أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - لا تفرط بعقلك لأحد














المزيد.....

لا تفرط بعقلك لأحد


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 8406 - 2025 / 7 / 17 - 19:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" العقول المتحررة من قبضة وقيود مستعبدي الفكر نعمة وبركة رائدة نهضة ورقي لجميع شعوب الأرض، دونها الجهل يسود وظلام التخلف ينتشر والاستبداد يطمرالبشر والهلاك يلفهم والموت يحصدهم ويفنيهم ".

مللنا وسئمنا واصابنا أعياء من ترديد مقولة "الإنسان أغلي ما نملك" هزلت لأن الواقع يجاهر ويعلنها بوضوح وصراحة ويعترف ويقر ويؤكد علناً أن الأنسان في هذا الزمن أصبحت حياته وافكاره وحريته ومستقبله رخيصة لا قيمة له ولها، لا يدرك أن مصيره مجهول وأنه بات رهينة الوعود العالمية والإقليمية في أيدي غير أمينة تتلاعب بمصيره، تسيرها المطامع والمصالح بضوابط وأحكام وضعية، وإلهية للأسف ايضاً، بقوة بعنف بإكراه بكلمات معسولة تهيج الخواطير وتبدد الضمائر، بكلمات ناعمة واعدة مرنة طرية تسرح في خياله الغض الحالم بمستقبل اجمل.
الإنسان لن يتحرر من شرنقته التي تلفه تكبح حريته في تقرير مصيره وأسلوب عيشه، ما دام هناك من يحتفل بتشييع عقله ووجوده ودفنهما في الوعود والكلمات، وتغتال براءته وتقوده كبهيمة وتحمله ما لا طاقة له على فهمه واستيعابه بأثقال فكرية لا يقوى على فهمها ونقدها والإستفسارعن ماهيتها وطبيعتها ومصادرها، ليفقد بالتالي وجوده ويتنازل عن كونه أرقى مخلوقات الخالق " الإنسان". بإرادته يستسلم ليصبح ضحية لمفترس يسيره كما يشاء حيثما يشاء ومتى يشاء غير مبالي بوضعه الإنساني ولا حتى كمؤمن بالله – رب السماء – الذي خلقه على صورته ومثاله.
كما ان جسدك ملك لك كذلك عقلك ايضاً لا تفرط به لا تبيعه، لا ترهنه، لا تتنازل عنه لأحد، بإمكانك أن تشكله كما ترغب بوعي بحرية دون رقيب يضعك تحت مجهره أو كاهن يعد خطواتك وهفواتك، انت فقط، فقط انت من يملك المسؤولية والحرية والقدرة على استخدام عقله في الحياة والمجتمع. إملأه بما تيسر لك من كل حدب وصوب بالفلسفة بالعلم بالأخلاق بالفنون بالقيم الخ... لتجذب بالمحبة والسلام كل إنسان دون إرهاب أو عنف أو قتل بل بكل سلوك وعمل وقول وفعل حسن متأصل فيك.
الطعام والشراب مدخلات أساسية ضرورية لإستمرار الحياة من اجل بناء عقل سليم في جسم سليم. مخرجات الأغذية بول وغائط. يبقى العقل المحرك الأساسي للجسم بإرادة ودون إرادة به تتفاعل مع جسدك وعالمك الخارجي. للعقل مدخلات عديدة تأتيه من محيطه، من كل الظواهر طبيعية كانت أو اجتماعية الخ.... طبيعية ليست من صنع الإنسان ولا دخل له بحدوثها فيزيائية بيولوجية الخ...هي، كلما ابحر في معرفتها حقق إنجازات علمية وتقنية يبلغ بها أعالي الفضاء وأقاصي الأرض ويكون منارة لكل الشعوب والأمم. الظواهر الاجتماعية والثقافية والسياسية الخ... هي من صنع الانسان من فجر بزوع ظهور الحياة ووجود الإنسان على هذا الكوكب وما صاحبه من تغيرات عبر ملايين السنين لتفسيرات واجتهادات وارتبطات بين الظواهر كلها كي يفسر الكون وبشكل خاص ليجيب على السؤال السرمدي من اين جئنا؟ والى أين ننتهي؟. لذلك مخرجات العقل ليست بول او غائط بل قوانين لسلوكيات وأفعال وانماط حياتية واكتشافات واختراعات تبهر البشر. فإن كانت المدخلات للعقل سليمة تكون المخرجات سليمة، وان كانت غير سليمة مخرجاتها تكون غير سليمة.
خلط الظواهر الطبيعية والغير طبيعية بعضها ببعض بعيدا عن التفسيرات والتحاليل العلمية تربك عقل الإنسان وتخرجه من عصره وزمنه وتبعده عن واقعه ليقف عاجزاً حائراً دون هدف يسير، يقف مسمرا يبحث عن معنى وجوده ومكانته ودوره على الأرض بين كل شعوبها.
المحصلة الثقافية والحضارية والتقنية الخ...تعتمد على الجهود الفكرية للشعوب واستنتاجاتها لملائمة علوم وتقنية روح الزمان والمكان المعاصر، ليخرجوا بأنماط عديدة لمفاهيم جديدة تفسر كل الظواهر حول الإنسان ومحيطه. لذلك دون استبدال العقل العتيق في الإنسان لعدم حاجته اليه لأنه في غنى عن امتلاكه كونه مصدر ألم وبؤس وفقر وجهل الخ...، ودون ولادة عقل جديد اكثر انفتاحاً وتحرراً لن تستقر الأحوال والأموروتهدأ لأن الظروف لم تهبط علينا من السماء بل هي من صنعنا.
عزيزي القارىء إنهض بادر إعمل بشكيمة قوية عالية لا تخشى الكلل والملل، تحدى النعوت العنصرية التي تقسم البشر بين هذا منا وذاك ليس منا وتنادي بطحن البشر. إنهض اصحوا كي تكون ملكيتك لعقلك متحررة من كل قبضة وقيد به تعطل وتقييد الحلول بين البشر، كي يصبح العدل والمساواة والرحمة والمحبة والسلام سادة العالم وتنعم الشعوب والأقوام على إختلاف مشاربها الفكرية والدينية والسياسية والإجتماعية والإثنية بالأمن والأمان.
اختي اخي كل الوعود والحلول التي يُبلغ بها ويبلعها الإنسان قذرة ما دامت تخلوا من المحبة للقريب والبعيد، لذلك انصحك أن: " لا تفرط بعقلك لأحد".



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للسلام إجنحي يا شعوب الأرض
- شطحة في فن السياسة
- انطقوا الحقيقة
- المحبة تهدم الكراهية
- التغيير للأفضل
- تعلمت من الحياة
- تردد النخب دول هشة
- أزمة حضارية
- هل ألإيمان رسالة ثورية؟
- مسرح الأمل بالحرية
- أزمات سلوكية
- الزنى بالكلمات
- الهوية والمعرفة
- كلمات مبعثرة في زمن متهالك
- المحبة تناشدكم... إتبعوها
- حرروا عقولكم
- ثورة نهضوية
- العقل سلطان المعرفة
- تأميم العقل
- إنهزام الفكر مصيبة حضارية


المزيد.....




- دول الساحل تشتعل مجددا و-نصرة الإسلام والمسلمين- تهدد عواصمه ...
- واشنطن تقبل تفسير نتنياهو أن قصف الكنيسة في غزة حدث بالخطأ
- تغيير مسمى مكتب الشؤون الفلسطينية إلى التواصل مع الجمهور.. ...
- إدانات دولية لاستهداف إسرائيل كنيسة العائلة المقدسة والفاتيك ...
- جمعية الشبان المسيحيين في القدس.. تاريخ طويل من الخدمة والدع ...
- لوموند | اعتقال -عشرات- من -اليهود- في إسرائيل بشبهة التجسس ...
- وزراء خارجية 11 دولة عربية وإسلامية يؤكدون دعمهم لسيادة سوري ...
- -حلف الدم-.. كيف توظف إسرائيل الطائفة الدرزية في صراعها مع س ...
- استهداف إسرائيلي مدروس للكنائس في غزة يهدف لتهجير المسيحيين ...
- مسؤولون: الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة تعرضت لقصف مباشر ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - لا تفرط بعقلك لأحد