أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - شطحة في فن السياسة















المزيد.....

شطحة في فن السياسة


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 15:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"السياسة فن معرفة وإدراك وتحليل منطقي للواقع الملموس المحسوس بوضوح بعيدا عن منطق الوهم والغيبيات والعمل بمقتضى مخرجاتها بما يتفق مع الأهداف الوطنية والتطلعات والإحتياجات بدبلوماسية ".


يبحث البشر في سعيهم لحياة أفضل اكثر إنسانية بعيدا عن التوحش المأزوم الذي غزا عالمهم وعطله، ليصطدموا في النهاية بما لم يتوقعوا، ليجدوا أن للسياسة وجوه عدة لا تستقر على واحد منها وهي مهد مآسيهم، دائمة التغيير تتبدل وفق المصالح فمن ظن انها ثابتة اعمى العقل والراى والرؤيا مهما كانت قناعاته الفكرية والأيديولوجية والعقائدية وميوله القلبية والروحية. هكذا كان البشر في الماضي السحيق واستمروا حتى هذه اللحظة، تسارعهم العجيب الغريب للإستجابة لمعظم الأحداث ليس وليد صدفة بل وليد أطماع اقتصادية تكتسب تتحقق بالسيطرة والقوة . مهما طحن الساسة من كلام قيمتها تبقى زهيدة رخيصة، اللغوا بالكلمات لا يجلب ولا يبشر بالخير بل بالمصائب والخيبات.
تعدد النوازع البشرية قد تمنحك شعورسيء في بعض الأحيان بأنك في جوف خلاط ضخم يدور حول ذاته ، تتنظر أن ينتهى من دورانه كي يقذفك الى الخارج لتنعم بنورالأمن والأمان والمحبة والسلام ، لتنطلق بعدها في رحلة تبحث عن معنى وجودك في شطحات الحياة. تنطلق منها برحلة سياسية خيالية... هيا إجلس بقربي، هيا رافقني، اختر لك مقعدا في الحافلة اربط حزامك واتبع تعليمات الدليل السياحي السياسي.هيا بنا نبحث في كل اركان الكون لننطلق لتكن أولى محطاتنا مكبات النفايات ثم المواخير، بعدها دور العبادة، وشواطيء العراة، والمقابر، وأعالي الجبال، وقاع المحيطات، والجنائن الغناء ، منابع ومصبات الأنهار، القفار والصحراء ، وقطبي الأرض شمالا وجنوباً ، السينما والمسارح والجامعات الاكاديمية، البنوك شركات الاقتصاد مراكز رأس المال الخ... سعياً لإيجاد مفهوم ثابت للسياسية . بعد كل هذه الجولات أكيد مثلي ستقول: " لم ولن أجد في كل مكان رحلت اليه ووطئته قدماي ورأيته بام عيني وسمعته بأذني مفهوم ثابت للسياسة". نستنتج ان المفاهيم السياسية تتقلب من حال الى حال دون خجل أو وجل تنتقل بين البشر منهم السعيد والمتهالك، الميسور والفقير، الجاهل والعاقل، المؤمن والكافر، غير مبالية بالعفة او الطهارة بالصدق او بالكذب ولا بالقيم البشرية وإنسانية الإنسان. وجدتها تتقلب حسب العرض والطلب لتهديء من روعك حيناً تريك المستقبل المزهر في كل مكان والموت والهلاك والقهر والدموع والمآسي في مكان اخر. راعني مثلك سرعة تقلبها تلونها تأتيك بمليون صورة وصورة بمليون فعل وفعل. يدهشك عدلها حيناً كما يدهشك ظلمها ايضاً في اكثر الأحيان. يزرعها البشر في الحدائق الخلفية ليستنبتوا بعبع -غول- في صورة بشر أو شيطان يلائم مقاصد زارعه من أصحاب المطامع وروؤس المال لحين في مكان على سطح كوكبنا ليقلعونه من عرشه دون رجعة، لتتكرر هذه المسرحية من جيل الى جيل. بحجم الجهل المتوارث سيعبط الشعب الطعم ويعود كل بمفرده دون وعي الى جوف الخلاط.
تبحث عن الإنسانية فلا تجدها. تدعوا البشر للسير بطريقها تتعثر بالكلمات وتسقط ويكون حكم الهلاك مسبقاً عليك قد صدر...علمتنا الأمثال ان:" الكلام ما في عليه جمرك" ، ما يعني ان لا ضريبة تفرض على الكلام لان المردود العائد المكتسب منه في معظم الأحيان معدوم،لا قيمة شرائية له، بضاعة كاسدة، بضاعة رخيصة لا احد يشتريها مهما علا وتصاعد صوت المتاجرين وأنفعالهم المسرحي بها. الجاهل فقط يتم شراءه ليشتريها ينهل منها ينجر ورائها ليستهلكها فتستهلكه. الجاهل إنسان معدوم المعرفة ومحروم منها لذلك يسهل السيطرة على عقله وافعاله وتصرفاته، المجتمعات تصوره كحصان تم وضع غمامات حول عقله للسيطرة عليه وضبطه.
يجتهد البشر في حكم البشر، اليس الزعيم رجل كان أو أمرأة مثلك ومثلي خرج من رحم امه؟ أم تراه جاء من جنة فيحاء؟ تعددت الزعامات وجائت بصور عديدة لتتمظهر في رسالة يشيعها يحملها ليقنعك من ألف (أ) حياتك إلى يائها (ي) بانها بشرى خلاص وسعادة لك، وما ينتظرك في خروجك من عبائته وعنه هلاك. ربي وإلهي أقفال الحياة ومفاتيح الأرض والسماء باتت مرهونة بأيدي من لا عدل ولا إنسانية ولا رحمة ولا مساواة يملك... البسمات عن الوجوه انطفئت كذلك الآمال.
طالما هدف وسياسة الحكومات الثراء، وطالما تقوم برش الأموال على مؤيديها وأتباعها، سياستها أصابت شعوب الأرض في تخلف وفقر ومقتل. لقد هبطت الشعوب بمعرفة وليس سهواً وصعدت أخرى متفوقة بتقدمها التقني والعلمي . اخوتي اعيد وأكرر ان السياسة كما في الماضي كذلك هي في الحاضر والمستقبل يحددها من يملك رأس المال والاقتصاد... اعرج على ما قاله السيد المسيح محذراً :" لا تقدروا أن تعبدوا ربين الله والمال" ، نعم سيدي يسوع عندما يتساوى الله والمال ويصبحا في مستوى واحد في ميزان الحياة يسقط الإنسان في المال ويرذل كل العلاقات الأخلاقية والقيم التي علمتنا اياها، مع انك لم تطلب منا سوى أن لا نضع المال في مركز الله وانك لم تمنع عنا اقتناء المال" لذلك الفساد والطمع والجشع سيطرا على العالم. ومن هنا استمد الساسة جبروتهم.
في السياسة من يحررك من بؤسك يصبح صاحب القرار هو من يقرر لك، لذلك لا تنخدع بالكلمات ربما ما يحمله في باطنه عكس ظاهره، لا تقع في شراكه وفخاخه. لا شيء مضمون في السياسة، لا قداسة في السياسة ما يبرهن ويثبت صحة المقولة هو التغيرات التي حدثت منذ بدء الخليقة لغاية الان .التاريخ شاهد على صعود وهبوط شعوب وامم ، بقاؤها واندثارها. السياسة تميل الى الأقوياء لا الضعفاء. الدول الضعفية ان وجدت متعافية امام شعوبها فهي مطيعة ذليلة امام من يسيرها بالأقوال والأفعال.
الا توافقني سيدي/ سيدتي ان السياسة فن من فنون التجميل تستخدم فيه الجراحة والمساحيق والكلمات المرتبة الأنيقة المنمقة لتستمتع بحسنها وجمالها كي تنسى الظلم المسيطر الجاثم على الموتى الاحياء... يسعدني ان اعترف أن السياسة فن يحرم على فارسه الترجل عن صهوة جواده إلا ليقبل الأرض التي يقف عليها والجموع التي تحتضنها بين ترابها. احذر من السياسة التي تمنحك الحرية لتسلبك أياها، وتمنحك العدالة لتظلمك، وتمنحك النصر لتسقطك، وتمنحك الإنسانية لتفقدك إياها، وتمنحك المساواة لتهبط بك في آتون التفرقة والعنصرية ... قل نعم للرفعة للمجد للكرامة للسمو لا للذل والهوان والإستسلام.



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انطقوا الحقيقة
- المحبة تهدم الكراهية
- التغيير للأفضل
- تعلمت من الحياة
- تردد النخب دول هشة
- أزمة حضارية
- هل ألإيمان رسالة ثورية؟
- مسرح الأمل بالحرية
- أزمات سلوكية
- الزنى بالكلمات
- الهوية والمعرفة
- كلمات مبعثرة في زمن متهالك
- المحبة تناشدكم... إتبعوها
- حرروا عقولكم
- ثورة نهضوية
- العقل سلطان المعرفة
- تأميم العقل
- إنهزام الفكر مصيبة حضارية
- الضمير يبحث عن الإنسان
- فكرة معرفة ورأي


المزيد.....




- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
- وزير خارجية إيران يدعو الدول الإسلامية للتحرك ضد إسرائيل
- هل عارض ترامب خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الايراني؟
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على جميع ا ...
- إعلامي مصري شهير يتهم الإخوان المسلمين بالتعاون مع إسرائيل
- إيران تفتح المساجد والمدارس للاحتماء من ضربات إسرائيل
- وزير الخارجية الإيراني يدعو الدول الإسلامية إلى التحرك ضد إس ...
- TOYOUR EL-JANAH TV تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديد على ن ...
- شاهد الأب الروحي للذكاء الاصطناعي يحذر من خطره على البشر
- صواريخ إيرانية فوق المسجد الأقصى


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - شطحة في فن السياسة