أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير حنا خمورو - مخرجة فيلم -بابا والقذافي-.. صنعت فيلما عن والدها السياسي الذي غيبه القذافي ومن ثم قتله















المزيد.....

مخرجة فيلم -بابا والقذافي-.. صنعت فيلما عن والدها السياسي الذي غيبه القذافي ومن ثم قتله


سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)


الحوار المتمدن-العدد: 8551 - 2025 / 12 / 9 - 14:06
المحور: الادب والفن
    


الفيلم عبارة عن رحلة بحث بنت عن الاب المفقود منصور رشيد كيخيا، ومحاولة إعادة بناء صورة الأب الذي تكاد لا تتذكره، حيث فقدته وهي بعمر 6 سنوات، وكشف غموض اختفاء والدها، وزير خارجية ليبيا السابق، وسفيرها لدى الأمم المتحدة، وتأثير غياب رب الأسرة على أفراد العائلة، وفهم علاقتها الملتبسة بوطنها ليبيا.
السرد يتم في هذا العمل -وهو أول فيلم للمخرجة- من وجهة نظر شخصية أولا، ومن ثم من خلال والدتها وشهادات عديدة لأشخاص عرفوا الشخصية المركزية، والدها، ومحاورة من عاصروه، مستخدمة الوثائق التاريخية، والأرشيف الفلمي وصور فوتغرافية، مع لقطات عائلية مؤثرة.

الاب هو منصور الكيخيا شخصية مثقفة، محام وسياسي له رصيد مهم من العمل الدبلوماسي على المستوى الوطني وفي المحافل الدولية، مما مكّنه ليكون لاعبًا مهمًا في المشهد السياسي الليبي خلال العهد الملكي وبعد اعلان الجمهورية العربية الليبية عام 1969 بقيادة معمر القذافي ورفاقه من الضباط. وعارض بقوة ممارسات نظام القذافي الإقصائية والقمعية، وحملات التصفيات الجسدية التي قادها النظام ضد معارضيه في الداخل والخارج. انشق منصور واستقال من منصبه كسفير دائم لليبيا في الأمم المتحدة، وانضم للمعارضة الليبية في الخارج، وشارك في العام 1986 في تأسيس التحالف الوطني الليبي ثم ترأسه. وأصبح قيادياً معارضاً، مؤسساً لمنظمةٍ لحقوق الإنسان.

يبدأ السرد مع الزوجة بهاء العمري كيخيا، حيث تقص حياة عائلتها في دمشق وكيف كان والدها معتقلا لسنوات من قبل نظام الأسد وهي طفلة، ثم سفرها الى نيويورك بعد فشل زواجها الاول وهي شابة مع ابنتيها والتقائها بمنصور وزواجها منه، ثم انتقالها للعيش معه بعد انشقاقه للعيش في باريس.

مع صعود نجم منصور وطرحه كزعيمٍ بديلٍ محتمل، بعد هجوم أمريكا العسكريّ على ليبيا، في 15 نيسان/ أبريل 1986؛ حيث نفذت القوات الجوية والبحرية الأمريكية غارات جوية أطلق عليها اسم عملية إلدورادو كانيون، ردًا على تفجير ملهى ليلي في برلين الغربية قبل عشرة أيام، قتل فيه جنديين اميركيين وامراة تركية وعدد كبير من الجرحى والذي ألقى الرئيس الأمريكي رونالد ريجان باللوم فيه على الزعيم الليبي معمر القذافي. وجه الرئيس الليبي أجهزة المخابرات لخطف منصور عندما كان نزيلاً في فندقٍ في القاهرة، التي كان يزورها للمشاركة في مؤتمرٍ لحقوق الإنسان. حدث ذلك يوم الجمعة 10 كانون الاول / ديسمبر 1993، وضع بعد اختطافه في أحد سجون طرابلس وظل معتقلًا حتى العام 1997.

يسلط الفيلم الضوء على رحلة والدتها "بهاء" التي استمرت 19 عامًا في محاولة للعثور على زوجها. قامت بحملة عربية ودولية للتذكير باختطاف منصور والمطالبة باطلاق سراحه و بالكشف عن مصيره، تحدثت في القنوات العربية والغربية وطرقت أبواب السياسييين والزعماء العرب والأجانب مطالبة ان يتحركوا ويضغطوا على نظام معمر القذافي لان كل المؤشرات تدل على ان من اختطفه من الفندق في القاهرة هي المخابرات الليبية.

وفي محاولاتٍ يائسةٍ منها للتمسك بما تبقى من آمال بإنقاذ حياة زوجها، تلجأ الزوجة الى تسجيل شريط فيديو لابنتها الطفلة "جيهان" ترسل عبره رسالةً تطالب فيها القذافي بإطلاق سراح والدها.

ثم تروي الزوجة بهاء العمري كيف اضطرّت للذهاب إلى الصحراء الليبية في منتصف الليل، ولقاء القذافي في خيمته وجهًا لوجه، تفاوضه وهي خائفة على حياتها منه، لكي يطلق سراح زوجها. ولكنه تحدث معها عن "قوة النساء الدمشقيات"، مشغلاً موسيقى سورية في خلفية المشهد، فأجابت انها حال كل النساء السوريات عبر التاريخ عندما يغيب الأب تَحلّ المرأة الأم محلّه، وفي نهاية المقابلة أكد لها بأنه نفسه لا يعلم مصير منصور، لكنه يستطيع في "أحلام اليقظة" أن يتصوره حيّاً. 

ولكنها بعد 19 عامًا اي بعد سقوط النظام، ومقتل القذافي في 20 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2011، واستيلاء المعارضين على مدينة طرابلس في 20 آب/ أغسطس 2011، تم العثور لاحقًا على جثمان زوجها في ثلاجة، بـ«فيلا» تابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية بطرابلس، بالقرب من قصر القذافي.

تقول المخرجة "لا أريد أن يختفي والدي مرة أخرى. أشعر برغبة ملحة في التغلب على فراغي في خضم الفوضى وعدم الاستقرار المستمرين في ليبيا، اللذين أخشى أن يدفنا هويتي الليبية في نهاية المطاف. في فيلمي الوثائقي "والدي والقذافي"، أبحث في ذكريات الآخرين محاولًا تكوين صورة أوضح عن والدي الذي لا أتذكره."

اما لماذا تناولت هذا الموضوع الخاص الذي يخصها وعائلتها؟
أجابت "يساعدني تصوير هذا الفيلم الوثائقي على فهم أهمية شخصية الأب وتأثير فقدانه على الأسرة والمجتمع وحتى على الوطن. لو كان والدي على قيد الحياة اليوم، لكان عمره 93 عامًا، ومشاركة قصته التي لم تُروَ هي أيضًا مشاركة لقصة ليبيا التي لم تُروَ بعد، قصة تمتد لما يقرب من 100 عام من التاريخ والسياسة الليبية. يمنحني إرثه فرصة فريدة للتواصل مع جيل والدي، ومع المسؤولين الحكوميين الليبيين السابقين وأعضاء المعارضة. ينتهز هؤلاء الرجال الفرصة للتأمل معي بصدق في ليبيا المفقودة ومستقبلنا. أتمنى لو أستطيع أن أسأل والدي: كيف انتهى بنا المطاف إلى هذا الحد؟ وكيف ستتحرر ليبيا من دوامة المشاكل هذه؟ بينما أُعيد بناء صورة والدي، أغرس بذرة علاقة أعمق وأكثر صدقًا معه، وأُطلق العنان لصوتي الخفي. بدلًا من حصر والدي في إطارٍ واحد كبطلٍ من الماضي، أبحث عن الرجل الكامن وراء الأسطورة، وأحاول إعادة دمجه في حياتي الحالية كإنسانٍ وأبٍ مُحب. يبدأ جرح اختفائه بالتحول إلى إمكانيات جديدة." ..."أُعيد التواصل مع والدي ومع ليبيا بشروطي الخاصة، كامرأةٍ منفتحة القلب. هذه إحدى الطرق التي آمل أن أحتضن بها والدي قبل أن يختفي تمامًا من ذاكرتي، وربما من ذاكرة ليبيا."

فيلم بابا والقذافي Baba Wa Al-Qadhafi وثائقي طويل ، سيناريو واخراج جيهان ك Jihan K قام بالتصوير السينمائي كل من جيهان وميكا ووكر ومايك ماكلولين، مونتاج أليساندرو دوردوني وكلوي لامبورن ونيكول هالوفا، والموسيقى لتياغو كوريا باولو. انتاج الليبي - الأميركي. مدة الفيلم 88 دقيقة.

كان اول عرض لفيلم " بابا والقذافي" بمهرجان فينيسيا السينمائي الثامن والثمانين لعام 2025، وخارج المسابقة ، وهو أول فيلم ليبي يُعرض في المهرجان منذ ثلاثة عشر عامًا. وشارك مؤخراً بمهرجان الدوحة السينمائي حيث توّج بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل كما عرض في المهرجان الدولي للـفيلم بمراكش.



#سمير_حنا_خمورو (هاشتاغ)       Samir_Khamarou#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجمة السينما الهندية -شبانة عزمي- ؛ شهرتها الواسعة لم تُبعده ...
- مسرحية -نمر الفرات الأزرق- اللحظات الأخيرة للإسكندر الاكبر ب ...
- رحيل الممثل الألماني أودو كير، الذي ادى شخصيات مرعبة في السي ...
- لقاءات الصدفة في الفيلم الياباني -السفر والحياة اليومية- للم ...
- زنديق فيلم يناقش فكرة الإيمان والمعتقد، بكليشيهات سينما الرع ...
- وفاة الممثل بيورن أندريسن الذي ظهر كمراهق جميل في الفيلم الت ...
- قضية بن بركة: كتاب يكشف تورط الموساد المباشر في اختطافه وتصف ...
- وفاة الممثلة الانكليزية سامانثا إيغار، الحائزة على جائزة افض ...
- أفتتح مساء يوم السبت الماضي الدورة السابعة عشرة لمهرجان لومي ...
- أنطفأت نجمة هوليوود الممثلة ديان كيتون، الحائزة على جائزة ال ...
- الكاتب المجري لازلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للاداب لعا ...
- جائزة نوبل في الأدب 2025: كريستيان كراخت، جيرالد مورنان، الك ...
- الاقتصاد الإسرائيلي يضعف بشكل متزايد بسبب عزلته الدولية
- توفيت المخرجة المجرية جوديت إليك Judit Elek، رائدة السينما ا ...
- نائبة فرنسية يسارية تنتقد، وتحلل خطة ترامب للسلام
- في إسرائيل، تواجه الأبحاث والجامعات موجة غير مسبوقة من المقا ...
- رحلة أيقونة السينما الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالي مع ال ...
- فيلم -البحر- وبطل فلسطيني يفوز بجوائز أكاديمية السينما الاسر ...
- رحيل أسطورة السينما الأمريكية روبرت ريدفورد
- الموتى- Las muertas مسلسل جديد على نتفليكس: مسلسل مرعب يتناو ...


المزيد.....




- فنان من غزة يوثق معاناة النازحين بريشته داخل الخيام
- إلغاء حفلات مالك جندلي في ذكرى الثورة السورية: تساؤلات حول د ...
- أصوات من غزة.. يوميات الحرب وتجارب النار بأقلام كتابها
- ناج من الإبادة.. فنان فلسطيني يحكي بلوحاته مكابدة الألم في غ ...
- سليم النفّار.. الشاعر الذي رحل وما زال ينشد للوطن
- التحديات التي تواجه التعليم والثقافة في القدس تحت الاحتلال
- كيف تحمي مؤسسات المجتمع المدني قطاعَي التعليم والثقافة بالقد ...
- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير حنا خمورو - مخرجة فيلم -بابا والقذافي-.. صنعت فيلما عن والدها السياسي الذي غيبه القذافي ومن ثم قتله