، الدين له هدف سامي عالمي واحد، وان اختلفت الاديان فان الاعمدة التي تقوم عليها هي المحبة والتسامح والسلام، وما يتعداها صنيع بشر. كما ان الانسياق وراء كل تحليل يقود الى فهم مغلوط يرتد على افعالنا كبشر. ما لم يقم المثقفون بالثورات، مثقفون ذوي انتماءات انسانية وطنية حرة لا تسيطر عليها روح المصلحة، بل روح الجماعة، سيستمر دوام البؤس. تخلف الفكر بضاعة نصنعها ونؤمن بصدقها، دون اخضاعها لمنطق أو عقل يناسب الزمان الذي نعيشه. للحريات وللديمقراطية معاني وصور، أن كانت محتوياتها غير واضحة، فأنها تخفي ورائها أفعال خسيسة نذلة. لذلك نحتاج الى ثورة على كل من يجعل من الدين والمال وحياة البشر وحرياتهم رهينة بين يدي الديكتاتور. الثورات التي حدثت في الماضي ما زلنا نعيش ظروفها وصعوباتها علينا ان لا ننسى ان صور الفقر والجهل والمرض في الماضي يختلف عنه اليوم، لكنها موجودة ترقص امام اعيننا مهددة بالانفجار على كل من تسبب ببؤسها.

الثورة التي تبعث الخوف والكراهية والاحقاد والالم والموت بين جماهيرها، هي ثورة مستوردة ليست ثورة شعب، بل ثورة مصنعة معلبة خارج الوطن، تهدف التي تدمير وحرق الارض والانسان، هكذا ثورات تقيؤاها. ...... اخي الانسان عندما تنظر في المرآة فأنك تركز لترى ذاتك المتجسدة، وليس روحك العظيمة، لذلك اطلب منك، وكلي رجاء وأمل ان تحطم المرآة لتطلق روحك العظيمة وتعلنها ثورة.



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرامة حياة
- الانسانية طريق حياة
- مواطن أم فرد في وطن
- مستقبلنا وليد وعينا
- عروبتنا تغرق بالأحلام
- العلمانية حرية تقدم ومستقبل
- الثالوث الانتهازي
- الشرق يشهد انحسار المسيحية
- في الشرق الكلام يفوق الافعال
- الله يتجلى في انسانيتكم
- ثورة اخلاقية
- غربة وضياع
- هذا ما تعلمنا
- المعرفة حتمية ضرورية للاستمرار الحضاري
- بتحرر المرأة يتحرر العقل
- لا لوأد حرية الرأي والتعبير
- حقائق من الواقع العربي
- الزمن والهوية
- الأحزاب وديمقراطية العدالة
- الأديان بإنسانيتها


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - الثورة سيدة الديمقراطية والحريات