لوحة نفاق

صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 7598 - 2023 / 5 / 1 - 18:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هم... اتذكرهم ولا انكرهم، بفخر واعتزازعربا كانوا بالماضي كانوا بناة حضارة، من قرون عدة فقدوها فأهملتهم كما اهملوها باتوا على ذكرها يحيون يستئنسون في العودة الى الماضي المجيد بعقول مكبلة مقيدة يستبشرون خيرا يتذكرون السحرة والمنجمون والقحطانيون والعدنانيون والمعلقات والفلاسفة والأطباء والحكماء ومئات الغزوات والبطش والتوسع والملوك الطغاة.
أما اليوم بعد مضي ثلاث وعشرون عاما على القرن الحادي والعشرون يقرفصون على هامش الحضارة يستجدون حضورهم من دول باغية تمارس الزنا بالكلمات دول بعبقريتها لا بالهرج ولا بالمرج بنت حضارة عالمية، نتلصص عليهم ونسعى لولوج حضارتهم واقتحامها وسرقتها والسيطرة عليها، بحذر نفكر أندخلها برجل الشمال أم باليمين.
تعفنا.... ورائحتنا أنتنت رحل المفكرون والادباء والعلماء عنا وعلى مسرح الحياة تألق ممثلون ما اكثرهم معظمهم سيئي الأداء أبناء مال وجاه ونسب وحسب وأصحاب واحباب ومن يدعمهم الغرباء، أما اصحاب الكفاءات والطاقات والقدرات فقد القوا ويا للأسف بقصد بلا احساس في سلة الغياب.
بالفكر والقول والفعل، شواهد عليها وبينات رقص أصحاب الحضارة الحديثة على الجراحات الجسدية والنفسية لمواطني دول العالم الثالث نهبوا خيرات الاوطان افقروا شعوبها وأمرضوهم وشردوهم في قفار بلاد الله الواسعة سخروا عمالة الأطفال وئدوا القيم، وباتت أوطان معظم من فيها فقراء يئنون من فاقت الجوع والفقر والجهل والمرض، جروح نازفة أدمت قلوب المواطنين والمواطنات.
انهارت الإنسانية، قوادة خلاعة منظمة من يشتري دول عظمى تبيع ... افتتح العرض باسم الحرية والكرامة والإنسانية والمبادىء والعقائد والديانات، وتمادوا في غيهم ليجملوا عرضهم اقحموا اسم رب العزة - له المجد - مالك الارض والسماوات. بكل تأكيد... لن يسوم بضاعتهم أحدا سوى حفنة فيها ... وضيع ووصولي وانتهازي وحقير ونذل وذليل.
ونحن.... نحن... بتنا خارج الحضارة منذ قرون نعيش على كنا... غير قلقين على ما اصبحنا. الحاضر فيه مغيبون إسم لنا دون عنوان نتنفس نعيش على اطلال الماضي نبتهج نرتعش فرحا كعجوز بلغ المئة والعشرون. لا نخجل من عجزنا ولا حتى بلاوينا ومأسينا.
هم على خارطة الجغرافيا يقيمون هناك بعيدا عنا في الغرب والشرق، لكن فعليا هم سيطروا على كل الجغرافيا من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب. هم على انقاضنا يرسمون لنا طريق الحياة إياك أيها المسكين اللعين أن تخالفهم أو تثور عليهم، يرسمون لك خطة حياتك يرسمون حاضرك يلغون تاريخك وماضيك عليك أن تتبع تعليماتهم خططهم السياسية لا نقاش حولها، يلزمونك بمعاهدات لا تناقش حتى لو كنت على حق اياك ان تجادلهم حتى بالتي كانت هي الأحسنى، من لا يسير بركبهم الحضاري متخلف من لا يطبق وديمقراطيتهم رجعي، من يرفض حرياتهم بألوانها المتعددة وحش كاسر مريض نفسيا متخلف رجعي كذلك من يؤمن بالله وكتبه، كي نتغيير ونصبح بشرا ومجتمع مرتب عصري علينا أن نتقاتل لا نتفاهم ونحل خلافاتنا بيننا.
بعدما ننهار... يدخلون بلادنا تحت مسمى انساني يتبرعون لنا بالخيام ومعلبات الغذاء والملابس المهلهلة الرثة وصناديق حليب ألأطفال أطفالنا ونسائنا وجميعنا من طينة أخرى قلوبنا متحجرة... لا تعرف المحبة بليدة بلا رحمة بلا عواطف لا تعرف الاحزان.... نحن في عرفهم لسنا بشر. سلاطين هم... علينا طاعتهم وتبعيتهم ألسنا على تقنيتهم وعلومهم وادبهم وما يتفظلون به عليه نقتات؟
يستغلون صراعاتنا الداخلية، صراعات تتمحور حول من يحكم من يقود الشعب في غياب تجهيل العقل والفكر والحريات... أخواتي إخوتي طالما حدد مصدر الداء، لماذا التقاعس والتباطء والاستهتار في تأجيل إعطاء الدواء؟. وطالما بتنا وبقينا أعداء الحريات والكرامة وبشكل خاص أستعداء ومطاردة المفكرين والمثقفين والعلماء ودمهم مباح، سيستغل العالم تراجعنا الفكري الثقافي وسنبقى الى ما شاء نعوم في الظلمات. إحبتي الى متى سنبقى نعيش حاضرنا على أطلال كنا سادة التاريخ والعالم والحضارة؟ الى متى سنبقى دمى بايدي من نصب نفسه وصيا على العباد؟

#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل