كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 09:13
المحور:
سيرة ذاتية
سقط (جون) في الممر المشترك بين حظيرة الأبقار وإسطبل الخيول، وقع مغشيا عليه بسبب اضطرابات دماغية مفاجئة في التوقيت اليومي لخروج الخيول والأبقار إلى المرعى، لكنها لما رأته مستلقيا على ظهره لم تستحقه بحوافرها ولم ترفسه بقوائمها، بل قفزت وابتعدت وتخطت من دون ان تؤذيه، في حين هرع كلبه إلى الكوخ لاستدعاء زوجته وإشعارها بالحادث، ثم عاد مسرعا ليبسط ذراعيه بجانب سيده. فسبحان من وضع الرحمة والتراحم في قلوب الدواب والماشية والبهائم. .
فطرة فطر الله الكائنات عليها، حتى عند من تبدو أنها أكثر فتكاً وشراسة. فمع شراستها لا تخلو مما جُبلت عليه من رحمة. .
لكننا نتلقى الصدمات أحياناً بلا مبرر من ابناء جلدتنا حين لا نجد الرحمة في قلوبهم، وبخاصة من بعض الذين عشنا معهم في المراحل السابقة، أو من بعض الذين كنا نعرفهم منذ زمن بعيد ثم شاءت الأقدار ان نفترق ويذهب كلٌ منا إلى شأنه في دروب الحياة. .
فبينما كنت أتصفح مواقع الفيسبوك ليلة البارحة قرأت تعليقا لمدرس كان معي في اعدادية المعقل بالبصرة، ثم أكمل دراسته الجامعية في كلية العلوم، والتحق بعد التخرج بالتعليم الثانوي ثم احيل إلى التقاعد. رجل تجاوز العقد السابع من العمر، كان في شبابه طالبا مجدا مؤدبا متعاونا، ينحدر من اسرة متوسطة. لم التقيه منذ خمسين عاماً، ومع ذلك اختار الهجوم ضدي دونما سبب، فقط ليفرغ ما في جعبته من شتائم ولعنات دونما سبب ودونما مبرر. .
تخيل عندما تأتيك الهجمات من مدرس متقاعد كان طالبا معك قبل نصف قرن من دون ان تحتك به او تتقاطع معه ؟. أمر محير حقاً ان تجد نفسك مستهدفا بلا رحمة من انسان بهذا العمر. لا شك انها حالة تثير الريبة بعدوانية بعض المحسوبين على الجنس البشري. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟