ممثلون ومخرجون يتعهدون بعدم العمل مع مجموعات سينمائية إسرائيلية -متورطة في إبادة جماعية-.

سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)

الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 16:13
المحور: الادب والفن
    

انضم مئات العاملين في مجال السينما إلى مبادرة مقاطعة جديدة للمؤسسات والشركات والمهرجانات السينمائية الإسرائيلية

وقّع مئات الممثلين والمخرجين وغيرهم من العاملين في صناعة السينما على تعهد جديد يتعهدون فيه بعدم العمل مع المؤسسات السينمائية الإسرائيلية التي يقولون إنها "متورطة في الإبادة الجماعية والفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني".

"بصفتنا صانعي أفلام وممثلين وعاملين في صناعة السينما ومؤسسات سينمائية، فإننا ندرك قوة السينما في تشكيل المفاهيم"، هذا ما جاء في التعهد.
"في هذه اللحظة الحرجة من الأزمة، حيث تُمكّن العديد من حكوماتنا من وقوع المذبحة في غزة، يجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا لمعالجة التواطؤ في هذا الرعب المستمر".

ومن بين الموقعين صانعو الأفلام يورغوس لانثيموس المخرج اليوناني الفائز بجائزة الاسد الذهبي عن فيلم "مخلوقات فقيرة" "Pauvres Créatures" في مهرجان فينسيا عام 2023، وآفا دوفيرناي Ava DuVernay الاميركية التي حصلت على جائزة أفضل مخرج في مهرجان صاندانس السينمائي عن فيلم "وسط اللا مكان" Middle of Nowhere
ومخرج الأفلام الوثائقية البريطاني عاصف كاباديا Asif kapadia ، والمخرج وكاتب السيناريو والموسيقي بوتس رايلي Boots Riley
والمخرج والكاتب البريطاني الاميركي جوشوا أوبنهايمر Joshua Oppenheimer، مخرج فيلم الموسيقي "النهاية" The End، والممثلين؛ البريطانية أوليفيا كولمان Olivia Colman بطلة فيلم "الاب" The Father
والممثلة والمخرجة الشهيرة وعضوة لجان تحكيم في أهم المهرجانات العالمية تيلدا سوينتون Tilda Swinton، والممثل والمخرج والسينارست الاميركي مارك رافالو Mark Ruffalo، و الممثل والمنتج الاسباني خافيير بارديم Javier Bardem، والممثلة والمخرجة أيو إيديبيري Ayo Edebiri
والممثل والمغني البريطاني ريز أحمد Riz Ahmed ، والممثل البريطاني جوش أوكونور Josh O Connor الذي شاهدناه في فيلم "بلد الله" God s Own Country ، وفيلم "تاريخ الصوت" The History of Sound، والممثلة والناشطة الاميريكية سينثيا نيكسون Cynthia Nixon بطلة فيلم "الجنس والمدينة" Sex and the City، والفائزة بجائزة توني خلال مسيرتها المسرحية، والممثلة البريطانية الكبيرة جولي كريستي Julie Christie من اشهر افلامها "دكتور زيفاكو" Doctor Zhivago، والممثلة الاميريكية ايلانا كليرز Ilana Glazer، والممثلة والمخرجة البريطانية ريبيكا هول Rebecca Hall، والممثلة البريطانية إيمي لو Aimee Lou، والممثلة والمنتجة الاميريكية ديبرا وينر Debra Winger، والمخرج البريطاني كين لوتش Ken Loach ، والذي حاز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي مرتين، الاولى عن فيلم "الريح التي تهز الشعير" The Wind That Shakes the Barley.والمرة الثانية عن فيلم "أنا، دانيال بليك" I, Daniel Blake.

وقد وقع على التعهد 1200 فنان وفني في مجال العمل السينمائي بحلول ليلة الأحد .
يؤكد التعهد، الذي تمت مشاركته حصريًا مع صحيفة الكارديان البريطانية ، أنه مستوحى من المقاطعة الثقافية التي ساهمت في إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

يُلزم هذا الاتفاق الموقعين عليه بعدم عرض أفلامهم أو الظهور أو العمل مع ما يعتبروه مؤسسات متواطئة، بما في ذلك المهرجانات ودور السينما وهيئات البث وشركات الإنتاج. ومن أمثلة التواطؤ "تبييض أو تبرير الإبادة الجماعية والفصل العنصري، و/أو الشراكة مع الحكومات التي ترتكبهما".

"نحن نستجيب لدعوة صناع الأفلام الفلسطينيين، الذين حثوا صناعة السينما العالمية على رفض الصمت والعنصرية، وكذلك "فعل كل ما هو ممكن إنسانيًا" لإنهاء التواطؤ في قمعهم"، كما جاء في البيان.

نُشر هذا التعهد من قِبل مجموعة "عمال السينما من أجل فلسطين". وقال كاتب السيناريو ديفيد فار David Farr، وهو من بين الموقعين، في بيان: "بصفتي من نسل ناجين من الهولوكوست، أشعر بالحزن والغضب إزاء تصرفات الدولة الإسرائيلية، التي فرضت لعقود نظام الفصل العنصري على الشعب الفلسطيني الذي استولت على أرضه، والتي تُديم الآن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة. وفي هذا السياق، لا أستطيع دعم نشر أعمالي أو عرضها في إسرائيل. كانت المقاطعة الثقافية مؤثرة في جنوب أفريقيا. وستكون مؤثرة هذه المرة ايضا، ومن وجهة نظري، ينبغي أن يدعمها جميع الفنانين ذوي الضمير الحي.

يتناول أحد الأسئلة الشائعة المرفقة بالتعهد كيفية تحديد الكيانات السينمائية المتورطة، وينص على: "تواصل المهرجانات السينمائية الكبرى في إسرائيل (بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر مهرجان القدس السينمائي، ومهرجان حيفا السينمائي الدولي، ومهرجان دوكافيف، ومهرجان تل أبيب السينمائي الدولي) الشراكة مع الحكومة الإسرائيلية بينما تنفذ ما وصفه كبار الخبراء بالإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

ويضيف التقرير أن "الغالبية العظمى من شركات الإنتاج والتوزيع السينمائي الإسرائيلية، ووكلاء المبيعات، ودور السينما وغيرها من المؤسسات السينمائية لم تؤيد قط الحقوق الكاملة المعترف بها دوليا للشعب الفلسطيني".

ويشير التعهد إلى وجود "عدد قليل من الكيانات السينمائية الإسرائيلية غير المتواطئة" وينصح باتباع "المبادئ التوجيهية التي وضعها المجتمع المدني الفلسطيني".
ويوضح العاملون في صناعة السينما أيضًا في الأسئلة الشائعة أن التعهد لا يمنعهم من العمل مع الإسرائيليين كأفراد .

وجاء في البيان: "الدعوة موجهة إلى العاملين في مجال السينما لرفض العمل مع المؤسسات الإسرائيلية المتواطئة في انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان ضد الشعب الفلسطيني. هذا الرفض يستهدف التواطؤ المؤسسي، لا الهوية.
"وهناك أيضًا مليوني فلسطيني يحملون الجنسية الإسرائيلية، وقد وضع المجتمع المدني الفلسطيني مبادئ توجيهية حساسة للسياق لهذا المجتمع."

وهذه واحدة من أبرز جهود المقاطعة الثقافية التي أُعلن عنها ضد إسرائيل منذ بدء الهجوم على غزة، وتأتي بعد مرور ما يقرب من عام على إعلان أكثر من ألف كاتب عن تعهد مماثل. وتستدعي هذه الجهود مبادرة "صناع الأفلام المتحدون ضد الفصل العنصري"، التي أسسها المخرج والمنتج وكاتب السيناريو الاميركي جوناثان ديمي Jonathan Demme والمخرج الكبير مارتن سكورسيزي وغيرهما من صناع الأفلام البارزين في عام 1987 والذين رفضوا عرض أفلامهم في جنوب أفريقيا في عهد الفصل العنصري.

وفي بيان ردا على التعهد، قالت جمعية المنتجين الإسرائيليين إن "الموقعين على هذه العريضة يستهدفون الأشخاص الخطأ". لعقود، كنا نحن الفنانون ورواة القصص والمبدعون الإسرائيليون الصوتَ الرئيسي الذي يُتيح للجمهور سماعَ ورؤيةَ تعقيدات الصراع، بما في ذلك الروايات الفلسطينية وانتقادات سياسات الدولة الإسرائيلية. نعمل مع المبدعين الفلسطينيين، ونروي قصصنا المشتركة، ونعزز السلام وإنهاء العنف من خلال آلاف الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والأفلام الوثائقية، كما كتبوا في بيانٍ أُرسل إلى صحيفة الكارديان.
"هذه الدعوة للمقاطعة مضللة تمامًا. باستهدافنا نحن المبدعين الذين نمنح صوتًا للروايات المتنوعة ونعزز الحوار، فإن هؤلاء الموقعين يُقوّضون قضيتهم ويحاولون إسكاتنا. هذا العمل قصير النظر يهدف تحديدًا إلى القضاء على الجهود التعاونية الساعية لإنهاء العنف وتحقيق السلام. وأضافوا "لن نسمح بذلك وسنعمل على وقف جهودنا لإنهاء العنف وإحلال السلام العادل في منطقتنا لصالح الجميع".

تأتي الحملة الجديدة في خضمّ تزايد مبادرات صناعة الترفيه للاحتجاج على حرب إسرائيل على غزة. ففي وقت سابق من هذا الصيف، وقّع مئات الممثلين وصانعي الأفلام - بمن فيهم الممثل جواكين فينيكس Joaquin Phoenix الفائز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان عن فيلم "يوم جميل" A Beautiful Day وجائزة كولدن كلوب عن فيلم "الجوكر" Joker
والممثل الشيلي الاميريكي بيدرو باسكال Pedro Pascal الذي شاهدناه اخيرا في فيلم "المصارع 2 " Gladiator 2، والممثل والمخرج والمنتج الصربي البريطاني رالف فاينز Ralph Fiennes، والمخرج والسينارست والروائي المكسيكي الكبير كييرمو ديل تورو Guillermo del Toro
- رسالة مفتوحة تُدين ما وصفوه بصمت صناعة السينما تجاه الحملة العسكرية الإسرائيلية المميتة على غزة.

كان العديد من الشخصيات نفسها التي وقّعت على التعهد الجديد من بين مئات أعضاء نقابة ممثلي الشاشة الذين حثّوا قيادة النقابة العام الماضي على حماية أعضائها من إدراجهم في القائمة السوداء بسبب آرائهم بشأن فلسطين. ومؤخرًا، أوصت جمعية حقوق الممثلين النرويجية أعضاءها برفض العمل مع بعض المؤسسات الثقافية الإسرائيلية.

وفي الصيف الماضي، ذكرت مجلة فارايتي أن أكثر من 65 مخرجًا فلسطينيًا وقعوا أيضًا على رسالة اتهموا فيها هوليوود بـ "إهانة" الفلسطينيين على الشاشة على مدى عقود من الزمن. في تلك الرسالة، دعا صناع الفيلم زملاءهم الدوليين "إلى الوقوف ضد العمل مع شركات الإنتاج المتواطئة بشكل عميق في نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين، أو تبييض جرائم إسرائيل ضدنا وتبريرها". وقبل بضعة أشهر في مهرجان كان السينمائي، وقّع نحو 900 شخصية عريضةً للتنديد بـ"الصمت" على "الإبادة الجماعية" في غزة، بمن فيهم رئيسة لجنة التحكيم الممثلة الفرنسية جولييت بينوش Juliette Binoche، والمخرج الاسباني بيدرو ألمودوفار Pedro Almodóvar، وجواكين فينيكس Joaquin Phoenix، والممثلة الحائزة على جائزة الاوسكار سوزان ساراندون Susan Sarandon.
في الأسبوع الماضي، حظي فيلم "صوت هند رجب"، وهو فيلم جديد يتناول قصة طفلة في الخامسة من عمرها قُتلت على يد القوات الإسرائيلية في غزة العام الماضي، بتصفيق حار لمدة 23 دقيقة بعد عرضه الأول في مهرجان البندقية السينمائي. وكان براد بيت Brad Pitt والمخرج البريطاني اليهودي جوناثان كليزر Jonathan Glazer وفينيكس وروني مارا Rooney Mara وألفونسو كوارون Alfonso Cuarón من بين المنتجين التنفيذيين للفيلم.

#سمير_حنا_خمورو (هاشتاغ)       Samir_Khamarou#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل