أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سمير حنا خمورو - نائبة فرنسية يسارية تنتقد، وتحلل خطة ترامب للسلام















المزيد.....

نائبة فرنسية يسارية تنتقد، وتحلل خطة ترامب للسلام


سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)


الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 16:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو أن بعض الأوربيون أكثر حرصا على فلسطين والفلسطينيين، بعد أن سمعنا ورأينا زعماء دول عربية واسلامية تبارك وتمنح ترامب كامل الحرية مع مجرم الحرب والابادة الجماعية في تصفية القضية الفلسطينية في "نكبة نهائية" .
وها هي نائبة فرنسية من حزب فرنسا الأبية اليساري ماتيلد بانو تكتب عن خطة ترامب وتشير إلى خطورتها على الشعب الفلسطيني وفلسطين. وتقوم بتفكيك هذه الخطة :

لا ينبغي أن يخدعنا تصفيق الغرب واستعراض الرئيس الأمريكي المُتباهى: فخطة ترامب لغزة مسرحية ساخرة وشريرة مُكرسة لمواصلة إبادة الفلسطينيين. ولسبب وجيه: لا تتضمن الخطة التزامات حقيقية لإسرائيل ولا ضمانات للفلسطينيين.

نحو احتلال دائم لغزة؟

إن غموض الخطة يفتح الباب أمام احتلال دائم لقطاع غزة من قبل إسرائيل، التي سوف تتمكن من الادعاء إلى ما لا نهاية بأن شروط انسحابها الكامل لم تتحقق.

لم يُحدد موعدًا نهائيًا محددًا لانسحاب الجيش الإسرائيلي، الذي يسيطر حاليًا على 82% من أراضي القطاع. اكتفى بوعده بانسحاب "مرحلي"، يحتفظ الجيش الإسرائيلي في نهايته بالسيطرة على الأقل على "محيط أمني" (غير معروف حجمه)، بالإضافة إلى جميع حدود قطاع غزة.

إن غموض الخطة يفتح الباب أمام احتلال إسرائيلي دائم لقطاع غزة، ما سيسمح لها بالدفع إلى ما لا نهاية بأن شروط انسحابها الكامل لم تتحقق. إذا كانت الخطة تنص على أن "الحرب ستنتهي فورًا" إذا التزمت حماس بشروط الاتفاق، فما مدى الثقة التي يمكن أن نمنحها في هذا الصدد لبنيامين نتنياهو، الذي خرق وقف إطلاق النار في آذار/ مارس الماضي، ثم فرض حصارًا شاملًا على قطاع غزة؟

السلطة السياسية المسلوبة من الشعب الفلسطيني.

لن يكون خضوع الشعب الفلسطيني عسكريًا فحسب، بل سياسيًا أيضًا. ولكن لن يكون للفلسطينيين أي رأي في هذه المسألة في أي وقت من الأوقات. هل يُمكننا أن نفكر جدياً في إمكانية تقرير مستقبل دولة دون مشاركة شعبها؟ إن إنشاء "لجنة تكنوقراطية غير سياسية" تحت وصاية "لجنة السلام" الاستعمارية الجديدة بقيادة ثنائي ترامب وبلير هو بمثابة بصقة أخرى في وجه الفلسطينيين، المُستبعدين تماماً من الحكومة المستقبلية لأرضهم، بينما ستتولى "قوة الاستقرار الدولية" بقيادة الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، فإن الأمم المتحدة، المؤسسة الشرعية الوحيدة، سوف تقتصر دورها على توزيع الطرود الغذائية.

الهدف (المخفي تقريبًا): إنهاء الإبادة الجماعية و... تحقيق الربح.

يعلم ترامب ونتنياهو جيدًا أن هذه الخطة، بصيغتها الحالية، غير مقبولة من الشعب الفلسطيني وحماس على حد سواء. ففي خطابٍ ساخرٍ ومرعب، يُنادي فيه ترامب نظيره الإسرائيلي "بيبي" ويشكره على "عمله الجيد"، يُعطي الرئيس الأمريكي نتنياهو تفويضًا مطلقًا، مُعلنًا استعداده "لإتمام المهمة" إذا لم تقبل حماس هذه الخطة. ويعني "إتمام المهمة" مواصلة الإبادة الجماعية بقتل الفلسطينيين واحدًا تلو الآخر. هذا الصباح فقط، قُتل 25 فلسطينيًا على يد إسرائيل، ليُضافوا إلى القائمة المروعة التي تضم 65 ألف قتيل و170 ألف جريح خلال ما يقرب من عامين. يعاني نصف مليون غزّي من المجاعة، ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فقد دُمّرت ضررت 92% من منازلهم. يفتقر سكان غزة إلى كل شيء: الماء والدواء والمواد الأساسية. الوضع لا يُطاق، إجرامي، ومروع. لكن هذا لا يهم: يقول ترامب إن نتنياهو يقوم "بعمل جيد".

تؤكد الخطة أن "إسرائيل لن تحتل غزة أو تضمها"، وأن "أحدًا لن يُجبر على مغادرة غزة، وسيكون من يرغب في المغادرة حرًا في العودة"، وأن "غزة ستُعاد إعمارها لصالح سكانها". أما قضية الضفة الغربية والمستوطنات، فلم تُطرح حتى.

مرة أخرى، ما مقدار المصداقية التي يمكننا أن نعطيها لدونالد ترامب، الذي أعلن في الرابع من فبراير/شباط، وهو جالس إلى جانب نتنياهو، أنه يجب تهجير 1.8 مليون فلسطيني وترك منازلهم وتصور ريفييرا شرق أوسطية مكان قطاع غزة؟

يتصور ترامب "خطة تنمية اقتصادية لإعادة إعمار غزة وإنعاشها"، ويؤكد أن "العديد من مقترحات الاستثمار المدروسة وأفكار المشاريع العقارية الواعدة قد طوّرتها جهات دولية حسنة النية". أما الرأسماليون، المتحمسون لفكرة استبدال غزة بمنتجع ساحلي، فيشعرون بالرضا. بدءاً من صهر دونالد ترامب، جاريد كوشنر، وهو نفسه مطور عقاري. سيسجل التاريخ أن زعيم القوة العظمى في العالم، الذي يملك القدرة على وقف إبادة جماعية، رأى في أنقاض فلسطين التي لا تزال مشتعلة مصدراً للأرباح الوفيرة. وفي هذه العملية، يفرض نموذجاً اقتصادياً ليبرالياً للغاية على الفلسطينيين.

ثقة عمياء بالجيش الإسرائيلي ؟!

ينصّ النص على أن "الجيش الإسرائيلي سينسحب بناءً على معايير ومراحل وجداول زمنية متعلقة بنزع السلاح يُتفق عليها بين الجيش الإسرائيلي وقوة حفظ السلام الدولية والولايات المتحدة". وهي عملية يُرفع فيها الجيش الإسرائيلي إلى مصاف الشريك وصانع القرار، رغم أنه يزرع الرعب و القتل والفوضى منذ عامين.

لكن هذا الوعد بنزع السلاح يفشل بالفعل، إذ يُصرّح نتنياهو بأن الجيش الإسرائيلي "سيبقى في معظم أنحاء غزة". كما يرفض رفضًا قاطعًا قيام دولة فلسطينية. ترامب نفسه ينتقد بشدة الدول الأوروبية التي "اعترفت بغباء بالدولة الفلسطينية" مؤخرًا، رغم أن هذا الاحتمال مُشار إليه في النقطة 19 من خطته. إذن، ما مدى مصداقية أقوال وأفعال رئيس الولايات المتحدة في التنفيذ الفعال لخطة السلام هذه؟

يجب تقديم جلادي الشعب الفلسطيني للعدالة.

وأخيرًا، لا يُخطط لأي إجراء قانوني بشأن جرائم الحكومة والجيش الإسرائيليين. يجب تقديم مُدبّري ومرتكبي الإبادة الجماعية للعدالة وإدانتهم، كما هو الحال دائمًا منذ عام 1945. فبدون العدالة، يستحيل التسامح مع الجرائم المرتكبة.

في ظل هذا المأزق، وفي مواجهة الدعم المُذلّ لرئيس الولايات المتحدة المُستمر ولرئيس دولة مُرتكب جرائم إبادة جماعية.

أين الاتحاد الأوروبي؟ أين فرنسا؟
على فرنسا وأوروبا أن تكونا على قدر الحدث التاريخي.

الاتحاد الأوروبي، الذي تقلص دوره الدبلوماسي في غزة إلى الصفر، يكتفي بتأييد خطة ترامب، دون أن يمتلك الجرأة لاقتراح حلٍّ حقيقيٍّ، بالتفاوض مع الطرفين. تتفاخر فرنسا بأنها كانت وراء خطة ترامب، وتقول إنها "مستعدة للعمل على تطبيق الخطة الأمريكية"، دون اتخاذ أي إجراءات للضغط على الحكومة الإسرائيلية. إنه لأمرٌ مخزٍ للغاية.

يجب أن تتوقف الإبادة الجماعية. يجب أن تصمت المدافع. يجب عودة الرهائن الإسرائيليين. يجب إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. لقد طال أمد التواطؤ الأوروبي والفرنسي. يجب فرض عقوبات اقتصادية ومالية وسياسية ودبلوماسية فورية على إسرائيل وجميع المسؤولين عن الإبادة الجماعية. وهذا من شأنه أن يشكل الأساس الحقيقي لخطة السلام.
الحرية لفلسطين والفلسطينيين



#سمير_حنا_خمورو (هاشتاغ)       Samir_Khamarou#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في إسرائيل، تواجه الأبحاث والجامعات موجة غير مسبوقة من المقا ...
- رحلة أيقونة السينما الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالي مع ال ...
- فيلم -البحر- وبطل فلسطيني يفوز بجوائز أكاديمية السينما الاسر ...
- رحيل أسطورة السينما الأمريكية روبرت ريدفورد
- الموتى- Las muertas مسلسل جديد على نتفليكس: مسلسل مرعب يتناو ...
- جوائز مهرجان دوفيل السينمائي : -الطاعون- يفوز بالجائزة الكبر ...
- ممثلون ومخرجون يتعهدون بعدم العمل مع مجموعات سينمائية إسرائي ...
- مهرجان تورونتو السينمائي الدولي جهز برنامجا واسعا من الافلام ...
- جوائز مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثاني والثمانيين: جائ ...
- مهرجان فينسيا السينمائي الدولي 2025: الثاني والثمانين
- أعلنت الروائية سالي روني في تحد، انها ستتبرع بالأموال الى -ف ...
- فاز الفيلم الياباني -السفر والحياة اليومية- للمخرج شو مياكي ...
- مهرجان تورنتو السينمائي الدولي يتراجع: سيتم عرض الفيلم الوثا ...
- وفاة ممثلة المسلسل التلفزيوني -الموتى السائرون- كيلي ماك
- دراكولا رواية برام ستوكر التي سحرت منتجي ومخرجي السينما منذ ...
- كاتب إسرائيلي ديفيد كروسمان يصف الوضع في غزة بـ-الإبادة الجم ...
- جورج كلوني يجسد شخصية الممثل الاميريكي الشهير جيي كيلي
- -ساحر الكرملين- فيلم سياسي عن الصعود السياسي لفلاديمير بوتين
- قصة حب بلا نهاية في الفيلم الصيني -تشرق الشمس علينا جميعًا- ...
- -صوت هند رجب- فيلم تونسي في مهرجان فينيسيا الثاني والثمانيين


المزيد.....




- زينب شفيق… زهرة القمر التي عادت إلى حلمها الأول في الثمانين ...
- علماء يصنعون أجنة من الحمض النووي لجلد الإنسان لأول مرّة
- من هم شباب حركة جيل زد 212 المغربية.. وما الذي يميزهم؟
- ألمانيا: إغلاق مهرجان أكتوبر مؤقتا في ميونخ بعد إبطال قنبلة ...
- التحدي والاستجابة الأردنية
- راتب.. طفل غزّي يحاول تعويض ساقه المبتورة بأنبوب بلاستيكي
- الاحتلال يقتحم طوباس وبلدة عقابا ويعتقل فلسطينيين بمخيم الفا ...
- لا تستهن بلغة العيون.. ماذا نخسر من إهمال التواصل البصري؟
- هل توغل الجيش الإسرائيلي داخل درعا واعتقل عناصر أمن سوريين؟ ...
- الحرس الثوري يلوح بزيادة مدى الصواريخ الإيرانية


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سمير حنا خمورو - نائبة فرنسية يسارية تنتقد، وتحلل خطة ترامب للسلام