أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - اسئلة النقد السينمائي بالمغرب :من يشاهد الآخر ؟ من يصور الآخر ، من يدرس الآخر السينما أم نحن ؟















المزيد.....

اسئلة النقد السينمائي بالمغرب :من يشاهد الآخر ؟ من يصور الآخر ، من يدرس الآخر السينما أم نحن ؟


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 18:14
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


صدر للأستاذ نور الدين ولوت كتاب " أسئلة النقد السينمائي بالمغرب مقدمات نظرية " في العام 2014 وعلى طول صفحات الكتاب الذي جاء فير184 صفحة من القطع المتوسط ، يتطرق الكاتب "للسينما والأدب والفلسفة، ونقد النقد مع الاحتفاء بالطابع الإيجابي للسينما، بقدرتها على مراوغة الزمن وعلى التحليق خارج فضائنا وسياقنا ،وجعلنا جزء من حياتها . لدرجة أننا قد نتساءل عمن يشاهد الآخر ، عمن يصور الآخر ،عمن يدرس الآخر . وبهذه الصورة أخذت السينما حياة جديدة تتسم بالاستقلالية . فهي ليست مجرد صورة عابرة ،وإنما وجود وإحساس بالوجود . إنها فكر مستقل حياة بكل نجاحاتها وإخفاقاتها حياة تقاوم الموت "
الكتاب هو محاولة جادة للإجابة عن أبرز التحديات التي يواجهها النقد السينمائي المغربي على نحو عام ،حيث حضور النزعة الانطباعية في الغالب ،و صعوبة إخضاع المنتوج السينمائي لمنهج علمي موحد. لا سيما حين تعود الذاكرة إلى الذاتية بدلا من التحليل العميق، فضلا عن التقصير في ربط النقد بالسياق الثقافي والاجتماعي.
وتتمحور أسئلة النقد السينمائي بالمغرب كما تتجلى في الكتاب حول اشكالية المنهجية بالدرجة الأولى أي غياب النقد الموضوعي المنهجي والاعتماد على الانطباعات والارتسامات الذاتية التي تتولد جراء مشاهدة فيلم ما . أضف إلى ذلك نقد المشكلة أو الأزمة دون ربطها بالواقع الثقافي حيث الاعتماد بالأساس الذاكرة الذاتية. أي العلاقات الخاصة بعيدا عن المنهج العلمي .
ولأن الطر ح إشكالي بالأساس ، فإن الأسئلة لا تكف عن البروز. لماذا يغلب الطابع الانطباعي على الأحكام النقدية؟ كيف يمكن تطبيق منهج نقدي موضوعي على السينما المغربية؟ كيف ترتبط أزمة السينما المغربية بالسياق الثقافي والاجتماعي العام؟ هل يمتلك الناقد الأدوات اللازمة لتشريح الفيلم وتقييمه بشكل علمي؟ كيف يمكن للسينما المغربية أن تجد صوتها الخاص بعيدا عن المحاكاة والتكرار؟ هل يكتفي الناقد بالتحليل السطحي أم يسعى لتأصيل النقد وتطويره؟
ولما كانت النظرية السينمائية تستوجب دراسة جوهر السينما وتأطير فهمها وعلاقتها بالواقع والفنون والمجتمع، فإن استخدام مفاهيم مثل البصرية السرد التفاعل واللغة السينمائية (زوايا، إضاءة، مونتاج). عبر مقاربات نقدية متعددة ضرورة لا محيد عنها. نذكر منها الموضوعاتية: تحليل الأفكار والتيمات (المواضيع) في الأفلام. الأدبية: التعامل مع الفيلم كنص أدبي قابل للتأويل. التفاعلية: إعطاء المشاهد دورا في بناء المعنى. النصية والسياقية: تحليل البنية الداخلية للفيلم (حبكة، شخصيات، تقنيات) أو ربطها بسياقها الإنتاجي والاجتماعي. نقد الأزمة: ربط نقد "أزمة السينما المغربية" بتطورها التاريخي والتقني، وتحليل إنتاجاتها في سياق التحديات الكبرى.
يتوزع الكتاب إلى تقديم وثلاثة فصول وخاتمة.
في الفصل الأول سينما وأدب نقرأ : النقد الأدبي والسينمائي -القراءة النقدية – السينما والنحو- النقد بين المنهج والتأمل -دور المخرج -الرواية والسينما- المحكي الروائي والمحكي الفيلمي .
في الفصل الثاني : المشاهدة والسؤال الأونطولوجي :
سينما وفكر -الحركة والإدراك السينمائي -الصورة والنظر والذاكرة -الوضع في الهاوية -لقاء مرفوض-
الفصل الثالث : نقد النقد : نور الدين أفاية -حميد تباتو- محمد اشويكة- العربي العلوي لمحرزي - بين التأريخ والنقد - الإحالات والمرجعيات. -بوشتى فرق زايد- خاتمة
وفيها يتحدث المؤلف " عن السينما في علاقتها المتداخلة والمتشابكة مع مجموعة من العناصر الأخرى التي أثرت على مسارها، وأعطتها دفعا جديدا وزخما مكنها من الاستمرار في الحياة والتجدد. ويظل الهدف الرئيسي للناقد نور الدين ولوت " هو الإطلال على عالم النقد السينمائي، "وتوسيع زوايا النظر، ومحاولة فهم بعض التجارب، وإبداء بعض الآراء والتصورات الشخصية في مجموعة من الجوانب المتعلقة سواء ببنية السينما أو بوظيفتها" . ومما يثير انتباه القارئ هو تعدد الأسئلة أكثر من الأجوبة " حيث يبرر المؤلف ذلك باعتبار " السينما مجال إشكالي، متغير متحور، ولأن زوايا النظر متشعبة متجانسة تارة ومتنافرة تارة أخرى. وهذا الانفتاح بقدر ما يشكل إغناء للبحث بقدر ما يجعله محتاجا إلى ضبط الآليات والمفاهيم".
وفي باب على سبيل الختم ، يقر المؤلف صراحة أنه لا " يطمح إلى تقديم إجابات جاهزة لمجموعة من القضايا السينمائية ،بقدر ما كان يرغب في إحداث بعض الثقوب وخلخلة بعض التصورات وفتح بعض المواضيع الجديدة التي ظلت غائبة في الفكر السينمائي المغربي، وكان من الضروري مراعاة التنوع والتعدد، الأمر الذي يفرضه انفتاح الحقل السينمائي بشكل هائل على مختلف الأنشطة الإنسانية الأخرى، هذا الانفتاح ظل يوازيه انحسار في أفق العديد من الكتابات السينمائية التي ظلت تكرر نفسها باستمرار معتقدة بأن الفكر السينمائي بشكل مجموعة مغلقة "
لقد سعى كتاب " أسئلة النقد السينمائي بالمغرب مقدمات نظرية " للناقد نور الدين ولوت عبر مسار ثلاثة فصول إلى مقاربة السينما في علاقتها المتشابكة مع الأدب والفلسفة وباقي الحقول المعرفية، انطلاقا من قناعة مفادها أن السينما لا يمكن اختزالها في بعدها التقني أو السردي فقط، بل هي مجال مفتوح على أسئلة الوجود والفكر والجمال. وكان الهدف الأساسي من هذا التناول هو توسيع زوايا النظر، والاطلال على تجارب مختلفة، ومحاولة فهم بعض مساراتها، مع إبداء تصورات شخصية بشأن بنية السينما ووظائفها المتعددة.
وإذا بدا أن الأسئلة المطروحة في هذا الكتاب تفوق الأجوبة، فإن ذلك يعود إلى طبيعة السينما نفسها باعتبارها حقلا إشكاليا متغيرا ومتحولا باستمرار، تتعدد داخله المقاربات وتتنوع زوايا النظر، فتتقاطع أحيانا وتتباين أحيانا أخرى. وهذا الانفتاح، على الرغم مما يتيحه من إمكانات لإغناء البحث السينمائي، يفرض في الآن ذاته ضرورة ضبط المفاهيم والآليات المنهجية، تفاديا للانزلاق نحو التكرار أو التبسيط.
ومن الملاحظ أن اعتماد هذا العمل على مراجع أجنبية بشكل لافت لم يكن اختيارا اعتباطيا، بقدر ما فرضته شروط البحث العلمي، في ظل ندرة المراجع العربية التي تعالج بعض القضايا السينمائية بعمق منهجي. ويعود هذا النقص، في جانب منه، إلى تعثر حركة الترجمة، وعدم قدرتها بعد على الاضطلاع بدورها في تعزيز الفكر السينمائي العربي، فضلا عن إشكالات أخرى مرتبطة بجودة الترجمات المتداولة، وبسياقات النشر والتوزيع التي تحدّ من انتشار الكتب النقدية، خصوصا في التجربة المغربية، حيث غالبا ما تصدر هذه الأعمال في طبعات محدودة وعلى نفقة أصحابها.
إن هذه الإكراهات تعيد طرح سؤال النهضة السينمائية والنقدية بوصفه مشروعا جماعيا لا يمكن أن يتحقق إلا ضمن دينامية فكرية مستمرة، وجهود مؤسساتية ومجتمعية متضافرة، تشارك فيها مختلف الأطراف المعنية بالفعل السينمائي، من باحثين ونقاد ومبدعين ومؤسسات ثقافية.
وفي هذا السياق، لم يكن هذا الكتاب يطمح إلى تقديم أجوبة نهائية أو وصفات جاهزة بقدر ما سعى إلى خلخلة بعض التصورات السائدة، وفتح نوافذ جديدة للتفكير في قضايا ظلت مهمشة داخل الفكر السينمائي المغربي. كما حرص على الاحتفاء بالطابع الإيجابي للسينما، وبقدرتها على مراوغة الزمن، والتحليق خارج السياقات الضيقة، وجعل المتلقي شريكا في تجربة جمالية وفكرية تتجاوز حدود اللحظة والواقع.
إن السينما، في نهاية المطاف، ليست حقلا مغلقا أو نسقا مكتفيا بذاته، بل فضاء ديناميا مفتوحا على التحول والتفاعل مع مختلف الأنشطة الإنسانية، وهو ما يستدعي وعيا نقديا متجددا، قادرا على مساءلة الذات، وتجاوز التكرار، والانخراط في أفق فكري أكثر رحابة وعمقا.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنكهة الجرح الجميل يسم الشاعر يحيى عمارة ديوانه الثامن -كرنف ...
- تازة وباديتها - المغرب - من خلال الأرشيفات الأجنبية والتراث ...
- سيارة تشبهني
- ابتلاعات -قصة رجل ظل يقف طويلا بباب رئيس المجلس البلدي عند ب ...
- -ذاكرة الأسامي- للأديب الراحل محمد الفشتالي - أجمل القراءات ...
- ليام نيسون Liam Neeson يضفي إنسانية على أدواره عندما يتقمص ا ...
- - JUSQU AU BOUT DU COEUR - حتى آخر القلب - للشاعرة المغربية ...
- الروائية الشابة فاطمة الزهراء بنموسى - الخيال مفتاح اللغز- د ...
- قراءة متجددة لكتاب -- ملامح الكتابة الصحفية- السمات اللغوية ...
- أطروحة جامعية تسلط الضوء على- السرد الترابطي- كإفراز للتحولا ...
- الإبداع والإعلام أية علاقة ؟
- مسرحية -تغريبة ليون الإفريقي -للدكتور أنور المرتجي : ضرورة د ...
- للمرة الثالثة أو الرابعة أعيد قراءة كتاب -عرائس المروج -للأد ...
- نص مداخلتي في ندوة الكتابة في مرآة الذات ضمن فعاليات المنتدى ...
- كتاب -تصور الأهواء والانفعالات في الفلسفة العملية لديكارت بي ...
- الدكتور عمر بنعياش -محمد جسوس من القرويين إلى برينستون سيرة ...
- الصحفي حين يمسك بالقلم لا يدوّن وقائع فحسب..
- البروفيسور أحمد شراك في أحدث إصداراته- كما يتنفس الكلم- سيرة ...
- ديوان - الشيوعي الأخير فقط- للشاعر العراقي سعدي يوسف – تجربة ...
- حوار مع المخرج المغربي الواعد رامز لطرش السينما كانت علاجي و ...


المزيد.....




- تونس: ماذا تحقق من مطالب ثورة -الياسمين-؟
- المغرب يفوز على الأردن ويتوج بكأس العرب 2025 بالدوحة
- توغل إسرائيلي جديد في جنوب سوريا ودعوات دولية لاحترام سيادته ...
- رويترز: دمشق وقسد تتفاوضان لتنفيذ اتفاق الدمج في مؤسسات الدو ...
- فيديو.. قتلى بعد تحطم طائرة أثناء هبوطها في مطار أميركي
- بتعليمات ملكية.. إطلاق برنامج لدعم متضرري فيضانات آسفي
- أردوغان وبوتين.. مفترق طرق يحسم مستقبل الدفاع التركي
- -الملف البحري السري-.. كشف تفاصيل مخطط حزب الله ضد إسرائيل
- حادثة كارثية.. تسرب 10 أطنان من الخرز البلاستيكي الحيوي إلى ...
- -نؤيد نهج مادورو-.. موسكو تحذّر واشنطن من -خطأ فادح- في سياس ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - اسئلة النقد السينمائي بالمغرب :من يشاهد الآخر ؟ من يصور الآخر ، من يدرس الآخر السينما أم نحن ؟