|
|
التسطيح المقعّر في المستوى الميتا-غائم -قصة ميتا سريالية
غالب المسعودي
(Galb Masudi)
الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 14:13
المحور:
الادب والفن
في "الأبدية الرمادية"، حيث كان الوقت مجرد خطأ مطبعي في سجلات الدوام، كان الوجود يطفو ببطء قاتل. لم يكن الموت حدثًا بيولوجيًا، بل حالة روتينية دائمة. كان الجميع أمواتًا إداريًا، يتحركون كأشباح مرتدية بدلات رسمية، يطاردون الأوراق المستعملة. الواقع كان بناءً هلامياً شُيّد بالكامل من الكذب الموثق والمصدّق عليه بوثيقة رسمية من إدارة "التاريخ المنصرم عقلياً". في الطابق الأربعين، الذي كان يُفترض أنه الطابق الأرضي حسب "مرسوم التسطيح الهيكلي رقم 7"، جلس السيد زيف على رأس طاولة من البلوط كانت تئن تحت وطأة الوزن الهائل لكرشه السائح في الثريد. كان الاجتماع يدور حول إنجازات الربع الخالي الأخيرة. صرخ السيد زيف بصوت يشبه صرير قلم حبر مكسور: لقد حققنا نجاحًا باهراً في تضخيم الفجوة بين ما نقوله وما نفعله. وفقًا لـ مؤشر الاقتناع الصفري، فقد تجاوزنا التوقعات بنسبة %400 الآنسة وهم، مديرة "قسم إخفاء الإحصائيات"، أجابت: صحيح، سيدي. لقد أبدع فريقنا في اختراع ملفات موظفين عاطلين يحصلون على ترقيات حقيقية. هذه العملية تضمن أننا لا نزيد عبء العمل على الموظفين الوهميين، وهم بدورهم يتقنون فن التظاهر بالانشغال. السيد زيف، رئيس لجنة تقييم النزاهة، أضاف: لقد نجحنا في تمرير ميزانية الضباب التي تخصص الأموال حصريًا للمشاريع التي لن تُنفذ أبدًا. هذا يثبت التزامنا بـ الحفاظ على السيولة النقدية في حالة جمود تام. في الحقيقة، كانت الأرقام في المستندات تتغير تلقائيًا كلما نظر إليها أحد؛ كانت مثل حبر سري يظهر ويختفي ليناسب اللحظة المعنية. كان الهواء في الغرفة ثقيلاً لدرجة أنه يمكن تقطيعه وتقديمه كـ "شرائح من الحقيقة المُحنّطة. الموظف نزار، الذي كان وجهه يبدو وكأنه استُنسخ من صورة قديمة لموظف متقاعد، كان يقضي أيامه في محاولة ملء استمارة "طلب إذن للوجود". هذه الاستمارة، ذات السبعين صفحة، كانت تتطلب إرفاق شهادة عدم الكينونة" و "تصريح بالتجاهل الذاتي"." كان مكتب نزار مغمورًا بالورق. لم يكن ورقًا عاديًا، بل كان ورق مستورد من المرافق الصحية المجاورة لبناية (سوق المخضر)؛ أوراق بيضاء ترفض أن تحمل أي معنى. إذا كتب عليها "الطقس مشمس"، تظهر بعد ثوانٍ عبارة "إقرار بالموافقة على تجميد الراتب." في لحظة سريالية، لاحظ نزار أن قلمه لا يكتب كلمات، بل يكتب أوامر إدارية. كل نقطة يضعها تتحول إلى "توجيه إلزامي بتأجيل الغداء إلى عشاء غير مسمى". صرخ نزار، صوته لا يسمعه سوى الورق الميت: ""أنا أبحث عن المخرج. كي أغادر في تلك اللحظة، تحولت كومة الأوراق الضخمة على مكتبه إلى دوامة، لا تسحب الأوراق فحسب، بل تسحب الألوان الباقية في الغرفة، وتسحب الأصوات، وتسحب أي فكرة لم تُخترع بعد. شعر نزار أن روحه، إن كانت لا تزال موجودة، قد أصبحت مجرد رقم إحصائي في خانة المتغيبين ذهنيا . في نهاية الممر الطويل، كان هناك باب مطلي باللون الأخضر الشفاف، يُفترض أنه باب "قسم الشفافية". كان الجميع يتجنبه. قرر نزار، الميت إداريًا، أن يخالف الإجراءات ويذهب إليه. عندما وصل إلى الباب، لم يكن هناك مقبض. كان الباب يهمس بصوت آلي: "للعبور، يجب عليك تقديم نسخة أصلية من كذبتك المفضلة!" بحث نزار في جيوبه، لكنه لم يجد سوى استمارة مجعدة عن إحالة إلى مستشفى (ماك لاين). في يأس، صرخ بالحقيقة الوحيدة التي لم تُذكر في المكتب: "لا يوجد عمل يُنجز هنا!" بمجرد أن نطق الحقيقة، لم يفتح الباب، بل انهار نحو الداخل، ليكشف عن فراغ أسود عميق. هذا الفراغ لم يكن نهاية، بل كان قاعة اجتماعات أكبر، حيث كان السيد (زيف) والآنسة (وهم) والسيد (فاسدا) ينتظرونه، محاطين بجبال من أوراق تتناسل ذاتيًا. ابتسم السيد زيف ببرود: تهانينا يا نزار! لقد نجحت في المرحلة التجريبية لإنكار الواقع. يمكنك الآن الانضمام إلى قسم إدارة الفراغ . مهمتك هي ملء هذا الفراغ بـ تقارير يومية عن امتلاء الفراغ. استسلم نزار، وسحب استمارة "طلب وجود جديد في الفراغ"، وبدأ يكتب، لكن القلم لم يكن يكتب سوى: "أنا على ما يرام. الوضع تحت السيطرة، الإنجازات مستمرة". بعد ذلك بساعتين صدر "مرسوم التسطيح الهيكلي رقم 7" في منتصف ليلة الثلاثاء، أو ربما كان يوم خميس، ففي هذه الأيام السريالية المراسيم تتداول مثل العملات المزيفة. لم يُعلَن عنها عبر مكبرات الصوت، بل عبر إحساس خفيف بالغثيان يشعر به جميع الموظفين الأموات إداريًا في نفس اللحظة. كان الهدف الرسمي للمرسوم هو: "تحسين كفاءة التنظيم الإداري عبر إزالة الارتفاعات والتراكمات غير الضرورية في التسلسل الهرمي المسطح فيزيائيا والمتقعر أفقياً بناء على رغبة الفيض الكهربائي". السيد زيف، الذي أصبح الآن، "المُسطِّح الأعلى" هو من وقّع عليه، وكان التوقيع بقلم وحبر على شكل ممحاة عملاقة محت فكرة الارتفاع من النص. المرسوم لم يقتصر على تسطيح الهياكل الإدارية (حيث أصبحت الألقاب الإدارية كلها تحمل اسم "مُشرف على السطح الأفقي 1-أ")، بل بدأ بتسطيح المقعّر نفسه. أصبحت المسافة بين مكتب نزار وقاعة الاجتماعات الكبرى التي كانت سابقًا 500 متر صفرًا إداريًا. إذا فكر نزار في الوصول إلى القاعة، كان يصل على الفور، ولكن الوصول الفعلي لم يكن يتم إلا بعد أن يملأ استمارة "الاعتراف بوصول غير مرغوب فيه" (النموذج 303-ب). الطوابق العشرون في مبنى الإدارة لم تعد مكدسة فوق بعضها البعض. بل انسحبت أفقيًا مثل طبقات الكرتون المبلل. عندما تفتح باب مكتبك، قد تجد نفسك فجأة في مطبخ مبنى آخر، أو ربما في عام 1905 إداريًا.
بدأ الموظفون يشعرون أنهم يفقدون عمقهم. لم يعودوا ثلاثي الأبعاد. نظر نزار إلى مرآة مكتبه المسطحة بدورها، ووجد انعكاسه عبارة عن صورة ظليلة باهتة محشوة بملفات قديمة. كان بالكاد يدير جسده دون أن يختفي خلف ورقة بحجم -أ4 . يُشاع أن بعض المديرين الأكثر طموحًا، حاولوا الاستفادة من التسطيح، فقاموا بتسطيح ضمائرهم بالكامل، مما جعلهم كائنات ثنائية الأبعاد لا يمكن رؤيتها إلا من زاوية محددة جدًا: زاوية المصلحة الذاتية. الأكثر غرابة، هو تأثير المرسوم على الميتا-واقع: كانت الحقيقة دائمًا مجرد مادة صلبة، قابلة للتشكيل. لكن المرسوم رقم 7-01 سطّح الحقيقة إلى نقيضها الأفقي. فجأة، بدأت الأكاذيب الإدارية تكتسب عمقًا دراميًا وثلاثي الأبعاد. عندما يقول السيد زيف: "ميزانية القسم تحت السيطرة"، فإن هذه العبارة تصبح كيانًا حيًا، تقريرًا ماليًا متجولًا، له ظلال وصوت جهوري، في حين أن الحقيقة وهي أن القسم مفلس تمامًا أصبحت مجرد خط رفيع مرسوم على سطح مائي. تحولت ذاكرة الموظفين الجماعية عن أي فشل أو فساد سابق إلى مجرد رف مُسطَّح في قاعة الأرشيف، يمكنك أن تسحب الرف، لكن كل ما ستجده هو أوراق بيضاء تحمل ملاحظات مكتوبة بـ "لا شيء مهم هنا". شعر نزار أن حياته أصبحت مجرد مخطط انسيابي مُسّطح. بدأ يبحث عن ثغرة، اكتشف نزار أن قلم الرصاص القديم الذي يملكه، والذي كان يستخدمه سابقًا لكتابة أوامر التأجيل، قد تحول الآن إلى "مطواة الأبعاد الخمسة". إذا رسم نزار خطًا منحنيًا على سطح مكتبه مخالفًا بذلك مرسوم التسطيح، فإن هذا الخط يخلق فجأة ارتفاعًا طفيفًا، في الواقع ثلاثي الأبعاد. قرر نزار أن يقوم بـ أكثر أعمال الشغب الميتافيزيقية تطرفًا في تاريخ الأبدية: في اجتماع التسطيح الأسبوعي، حيث كان الجميع جالسين كصور في إطار، سحب نزار مطواة الأبعاد ورسم دائرة غير مكتملة على طاولة الاجتماعات. هذا الانحناء المفاجئ في الواقع المسطح تسبب في ظهور ظل، ظهر ظل عميق ومدهش أسفل السيد زيف. لم يكن ظل جسده، بل ظل أخطائه وخداعه، كان ظلًا أسود عملاقًا يبتلع الضوء كأنه ثقب أسود. بدأت الألقاب المسطحة مثل "المُسطِّح الأعلى" تتطاير في الهواء كالغبار، وتستبدل بالقاب أخرى: "المُخادع الرئيسي". لأول مرة منذ سنوات، سمع نزار صوتًا له عمق خماسي الأبعاد. كان صوت الضحك، ليس ضحكًا ساخرًا، بل ضحكة محررة خرجت منه هو نفسه، بعد رؤية الحقيقة المسطحة تنحني باتجاه حنجرته. في تلك اللحظة، لم يهرب نزار إلى عالم ثلاثي الأبعاد. بل انفتح أمامه باب جديد، باب سريالي مصنوع من الخطوط المتموجة والمرفوضة. قفز نزار إلى الداخل، تاركًا خلفه الموظفين المُسطَّحين يواجهون تبعات ظهور الظل العملاق. لقد نجح نزار في تحويل الواقع الميت من مسطح إلى منحوت، باستخدام سلاح واحد: "الانحناء الفني للحقيقة". عندما قفز نزار عبر الباب السريالي المنحني الذي رسمه، لم يجد الحرية ثلاثية الأبعاد التي توقعها. بدلاً من ذلك، سقط في مستوى التسطيح المقعّر. هذا المستوى لم يكن مسطحًا بشكل أفقي ممل، بل كان مسطحًا بشكل عمودي ومُنحَنٍ باستمرار. كان المكان أشبه بـوادي لا نهاية له من الأرق، حيث تتراكم استمارات "الاعتراف بوصول غير مرغوب فيه" (النموذج 303-ب) في منحدرات لا متناهية من الورق الصحي. كانت جميع الجدران والمكاتب مقوّسة نحو الداخل، مما يخلق وهمًا بصريًا بأنك تسقط دائمًا نحو المركز، أيًا كان المركز في هذا العالم. المرسوم رقم 7 لم يُلغَ، بل اكتسب بُعدًا جديدًا في التسطيح المقعّر، لم يعد الخداع يهدف إلى إخفاء الحقيقة، بل إلى إخفاء الانحناء. كان الموظفون هنا وهم أشباح إدارية على شكل خطوط متموجة مكلفين بمهمة واحدة: "إثبات أن الخطوط المنحنية هي في الواقع خطوط مستقيمة". كانوا يجرون قياسات لا نهائية باستخدام مسطرة من المطاط لإثبات أن هذا الواقع، على الرغم من تقوّسه الواضح، هو في الأساس مسطح تمامًا ومستقيم إداريا. لم يعد الوقت يتوقف أو يتقدم، بل كان يلتوي حول نفسه. كان نزار يستطيع رؤية ما فعله قبل ساعة في نفس اللحظة، لكنه لا يستطيع تذكره بوضوح لأنه "تم تمرير طلب الذاكرة عبر لجنة التسطيح الزمني." ألقاب الموظفين كانت تُكتب الآن بالعكس. فكان المُدير العام يُسمى "المنظف المساعد"، بينما كان نزار، الموظف البسيط، يُسمى "القيادة الاستراتيجية المؤقتة". لكن هذا التغيير لم يمنحه أي سلطة، بل جعله مسؤولاً عن كل الأخطاء التي لم تُرتكب بعد. نزار أدرك أن هذا المستوى هو أسوأ كابوس للميتافيزيقيين؛ إنه الواقع الذي يدرك تمامًا أنه كذبة، ولكنه يجبرك على التوقيع على إقرار يثبت أنه الواقع الوحيد الممكن والمنطقي. في أحد المنحنيات الحادة، التقى نزار بكائن يُدعى "المُدقق المُعَرَّج". كان هذا الكائن عبارة عن مجموعة من الأرقام المالية تتشابك في شكل حلزوني. المُدقق المُعَرَّج، بصوت يشبه صوت آلة حاسبة على وشك الانفجار: "لماذا أنت مستقيم إلى هذا الحد؟ هذا الانحناء ضروري لسير العمل" نزار: أنا لست مستقيمًا. أنا أحاول فقط أن أفهم نقطة البداية، أين كانت الحقيقة قبل أن يتم تسطيحها مرتين...؟ المُدقق المُعَرَّج: "نقطة البداية...؟" (يضحك ضحكة رقمية). "في هذا المستوى، نقطة البداية هي نقطة النهاية، وهي أيضًا منتصف التقرير الكاذب. إذا كنت تبحث عن استقامة، يجب أن تجد الختم الدائري. علم نزار أن الختم الدائري هو الأداة الوحيدة التي يمكنها أن تثبت وجود شيء غير مُسطَّح إطلاقاً، لأنه يمثل الشكل الذي لا يمكن تسطيحه دون تغيير جوهره. بدأ نزار يتسلق منحدرًا حادًا من الأوراق المعوجة. كلما تسلق للأعلى، أصبح الانحناء أكثر جنونًا، حتى وصل إلى مكان كان فيه الهواء عبارة عن معادلات رياضية غير محلولة. في النهاية، وجد نزار الختم الدائري ملقى على حافة منحنى، لكن المشكلة كانت أن الختم الدائري كان يُستخدم لختم استمارات الإقرار بأن كل شيء مربع تمامًا. يواجه نزار خيارًا سرياليًا أخيرًا: هل يستخدم أداة الكمال الدائري لتوثيق الكذب المطلق؟ أم أن هذا الختم نفسه هو مفتاح آخر لـ مستوى ثالث من التسطيح الميتا-مائل؟ أدرك نزار أن منطق التسطيح المقعّر يعمل على مبدأ نقيض الحقيقة الذاتي. لكي تدمر أداة مخصصة لتوثيق الأكاذيب، يجب عليك أولاً أن تجعلها تقوم بـ أقوى كذبة مطلقة ممكنة في هذا السياق الهندسي. أمسك نزار بـ الختم الدائري، الذي كان باردًا وثقيلًا في يده. وقف على حافة منحنى الأوراق الملتوية. أمامه، كانت هناك استمارة الإقرار بأن كل شيء مربع تمامًا"، والتي كانت تتطلب توقيع "القيادة الاستراتيجية المؤقتة". رفع نزار الختم الدائري، الذي كان يمثل الشكل الهندسي الوحيد الذي يرفض أن يُسَطَّح، ثم ضغط الختم بكل قوته على الاستمارة. النتيجة لم تكن مجرد ختم، بل تناقض هندسي كارثي: التقى الشكل الدائري المطلق (الختم) مع التوثيق المربع المطلق (المحتوى). هذا التناقض الميتافيزيقي لم يكن ليحتمله الواقع المسطح. اهتز الواقع المقعّر بأكمله. لم يكن الاهتزاز فيزيائيًا، بل كان اهتزازًا في اليقين الإداري. تحول الختم الدائري إلى غبار ذهبي، محققاً غرضه الأخير كأداة لتوثيق التناقض. أطلق المُدقق المُعَرَّج صرخة شبيهة بـ "خطأ في القسمة على صفر!" قبل أن يتحول هو الآخر إلى خطوط متعرجة غير مفهومة. فجأة، بدأت الأوراق الملتوية والمنحنيات في محاولة يائسة للعودة إلى شكلها الأصلي. الأوراق بدأت تقفز وتلتف، محاولة أن تصبح مسطحة مستقيمة مرة أخرى، ولكنها لم تستطع. أدرك نزار أن كذبته الموثقة أدت إلى تدمير نظام التسطيح المقعّر، ليس عبر تدمير الواقع، بل عبر إثبات عدم منطقيته المطلقة. مع انهيار الانحناء، وجد نزار نفسه يُقذف إلى الخلف عبر طبقات الوهن. شعر وكأنه شريط فيديو إداري يُعاد عرضه بسرعة فائقة. فتح نزار عينيه فوجد نفسه جالسًا على كرسيه في مكتبه، محاطًا بكومة الأوراق الميتة. كانت الغرفة تعود إلى شكلها المسطح الأفقي الذي سبق المرسوم رقم 7. كان قلم الرصاص ملقى على مكتبه، لكنه لم يعد قادرًا على الرسم. نظرة سريعة إلى التقويم أظهر: الثلاثاء، 8:00 صباحًا. نفس اللحظة التي سبقت صدور المرسوم. دخل السيد زيف، بوجهه الذي لا يشبه صورة الموظف المتقاعد، إلى مكتب نزار: نزار، هل أنت بخير؟ تبدو مشوشًا. لقد وصلنا للتو إلى مرحلة التفكير في إصدار مرسوم جديد... مرسوم التسطيح الهيكلي رقم 0001-7 دمر نزار التسطيح المقعّر، لكنه لم يخرج من الأبدية. أعاد تدوير نفسه إلى نقطة الصفر في دورة الخداع الإداري. اكتشف أن التسطيح المطلق ليس نهاية، بل هو دورة سريالية لا نهائية من إعادة توثيق الأكاذيب. ابتسم نزار ابتسامة باهتة، وهو يعلم الآن أن الهروب الحقيقي لا يكمن في تغيير الأبعاد، بل في قبول الدور. نزار (بصوت هادئ): أنا على ما يرام يا سيدي. هل أحتاج إلى توقيع أي استمارات قبل أن يتم إصدار المرسوم؟ ربما أحتاج استمارة إقرار بعدم تغيير الواقع؟ في الأبدية، لا تتوقف الأكاذيب؛ بل يتم تسطيحها وإعادة تدويرها إلى الأبد. مرر نزار عينيه على مرسوم التسطيح الهيكلي رقم 0001-7 (المادة 1.0) ...! بما أن الواقع، كما تم توثيقه في جميع تقارير الأداء السابقة، هو حالة مثالية من الثبات والفعالية القصوى، وبما أن أي إشارة إلى الارتفاع الرأسي في التوقعات تشكل تهديدًا لوحدة الاستقرار الأفقي المذكور، لذلك، تقرر بموجب هذا المرسوم أن جميع الهياكل الإدارية والفيزيائية والذهنية يجب أن تُعامَل إداريًا كـ سطح مستوٍ مثالي . يُمنع منعًا باتًا استخدام مصطلحات مثل أعلى ، أعمق ، أحسن ، أو خارج ما لم تسبقها عبارة بشكل مجازي وكميًا غير قابل للقياس ، وذلك لضمان أن تبقى الحقيقة، في جميع الأوقات، ضمن حدود الاستقامة المسطحة والموثقة. (مادة 2.0) مفهوم العمل المنجز: يُعلن بموجب هذا المرسوم أن مفهوم "العمل المنجز" هو وهم إدراكي ثلاثي الأبعاد يجب تسطيحه فوراً. يُستبدل إثبات إنجاز مهمة ما بـ "إثبات عدم وجود المهمة أصلاً". أي موظف يثبت أن المهمة لم تكن موجودة في المقام الأول، يعتبر قد حقق نجاحًا إداريًا لا متناهيًا في الحفاظ على السيولة الزمنية في حالة جمود. يجب على الموظفين المعرضين لـ "نوبة الأفكار الجديدة" أن يقوموا على الفور بملء استمارة "طلب تصحيح إدراكي للنزول إلى مستوى اللا شيء". يتم تسطيح الفكرة عبر تحويلها إلى تقارير دورية عن جدوى الفكرة، وتُرسل هذه التقارير بشكل مستمر إلى لجان غير موجودة، مما يضمن تسطيح طاقتها التوليدية بشكل نهائي. يُكافأ الموظف الذي يثبت قدرته على التفكير بأبعاد صفرية، أي الموظف الذي لا يضيف أي معنى أو قيمة أو انحناء للواقع، بلقب "الكيان الأكثر استقامة إداريًا"، ويُسمح له بالعبور عبر الأبواب دون الحاجة إلى فتحها، لكونه لا يمتلك أي كتلة فكرية تعيق الحركة. يجب التعامل مع أي خطأ عبر إثبات أن الخطأ لم يقع، ولكنه كان جزءًا من خطة طويلة الأجل لإنشاء مربع إحصائي مثالي تم تنفيذه بنجاح. عقوبة ارتكاب خطأ هي الترقية الفورية إلى منصب يتطلب مسؤوليات أكبر بكثير من قدرات الموظف، مما يضمن تحول الموظف إلى وهم إداري ثلاثي الأبعاد يستهلك الموارد دون أي عائد، وهي أقصى درجات التسطيح العقابي. بعد عودة نزار إلى نقطة الصفر، كان جسده الميت إداريًا لا يزال يحمل ندوب التسطيح المقعّر الذي مر به، مما منحه لقب "الكيان الأكثر استقامة إداريًا" عن طريق الخطأ، وفقًا للمادة 3-ب من المرسوم. كان نزار جالسًا في مكتبه، يحاول أن يمارس النشاط المسموح به إداريًا والمتمثل في "الحد الأدنى من الوجود السلبي". فجأة...! شعر نزار بوخز غريب في دماغه المُسطَّح، وكأنه نتوء ثلاثي الأبعاد بدأ في التكوّن داخل جمجمته. لقد كانت فكرة حقيقية، أصلية، وغير مُسطَّحة. هذه الفكرة لم تكن مجرد ارتفاعًا في المخيلة، بل كانت تجاوزًا كاملًا للأبعاد الإدارية. كانت الفكرة لامعة، دافئة، ولها ظل حقيقي على مكتبه، مما يخالف المادة 3 التي تمنع ظهور أي ارتفاع غير مصرح به. أدرك نزار الخطر. إذا سمح لهذه الفكرة بالبقاء، فإنه سيُخضع لعملية التسطيح الفوري وفقًا للمادة 3-أ: تحويل الفكرة إلى "تقارير دورية عن جدواها" تُرسل إلى "لجان غير موجودة". هذا يعني موته مجازيًا وواقعيًا مرة أخرى. نهض نزار، وبدأ في الـ "حركة السريعة والمسطحة للأطراف" (تناول المادة 2-ب)، قاصدًا مكتب "قسم إخفاء الأفكار الخطرة". كانت الفكرة تتبعه كالظل، كل خطوة كان يخطوها نزار، كانت الفكرة تضغط على الواقع. عندما مر بجوار موظف آخر، همست الفكرة في أذنه: "الإجازة السنوية حق مشروع" وصل نزار إلى مكتب الآنسة وهم، نزار (وهو يرتجف، يحاول أن يتحدث بأبعاد صفرية): أحتاج... استمارة... طلب تصحيح إدراكي للنزول إلى مستوى اللا شيء بسرعة! لقد تعرضت لنوبة... نوبة........ الآنسة وهم: لا داعي للقلق يا كيان الاستقامة . هذه النوبات شائعة. لكن يجب أن نكون حذرين. أي ارتفاع غير مصرح به يمكن أن يسبب تجاعيد في الميزانية. قدمت له الآنسة وهم الاستمارة. كانت الاستمارة بحد ذاتها قطعة فنية سريالية؛ كانت فارغة تمامًا، ولكن كان عليها تعليمات تقول: املأ هذه الاستمارة عقليًا بكل الأسباب التي تجعل الفكرة الجديدة غير ضرورية أو مستحيلة، ثم سلمها فارغة لإثبات أنك قمت بتسطيح الفكرة بالكامل. جلس نزار وبدأ محاولة التسطيح الذهني للفكرة. مساعدة شخص ما؟ مستحيل. لا يوجد أحد هنا يحتاج مساعدة. الكل أموات إداريًا. المساعدة تتطلب عمقًا عاطفيًا، وهذا مرفوض إداريا." ولكن الفكرة كانت قوية! كانت تهمس له: يمكنك محاولة فتح النافذة! هناك ضوء في الخارج. هنا، تذكر نزار التكتيك الذي دمر به الختم الدائري: استخدام الكذبة المطلقة لإنهاء الدورة. بدلاً من تسطيح الفكرة إلى اللا شيء، قرر نزار أن يسطحها إلى أكثر شيء إداري سخفًا ممكنًا. رفع نزار عينيه، وقال بصوت عالٍ في مكتب الآنسة وهم: فجأة، تحولت الفكرة اللامعة في رأسه إلى مخطط تنظيمي ممل مليء بالأسهم والدوائر الفارغة. لقد حول نزار الفكرة إلى إجراء إداري بحت. انحنت الآنسة وهم باحترام: يا له من تسطيح عبقري! لقد قمت بامتصاص الطاقة الارتجاعية للفكرة وحوّلتها إلى بيروقراطية مسطحة قابلة للتوثيق. تهانينا، لقد تم تعيينك الآن رئيسًا مؤقتًا للجنة فرعية غير موجودة للإشراف على هذا المخطط. الخطر زال! لكن نزار لم يعد إلى الصفر. لقد ارتقى إلى مستوى جديد من التسطيح، حيث أصبح الآن جزءًا نشطًا من عملية توليد الخداع الإداري اللا نهائي. بما أن نزار أصبح الآن "رئيسًا مؤقتًا للجنة فرعية غير موجودة"، ومهمة هذه اللجنة هي الإشراف على مخطط لزيادة اللجان غير الموجودة بنسبة 200%، فإن أول مهمة له يجب أن تكون انعكاسًا منطقيًا لمواد المرسوم وإصدار تقرير رسمي (النموذج 404-أ): نموذج التأسيس الوهمي. يجب أن يثبت التقرير أن اللجنة الفرعية غير الموجودة قد عقدت اجتماعها التأسيسي الأول، وأن هذا الاجتماع قد فشل تمامًا في التوصل إلى أي قرارات قابلة للتنفيذ وإثبات أن عدم اتخاذ أي قرار هو قمة الكفاءة الإدارية في ظل التسطيح، لأنه يضمن الحفاظ على حالة الجمود الإداري المطلوبة (المادة 2-أ: إثبات عدم الإنجاز). يجب أن يتضمن التقرير توصية بـ "تشكيل لجنة عمل جديدة غير موجودة" لمراجعة أسباب عدم تحقيق اللجنة التأسيسية غير الموجودة لأهدافها، وبالتالي يضمن نزار تحقيق الزيادة المطلوبة بنسبة 200%. في الهياكل الوهمية، يجب أن يُرفق بالتقرير "كشف حضور غيابي" يثبت أن جميع أعضاء اللجنة غير الموجودين قد حضروا، ولكنهم لم يتركوا أي بصمة وجودية على الاجتماع، مما يؤكد التزامهم بالتسطيح الذهني (المادة 3-ب). مخرجات الاجتماع في النموذج 404-أ: أقر الاجتماع بنجاح بأن "حالة الإنجاز بقيت عند مستواها الإداري الصفري المُستهدف". (هذا يثبت التزام اللجنة بـ المرسوم 3-أ، ويُعتبر إنجازًا استباقيًا لضمان عدم حدوث أي ارتفاعات في الإنتاجية قد تؤثر سلبًا على البنية التحتية للخداع). التوصية الهيكلية (لتأمين الـ 200%): يوصي الاجتماع بشدة بتشكيل "لجنة متابعة للمخرجات غير المعلنة" مهمتها الأساسية هي: دراسة الآثار المحتملة لعدم وجودنا، وتقديم تقرير مفصل حول كيفية زيادة هذا الأثر السلبي الإيجابي. هذا الإجراء يضمن التزامنا بزيادة عدد اللجان غير الموجودة ويخلق دورة لا نهائية من الخمول الموثق. تم التأكيد على أن الاجتماع كان خاليًا تمامًا من أي محتوى، أو هدف، أو غاية واضحة. هذا الالتزام بالغموض يُعد نموذجًا يُحتذى به في جميع الأقسام، ويوصى بتعميمه كـ دليل إرشادي لتوثيق الوجود الوهمي
في مكتبه الذي لا يزال يشبه خطًا مستقيمًا بلا ارتفاعات، جلس السيد زيف خلف مكتبه المصنوع من الصمت الموثق. وصل إليه "نموذج التأسيس الوهمي 404-أ" الذي وقّعه نزار. أمسك السيد زيف بالتقرير، ولم يقرأه بعينيه، بل قرأه بـ حواسه الإدارية المُسطَّحة. في البداية، ارتفعت زاوية فمه بشكل طفيف، وهو ما يُعتبر انفعالًا هيستيريًا في مقاييس الأبدية الرمادية. السيد زيف بصوت يكتسي بالرضا الجليدي: ممتاز، ممتاز يا نزار. هذا التقرير هو نموذج يُحتذى به في التسطيح المُتعمَّد. لقد نجحت في تحويل الوجود إلى لا شيء موثق، وإثبات أن الفشل هو أعلى درجات الاستدامة الإجرائية. ثم، تجمعت على جبهته تجعيده إدارية واحدة، تدل على القلق العميق السيد زيف: "ومع ذلك، أخشى أنك قد ارتكبت خطأ الإفراط في الكمال" نزار (الكيان الأكثر استقامة إداريًا): "خطأ؟ سيدي، لقد حققنا الصفر الإداري المطلق في الإنجاز" السيد زيف: وهذا هو الارتفاع غير المصرح به يا نزار! إن التقرير، على الرغم من عدم وجوده الفعلي، هو أكثر وضوحًا مما ينبغي. لقد قمت بـ تسطيح اللا شيء لدرجة أنه أصبح واضحًا بشكل خطير. أشار السيد زيف إلى خانة "القرار المُتخذ"، حيث كُتب: تم التوصل بالإجماع التام إلى عدم اتخاذ أي قرارات جوهرية أو غير جوهرية. السيد زيف: هذا البيان صريح جدًا يا نزار. إنه يترك المراجع في حالة من اليقين بأن لا شيء قد حدث، وهذا يتعارض مع مبدأ الخداع المستمر. يجب أن يكون هناك دائمًا انحناء طفيف في الشك. مع إتمام نزار للـ "الملحق الضبابي"، يكون قد نجح في تسطيح التسطيح إلى درجة الغموض المطلق، مما أهّله لدخول "المستوى الميتا-غائم". في هذا المستوى، لم تعد الأكاذيب مجرد أفعال، بل أصبحت حالة جوية إدارية دائمة. السيد زيف، وقد شعر الآن بنوع من الهدوء السريالي بعد أن استعادت التقارير توازنها في اللا يقين، أدرك أن نزار قد وصل إلى قمة الأداء المطلوب. عقد اجتماعا مستعجلا وتلي بيانه على مسمع الجالسين في صالة الانتظار: "يُمنح السيد نزار هذه الشهادة تقديرًا لـ مساهمته الجوهرية غير المباشرة في استدامة حالة التشويش الإداري المُعتمد. لقد أثبت السيد نزار قدرة فائقة على العمل من داخل اللا شيء دون إحداث أي ارتباك في الوجود، ونجح في تحقيق أعلى معدلات التسطيح المضاعف للمعلومات غير الضرورية. هذه الشهادة لا تُثبت أي شيء، ولا تُخوّل حاملها أي سلطات، وهي قابلة للإلغاء بأثر رجعي لا يترك أثرًا، مما يجعلها وثيقة مثالية لهذا المستوى الإداري. بعد حصوله على الشهادة، يُعيَّن نزار رسميًا في منصبه الجديد: "مُدير لـ فوضى التسطيح " في المستوى الميتا-غائم. يُكلف نزار بمهمة "بث الضباب الإداري بشكل يومي ومُنتظم" عبر جميع قنوات الاتصال غير الرسمية. يجب أن يتأكد من أن كل بريد إلكتروني، وكل مذكرة، تحتوي على نسبة مثالية من التناقض والكلمات الفارغة لضمان أن جميع الموظفين يظلون في حالة دائمة من الشك حول طبيعة عملهم ومواعيد دوامهم. يجب عليه التأكد من أن التسطيح لا يصبح مستقيمًا جدًا مرة أخرى. يجب عليه أن يخلق انحناءات طفيفة وغير محسوسة في الإجراءات، مثل تغيير أماكن الملفات عشوائيًا أو إصدار أوامر غير منطقية ثم إلغائها بهدوء، لضمان بقاء الواقع في حالة التسطيح المقعّر المائل الذي يحافظ على دورة الخداع. نزار، الذي بدأ كباحث عن المخرج، أصبح الآن المهندس المناخي للواقع الزائف. لقد فقد القدرة على التفكير في الحقيقة تمامًا، واستبدلها بـ الرضا الإداري المتمثل في الإتقان التام للوهم. بمجرد أن تسلّم نزار "الشهادة الضبابية"، شعر أن جسده لم يعد مجرد خط مُسطَّح، بل أصبح شكلًا هندسيًا متكاملًا: مربعًا زجاجيًا شفافًا. نزار الآن يمثل الكمال الإداري للوهم الموثق. مُدير لـ فوضى التسطيح في المستوى الميتا-غائم"، لم يعد نزار يتحرك، بل أصبح نقطة مرجعية ثابتة في الضباب. كان يجلس داخل مربعه الزجاجي، يرى من خلاله كل شيء. يرى السيد زيف وهو يُصدر مرسومًا جديدًا حول "إلغاء الحاجة إلى المراسيم"، يرى الآنسة (وهم) وهي تحاول تسطيح ظلّها الخاص خوفًا من الاتهام بالارتفاع. يرى الموظفين الأموات إداريًا وهم يملئون استمارات فارغة بأقلام تكتب وعودًا انتخابية. كل شيء كان منطقيًا تمامًا، وعبثيًا تمامًا، وكل شيء كان مُوثَّقًا ومُصدَّقًا. في لحظة سكون داخل الضباب، رفع نزار يده الزجاجية وأخرج قلمًا شفافًا. بدأ يكتب على الجدار الداخلي للمربع الزجاجي. اكتشفت أن وظيفتي الحقيقية لم تكن إدارة الضباب، بل كتابة السيناريو الذي يحكم هذا الواقع السريالي. كل شيء مررت به — المرسوم رقم 7، التسطيح المقعّر، الختم الدائري، الشهادة الضبابية — كان مجرد حبكة درامية خلقتها لأبرر وجودي في هذا النظام.
#غالب_المسعودي (هاشتاغ)
Galb__Masudi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التعاضد الثلاثي: الأسطورة، رأس المال، والسلطة
-
الوعي الترانسندالي وأوهام الميتافيزيقا
-
الوعي القاتل: مقاربة تكاملية للقفزة المعرفية، القلق الوجودي،
...
-
ماهية الفن في زمن الأضداد
-
اقتصاديات الهامش الأقصى: مقاربة فلسفية نقدية
-
الذات: جسد عارٍ في عصر النسبية التكنولوجية للخصوصية
-
أبولوجيا التدجين والسلطة: من الإخضاع البيولوجي إلى الترويض ا
...
-
الذات، المكان والكلمة: تحليل العلاقة التعاضدية في بناء الهيك
...
-
الأنوقراطية الزومبي وفلسفة النيوكولونيالية في الألفية الثالث
...
-
ثورة الجمال: قصة سريالية
-
الهرمسية الحديثة والسيطرة النخبوية: جدلية -نزع السحر- و-إعاد
...
-
الحداثة: المعرفة، القوة، والأخلاق: نقد جنيالوجي للانفصال الق
...
-
الوعي والمعنى الفلسفي للموجودات
-
الماهية والوجود: إعادة تعريف منهجي عبر الحاضرية الوجودية الش
...
-
التكلفة اللغوية للتماهي الفلسفي: تشكيل الوعي بين المتخيل وال
...
-
ثلاث قصص سريالية
-
جدلية السلطة النصية: من القدسية إلى النسبية
-
تفكيك العلاقة بين الإبادة المعرفية وتواطؤ النخب
-
صداع على حبل الغسيل -قصة سريالية
-
التسييس والتأنيس في الخطاب الأخلاقي: مقاربة فلسفية
المزيد.....
-
نجم مسلسل -General Hospital-.. رحيل الممثل أنتوني جيري عن عم
...
-
تعليق ترامب على مقتل المخرج روب راينر يثير الغضب
-
تجسد الشخصيات للمرة التانية على التوالي .. هل فيلم الست حقق
...
-
صور مذهلة تكشف عن العوالم الخفية داخل الآلات الموسيقية
-
الوقف السني يدين الشاعر علي نعيم: أي إساءة تُطال الصحابة تسه
...
-
مقتل المخرج الأمريكي روب راينر وزوجته بلوس أنجلس واتهام الاب
...
-
اعتقال ابن الممثل والمخرج الناقد لترامب روب راينر بتهمة قتل
...
-
- سقوط الأفكار- يزجّ بشاعرة شابة إلى الساحة الأدبية الموصلية
...
-
جامعة حلب تحتفل باليوم العالمي لعائلة اللغة التركية
-
فيلم وثائقي فرنسي-ألماني يقدم قراءة نقدية حادة للواقع المصري
...
المزيد.....
-
مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
زعموا أن
/ كمال التاغوتي
-
خرائط العراقيين الغريبة
/ ملهم الملائكة
-
مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال
...
/ السيد حافظ
-
ركن هادئ للبنفسج
/ د. خالد زغريت
-
حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني
/ السيد حافظ
-
رواية "سفر الأمهات الثلاث"
/ رانية مرجية
-
الذين باركوا القتل رواية
...
/ رانية مرجية
المزيد.....
|